لم يجد فيلم وول ستريت ترحيبا في الأوساط الصحافية على الرغم ان الصحافيين
والنقاد يحبون افلام اوليفر ستون ويعتبرونه في طليعة السينمائيين، لكنه
افتقد جراته المعتادة في تجاربه السابقة السياسية اوغير السياسية وبدا
فيلمه الجديد معتادا يفتقد الاقناع والحيوية، على الرغم من تلاعب البورصة
وما رافقها من ازمة مالية.
وفي فيلمه الجديد يخرج البريطاني عن افلامه السابقة او التي شاهدناها في
مهرجان كان، وخصوصا فيلمه الجميل والذي حصل عليه جائزة افضل اخراج عام 1993
او فيلمه الثاني "اسرار واكاذيب" و توج بالسعفة الذهبية عام 1996 . كما كان
قد قدم في عام 2002 فيلم "كل شيء او لاشيء" واتسمت افلامه الثلاثة بعنف
الحقيقة وما فيها من مواجهات شديدة بينما بدا نضجه اكثر حكمة واقل عنفا في
المواجهة كما بدا في الفيلم الذي حصل به على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان
البندقية عام2004 وزاد هدواءه تاملا اي اكثر ارتخاء، وهو مانراه في فيلمه
الذي شاهدناه هذه المرة "عام اخر" وفيه طمأنة السنوات المتراكمة وما فيها
من تقاطعات.
يلخص المخرج فكرة الفيلم بالكلمات التالية "ربيع، صيف، خريف شتاء، الحياة،
الصداقة، حب، استقواء، فرح، والم، امل، وخوف، الأخوة، الوحدة، ولادة، موت،
والزمن مر"، نعم الحكمة اصبحت مرتبطة بالشيخوخة، والفيلم وكانه لم يكتب
كسيناريو محبوك، بل انساق بشخصياته ومساراتها بحرية عفوية، على الرغم من
ذلك كان الفيلم ثقيلا في البداية، خصوصا في النصف الأول من الساعة، قبل ان
ينطلق في حيوية ناجحة.
كما ان الفيلم لا يملك ايقاع حيوية افلامه السابقة، وقدرتها على الاندهاش
والتشويق، لكنه يظل فيلما جميلا يدفع الى التامل. وربما لم تدفع فكرة هذا
الفيلم المنتجين الى تمويله رغم نجاحات افلام مايك لاي التجارية السابقة،
فميزانية هذا الفيلم من اقل ميزانياته، اذ لم تتجاوز 4، 8 مليون جنيه
استرليني اي اقل من 6، 2 مليون التي بلغها فيلمه السابق. الان ان مايك لي
اعتمد على نفسه واصدقائه الفنانين والتقنيين واحد منتجيه.
اما فيلم وودي الان فيتحدث وكعادته عن الجنس والحب والخيانات الممكنة او
القائمة في عدد من الشخصيات المتقاطعة وفي الفيلم سخريات لاذعة تثير الضحك؛
لكننا افتقدنا وودي الان لأنه لم يمثل فيه، كما لم نجد عالمه الشخصي جدا،
فاحداث الفيلم تجري في لندن لأنها ارخص من تصويرها في نيويورك حسب قوله،
فمن دون وودي الان ومن دون نيويورك لم يبق من فيلمه الا نصف وودي الان،
وحين يسال عن حضوره كممثل يقول لاذعا، حين امثل يجب ان اقبل البطلة، والان
يمكن ان يقبلها شخص اخر، هل يعني ذلك ان وودي الان لن يقبل بطلة فيلمه
القادم، اي كارلا ساركوزي زوجة الرئيس الفرنسي؟ كما تقول الأخبار.
ايا كان الأمر فان فيلم وودي الان الجديد خفيف الدم، ليس مزعجا وان لم يكن
من افلامه الناجحة الرائعة، وله جمهوره الذي يحبه، ويعجب بافلامه منذ كان
شابا.
من جهة اخرى اقام مهرجان ابو ظبي عشاء ساهرا، واعلن اطلاق صندوق دعم
للسينما العربية، وهو مبلغ صغير بالنسبة لامكانيات ابو ظبي ورغبتها في
مساعدة الفن السينمائي.
الى ذلك، صفق جمهور كان للزعيم الأمازوني راوني وهو يشارك في مهرجان كان
بملابسه المعتادة وشفتيه المستديرتين الغرائبيتين. وكان قد وصل الى باريس
قبل ايام والتقاه الرئيس السابق جاك شيراك كما صفق جمهور المهرجان وبحرارة
لعميد السينما المخرج البرتغالي مانويل دو اوليفيريا وهو يمشي بقيمته
الرشيقة مع زوجته وبطلي فيلمه الجديد "قضية انجليكا الغريبة".
