مُهمّتي -بلا جدال-
صعبة وعسيرة إذ تنتظر مني أن أقوم بدور
المرشد السياحي الذي يطلعك علي كل المناطق
الجميلة في مدينة باذخة السحر اسمها
رسائل البحر
أحدث إبداعات فنان السينما الكبير حقا داود عبدالسيد
كتابة
وإخراجا.. مهمتي صعبة لأنني مطالب من خلال العبارات الضيقة والمساحة
المحدودة أن
أعبٍّرلك عن المعاني الواسعة والسحر الغامض الذي يمتلئ به العمل المهم في
مستوياته
المختلفة
إنه بالتأكيد فيلم العام وأحد أهم وأفضل أفلام السينما المصرية
منذ عرفت إنتاج الأفلام الروائية الطويلة..
لا مبالغة في ذلك إذ أنه من النادر أن
يمتزج الخاص بالعام بالإنساني علي هذا النحو المركَّب والممتع
معًا، تقريبا ليس
لدينا سوي أقل القليل من تلك الأعمال التي
يقفون خلفها يفكرون بالكاميرا ويقدمون
تجربة إنسانية عميقة وتجربة فنية جميلة في
نفس الوقت..
رسائل البحر -مثل كل
أعمال داود عبدالسيد الذي توقف تسع سنوات عن العمل منذ عرض فيلمه
مواطن ومخبر
وحرامي- عمل شديد الثراء يستحق دراسة أطول، ولكنني سأحاول أن أقدم لك مفاتيح
أساسية تفتح لك أبواب هذه التجربة، وأتمني أن يتيح ذلك الفرصة لكي يتذوق هواة
سينما الحواديت والأفلام الأمريكية ذات السرد التقليدي نوعا آخر من الأفلام
ترسم
ملامح شخصيات لا تنسي،
أفلام تحلِّل العواطف والأحاسيس وتهتم بتجارب
الإنسان
الداخلية وتتأمل وحدته واغترابه ومصيره وعبوره الجسر الواصل
بين الإحساس بالعجز
والقدرة علي الاختيار.
قبل أن أقدم لك مفاتيح قراءة فيلم العام لابد من
الإشارة إلي ملاحظة عامة سريعة عن عالم داود عبدالسيد..
ما يكسبه هذا الثراء هو
أنه -كما وصفته دائمًا-
أقرب إلي روائي كبير يمتلك عين سينمائي..
في أفلامه
التي كتبها وأخرجها جميعا باستثناء أرض الأحلام
الذي كتبه هاني فوزي ما
يذكرك ببناء الرواية وقوة شخصياتها وتعدد مستوياتها، ينطبق ذلك علي أعمال
أعدت عن
روايات أو قصص مثل
الكيت كات وسارق الفرح أو تلك التي كتبها مباشرة للسينما
مثل
أرض الخوف.. ولكن التعبير عن هذه الرؤية العميقة للبشر وللأماكن وللظروف
يتم من خلال استخدام أدوات السينما صوتا وصورة بأسلوب ناضج ومؤثر ومختلف..
كل
فيلم يبدو مع شخصياته أقرب إلي رحلة أو تجربة مفتوحة لا تغلق الأقواس
وكأنها بلا
نهاية، المشهد الأخير في كل فيلم هو بداية التفكير والتأمل، وأبطاله لا
يتوقفون
عن اكتشاف أنفسهم وإثارة التساؤلات،
إنهم يبدأون عادة من أشياء خاصة جدا وبسيطة
للغاية لكي يصلوا إلي موقف عام من الوجود
ذاته، وبسبب ذلك تحتاج أفلامه إلي
قراءات أعمق لتحليل مستوياتها وطبقاتها المتراكبة.
أسوأ استقبال لفيلم
مثل
رسائل البحر أن تشاهده كعمل تقليدي يحكي حدوتة بحكم السائد في الأفلام
المصرية والأمريكية..
الاستقبال الصحيح أن تستقبله بوصفه تجربة أو رحلة نخوضها مع
بطله الشاب يحيي
الذي لعبه ببراعة نجم السنوات المقبلة الموهوب
آسر ياسين..
هي -بمعني أدق- ثلاث تجارب تشكل المفاتيح الثلاثة للفيلم وتتخذ إيقاعا
هادئا
ومتأملا يمكنك من استخدام عقلك وعواطفك وحواسك معا خلال هذه الرحلة التي
تنتصر في
نهايتها لسحر الغموض ولروعة الاختيار وللخلاص بالحب باعتباره الملجأ
والملاذ مثلما
هو كذلك في كل أعمال
داود عبدالسيد.
