بدأ مشواره الفنى بهدوء من مشهد واحد إلى شخصية رئيسية ثم بطولة
مشتركة قبل أن
يحقق المفاجأة ويحصل على ثقة المخرج داود عبد السيد ليكون بطل
فيلمه الجديد "رسائل
البحر"، لكن النجم الشاب آسر ياسين مازال
رغم هذه الخطوة الكبيرة متمسكا بأفكاره عن
السينما والتمثيل مؤكدا أنه لا يدعى التواضع بعدم تفكيره فى الوصول سريعا
لنجومية
شباك التذاكر، وإن كان يتمنى بكل تأكيد أن يكون من نجوم الملايين، لكن ألا
يأتى ذلك
على حساب الرسالة التى يسعى لتقديمها فى كل أعماله الفنية؟!
·
هناك من يرى أن فيلم "رسائل
البحر"نقطة محورية جاءت
مبكراً فى مشوارك السينمائى، إلى أى حد
تتفق مع هذا الرأى؟
-
هى خطوة مهمة لكنها ليس نقطة تحول بالمعنى الذى تكلم عنه
البعض، فهناك من قال لى "مش هنعرف نكلمك بعد الفيلم"، وأننى لن أقبل إلا
البطولات
المطلقة، لكن هذا غير صحيح، فالعمل مع داود عبد السيد وفر على
الكثير من الوقت
وأضاف لسيرتى المهنية، لكنه لا يعنى
تغييراً فى مبادئى الفنية التى تقوم على تقديم
أعمال بها رسالة تمتع المشاهد وتضيف له معانى وأفكارا تفيده فى حياته، وهو
ما تحقق
بقوة فى "رسائل البحر"وأسعى لعدم التنازل عنه فى المرحلة المقبلة دون النظر
لحجم
الدور واسمى على الأفيش.
·
لكن الوعد أيضا كان بمثابة بطولة
مطلقة بالنسبة
لك؟
-
نعم، لكن هناك اختلافا بين الشخصيتين، الوعد كان
خطوة مهمة
لتعلم كيف أسيطر على فيلم من الألف للياء ولا أفقد الشخصية فى
أى مشهد، وساعدنى فى
ذلك المخرج محمد ياسين كثيرا، بجانب الكبار
الذين وقفت بجوارهم فى هذا الفيلم
وزملائى الشباب، لكن رغم ذلك لم أكن راضيا عن نفسى بشكل كامل، وفى "رسائل
البحر"اجتهدت كثيرا لتفادى كل هذه الملاحظات وأعتقد أننى نجحت بمساعدة داود
عبدالسيد، وأعتقد أننى وصلت للمرحلة التى أفرق فيها بين الموهبة والحرفية،
فكون
الممثل موهوبا لا يعنى أنه قادر على تقديم الشخصية بالحرفية المطلوبة.
·
كيف تعاملت مع شخصية "يحيى"خصوصا
فيما يتعلق بالتلعثم فى الكلام؟
-السيناريو مكتوب بالمناسبة بهذه اللعثمة، ويحيى ليس حالة
استثنائية، بالعكس أى إنسان عادى عندما يتوتر يتلعثم بالكلام، وذهبت مع
داود
عبدالسيد لإخصائى التخاطب وجلسنا مع أشخاص مصابين بالتلعثم حتى وصلنا للشكل
الذى
ظهرت عليه الشخصية، وهى تختلف عن شخصية "عادل"فى الوعد بكون تفاصيل حياتها
معروفة
للجمهور فأزمته ظاهرة أمامهم، لكن "عادل"كان لديه ماضٍ يعرفه
هو بمفرده ويجب أن
يلمسه الجمهور دون أن يظهر ذلك بشكل مباشر .
·
وماذا عن التعامل مع المخرج داود
عبد السيد فى
البلاتوه؟
-طبعا الكل يعتقد أن المخرجين الذين فى حجم وتاريخ داود
عبدالسيد يتعاملون بعصبية فى موقع التصوير، وهى صورة خاطئة فالتصوير كان
بسيطا
للغاية خصوصا أن فترات التحضير الطويلة تسهل مهمة الممثل أمام الكاميرا.