وقدعرض هذا الفيلم في افتتاح تظاهرة "نظرة ما" وقد احتفى المهرخان ببلوغ
اوليفيريا عامه الاول بعد المائة وقد يكون اكثر السينمائيين تقدما في العمر
بل هو كذلك.
اما التصفيق الحار الشديد فكان لبطلات فيلم المخرج الفرنسي ماتيو امالريك
"الجولة" واللواتي مثلن عارضات استربتيز، وارتدين ملابس شفافة جدا، حتى
وكانهن عاريات، وقد اعجب النقاد بهذا الفيلم لحيويته وجماله وممثلاته
الأميركيات، لكنه رغم ذلك لا يرتقي مستوى التحف لفنية.
وخلافا للنجمات الجميلة اللواتي حضرن العروض، تميزت المخرجة الممثلة
الايطالية سابينا غوزانتي بجمالها واناقتها البسيطة المثيرة والتي قدمت
فيلما جدليا مثيرا ضد رئيس الحكومة الايطالية برلسكوني وطريقته في الحكم
واستخدامه للتلفزيونات التي يملكها للضحك على الجماهير الشعبية وانتخابه
بتاثير النزعات الاقليمية او الأهواء المحلية. عنوان فيلمها الفضائحي
المثير هو "دراكيولا، اهتزازات ايطاليا" والفيلم تسجيلي بدات بالتفكير به
بعد تخليها عن عملها التلفزيوني حيث كانت تمثل في القناة الثالثة
الايطالية، وبعدها قررت الالتزام بقضية التعبير والدفاع عن الظلم ومن ذلك
ذهبت الى لاكيلا بعد الهزة الأرضية التي خلفت دمارا فظيعا زاد من فظاعتها
مساعدات الحماية المدنية التي تحولت الى سرقات لكل شيئ ومن دون مراعاة
ضحايا تلك الهزات، وتحمل السرقات لنظام برلسكوني واساليبه.
يذكرنا هذا الفيلم بتقنية مايك مور وانتقاده السابق للحكم وانتقد وزير
الثقافة الايطالي عرض هذا الفيلم في المهرجان وعارض مقاطعته، الا ان ادارة
المهرجان اكدت انها لم توجه اية دعوة للوزير او لأي وزير لكنه اذا اراد
الحضور بامكانه الحضور.
وقد عرض الفيلم خارج اطار التنافس ضمن العروض الخاصة، ولقي تصفيقا حارا.
اما يوم الجمعة فكان احتفاء خاصا لاوليفر ستون وابطال فيلمه "وول ستريت
الثاني" وممثلوه وفي مقدمتهم مايكل دوغلاس وشيا لابوف. وعرض بدوره خارج
التنافس من العروض الخاصة وهو استكمال لفيلمه السابق الذي عرض عام 1987
والذي يحمل بدوره "وول ستريت" وادى بطولته مايكل دوغلاس ويحمل عنوانا جزئيا
"المال لاتنام ابدا ".
بهذا الفيلم يخرج غوردون جيكو من السجن بعد ثماني سنوات قضاها لينشر كتابا
عن تجربته وافكاره، وراج كتابه، وصار يوقعه في المحلات العامة، خلال السجن
طلقته زوجته، وابنه مات ـاما ابنته الوحيدة ويني ترفض الاتصال به والتحدث
معه وهي خلافا لأبيها مثالية تعيش علاقة حب مع شاب وسيم ذكي ينجح في
البورصة ويحاول المزج بين تلاعب البورصة والايمان بحماية البيئة باعتبارها
تسمح بالطاقة المتجددة، وهو من الشباب الأذكياء الذين يصبحون اغنياء
واعمارهم اقل من ثلاثين سنة، ويملك هذا الشاب الذي يمثله شيا لابوف صداقة
قوية مع صاحب بنك كبير كان يتعاون معه، ويعتبره استاذا له، لكن هذا الاستاذ
رغم خبرته وحنكته وثروته سرعان ما يقع في الفخ بتواطؤ مع مجموعة من البنوك
وبتلاعب البورصة لاجبار الشاب على بيع ارصدته بسعر هزيل جدا لا يتجاوز
ثلاثة دولار واحد عن كل سهم وبهذا الانهيار المدمر ينتحر بالارتماء امام
عجلة الميترو، الأمر الذي يدفع صديقه الشاب للانتقام من الذين دفعوا صديقه
الى الفخ والانتحار، وفي مقدمتهم الذين اشرفوا على العملية وصاروا اثرياء
جدا، باسقاطهم في فخ التلاعب البورصي بدورهم.
