حدثان كبيران خيّما ليل أمس الاول على حفل توزيع جوائز الأوسكار
الثاني والثمانين هما فوز أول إمرأة بأوسكار أفضل مخرجة وحصر فيلم "افاتار"
بتفوّقه التقني. وقد جاء الحدث الأول المتزامن مع اليوم العالمي للمرأة
مدوياً على أكثر من صعيد أبرزها تفوق المخرجة كاثرين بيغيلو على زوجها
السابق جايمس كاميرون، مخرج "أفاتار"، في فئة المرشحين لأوسكار أفضل مخرج.
اما الحدث الثاني فكسر كل تلك التوقعات.
أظهر "حراس" الصناعة السينمائية في هوليوود من مخرجين وكتاب وممثلين
ومنتجين "جرأة" تخطّت بأشواط موقع النقّاد السينمائيين المتربّصين
بهوليوود. فحيث جزع أعضاء جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود، تجرأ صناّع
الأخيرة مخالفين التوقعات ليل أمس بعدم منحهم "السينما المستقبلية"،
بمفهومها التقني فقط، والمتمثّلة بشريط "أفاتار" أية جوائز كبرى، في ما هو
فخّ لم يتمكن النقّاد قبل اسابيع من تجاوزه. فقد طوّبوا خلال توزيع جوائز
الكرة الذهب "أفاتار" الفيلم الأفضل ومخرجه "ملك السينما" من دون تردد.
غالب الظن انهم أرادوا بذلك نفي "التّهمة" الأزلية المقترنة بالنقاد ألا
وهي تجاهلهم الجانب الجماهيري والتجاري للصناعة السينمائية، فضلاً عن الضغط
المعنوي والنفسي الكبير الذي يمارسه جايمس كاميرون، بقصد او من دون قصد، من
موقعه كمخرج السينما المستقبلية. صحيح ان تجاهل حقيقة رفده السينما بملياري
دولار والعدد في تزايد أمر ليس بالسهل ولكنه لا يحتاج الى مزايدة. من هنا
جاءت لفتة أكاديمية علوم الصورة وفنونها المانحة لجوائز الأوسكار منصفة
وحاسمة في آن، إذ كرّمت الفيلم بالجوائز التي يستحقها (أفضل مؤثرات بصرية
وتصوير سينمائي وإخراج فني) وفي الوقت عينه حجّمت نرجسية مخرجه و"أناه"
المتعاظمة منذ زمن طويل عندما أعلن قبل 13 عاماً "أنا ملك العالم" بعيد
فوزه بأوسكارات عدة عن فيلمه "تايتانك" العام 1997. بعيداً من التسرّع في
استنتاج من نوع "احقية" الفيلم الفائز، "خزانة الألم"
The Hurt Locker، بالفوز قبل أن نشاهده، ومن دون أن نكون قادرين
على التحقق من ذلك، نقول ان عدم فوز "أفاتار" بجائزتي أفضل مخرج وأفضل فيلم
إنما مؤشر الى وجود بارقة أمل بأن السينما الأقل كلفة وبهرجة لاتزال تحتفظ
بموقع ما.
وقبل أن يُطلق
Hurt Locker في الصالات المحلية لن نتمكن من معرفة ما الذي يقدّمه الفيلم وأية
صورة يروجها لأميركا وجنودها وحربهما في العراق. على أن فوز مخرجته بيغيلو
يسجّل سابقة في تاريخ الأوسكار الذي يُمنح للمرة الأولى إمرأة، مع العلم أن
أربع نساء سبقنها الى نيل الترشيح من دون أن تتمكن اي منهن من الفوز وهن:
الايطالية من أصل سويسري لينا فيرتموللر التي كانت اول امرأة تنال ترشيح
اوسكار لأفضل إخراج عام 1976 عن فيلمها
Seven Beauties، تلتها النيوزيلندية جاين كامبيون عام 1993 عن
فيلمها
The Piano ومن ثم الأميركية صوفيا كوبولا عام 2003 عن
فيلمها
Lost In Translation. بيغيلو التي كانت المرأة الرابعة التي تنال
ترشيح أوسكار لأفضل مخرجة والأولى التي تحوز الجائزة حقّقت سابقة أخرى قبل
حفل الاوسكار هي فوزها بجائزة نقابة المخرجين الاميركيين كأول إمرأة ايضاً.