التجربة الأولي عاطفية وجدانية
تنتهي بالتمسك بالحب..
ستجد بطلنا طبيب التحاليل الفاشل
يحيي يتعثر في
النطق، ويلجأ إلي صيد الأسماك في الإسكندرية للإنفاق علي نفسه، هو طفل كبير
يعشق الموسيقي ويقع في سحرها، ولكنه بلا تجارب ولا أصدقاء،
رجل وحيد تركه أخوة
عائدا إلي أمريكا،
وبقي هو غريبا يزيد من مشكلته غروب شمس مدينة قديمة عظيمة
تحولت مبانيها إلي أطلال،
وظهر أمثال الحاج
هاشم (صلاح عبدالله) الذي يريد
هدم المنزل لتحويله إلي مول، والذي يصطاد الأسماك بالدنياميت..
الحب وحده هو
الذي سينقذه، سنسمع صوته بلا تلعثم أو
تهتهة كراوٍ علي شريط الصوت يحكي لنا
تجربته..
سيحاول أن يستعيد ذكري حب بعيد مع الإيطالية كارلا (سامية
أسعد)
ولكنه سينتهي إلي حب أعمق مع المومس نورا (بسمة)..
الحب أيضًا سيكون طريق
صديقه البودي جارد الطيب
قابيل (محمد لطفي) الذي هدِّده فقدان الذاكرة بسبب
عملية في المخ،
ولكن حبيبته بيسة) (مي كسَّاب) تستمع إليه لتحفظ في ذاكرتها
كل تاريخ حياته في أحد أجمل مشاهد الفيلم..
الحب في أفلام داود عبدالسيد هو
الشيء الوحيد الثابت وسط عالم قلق ومضطرب،
الحب هو محرر الإنسان من العجز (راجع
علاقة
شريف منير بـعايدة رياض في الكيت كات)، والحب هو أيضًا خط الدفاع
الأخير للإنسان في عالم يحاصر الخوف
(أحمد زكي وفرح في أرض الخوف)..
الحقيقة أن الحب في رسائل البحر يتجاوز العلاقات الإنسانية إلي حب المدينة
التي كانت رمزا للجمال وللتنوع الكوزموبوليتاني فأصبحت تدافع عن نفسها ضد
القبح
والسوقية والتعصب..
فرانشيسكا العجوز أم
كارلا هي رمز المدينة الغاربة،
وقد لعبتها باقتدار المخرجة التسجيلية
نبيهة لطفي عندما تقرر فرانشيسكا
العودة إلي إيطاليا فإنها تعاني لوعة هجر محبوبتها الأبدية الإسكندرية، ومن
الزاوية العاطفية أيضا فإن
رسائل البحر
قصيدة حب لا تنتهي للجمال وللأصالة
ممثلة في المباني العتيقة وأغنيات
أم كلثوم وفايزة أحمد ومحمد قنديل وسيد
مكاوي التي تملأ شريط الصوت، وممثلة في هذا الطفل الكبير
يحيي الذي لا
يكذب، والذي يبدو قادما من زمن البراءة المفقودة.
ولكن الفيلم لا يكتفي
بهذه الزاوية العاطفية الوجدانية،
وإنما يقودنا إلي تجربة فلسفية وجودية تنتهي
بالاختيار،
بطل الفيلم يحيي هو اللحن الأساسي والشخصيات الأخري تنويعات علي
نفس اللحن،
لا تستطيع أن تتجاهل هذا الخطّ
الواصل بين
يحيي ويحيي
المنقبادي الذي لعبه أحمد زكي في فيلم أرض الخوف.. الاثنان خاضا تجربة
شاقة ومعركة داخلية وخارجية معا،
والاثنان محكوم عليهما بالحرية والاختيار مثل
أبطال الأدب الوجودي،
والاثنان يشعران بالوحدة والاغتراب ولا يجدان إلا مرفأ
الحب، في بداية الفيلم يفتح يحيي
شباك شقته في الإسكندرية ليختبر لأول مرة
قدرته علي ممارسة الحرية بعد أن تركه أخوة وعاد إلي أمريكا، ولكن الاختيار
تجربة
قاسية لذلك سيتألم
يحيي كثيرا حتي يختار أن يتمسك بفتاته نورا
رغم ماضيها،
وسيتألم قابيل كثيرا وهو يختار أن يجري عملية بالمخ قد تفقده الذاكرة
وستتألم
فرانشيسكا طويلا وهي تختار أن تترك مدينة تغيرت فلم تعد تعرفها، وستتألم
نورا وهي تختار أن تجهض نفسها لكي تولد من جديد استعدادا لحب حياتها يحيي،
وستتألم كارلا حتي تستقر علي أن تمارس حياتها المثلية مع زبونتها في أتيليه
الملابس ريهام (دعاء حجازي).. الإنسان يتحقق من خلال فعل الاختيار والتمسك
به،
وقبل الاختيار هناك تجربة مؤلمة وشاقة وصلت إلي حد التعميد بالدم كما في
حالة نورا التي تخلصت من الجنين لكي تبدأ حياة أخري اختارتها بعد حياة
أرادت
التكفير عنها.