من جهته يحاول الشاب البطل التعرف على والد زوجته وحين يعرف والده عن
هويتها سعيا عن علاقة معها ومع هذه العلاقة يخبر ابنته وصديقها بانه ترك
لها مبلغ مائة مليون دولار في اطار تعاونية البيئة المتجددة، ويصدق الشاب
لكن يعرف ان والدها حول هذا المبلغ بواسطة تعاونية البيئة المتجددة لنقلها
في الحقيقة الى حسابه. وتكتشف الشابة ان صديقها ووالدها اخفيا عنها
الحقيقة، فغضبت ازاءهما وابتعدت عن صديقها، رغم انها كانت حاملا.
وفي محاولة لاعادة الحقيقة يحاول الشاب استرداد المبلغ مقابل اخبار والدها
بانها تنتظر ولدا لهما لكن الأب يرفض هذه المقايضة، اذ انتقلت ثروته غير
مبالغ بحال ابنته وصديقها المنفصلة عنه، الأمور لم تنته بهذا الشكل،
فالفيلم انتهى بنهاية سعيدة، وسعيدة جدا، لأن الشابين العاشقين المنفصلين،
وامام حاجزهما المرتبك، يجدان انفسهما امام الأب العائد، والذي يعرض لهما
نقل مائة مليون دولار مقابل السماح لهما بان يكون حفيده. الفيلم ثرثار
ومشوق لولا هذه النهاية البسيطة والساذجة، والتي لاتقدم قراءة جديدة،
والفيلم غني بالحضور القوي وخصوصا النجم شيا لابوف، بالطبع اوليفر ستون ليس
بحاجة التنافس فالفيلم يملك مواصفات النجاح التجاري.
إيلاف في
15/05/2010
ثقافات / سينما
البيانات المناهضة أو المساندة للأفلام والشخصيات بمهرجان
كان
إعداد نبيلة رزايق من الجزائر
"إرضاء الجميع غاية لا تدرك" هذا ما يمكن قوله في ظاهرة البيانات المناهضة
أو المساندة للأفلام والشخصيات بمهرجان كان في دورته لهذه السنة ومن بين
هذه البيانات ما نقلته وكالات الأنباء العالمية على لسان المخرج الجزائري
رشيد بوشارب الذي توجهة يوم الخميس الماضي برسالة إلى الدورة الثالثة
والستين من مهرجان قال فيها "منذ ثلاث أسابيع ثار جدل حول فيلمي "الخارجون
عن القانون" قبل أن يعرض في المهرجان، والغريب أن المشاركين في هذا الجدل
لم يشاهدوا الفيلم أصلا"، ليستطرد قائلا"وأمام هذه الشكوك وحرصا مني على
تهدئة الأجواء رأيت من الواجب توضيح شيئين".
الشيء الأول "الخارجون عن القانون" فيلم خيالي، يروي قصة ثلاثة إخوة
جزائريين وأمهم على امتداد 35 عاما، من منتصف سنوات الأربعينيات و حتى
استقلال الجزائر في 1962، ثم أضاف "يجب أن يكون ممكنا أن تتطرق السينما إلى
كل المواضيع، وهو ما أفعله كمخرج، دون أن أفرض على أحد مقاسمتي أحاسيسي.
وبعد العرض سيكون الموعد مع النقاش العام، ونظرا لارتباطي الوثيق بحرية
التعبير فإنني أعتبر بأنه من الطبيعي أن يعارض البعض فيلمي، لكنني أتمنى أن
يتم التعبير عن تلك المعارضة في إطار هادئ".
