مجموعة أفلام خليجية قصيرة اختيرت للمشاركة في المسابقة
الرسمية لمهرجان الخليج السينمائي، طبعة ثالثة (8-14 الجاري)، الذي يبدأ
هذا المساء
في امارة دبي. من جملة ما يتباهى به المهرجان في البيان الصحافي المنشور
على الموقع
الرسمي، عرض أول فيلم خليجي قصير انجز بتقنية الابعاد الثلاثة ضمن هذه
التظاهرة
التي بات يعوّل عليها حاملو همّ مستقبل الفيلم الخليجي. جرياً للعادة،
سيقدم
المهرجان جوائز مالية للأفلام الثلاثة الفائزة تصل قيمتها إلى 60 ألف درهم
إماراتي،
إضافة إلى جائزة خاصة من لجنة التحكيم بقيمة 20 ألف درهم للفيلم الذي سيبرز
الموهبة
الواعدة التي تحتاج اليها السينما الخليجية. مجموعة رهانات متشابكة اذاً
أمام
المشاركين في هذا الموعد الذي بات ثابتاً.
مسعود أمر الله آل علي، أحد أهم
السينيفيليين في الخليج، يترأس الادارة الفنية لمهرجان دبي السينمائي
الدولي، وهو
أيضاً يتربع على عرش هذا المهرجان. في كلام له، أثنى على مدى تطور الصناعة
السينمائية في منطقة الخليج، فهي بحسبه صناعة تعبّر عن الإمكانات الكبيرة
التي
تتمتع بها المواهب الشابة عبر أطروحات سردية مهمة تستفيد من الفن السينمائي
بوصفه
من أكثر وسائل التعبير الإبداعي قدرة على إحداث تغيير إيجابي في المجتمع.
طبعاً،
هذا الكلام في حاجة الى مناقشة جدية، تفادياً للبقاء عند العناوين العريضة
التي
غالباً ما تأخذنا الى غير المكان الذي نريد الذهاب اليه. فما بات يُعرف
بالسينما
الاماراتية، هي مغامرة فتية لا تزال في بداية مشوارها. لا أكثر ولا أقل.
القول بعكس
ذلك، يعني استجابة نوع من زجل وتطبيل لسينما، يعترف حتى الخليجيون بأنها لا
تزال في
مقتبل تجربتها.
معوقات كثيرة أمام نهوض هذه السينما، لعل أهمها انحسار الحريات
في منطقة الخليج، وعدم وجود تراث بصري يعتمد عليه السينمائيون الشباب ومن
ثم
ينفضونه عنهم لينطلقوا على سجيتهم. ما يمنع السينما في الخليج، وهو أحد
أكثر
المناطق ثراء في العالم، مسألة تحتاج الى تدقيق علمي قد نخرج على اثره
باستنتاجات
غير تلك التي نعتقدها.
لا يمكن الحديث عن الخليج والسينما هناك من دون ذكر
النموذج السعودي. حركة صغيرة ومتواضعة شهدتها المملكة في أواسط العقد
الماضي، سرعان
ما وئدت لأسباب معروفة: "لا نريد سينما في السعودية"، قالت السلطات. "اذا
اصرّوا
فليذهبوا الى خارج البلاد"، كانت العبارة
الثانية. بعض السينمائيين رفضوا أن
يعتبرهم التاريخ مجرد شياطين خرس. حاولوا القفز فوق القرارات الصادرة من
المراجع
العليا، لكن لم يستطيعوا فعل شيء حتى الآن، وعندما استطاعوا وجدناهم
يناقشون مواضيع
جانبية لا تغيظ أحداً، والتجارب لا تزال خجولة جداً وفردية بالتأكيد، حتى
ان سذاجة
بعضها تبلغ مرتبات عالية، وهي تشمل خصوصاً اختيار المواضيع. هذه حال
الموضوع الذي
يدور حوله "براءة" لجاسم البطاشي، اذ يعدنا الملخص الخاص به "أن الأمل
موجود حتى في
أكثر الأوقات صعوبة"!
السينما الخليجية مادة جدال حامية بين النقاد. منهم من
يعتبرها تطوراً طبيعياً كان لا بد أن يظهر الى العلن عاجلاً أم آجلاً،
ومنهم من
يحكم عليها بالاعدام كما يفعل الناقد ابراهيم العريس، في مقابلة مع جريدة "السياسي": "ليس هناك سينما خليجية على الإطلاق (...). هذه الأفلام
القصيرة التي
يصنعها الشبان هي أفلام أقل من هواة
بالنسبة الى السينما المصرية، أو الى أي سينما
أخرى. [الخليجيون] ينفقون أموالاً هائلة "منظرة"، وربما ينافسون بعضهم
البعض في
ذلك، فدبي نظمت مهرجاناً وأبو ظبي كذلك، والدوحة أسوأ، فقد
استوردت مهرجاناً كاملاً
من أميركا على بلد كله 80 ألف إنسان، ولا
أعرف كم سينمائياً فيه أو كم متفرجاً، هذه
أموال تهدر ولو كانت تنفق على تصنيع السينما في هذه البلدان، حتى لو سينما
قصيرة أو
حتى برامج تلفزيونية جيدة، فهذا أفضل. هناك محاولات (...) ولكن كل هذا لا
يصنع
سينما، لا ماض ولا تاريخ، وربما لا مستقبل أيضاً. فالسينما وارثة مجموعة من
الفنون
وهي التي تتوجها جميعاً، فهذه المجموعة من الفنون لا بد أن يمر بها الخليج
أولاً،
لا يكفي أن يكون عندي تراث غنائي عظيم وأموال هائلة لأصنع سينما. فالخليج
خارج
النقاش في السينما العربية".