ولكن الحكاية لا تقف عند هذا الحد ذلك ان معظم الصحافة الاميركية الصادر
صبيحة إعلان نتائج الأوسكار أحال فوز بيغيلو الى نقطة ثانية هي فوزها ليس
فقط كأول إمرأة وانما ايضاً كمخرجة فيلم حركة حربي وليس كوميديا رومنسية،
النوع الذي غالباً ماتُحصر فيه جهود المخرجات في هوليوود. على أن بيغيلو
وخلال مسيرتها السينمائية الممتدة على نحو ثلاثين عاماً اشتغلت على أفلام
الحركة في أفلام متفاوتة الجودة من طراز
Near Dark (1987) وPoint
Break (1991) وK-19:
The Widowmaker ( 2002).
وبفوزها بالاوسكار لم تهزم كاميرون فقط وانما تفوّقت أيضاً على كوينتن
تارانتينو (Inglorious Basterds) وجايسن رايتمن (Up
in the Air) ولي دانييلز (precious)
بفوز ينتظر إطلاق فيلمها محلياً قبل الوقوف على استحقاقها الجائزة. كذلك
تجدر الإشارة في معرض الحديث عن فوز
The Hurt Locker الى انه الفيلم الأقل موازنة ومدخولاً من بين
الأفلام التي حازت هذه الجائزة، إذ لم تتجاوز موازنته 15 مليون دولار ولم
تتعدّ مداخيله 13 مليون دولار على شباك التذاكر الأميركي.
أما "أفاتار" الذي تعادل مع
Hurt Locker من حيث الترشيحات (تسعة لكل منهما) فخرج بثلاث
جوائز في المجال التقني (المؤثرات البصرية والتصوير السينمائي والاخراج
الفني) بما يؤكد ان الأخيرة لا تعلو النص والمقاربة السينمائيين وان
التجربة السينمائية لا تكتمل ما لم تقترن بثورية ليس فقط في التقنية وانما
ايضاً في المعالجة والرؤية الاصيلتين. في حين اضاف شريط بيغيلو الى جائزتي
أفضل أخراج وأفضل فيلم الاساسيتين أربع جوائز أخرى لأافضل مونتاج صوت وأفضل
ميكساج صوت وأفضل توليف وأفضل سيناريو أصلي (مارك بول).
لم تكن جوائز التمثيل مفاجئة إذ ذهب أوسكار أفضل ممثلة في دور رئيسي
الى ساندرا بولوك في فوزها الاول وذلك عن دورها في فيلم "الجانب المظلم"
the Blind Side
مع إجماع نقدي على استحقاقها الجائزة. في مواجهتها، كانت هنالك منافسة شرسة
من ممثلتين عملاقتين: جامعة العدد الاكبر من الترشيحات (16 ترشيحاً وفوزان)
في تاريخ جوائز الأكاديمية وجائزة الكرة الذهب (25 ترشيحاً) والرائعة دوماً
ميريل ستريب عن دورها في "جولي وجوليا" وهيلين ميرين عن "المحطة الأحيرة"
The last station والتي فازت بالاوسكار قبل عامين عن دورها في فيلم ستيفن فريرز
"الملكة"
the Queen. وفي فئة أفضل ممثلة في دور ثانٍ، فازت بالجائزة
مونيك عن دورها في
Precious.
أما فئة التمثيل الرجالي التي تنافس فيها كولن فيرث (A
Single Man) وجيريمي رينير (Hurt Locker)
ومورغن فريمن (
Invictus) وجورج كلوني (Up in the Air)
وجيف بريدجز (A
Crazy Heart) فانتشلها الأخير عن تجسيده شخصية مغنٍ وكاتب
أغنيات في "الكانتري ميوزيك" وهو للمناسبة ترشيحه الخامس للأوسكار وفوزه
الاول. وكما هو متوقع، ذهب أوسكار أفضل ممثل في دور ثانٍ الى الألماني
كريستوف فالتس عن دوره في
Inglorious Basterds.
في فئة أفضل سيناريو مقتبس، ذهبت الجائزة الى جيوفري فليتشر عن
Precious على الرغم من المنافسة الكبيرة في هذه الفئة
لاسيما من فيلمي
In The Loop لأرماندو إيانوتشي وUp
in the Air
لجايسن رايتمن. ومن دون مفاجآت، فاز فيلم
Up بأوسكار أفضل فيلم تحريك على الرغم من انه كان
مرشحاً في فئة افضل فيلم أيضاً. بخلافها، حملت جائزة أفضل فيلم ناطق
بالاجنبية مفاجأة لجهة استبعاد الفيلمين الأكثر حضوراً خلال العام: "الشريط
الابيض"
the White Ribbon لميكايل هانيكي و"نبي"
Un Prophete لجاد أوديار حيث ذهبت الجائزة للأرجنتيني "السر الذي في عيونهم"
The Secret in their Eyes
لخوان خوسيه كامبانيللا.