·
الاستقبال النقدى للفيلم كان
مميزا، لكن الجمهور
بالتأكيد له رأى آخر؟
-
هناك ردود فعل متفاوتة من الجمهور، من يقول أن
الفيلم بطىء
ثم يعترف بأنه لم يفهم الأحداث، ومن يعلن إعجابه بأمور قد نكون
لم ننتبه لها نحن
أثناء التصوير، فالمتلقى يرى فى الفيلم
رسائل خاصة به، وهناك من أكد أنه بحاجة
لمشاهدة الفيلم أكثر من مرة، وأنا شخصيا
عندى هذا الشعور ليس لمشاهدة نفسى على
الشاشة من جديد، ولكن لرغبتى فى متابعة
الحالة التى يقدمها الفيلم، وهو بالمناسبة
فيلم تجارى من وجهة نظرى الشخصية ليس فيلما فنيا فقط، لأن الحكاية الأساسية
به
مفهومة للجمهور بعيدا عن الرسائل غير المباشرة، كما أن السينما لم تشهد هذه
النوعية
من الأفلام منذ فترة طويلة، وأتمنى أن يحقق إقبالا جيداً فى هذا الموسم.
·
لكن هذا لا يعنى أنك لا تفكر فى
شباك التذاكر
بالمعنى الجماهيرى للكلمة؟
-
بالتأكيد لكنى لن أتعجل هذا الأمر، فهناك خطوات أخرى لاتزال
أمامى، ولست مهتما بتقديم فيلم يعرض فى موسم الصيف ليحقق الملايين وقد أخسر
من
خلاله الكثير من رصيدى الفنى، كل شىء سيأتى فى وقته، والمهم أن أضيف لنفسى
الجديد
فى كل تجربة وأتعامل مع مدارس سينمائية مختلفة.
·
لكن الوسط السينمائى لا يعترف
غالبا بهذه
المبادئ؟
-
نعم وهناك من قال لى فى بداية المشوار أننى لن
أكمل، وآخر
قال لى أننى لا أصلح للوقوف أمام الكاميرا، وفكرت فعليا فى
الابتعاد عن التمثيل،
لكننى حولت هذه الإحباطات إلى قوة واعتمدت
على أن هناك فى الوسط السينمائى من
يقدرون الأفكار التى أومن بها، واعتقدت
أننى ربحت فى النهاية
.
·
هل هذا يعنى إمكانية قبول ترشيحك
لمشاركة أحمد عز
بطولة فيلم الظواهرى؟
-
لا مانع عندى من الوقوف بجوار أى زميل مادام الدور سيضيف
لى، ولن أكتب على باب مكتبى أبدا عبارة غير مسموح إلا بالبطولات المطلقة،
والفنان
الكبير صلاح عبد الله قدم معنا ثلاثة مشاهد فى "رسائل البحر"، لكنها كانت
مؤثرة
للغاية وهو الأهم بالنسبة لى، لكن بخصوص فيلم الظواهرى فأنا لما أعرف بوجود
سيناريو
بهذا الفيلم إلا من الصحفيين الذين سألونى عن دورى وموافقتى رغم أننى لم
أتلق أى
اتصال بهذا الخصوص، وهو ما تكرر مع مسلسل مملكة الجنوب أيضا.
·
رغم أنك أديت فى "رسائل
البحر"شخصية كان مرشحا لها
أحمد زكى، لكنك تخلصت سريعاً من المقارنة
بينك وبين الفنان الراحل التى أقحمك البعض
فيها بعد ظهورك على شاشة السينما؟
-
المقارنة من الأساس غير منطقية، فعلى أى أساس تتم
المقارنة
بين ممثل شاب بفنان كبير وفى أى مرحلة، هل أنا أشبه أحمد زكى
فى مرحلة الشباب أم
النضج، كلام غير منطقى طبعا، والمقارنة
تظلم دائما الفنان الأصغر وغير مطلوبة لأن
المفروض أن كل فنان يدخل الساحة ليعبر عن نفسه، وأحمد زكى أكبر من أن يقارن
بأحد،
وأتمنى أنا أيضا أن يأتى يوم يقال فيه على ممثل جديد أنه قريب من آسر ياسين
بعدما
أكون قد صنعت اسمى وتاريخى مع الجمهور.