لا يتوقف رسائل البحر
عند هذه الرؤية الفلسفية
الوجودية ولكنه ينطلق إلي آفاق تجربة
إنسانية روحية يمكن أن تعتبرها المفتاح الثالث
لدخول عالم الفيلم الثري..
من هذه الزاوية يمكن أن تعتبر
يحيي رمزا للإنسان
الباحث عموما عن مساندة واهتمام من قوة أكبر وأعظم بدلا عن وحدة قاسية
تجعله خائفا
وشاعرا بالاغتراب..
وهنا يبرز البحر كرمز لهذه القوة..
كان الإغريق القدماء
يعتقدون أن للبحر إلها اسمه
بوسايدون يغضب فتثور الأمواج ويهدأ فتصفو الطرق
للإبحار..
البحر
في فيلم
داود البديع ليس مجرد مكان يستكمل صورة
الإسكندرية،
ولا هو خلفية للقاء رومانسي بعد عودة نورا
إلي يحيي، ولكنه
المعادل البصري والسينمائي الذكي لهذه القوة التي يقف أمامها الإنسان ضئيلا
كما
يظهر في لقطات لا تنسي لـيحيي أمام المياه،
أرجو ألا تنسي أن البحر هو الذي
يرسل الرزق الذي يعيش عليه البطل الوحيد،
وفي مشهد مهم يصرخ يحيي مخاطبا البحر
لأنه حرمه من السمك عندما لم تصله النقود
في حين أعطاه الرزق وقت أن كان معه
المال،
وفي آخر لقطات الفيلم يأخذ البحر دلالته الميتافيزيقية
الواضحة كمعادل
للقوة التي يلجأ إليها الإنسان عندما يطرد
يحيي من شقته فيصطحب نورا
إلي
قارب وسط المياه،
وعندما يسألها عن الرسالة المكتوبة بحروف غامضة والتي وجدها
في زجاجة ألقي بها البحر،
تقول له لا يهم معني الرسالة ولكن المهم أن البحر
اهتم
بأن يبعث إلينا برسالة..
هناك بعيدا خلف هذا البحر من يهتم بأمر الإنسان الكائن
الوحيد المغترب..
قد لا يكون الإنسان قادرا علي تفسير هذا الاهتمام ولكن يكفي
أنه
موجود..
أرجو أن تتذكر أن يحيي المنقبادي
كان يتلقي أيضا رسائل
انتهت إلي صدمة هي أنه أصبح وحيدا في مهمته..
يحيي -والاسم دال بالطبع-
سيهرب
من البرّ
ليكون في أحضان البحر بكل دلالته..
صحيح أن المياه سوداء وصحيح أن
السمك الميت يطفو عليها بسبب تفجير الديناميت وصحيح أن لغة الرسالة يصعب فك
طلاسمها
رغم كتابتها بحروف لاتينية، إلا أن هناك من يهتم بنا،
وهناك من يبعث إلينا
برسائله من خلف هذا البحر الغاضب والمتسامح.
لاحظ أن هذه الحكمة تصدر من فم مومس
ولدت من جديد بالحب،
ولاحظ أيضا أن الفيلم يعتبر الغموض جزءًا من سحر الكون..
هناك أشياء نحبها دون أن نفهمها مثل الموسيقي التي تأسر روح يحيي.