توزعت جوائز الفئات الأخرى كما يلي: أفضل أزياء
The Young
Victoria (ساندي بويل)؛ أفضل وثائقي
The Cove للوي بسيهويوس وفيشر ستيفنز؛ أفضل وثائقي قصير
Music by Prudence لروجر روس ويليامز وإلينور بوركيت؛ أفضل ماكياج
Star
Trek
(بارني بورمن، ميندي هول وجويل هارلو)؛ أفضل موسيقى
Up
(مايكل غياتشينو)؛ أفضل أغنية
Crazy Heart (راين بينغهام وتي بون بورنيت)؛ أفضل فيلم تحريك
قصير
Logorama لنيكولاس شميركن؛ أفضل فيلم قصير
The new Tenants ليواكيم باك وتيفي ماغنوسن.
انطلاق الجوائز
بين تاريخ جوائز الأكاديمية (الأوسكار) الذي انطلق في العام 1929
وتاريخ جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود (مانحة جوائز الكرة الذهب) الذي
انطلق في العام 1944خمسة وخمسون عاماً مشتركة، دائماً ما جرت المتابعين
والنقاد الى المقارنة. تردد دائماً ان الثانية مؤشر للأولى. واعتُبر غالباً
ان الثانية أكثر ميلاً الى الأفلام المستقلة منها الى الانتاجات الضخمة
التي يجلّها الاوسكار في وصفه الجائزة التي تكرّم الصناعة السينمائية
الكبرى في العالم. ولكن نتائج العام 2009 كانت صادمة لجهة انقلاب المعادلة.
هنا لائحة بالافلام الثلاثة والعشرين التي اختلفت عليها ذائقتي الاوسكار
والكرة الذهب وتالياً افترقت فيها الجوائز (من بينها أربعة أفلام حازت
الاوسكار من دون ان تكون مرشحة حتى للكرة الذهب:
Crash 2005،
Ghandi 1982،
Chariots of Fire 1981
وThe Sting 1973)
نوردها بالترتيب التالي: السنة، الفيلم الفائز بالاوسكار، الفيلم الفائز
بالكرة الذهب لأفضل دراما والفيلم الفائز بالكرة الذهب لأفضل كوميديا او
غنائية مع الاشارة الى ان جوائز الكرة الذهب كانت تمنح أحياناً ثلاث جوائز
(فاصلة بين الكوميدي والغنائي) او جائزة واحدة.
2009-
The Hurt Locker
(الاوسكار)؛
Avatar (غولدن غلوب لأفضل فيلم درامي) وThe Hangover ( (غولدن غلوب لأفضل كوميديا).
2007-
No Country for
Old Men؛
Atonement وSweeney
Todd
2006-
The Departed؛
Babel وDreamgirls
2005-
Crash؛
Brokeback MountainوWalk
the Line
2004-
The
Million Dollar Baby؛
The Aviator وSideways
1995-
Braveheart؛
Sense and
Sensibility وBabe
1992-
Unforgiven؛
Scent of a Woman وThe
Player
1991-
Silence of the Lambs؛
Bugsy و
Beauty and the Beast
1982-
Ghandi؛
ET وTootsie
1981-
Chariots of Fire؛
On Golden Pond وThe
Coal Miners
Daughter
1978-Hunter The Deer؛
Midnight Express وHeaven
Can Wait
1977-
Annie Hall؛
The Turning Point وGoddbye
Girl
1974-
The Godfather Part II؛
Chinatown وThe
Longest Yard
1973-
The Sting؛
The Exorcist وAmerican
Graffitti
1970-
Patton؛
Love Story وM*A*S*H*
1969-
Midnight Cowboy؛
Anne
of the Thousand Days وThe
Secret of Santa Vittoria
1968-
Oliver
؛
The Lion in
Winter وFunny
Girl
1958-
Gigi؛
The Defiant Ones وAuntie
Mame وThe
Westside
Story
1955-
Marty؛
East of Eden وGuys
and Dolls
1953-
From Here to
Eternity؛
The Robe
1950-
All About Eve؛
Sunset Bouleverd
1948-
Hamlet؛
Johnny Belinda وThe
Treasure of the Sierra Madre
1943-
Casablanca؛
The Song
of Bernadette
المستقبل اللبنانية في
09/03/2010 |