·
بمناسبة كون فيلم "رسائل
البحر"للكبار فقط،
ما رأيك
فى المتداول أخيراً حول انهيار السينما النظيفة أمام مجموعة الأفلام
الجديدة خصوصا
أنك بدأت التمثيل فى ظل سيادة هذا النوع من الأفلام؟
-
أنا أصلا ضد المصطلح من البداية، فلماذا نربط القذارة
بالجنس، والنظافة بعدم وجود مشاهد حميمية، المفروض أن أى سينما تقدم عريا
مبتذلا أو
أفكارا سلبية أو سلوكيات خاطئة أو أغنية هابطة تصبح سينما غير نظيفة،
النظافة
مرتبطة بوجود رسالة لا مشاهد ساخنة.
·
وماذا عن الجديد فى المرحلة
المقبلة ؟
-مازال فيلم "أسوار القمر"مجهول المصير فلم يتحدد موعد رسمى
لعودة التصوير من جديد، ومن الصعب أن يلحق بموسم الصيف، وشاركت كضيف شرف فى
مسلسل
عرض خاص، واقرأ العديد من السيناريوهات لاختيار العمل السينمائى المقبل.
صباح الخير المصرية في
23/02/2010
آسر ياسين: لا أجد كلاماً بعد رسايل البحر
كتب
غادة طلعت
الإشادة بأداء الفنان الشاب آسر ياسين عن دوره في فيلم
رسايل
البحر قلما تحدث تجاه فنان حيث وصلت إلي حالة شبه إجماع سواء من النقاد من
مختلف
المتخصصين في الشأن السينمائي وهو ما يعني إننا أمام موهبة متفردة ينتظرها
مستقبل
واعد.
آسر لم يصب بالغرور مع أقلام المادحين التي تنهال عليه
بالثناء منذ عرض الفيلم ولكنه أرجع ذلك إلي صانع الفيلم القدير داود
عبدالسيد
وتركيزه الشديد في تقديم الشخصية وعن هذه التجربة وكيفية
استعداده لها تحدث معنا في
هذا الحوار:
·
كيف تقيم تجربتك مع المخرج داود عبدالسيد
في فيلم رسايل البحر؟
-
وجدت أن كل الممثلين الذي شاركوا
في بطولة الفيلم أظهرهم المخرج بشكل مميز جدا لدرجة أن بعض الفنانين كانوا
بمثابة
مفاجأة للجمهور ومن بينهم بسمة واستطيع أن أقول أنه الفيلم الوحيد الذي لم
أشعر
بالضيق وأنا أشاهد نفسي فيه علي العكس شعرت بمتعة وأنا أشاهده
وسط الجمهور وهذه هي
عبقرية الأستاذ داود عبدالسيد لأنه مخرج سهل وبسيط أراه أفضل من ترجم النص
المكتوب.
·
هل تعتبر هذه التجربة بداية مرحلة مختلفة في
مشوارك الفني؟
-
هذا حقيقي كما أن التعاون مع المخرج داود
عبدالسيد كان بمثابة حلم منذ أن بدأت التمثيل و الحمد لله أن الفرصة جاءت
في موعدها
وإن كنت لا أريد التقليل من تجاربي السابقة فكل مخرج تعاونت معه له مذاق
مختلف
فعندما تعاونت مع شريف عرفه في فيلم الجزيرة كانت مرحلة وخطوة
مهمة في حياتي أيضا
مع محمد ياسين في الوعد
كان هناك اختلاف وكذلك الأمر مع باقي
المخرجين.
·
هل قمت بتحضيرات معينة لشخصية
يحيي التي
جسدتها في الفيلم؟
-
الشخصية لم تكن سهلة بالمرة ولكن اشتغلت
عليها جيداً فمنذ قراءتي للسيناريو بدأت التحضري وعقدت جلسات عمل كثيرة مع
المخرج
لكي أعرف كيف يري هذه الشخصية لأنني أقوم بتجسيدها من وجهة
نظره لذلك كنت حريصاً
علي معرفة كيف يري هذا الشاب.
