قبل أيام، أعلن مهرجان كان السينمائي الدولي برنامج دورته الثالثة
والستين التي ستنعقد بين 12 و23 أيار/مايو الجاري. الاعلان الذي ينتظره
عاملون في قطاع السينما من مخرجين ومنتجين وسواهم فضلاً عن نقاد وصحافيين
وأيضاً هواة سينما، يحمل دائماً الترقّب. ولكن الأخير سمة مستمرة للمهرجان.
إذ ما إن تزول مفاجأة الاعلان عن البرنامج، حتى ينطلق ترقب الأفلام ومن
بعدها الجوائز. قبل اشهر، كانت ادارة المهرجان قد أعلنت تولي المخرج
الأميركي تيم بورتن مهام رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية. ينضم اليه في
عضويتها كل من: الممثلة الاميركية كايت بيكينسايل، الممثلة الايطالية
جيوفانا ميتزوغيورنو، المدير السابق لمهرجان البندقية ورئيس المتحف الوطني
للسينما في ايطاليا ألبرتو باربيرا، الكاتب والمخرج الفرنسي ايمانويل كارير،
الممثل البورتو ريكي بينيسيو ديل تورو، المخرج الاسباني فيكتر ايريس
والمخرج والممثل الهندي شيخار كابور. أما لجنة تحكيم "سيني-فونداسيون"
والافلام القصرة فيرأسها المخرج الكندي الارمني آتوم ايغويان، فيما ترأس
لجنة تحكيم "نظرة ما" المخرجة الفرنسية كلير دوني. كذلك اعلن المهرجان في
وقت سابق ان فيلم الافتتاح سيكون "روبن هود" لريدلي سكوت.
يتضمن البرنامج الرسمي للمهرجان افلام المسابقة، خارج المسابقة، نظرة
ما والعروض الخاصة.
في المسابقة الرسمية، يتراجع عدد الافلام المتنافسة على السعفة الذهب الى
ستة عشر فيلماً هذا العام مقابل ثمانية عشر فيلماً على أقل تقدير خلال
السنوات الفائتة. معظم الاسماء معروف: أليخاندرو غونزاليس ايناريتو (Biutiful)، عباس كياروستامي (،سخة طبق الأصل)، تاكيشي كيتانو (غضب
Outrage)،
مايك لاي (سنة أخرى
Another Year)،
دوغ ليمن (لعبة عادلةFair Game
)، نيكيتا ميخالكوف (utomlyonneye solnstem 2)،
برتران تافارنييه (la Princesse
de Montpensier). ينضم الى هؤلاء في المنافسة: الجزائري الفرنسي رشيد بوشارب
(الخارجون على القانون)، التشادي محمد صالح هارون (رجل يصرخ
A Screaming Man)، الفرنسيان كزافييه بوفوا (رجال وآلهة) وماتيو امالريك (جولة)،
التايلاندي أبيتشاتبونغ فيراسيتاكول (Uncle
Boonmee Who Can Recall His
Past Lives)، لي تشانغ-دونغ (شعر)، دانييل لوتشيتي (لانوسترافيتا)، سيرغي
لوزنيتسا (فرحي) والاوكراني (في مشاركة اوكرانية اولى في المسابقة) ايم
سانغسو (الخادمة).
في فئة "نظرة ما"، يعرض ثمانية عشر فيلماً من بينها:
Angelica للبرتغالي مانويل دي اوليفيرا المعمر الاكبر بين السينمائيين،
Film Socialisme
للفرنسي جان-لوك غودار،
Return to the Dogs
للودج كيريغن،
Aurora
للروماني كريستي بيو.
خارج المسابقة،
sيعرض وودي آلن آخر أفلامه
You Will Meet a Tall Dark
Stranger،
ستيفن فريرز
Tamara Drewe
واوليفر ستون
Wall Street-Money Never Sleeps. وفي العروض الخاصة سبعة أفلام من بينها:
Inside Job لتشارلز فيرغوسن،
Nostalgia for
the Light
لباتريسيو غازمن،
Chantrapas
لأوتار يوسيلياني.
وتجدر الاشارة الى ان المهرجان قام بتحديث موقعه الالكتروني الذي اصبح
متاحاً بثماني لغات من بينها العربية.
المستقبل اللبنانية في
23/05/2010
مهرجان
كانّ 63: عباس لن يُرجَم بالحجر وسيرة كارلوس
تُفرَض فرضاً
هوفيك حبشيان
ثلاثة أسابيع ثم تنطلق الدورة الـ63 لمهرجان كانّ
السينمائي (12 – 23 أيار) الذي يرأس لجنة تحكيمه تيم برتون. الاعلان عن
التشكيلة
الرسمية التي رُفع النقاب عنها الخميس الماضي، وضع حداً
للشائعات والتأويلات
المتداولة في الأوساط السينمائية. التخمينات المتمحورة حول "مَن سيشارك بأي
فيلم؟"
بات تقليداً سنوياً يطل برأسه كل سنة مباشرة بعد انتهاء مهرجان برلين، لشحن
جوّ
الترقب الذي يهيمن على الأسابيع التي تسبق انعقاد المهرجان،
وهو ثاني أكبر حدث
أعلامي بعد المونديال. لكن، ثمة مشكلة جديدة ستعكر صفو كانّ هذه السنة، اذا
لم يوجد
لها حل سريع، متمثلة في المقاطعة التي أعلنتها بعض وكالات الأنباء المهمة
رداً على
قرار ادارة المهرجان وضع شروط مجحفة تشمل تغطيتهم للمهرجان.