معظم الشخصيات لها ظاهر وباطن ولا تكشف عن نفسها إلا شيئا فشيئا
كارلا
تبدو كفتاة رومانسية ثم نكتشف أنها مثلية،
يحيي يبدأ عاجزا ومترددا ثم يكتشف
قدرته علي الفعل والاختيار،
قابيل يبدو مخيفًا ولكنه إنسان مسالم يرفض أن يضرب
أحدا،
بيسة تبدو كفتاة جريئة تحاول التحرش بـيحيي في السينما ثم نكتشف كم هي
رومانسية ووفية تتذكر الفراشات الملونة وسط حقول القمح في برمهات.. يستحق
هؤلاء
الوحيدون الشاعرون بالاغتراب أن يبعث إليهم البحر برسالته.. وتستحق نورا أن
تبدأ من جديد أمام البيانو، وأن تهرب مع
يحيي في قارب أبيض وسط الموج الأسود
والسمك الميت..
الشر موجود والقبح والدنياميت يقتلان الجمال والحياة.. ولكن
البحر ما زال يحمل رسائله،
هنا نهاية أكثر تفاؤلا إلي حد كبير مقارنة بنهاية
أرض الخوف.
نجح
داود عبدالسيد
مع المونتيرة مني ربيع في منح
فيلمه هذا الإيقاع الهادئ والمتأمل الجدير بأفكاره ورموزه، وهو أمر شديد
الصعوبة
ويحتاج إلي خبرة عالية،
كما نجح المخرج الكبير في إهداء ممثلون الموهوبين أدوارًا
لا تنسي، آسر ياسين في دور شديد الصعوبة يعتمد علي لقطات رد الفعل
والانفعالات
الداخلية التي لم تفلت منه في مشهد واحد، وبسمة
التي استخدمت ببراعة نظرات
العيون والإيماءات ولحظات الصمت، ومحمد لطفي
الذي ضبط انفعالاته علي نفس الموجة
دون مبالغة في التعبير أو الحركة،
ومي كساب في بساطتها وتلقائيتها، ونبيهة
لطفي
التي اكتشفت السينما موهبتها متأخرًا، والرائعة
سامية أسعد في دور
شديد الثراء من حيث الأحاسيس والمشاعر والجرأة، كما أثبتت دعاء حجازي من
جديد
أنها ممثلة جيدة تستحق فرصًا مستمرة ومع مخرجين كبار، وكانت قد أدت دورًا
مدهشًا
في فيلم ليلة في القمر
مع خيري بشارة كل العناصر الفنية كانت في مستواها
الرفيع:
مدير التصوير أحمد المرسي الذي عكست إضاءته علي الوجوه أزمة للشخصيات
خاصة
يحيي في تجربته الصعبة، مهندس الديكور أنسي أبو سيف
الذي أعاد بعث
عالم جميل قديم يوشك علي الاندثار،
موسيقي راجح داود المثيرة للشجن
والمتعاطفة مع معاناة الإنسان،
جمعة عبداللطيف وشريط الصوت الحافل بالمونولوج
الداخلي لـنورا أو بتعليق يحيي
أو بأغنيات من زمن الكبار بسمة الغامري
وملابس الشخصيات خاصة
يحيي ونورا والتي نادرًا ما تخرج عن الأحمر والأسود،
عاطفتان مشتعلتان محاصرتان بأحزان عميقة،
فقط عند اللقاء علي الشاطئ يرتدي
يحيي
اللون الأبيض.. ولكن إلي حين.
رسائل البحر ليس فيلمًا
عاديا. إنه نموذج للأفلام التي استحقت وتستحق دعم وزارة الثقافة، وهو أحد
أنضج
تجارب داود عبدالسيد:
مازال الإنسان في أفلامه محكومًا عليه بالحرية
والاختيار، ومحكومًا عليه بأن يحقق خلاص الفردي بالحب وبالتجربة المؤلمة،
ولكن
في آخر النفق ضوء خافت بعيد، ورسالة
غامضة صعبة التفسير، وبحر يحملنا عندما
يضيق علينا البر..
ويا له من أمل يستحق البحث عنه حتي النهاية!
