يعرض على هامش الدورة الستين لمهرجان برلين السينمائي نحو 400 فيلم
منها 91 فيلماً ألمانيا ما يدعو إلى التساؤل عما إذا كان الفيلم الألماني
يحقق نجاحاً مميزاً؟ وما هو حال السينما الألمانية بعيداً عن المهرجان
وأضوائه وجوائزه.
ذهب الكثير من عشاق الفن السابع لمشاهدة الأفلام في صالات السينما
نظراً للجو المميز هناك والذي يحقق لهم المزيد من المتعة، كما أن جمهور
السينما في ألمانيا أكبر بكثير من جمهور المسرح، والكثيرون يفضلون الذهاب
إلى السينما على قضاء أوقات فراغهم في أماكن أخرى مثل المطاعم والبارات.
الدعم الحكومي يساهم في ازدهار السينما
باعت صالات السينما في ألمانيا العام الماضي 146 مليون بطاقة، وهو
أكثر مما باعته عام 2008، والسبب في زيادة عدد زوار السينما في ألمانيا حسب
رأي ديتر كوسليك، مدير مهرجان برلين السينمائي، يعود إلى زيادة إقبال
الجمهور على الأفلام التي تصور بتقنية البعد الثالث 3D مثل فيلم آفاتار، ويضيف كوسليك: "لقد عاد الناس إلى السينما، فهذا
الفيلم لا يمكن أن يشاهد إلا في السينما. والسبب الآخر في الحقيقة وحسب ما
تشير إليه الإحصائيات خلال مائة عام مضت من تاريخ السينما، يعود إلى أن
الناس يذهبون إلى السينما خلال فترات الأزمات أكثر من الأوقات العادية".
كما أن السينما فاجأت الجمهور خلال الأزمة الاقتصادية بعدد من الأفلام
والعروض المتنوعة، بالإضافة إلى زيادة الإنتاج السينمائي في ألمانيا،
وزيادة إقبال جمهور الفن السابع على الأفلام الألمانية كما تقول كريستيني
بيرغ، مديرة مشروع صندوق دعم الفيلم الألماني الذي أنشأته الحكومة قبل
ثلاثة أعوام بميزانية سنوية تبلغ 60 مليون يورو لدعم قطاع السينما في
ألمانيا والإنتاج الدولي المشترك. وقد استفاد خلال العام الماضي من هذا
الصندوق 76 فيلماً روائياً و24 فيلماً وثائقياً و4 أفلام للصور المتحركة،
وتضيف بيرغ: "لدينا مجموعة كاملة حققت النجاح، والسبب يعود إلى توفر
الأموال، ما يشجع المنتجين على استخدام مواد جديدة، ولدينا مخرجون مبدعون
حصلوا بدورهم على الدعم".
تفاؤل بمستقبل أفضل
كما أن الأفلام الألمانية أصبحت تحقق المزيد من النجاح عالمياً، وآخر
الأمثلة على ذلك فيلم "أوغاد مشينون" للمخرج كينتين تراتينوس وبطولة
الألماني كريستوف فالتس الذي حصل على جائزة غلوب الذهبية، وترشيح فيلم
"الشريط الأبيض" لميشائيل هانيكيس لجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي غير ناطق
بالانكليزية. وقد لاقى هذان الفيلمان رواجاً كبيراً ومازال جمهور الفن
السابع يتدفق على صالات السينما لمشاهدتهما. كما كانت هناك أفلام ألمانية
أخرى حققت نجاحاً كبيراً العام الماضي مثل فيلم الدراما التاريخية "
Die
Päpstin دي بيبستين" الذي يحكي قصة امرأة أصبحت بابا
الفاتيكان في القرن التاسع.
أما يوهانيس كلينغشبورن، مدير اتحاد موزعي الأفلام في ألمانيا، فإنه
سعيد بما حققته السينما الألمانية العام الماضي من أرباح تجاوزت 250 مليون
يورو، وبذلك يكون قطاع السينما في المنايا قد حقق ربحاً جيداً رغم الأزمة
الاقتصادية العالمية التي تركت آثاراً واضحة على الاقتصاد الألماني. كما أن
منافسة أفلام مثل:"Der Räuber
السارق" و"Shahada- شهادة" على جوائز الدورة الستين لمهرجان برلين
السينمائي- البرليناله يدعو إلى التفاؤل بمستقبل السينما الألمانية
وتحقيقها المزيد من النجاحات.