نحن اذاً في طور انتظار أن تكون للسينما في الخليج
ولادة أولى وثانية وثالثة الى أن تتكوّن آلية فكر وخلق تتيح وجود مثل هذه
الصناعة،
من دون ان يشعر لا صاحبها ولا المتلقي بالاحراج لكونه أمام عمل يأتي من
بلدان متهمة
بالتخلف وبضيق العقليات وهي تريد النهوض بالسينما مهما يكن الثمن! مع تبدل
العوامل
الديموغرافية والانفتاح، قد يبدأ اليوم وغداً وبعد غد المشوار الصعب
للسينمائيين
الخليجيين. شرط الا ننتقل من أوطان لا سينما فيها الى سينما ما من وطن
يريدها!
النهار اللبنانية في
08/04/2010
ينطلق اليوم وسيعرض افلاما من اليابان
وأمريكا والشرق الأوسط والهند
دبي: مهرجان الخليج السينمائي يقيم جسرا للتواصل بين الشرق
والغرب
دبي- د ب أ: أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان الخليج السينمائي
الثلاثاء الماضي أن الدورة الثالثة للمهرجان والتي تنطلق اليوم الخميس
تحتفي بنخبة
من أفضل الأفلام الآسيوية والاوروبية والأمريكية، ضمن سعيه ليكون 'جسرا
للتواصل
الإبداعي بين الشرق والغرب'.
وقال صلاح سرميني، مستشار المهرجان، إن الدورة
الجديدة ستعرض مجموعة متنوعة من الأفلام الأوروبية، الى جانب
أفلام من اليابان
والولايات المتحدة الأمريكية وكندا والشرق الأوسط والمشرق العربي وشبه
القارة
الهندية.
وأضاف 'تعبر مجموعة الأفلام التي وقع عليها الاختيار للعرض عن طبيعة
وأهداف المهرجان الذي يسعى إلى تعريف الجمهور والمشاركين بأفضل إبداعات
السينما من
كافة أنحاء العالم'.
ويضم البرنامج فيلم 'لوغوراما' الذي اشترك بإخراجه فرانسوا
ألو وإيرفيه دو كريسي ولودوفيك هوبلين، والذي فاز بجائزة أوسكار أفضل فيلم
رسوم
متحركة قصير، وهو عمل ساخر يهزأ من الغزو الثقافي وتأثير
شعارات الشركات الكبرى على
الحياة اليومية، عبر توظيف 2500 شعار ورمز اشتهرت بها الشركات على مر
التاريخ.
يدور فيلم 'فن بالصدفة' للمخرج الأمريكي بيتر جون روس حول قصة امرأة
متزوجة
تتورط في علاقة مع فني صيانة، وتنعكس على فنها بشكل غير متوقع ؛ أما فيلم
'أجنحة من
شمع' لهيدي كريسان فيصف الفرحة الغامرة التي تجتاح أحد الناجينً من تحطم
سفينة
عندما يصل إلى أحد الشواطئ الإيطالية سالماً.
يلقي فيلم 'لا تخرج من ذلك
الباب'، للمخرج سمير رحيم، الضوء بأسلوب طريف على الحب
وتبعاته؛ ويقدم المخرج سمير
نجاري رواية شعرية حزينة تغوص في مآسي الهجرة في كندا عبر حكاية عن الصداقة
في فيلم 'ثلج يغطي أشجار التين- يوم تبعنا ساشا على
ظهر الخيل'.
ويقدم المخرج الهندي
الحائز على الجوائز أوميش كولكارني في فيلمه 'اللعنة' مجموعة من الأشخاص
المحتجزين
في ردهة مظلمة بالقرب من محطة القطار في مدينة صغيرة.
يروي المخرج الماليزي
إيدموند يود في فيلم 'كينجيو' قصة مدرس في رحلة تقودها امرأة شابة تأخذه
خلالها عبر
شوارع طوكيو المعاصرة،ليستعرضا ماضيهما المشترك وليكشفا عن علاقة حب، سيبقى
ألمها
إلى الأبد.
وفي فيلم 'شفاء' يتناول المخرج الباكستاني ميان عدنان أحمد قصة طفل
موهوب في قرية تفتقر إلى التعليم.
يشار إلى أن الدورة الثالثة من المهرجان
تستمر حتى يوم 14 نيسان (ابريل) الجاري بدعم من 'هيئة دبي
للثقافة والفنون'، ويجري
تنظيمها بالاشتراك مع 'مدينة دبي للاستديوهات'.
القدس العربي في
08/04/2010 |