روز اليوسف اليومية في
10/02/2010
قالت إن مهمتها كفنانة ليست تسلية الناس فقط
بسمة: "داود عبد السيد" جعلني أكتشف في نفسي
قدرات تمثيلية لم أكن أعرفها
أحمد خير
الدين
بدايتها كانت مختلفة بدور مختلف مع مخرج استثنائي هو المخرج يسري نصر
الله في فيلم «المدينة».. لتعبر بعدها «بسمة» محطات فنية عديدة تخطي عددها
الخمسة عشر فيلما قدمت خلالها أدوارا تنوعت بين الكوميدية والرومانسية مثل
«الناظر» و«ليلة سقوط بغداد» و«النعامة والطاووس» و«زي النهارده». لكنها في
فيلم «رسايل البحر» الذي بدأ عرضه مؤخرا تقدم تجربة شديدة الاختلاف
بتعاونها مع المخرج داود عبد السيد ..في هذا الحوار سألنا بسمة عن تجربة
التعامل مع المخرج داود عبد السيد وسر حماسها لتجسيد شخصية نورا ضمن أحداث
الفيلم
·
ما الذي حمسك للمشاركة في فيلم
«رسائل البحر» وتقديم شخصية نورا ضمن أحداث الفيلم؟
- أولا: أن الفيلم مع مخرج بحجم داود عبد السيد، ولأن دوري في الفيلم
وباقي الأدوار مكتوبة بشكل رائع، كما أن دوري أنا كان يمثل تحديا لي كممثلة
لأنه قدمني بشكل مختلف عن الشخصية التي تعود الناس عليَّ فيها كما أنني كنت
متأكدة أنني سأتعلم أشياء كثيرة جدا علي المستوي الفني والمستوي الإنساني،
وشخصية نورا هي شخصية موجودة في الحقيقة مثل الكثيرات..لا تملك الوعي بما
يدور حولها مما جعلها تتخذ قرارا متسرعا بالزواج بهذه الطريقة ولكن مع مرور
الوقت أصبح لديها الوعي بنتائج هذا القرار الذي اتخذته وتأثيره في حياتها،
وأنا في رأيي أن وجود علاقة زواج بورقة رسمية ليس معناه بالضرورة أن
العلاقة صحيحة تماما.
·
ألم يراودك قلق أو خوف من تقديم
فيلم يصنفه البعض علي أنه شديد الجرأة ؟
- مهمتنا كفنانين ليست مجرد تسلية الناس وترفيههم فقط، فمن الضروري في
بعض الأحيان أن نذكرهم بأشياء جميلة فقدوها في حياتهم أو نوصل لهم رسالة
صغيرة ربما تكون مهمة جدا بالنسبة لهم. واتهامي بالجرأة هو أمر غريب ومثير
للدهشة.
·
بدايتك كانت مع المخرج يسري نصر
الله من خلال فيلم «المدينة» ومؤخرا فيلم مع المخرج داود عبد السيد وما
بينهما عدد كبير من الأفلام المختلفة تماما في نوعيتها..هل هو تردد في
اختيار الأدوار أو تعمد من ناحيتك لتنويع أدوارك ؟
- في الحقيقة أنا اكتشفت مؤخرا أن لدي هوسا ورغبة دائمة في تنويع
أدواري وأحاول من وقت لآخر أن أقدم أدوارا مختلفة عن الأدوار الخفيفة
والكوميدية.
·
اعتمد سيناريو الفيلم علي الصورة
والإحساس بما يدور داخل كل شخصية من شخصيات الفيلم هل وجدت صعوبة في توصيل
هذا الإحساس بقليل من الحوار؟
- السينما في النهاية لغة عالمية أداتها في الوصول للمشاهدين هي
الصورة والإحساس ومثلما كان هناك أشخاص ساهموا في تدني أذواق الجماهير. فمن
الضروري أن يكون هناك فئة أخري من صنَّاع السينما مهمتهم أن يرتقوا بذوق
الجمهور ويحاولوا أن ينظفوا عيونهم بأفلام مختلفة وممتعة وراقية ومنهم
المخرج داود عبد السيد الذي استمتعت بتجربة العمل معه ويكفي أنه جعلني
اكتشف في نفسي قدرات تمثيلية لم أكن أعرفها.
·
ما سبب ظهورك في الفيلم بشكل
مختلف تماما عن المعتاد؟
- أنا أريد أن أقيم تمثالا لفنان الماكياج أحمد المرسي الذي تعامل معي
خلال الفيلم كما أنني في السنتين الأخيرتين زاد وزني بعض الشيء، وأنا في
الحقيقة لست مع أو ضد عمليات التجميل لكنني لم أقم بأي عملية ولكن شكلي هو
الذي تغيير.
الدستور المصرية في
08/02/2010 |