أياً يكن، أفرغ جيل
جاكوب وتييري فريمو
في مؤتمرهما الصحافي ما تراكم في جعبتهما، طوال الاشهر الـ12
الماضية. هذه القائمة، وإن لم تحمل الينا مفاجآت كبيرة، تمنح
على الأقل الشعور
بأنها على قدر عال من التماسك، وإن بدا تراجع واضح لأفلام الـ"جانر" التي
سادت
العام الماضي لمصلحة سطوع نجم سينما المؤلف القاسية والخالصة. اللافت أيضاً
طول
الأفلام المتسابقة، اذ هناك 8 من أصل 16 فيلماً، يتجاوز طولها
الساعتين، ما يثير
عادةً تململ الصحافيين والنقاد المضطرين الى متابعة كل أفلام التشكيلة
الرسمية التي
يبلغ عددها 47.
في المسابقة الرسمية لم يُعلن الى الآن سوى 16 فيلماً، علماً
ان الأفلام المتسابقة على "السعفة" تتخطى عادة الـ20، لكن عدم جهوزية بضعة
أعمال
مهمة، كـ"شجرة الحياة" لتيرينس ماليك، أرغم الادارة على ترك بضعة مقاعد
شاغرة ريثما
ينتهي المخرجون من وضع اللمسات الأخيرة.
نلاحظ أصنافاً عدة من المشاركين في
مسابقة هذه الدورة. هناك أسماء الصف الأول، من تاكيشي كيتانو
الى مايك لي، فبرتران
تافيرنييه (العائد الكبير الى كانّ مع فيلم تدور حوادثه في حقبة زمنية
سابقة)
ونيكيتا ميخالكوف، مروراً بعباس كيارستمي
الذي نُقل عنه مراراً عدم رغبته في
المشاركة في اي مسابقة. لكن مَن يدّعي مقاومة مغريات كانّ فليرجم زميله
بالحجر!
هناك الصنف الثاني، هو ذاك الذي برز وأثبت نفسه طوال العشرية الأخيرة،
وكانت انطلاقته الحقيقية من كانّ، وهؤلاء محسوبون دائماً على المهرجان وإن
عرّجوا
على منصات أخرى، بين الفينة والفينة، ويمكن وصفهم بالأبناء
المدللين، مع اختلاف
اعمارهم: اليخاندرو غونزاليث ايناريتو، محمد صالح هارون، لي تشانغ دونغ،
ابيشاتبونغ
فيراسيتاخول، و... كزافييه بوفوا، الذي يعود الى حضن المسابقة بعد عقد ونصف
عقد من
نيله جائزة عن رائعته "لا تنس انك ستموت"، لكن هذه المرة مع قضية تعجب خاطر
كل من
يأتي عادة الى الكروازيت بحثاً عن مواضيع فضائحية. يعود بوفوا الى صفحة
سوداء من
الحرب الأهلية الجزائرية من خلال قصة سبعة رهبان ساد الاعتقاد
انذاك انهم قتلوا على
ايدي جماعات اسلامية متطرفة، لكن بدا في ما بعد ان الجيش الجزائري هو
المسؤول عن
مقتلهم. لدواعٍ أمنية، لم يصور هذا الفيلم المعنون بـ"رجال وآلهة" في
الجزائر، انما
في المغرب، حيث تولى ميشال بارتيليمي، مصمم ديكور "نبيّ" جاك أوديار، اعادة
إحياء
المكان الاصلي. وينضم الى هؤلاء رشيد بوشارب بفيلمه الجديد "خارجون على
القانون"
الذي يعود ويتابع من حيث قد وصلت اليه قصة الجنود الافارقة في "بلديون".
فريق
الممثلين نفسه الذي نال قبل 4 سنوات الجائزة الجماعية لأفضل تمثيل، يعود
بهذا
الفيلم الذي نجد فيه بعض هواجس بوشارب، منها البحث الأبدي عن
الجذور والهوية. على
الفيلم أن يعبر أولاً عتبة الاتهام الملصق به منذ الآن، وهو دفاعه عن "جبهة
التحرير
الجزائرية" والنشاط الذي كان لها في فرنسا خلال الحقبة الاستعمارية،
والمفارقة ان
الفيلم انتاج مشترك بين فرنسا والجزائر!
دائماً في المسابقة، تبقى الاشارة الى
صنف ثالث من المخرجين المشاركين، مؤلف من طارئين على المسابقة
(دوغ ليمان، صاحب
الأفلام التجارية، وهو الفيلم الأميركي الوحيد الى الآن) أو سينمائيين كانت
لهم حتى
الآن تجارب تمهيدية، وهذه حال الممثل الموهوب جداً ماتيو أمالريك، والمخرج
الروسي
سيرغي لوزنيتسا. اما خارج المسابقة، تحديداً في قسم "نظرة ما"،
فيشارك كل من وودي
آلن وأوليفر ستون وستيفان فريرز ولودج كيريغان ومانويل دو
أوليفيرا و... نجم
المهرجان الأول جان لوك غودار الذي يأتي الى كانّ بـ"اشتراكية"، مسبوق
دائماً
بصيته، على أمل ألا يحدث ما حدث قبل سنوات خلال عرض فيلمه "موسيقانا" من
هرج ومرج
وتقاتل على باب الصالة خلال عرض الصحافة. في انتظار الغوص في اعماق هذه
التشكيلة،
فضائح عدة تلوح في الأفق (هل يجوز أن تُعقد دورة من كانّ بلا
فضائح؟)، منها اصرار "كانال
بلوس" على ادخال سيرة كارلوس الإرهابي التي أفلمها أوليفييه أساياس الى
البرمجة (فيلم ملحمي صوّر للتلفزيون). ارهاب من نوع آخر يبدو ان الإدارة
اذعنت له.
(hauvick.habechian@annahar.com.lb)
النهار اللبنانية في
22/05/2010 |