·
وكيف تدربت علي طريقة
التلعثم التي يتحدث بها
يحيي؟
-
جلست مع أطباء تخاطب
متخصصين وحرصت أيضا علي الجلوس مع أشخاص مصابين وحالات مختلفة لمن يعانون
بالتهتهة
وكونت فكرة مبدئية عن شكل التلعثم الذي سوف يتحدث به هذا الشاب
إلي أن جلست مع
المخرج وتلاقينا في وجهة النظر وخرج الكلام بالشكل الذي ظهر به في الفيلم.
·
وما الذي اكتشفته عن الأشخاص المصابين بمرض
التلعثم؟
-
ليس بالضرورة أن يكون التلعثم نتيجة لمرض معين
كما أن أسبابه ليست ثابته ولكن أنا مؤمن أن الخوف الذي ينتابنا في كثير من
الأحيان
يتم ترجمته في أمراضنا فعلي سبيل المثال من يخاف من عدم تحقيق النجاح في
وقت محدد
في الغالب يصاب بالضغط وكذلك من يخاف من الموت أما يحيي فهو
مختلف عن الناس وعن
شقيقه ويشعر بالوحدة لذلك هو يعاني من مشكلة التخاطب خاصة وأن لديه مشكلة
فكرية في
التواصل مع الناس.
·
طريقتك في الكلام أرهقت من شاهد
الفيلم فهل أثرت عليك هذه الطريقة بعد التصوير؟
-
طبعاً
تأثرت كثيراً بأشياء مختلفة في يحيي أهمها طريقته في الكلام لأن الكلام
يعتمد
بشكل أساسي علي طريقة التنفس وطريقة كل واحد منا في التنفس
تؤثر علي شكل كلامه
والعكس صحيح لذلك ظللت لفترة أجد صعوبة في طريقة التنفس
والكلام.
·
هناك مشاهد تحدث فيها
يحيي بدون تلعثم فما
تفسيرك لهذا؟
-
شقيقي كان يشاهد الفيلم بجواري وعندما جاء
هذا المشهد علي الشاشة فوجئت به ينظر لي استعداداً
لأن يسألني هذا السؤال ولكن
فوجئ ببسمة التي تقوم بدور نور
في الفيلم توجه له نفس السؤال وتقول أنت مبتهتش
ليه؟ لأنه في هذه اللحظة كان مرتاحاً ومتواصلاً معها لأن الأمر في الغالب
نفسي.
·
البعض انتقد أيضا المشاهد التي ارتديت فيها
ملابس باهظة الثمن في حين أنك تعاني من الجوع؟
-
هي ليست
ملابس باهظة الثمن بل ملابس عادية وبعضها ملابسي الشخصية وحتي الحذاء الذي
ارتديته
في المشاهد التي فقدت فيها الوعي علي البحر بسبب الجوع كان لا
يتجاوز ثمنه الـ100
جنيه وما يميز هذا الشاب هو ألوانه واختياراتها المتناسقة كما أنه من أسرة
ثرية في
الأساس بالإضافة لأنه اضطر لأن يبيع ملابسه في أحد المشاهد لكي يحصل علي
المال
ليشتري طعاماً.
·
توقع الكثيرون أنك سوف تختار نوعية
معينة من الأدوار التي تتميز فيها ومنها الأكشن ولكن خالفت المتوقع بهذا
الدور هل
تعمدت ذلك؟
-
طبعاً لا أستطيع تقديم المتوقع ولو فعلت ذلك
لن أكون راضياً عن نفسي كما أنني أريد تقديم الكوميدي والأكشن والرومانسي حتي لا
أضيع علي نفسي فرصة العمل مع المخرج محمد ياسين ووحيد حامد وداود عبدالسيد
لو قمت
بالتركيز في مدرسة معينة.
رز اليوسف اليومية
المصرية في
23/02/2010 |