وانتهى بوشارب إلى التعبير عن تشرفه بعرض فيلمه في "أرقى مهرجان سينمائي في
العالم"، كما تمنى أن يتم العرض في إطار من الاحترام المتبادل. جاء هذا
البيان بعد موجة الاستياء التي رافقت قرار إدراج الفيلم بالمنافسة الرسمية
للمهرجان منذ الإعلان عليه بالندوة الصحفية لمهرجان كان في 15 من هذا الشهر
وتواصلت بدعم من الطبقة السياسية والثقافية المتطرفة بفرنسا حتى أن بلدية
كان أعلنت عن استقبالها لبيانات تهديد بعرقلة العرض يوم 21 ماي الجاري
ومن ابرز البيانات بمهرجان كان في دورته الـ 63ما تعرض له البيان الذي
حرر ضد المخرج الروسي ميخالكوف الذي يشارك بفيلمه الجديد «الشمس الخادعة 2»
في المسابقة الرسمية لـ «كان» لان زملاؤه المخرجون والسينمائيون الروس
حرروا هم أيضا بيانا وأرسلوه لإدارة مهرجان كان وتأتي هذه خطوتهم في إطار
المعركة التي يخوضوها هؤلاء السينمائيين ضده في موسكو باعتباره - ميخالكوف
- صار من المتواطئين مع السلطة الحاكمة في الكرملين، وآنه يلعب الدور نفسه
الذي كان يلعبه المخرج الستاليني بوندارتشوك، أيام سلطات الحزب الشيوعي،
حيث كان هذا الأخير عقبة في وجه كل تجديد سينمائي ولا سيما في عهد بريجنيف.
والبيان الذي ارسل الى «كان» يهاجمون فيه تسلط ميخالكوف مفسرين الأسباب
التي دفعتهم الى الاستقالة من اتحاد السينمائيين الذي يرأسه.
ومن أشهر المواقف المناهضة أيضا ما نشره المخرج الإيراني عباس كياروستامي
قبل انطلاق الدورة الـ 63 في بعض الصحف الإيرانية وكانت عبارة عن رسالة
مفتوحة للتضامن مع المخرج جعفر بناهي المعتقل حالياً في إيران. حيث ذكّر
كياروستامي في هذه الرسالة بالظروف التي تحيط بعمله في إيران، وأشار إلى
أنه يحقق أعماله بموازنة ضئيلة، وإلى أن توجهه نحو الخارج لإنتاج أفلامه لم
يكن إلا ضرورة جاءت رغماً عنه. كما قال إنه فقد الأمل برؤية أفلامه معروضة
في بلده. وخلال حفل الافتتاح، أبقى أعضاء لجنة تحكيم المهرجان هذه السنة
على مقعد فارغ رمزياً مخصص للمخرج الإيراني جعفر بناهي الذي دعي للمشاركة
في اللجنة ومن ابرز الاصوات السياسية التي دعت الى اطلاق سراحه وزير
الثقافة الفرنسي.
من ناحية أخرى اعترض الإرهابي كارلوس من محبسه في باريس على فيلم سينمائي
فرنسي اعتبره كارلوس يسيء إلى سمعته، وكان كارلوس المسجون في فرنسا منذ عام
1994 بتهمة الإرهاب، قد رفع قضية مستعجلة لمنع عرض الفيلم غير أن القضاء
المستعجل رفض طلبه. لم ييأس كارلوس ولجأ للقضاء من جديد لكن هذه المرة
للمحكمة العليا بباريس آملا في منع الفيلم من العرض على الشاشات.
وذكرت المجلة أن كارلوس اعترض على تضمن الفيلم لبعض الجرائم التي اعترف
كارلوس بالقيام بها دون أن يصدر ضده فيها أحكاما بالإدانة معتبرا أنه ما لم
يدينه القضاء في هذه الجرائم فلا يحق لأحد اتهامه بارتكابها بما فيها عملية
أوبك.
واعترض كارلوس على اتهام الفيلم لصدام حسين بتمويل عملية (أوبك) مؤكدا أن
صدام برئ من هذه التهمة وأنه حصل على تمويل العملية من زعيم آخر.
ورد ريتشارد مالكا محامى مخرج الفيلم على اعتراضات كارلوس لافتا إلى أن
كارلوس يريد حقوقا أكثر من حقوق ضحاياه متهما في نفس الوقت كارلوس بانتهاك
الحرية الفنية عندما يطالب بفرض رقابة على الفيلم الذي برع في تمثيله
الممثل إدجار راميريز.
أما ابرز المقاطعين للمهرجان فهم بعض وكالات الإنباء العالمية التي اعترضت
على احتكار التغطية التلفزيونية للمهرجان من طرق كنال + ومن ابرز الشخصيات
الرسمية المقاطعة وزير الثقافة الايطالي (ساندرو بوندي) احتجاجا على فيلم
وثائقي ايطالي ينتقد تعامل رئيس الوزراء (سيلفيو برلسكوني) مع كارثة
الزلزال التي أودت بحياة كثيرين العام الماضي.