مؤسسة دويتشه فيله في
20/02/2010
مخرج إيراني: الناس يصبحون قنابل موقوتة في غياب الحرية
برلين- قال المخرج والممثل الايراني رافي بيتز إن من السخف اعتقاد أن
من الممكن منع حرية التعبير بعد أن حرم مخرج إيراني آخر من السفر إلى
ألمانيا لحضور مهرجان برلين السينمائي.
وقال المسؤولون عن تنظيم المهرجان إن إيران حظرت سفر المخرج المشهور
جعفر بناهي الذي فاز بالعديد من الجوائز العالمية ومنها الجائزة الأولى في
مهرجان البندقية السينمائي عن فيلمه "الدائرة" عام 2000.
وذكر بيتز في مؤتمر صحفي في معرض حديثه عن فيلمه "شيكارشي" أنه يؤمن
بحرية التعبير وأن بناهي كان ينبغي أن يكون في برلين.
وقال بيتز للصحفيين "أعتقد أن من العدل أن يكون هنا وأعتقد أن من
السخف أن تظنوا أن بوسعكم منع الناس من أن يقولوا ما يعتقدون".
ويتطرق كل من "شيكارشي" والفيلم الوثائقي "أحمر وأبيض والأخضر" للمخرج
نادر داودي الذي عرض أيضا في المهرجان إلى موضوع الاحتجاجات التي أعقبت
انتخابات الرئاسة الايرانية التي أثارت نتائجها الجدل العام الماضي.
وقال بيتز "لا أعتقد أن أي انتخابات تستحق سلب حياة أي إنسان.. لا
أعتقد ذلك... الأمر معقد، ليته كان سهلا، إنه معقد للغاية.. وما يقلقني حقا
بخصوص بلدي هو الكراهية.. هي سهلة جدا. من السهل جدا أن تكره طرفا أو
الآخر.. كيف يمكن أن يكون هذا مفيدا على أي نحو؟ الكراهية لم تحل أي شيء
قط، وعندما أرى ما يجري اليوم أقول لنفسي هل يحاولون زيادة الأمر سوءا..
بعد انتهاء كل ما يحدث في بلادي سيتعين على الناس أن يجلسوا ويتبادلوا
الحديث".
ويحكي فيلم "شيكارشي" قصة رجل قتلت زوجته في تبادل لإطلاق النار بين
الشرطة ومحتجين في طهران. ويطلق الرجل النار من بندقيته على اثنين من أفراد
الشرطة مدفوعا بحزن شديد ورغبة عارمة في أي نوع من الانتقام.
وتطارده الشرطة في غابة وتقبض عليه ثم يضل الجميع الطريق ويتعرضون
لسلسلة متصاعدة من الاعتداءات فيصعب التمييز بين الأخيار والاشرار.
وذكر بيتز الذي أخرج الفيلم ومثل دور البطولة فيه أنه أراد تصوير ما
حدث عندما تعرض الناس للقمع ودفعوا إلى حافة الهاوية.
وقال "إذا كنت مقهورا ولا تستطيع أن تعيش الحياة على أفضل وجه وإذا
كنت لا تستطيع أن تعبر عن مشاعرك بسبب الموقف الذي تعيشه وإذا كنت لا
تستطيع أن تعبر عنه وتصرخ به فمن المرجح أن يحدث شيء غير مرغوب. أنت تصبح
إذن قنبلة موقوتة. ولو كانت شخصيتي -في الفيلم- استطاعت البكاء أو الصراخ
أو ضرب أحد ما لما قتلت أحدا".
وأضاف "ينبغي أن يعرض في ايران لذلك سوف أناضل لكي يعرض في ايران.،
ولكن السؤال هو كم سيستغرق الأمر.. لكني أريد من كل قلبي أن يعرض في
إيران.. عندئذ سأكون سعيدا وحققت ما أردت أن أفعله عندما أخرجت الفيلم. لكن
عندما أقول إنه لأنني أشعر أنك عندما تصنع فيلما يتصدى لمثل هذه القضايا
فأنت لا تصنعه من أجل إمتاع الجمهور بل تصنعه لدفع الجمهور إلى التفكير ومن
أجل النقاش مع الجمهور فهذا عندي هو جوهر الأمر برمته ولذلك.. سيعرض في
ايران.. أنا مؤمن بذلك".
وذكر ديتر كوسليك مدير مهرجان برلين أنه لا يزال يأمل أن يتمكن بناهي
من الحضور إلى ألمانيا.
وقال "هذا عار.. لقد فاز بالدب الفضي ذات مرة وهو مخرج مشهور.. سيكون
أمرا رائعا لو تمكن بانهي بانهي من اللحاق بنا. يستطيع الحضور يوم السبت..
لا يهم.. الأهم هو أن يحضر".
العرب أنلاين فيله في
19/02/2010 |