إيلاف في
15/05/2010
ثقافات / سينما
كارلوس يتحدث عن "تزوير" للتاريخ ومشاهد "سخيفة" في فيلم عن
سيرته
أ. ف. ب. / باريس
ايليتش راميرس سانشيز المعروف باسم كارلوس لم ير سوى مقاطع من فيلم حول
سيرة حياته يعرض الاربعاء في مهرجان كان، لكنه حمل بقوة على هذا العمل
معتبرا انه "يزور التاريخ" ويتضمن مشاهد "سخيفة". وقال كارلوس الذي كان احد
اكبر وجوه الارهاب في سبعينات وثمانينات القرن الماضي "قرأت السيناريو وفيه
تزوير متعمد للتاريخ واكاذيب". ويمضي كارلوس الملقب "ابن اوى" في سجن بواسي
(غرب باريس) عقوبة بالسجن مدى الحياة صدرت في 1997 بعد ادانته بتهمة قتل
شرطيين ومخبر للشرطة العام 1975 في باريس. وتحدث كارلوس الذي اعتنق الاسلام
خلال اتصال بمكتب محاميته ايزابيل كوتان بيري المتزوجة منه، خصوصا عن عملية
احتجاز الرهائن خلال اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) في فيينا
العام 1975. واوضح كارلوس ان العملية كانت بايعاز من الزعيم الليبي العقيد
معمر القذافي وليس كما يشير الفيلم من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
واضاف "في الفيلم يجعل انيس نقاش (ناشط لبناني سابق يقول كارلوس انه كان
"مساعده") يقول ان صدام حسين خطط لهذه العملية. انا مصدوم هذا امر مشين
ونحن نعرف على لسان نقاش شخصيا انه لم يلتق" القيمين على الفيلم. وقال
كارلوس (60 عاما) الذي بينت محاميته صورة له تظهره بشعر اشيب وسترة رياضية
وبنطال جينز فاتح اللون ويحمل سيجارا انه لم ير الفيلم بالكامل بل اطلع فقط
على ما تناقلته وسائل الاعلام و"مشاهد" بثها التلفزيون. واعتبر ان "اظهار
رجال مصابين بالهستيريا يحملون رشاشات ويهددون اشخاصا عزل" امر "سخيف
كليا". واضاف كارلوس الذي كان يؤكد انه في خدمة القضية الفلطسينية او
الكتلة الشيوعية في تلك الفترة ان "الامور لم تكن هكذا. كنا محترفين كنا
فرق كوماندوس رفيعة المستوى". وكارلوس مسجون في فرنسا منذ توقيفه في
السودان في آب/اغسطس 1994.
وسيحاكم قريبا في باريس على الارجح في ايار/مايو 2011 على حد قول محاميته،
في اطار اعتداءات اخرى منسوبة اليه مثل الاعتداء على قطار باريس-تولوز "لو
كابيتول" في اذار/مارس 1982 (خمسة قتلى) وتطويق مجلة الوطن العربي في باريس
في نيسان/ابريل 1982 (قتيل واحد) والاعتداء في محطة سان شارل في مرسيليا
(قتيلان) وعلى قطار سريع في تان-ليرميتاج في جنوب فرنسا (ثلاثة قتلى) في
كانون الاول/ديسمبر 1983.
وفيلم "كارلوس" من اخراج اوليفييه اسايس وانتجته محطة "كانال بلوس" المشفرة
وسيعرض الاربعاء في كان. ورأت المحامية ان الفيلم يمس بمبدأ "افتراض
البراءة". وقبل انجاز الفيلم كانت المحامية قد طلبت من القضاء منح موكلها
حق الاطلاع على الفيلم. الا ان طلبها رفض اذ اعتبرت المحكمة ان اجراء كهذا
"مخالف تماما لحرية التعبير".
لكن المحامية لا تزال على موقفها. وهي تدرس حاليا الالتماسات التي يمكنها
اللجوء اليها بعد بث الفيلم على صعيد "الحقوق" من جهة و"انتهاك سرية
التحقيق" من جهة اخرى. وقالت المحامية كوتان-بيير على سبيل الدعابة انها
تنتظر "دعوة الى كان" لتصعد سلالم قصر المهرجانات الى جانب ادغار راميريس
الممثل الفنزويلي الشاب الذي يؤدي دور كارلوس في الفيلم. واكد كارلوس انه
لا يحتج دفاعا عن نفسه بل دفاعا "عن رفاقي شهداء الثورة". وختم يقول "فقد
سبق وتناولتني شخصيا افلام وكتب في الماضي تضمنت اخطاء كثيرة عني".
إيلاف في
15/05/2010 |