·
«بيغلو» تنتصر على كاميرون «مطلّقها».. وتسطر تاريخا بـ «أفضل مخرجة» لأول
مرة
·
«بولوك» تؤدي «دور عمرها».. ومونيك «تغير جلدها».. والنتيجة أحسن «ممثلة
مساعدة»
·
«برديجز» يجني ثمار مسيرة العطاء بـ «الممثل الأول».. و«المساعد» في قبضة «والتس»
·
المخضرمة «ستريب» تخسر «الأوسكار».. وتربح «نجمة الجوائز» عن جدارة
بعد موسم طويل ومليء باحتفالات ومراسم التكريم وتوزيع الجوائز
السينمائية المختلفة الذي بدأ منذ اواخر العام الماضي وتم فيه تكريم
السينمائيين بمختلف فئاتهم من خلال فعاليات مختلفة مثل الغلودن غلوب
والبافتا البريطانية والساغ وجمعيات النقاد وصنّاع السينما المختلفة يأتي
حفل توزيع جوائز الاوسكار في دورته الثانية والثمانين ختاما للموسم واعلانا
عن نهايته وهي الجوائز الاقدم والاكبر والاهم وبالتأكيد الاكثر بريقا في
صناعة السينما الامريكية والتي تبهت بجانبها جميع الجوائز الاخرى وان كان
هناك اي تأثير على الاوسكار من جميع ما سبقه من جوائز فهو بالـتأكيد
التدليل والاشارة على الفائزين بالجائزة ما يلغى عنصر المفاجأة فيه.
فائزون متوقعون
وذهبت اغلب جوائز الاوسكار لهذا العام للمرشحين المتوقع ان يحصلوا
عليها ففوز جيف بريدجز بجائزة افضل ممثل وساندرا بولوك بافضل ممثلة لم يكن
مفاجئا على الاطلاق فالاثنان فازا بجميع الجوائز السابقة وكانا اقوى مرشحين
للجائزة في فئتيهما وفوز مونيك والممثل النمساوي كريستوفر والتس باوسكار
افضل دور مساندلم يحمل اي مفاجأة ايضا مثل اغلب جوائز الحفل التي كانت في
اغلبها رهانات شبه مؤكدة فيما عدا جائزتي افضل مخرج وافضل فيلم اللتين
كانتا المنافسة فيهما على اشدها بين المخرج جيمس كاميرون بفيلمه (آفاتار)
الذي دخل التاريخ بكونه الفيلم السينمائي الاكثر ايرادا على الاطلاق حيث
بلغ مجموع ايراداته الى الآن رقما قياسيا تعدى المليارين ونصف المليار
ونافسه على الجائزة مطلقته المخرجة كاثرين بيغلو بفيلم صغير مستقل هو فيلم
(خزانة الالم) او (The Hurt Locker)
وما جعل المنافسة اكثر حماسا لها هو العلاقة الشخصية التي تربط بين الاثنين
فكونهما زوجين سابقين يتنافسان على الجائزة نفسها زادمن حدّةالترقب لها.
مفاجأة بيتغلو
ورغم فوز كاميرون بمعظم الجوائز المهمة مثل الغلولدن غلوب وغيرها
وكونه المرشح الاقوى حظا الا ان من ترقب مفاجأة من الاوسكار لم يخب ظنه فقد
حملت الجوائز مفاجأة تاريخية هذا العام بفوز كاثرين بيغلو بجائزة افضل مخرج
وهي بذلك تصنع تاريخا بكونها اول مخرجة تحصل على الاوسكار فرغم عمر الاخراج
النسائي الطويل في هوليوود الذي بدأ منذ ايام السينما الصامتة فانه لم يرشح
سابقا للجائزة الا ثلاث مخرجات، والرابعة هي بيغلو والاولى في نيل
الجائزة،المفاجأة الاخرى هي نيل فيلمها (خزانة الالم) اوسكار افضل فيلم
متغلبا بذلك على (آفاتار) الذي نال حظه من الجوائز السابقة.
وقد اتت جوائز الاوسكار لهذا العام كالتالي :
انتصار الالم
ست جوائز اوسكار من تسعة ترشيحات فاز بها فيلم (خزانةالالم) توجت
بالجائزة الأهم وهي اوسكار افضل فيلم التي كانت بالتأكيد أكبر مفاجأة حملها
الاوسكار هذا العام، فمنذ بدأ موسم الجوائز والتوقعات تميل نحو فيلم
(آفاتار) ذي الميزانية الضخمة التي بلغت حوالي ثلاثمائة مليون دولار ولكن
وفي الفترة الاخيرة ومنذ فوز (خزانة الالم) بجائزة البافتا البريطانية بدأت
حظوظ الفيلم بالفوز بالصعود ليحصل اخيرا على التكريم المستحق.
الفيلم يدور في إطار الحرب بالعراق حول فريق لتفكيك الالغام
والمتفجرات والشخصيات التي تجذبها هذه المهنة وهم في الغالب اناس ميالون
للانتحار يغامرون بحياتهم بطريقة عبثية.
وتأتي ترشيحات الاوسكار بتغيير مميز هذا العام وهو ارتفاع عدد الافلام
المرشحة لجائزة افضل فيلم من خمسة افلام كما هي العادة الى عشرة افلام وهذه
هي المرةالاولى منذ عام 1944 التي ترفع فيها اكاديمية السينما الامريكية
عددالافلام المرشحة لجوائزالاوسكار.
ونافس على اوسكارافضل فيلم بالاضافة الى(خزانةالالم) و(افاتار) فيلم (Inglourious
Basterds) او (اوغاد مشينون) للمخرج كوينتن تارانتينو
ويدورحول الحرب العالمية الثانية والفيلم حصل على ثمانية ترشيحات بينها هذه
الجائزة ورشحت ايضا الافلام الاجتماعية (الجانب الاعمى) و(تعليم) و(ثمين)
و(رجل جاد) و(عاليا في السماء) وفيلم الخيال العلمي (الحي التاسع) وفيلم
الانيميشن (اعلى) .
افضل مخرجة
كان جيمس كاميرون مخرج فيلم (افتار) يكاد يكون ضامنا تلك الجائزة
فهوالمنافس الاقوى ولكن يبدو ان سيل الجوائز التي حصل عليها اخيرا او
النجاح الساحق لفيلمه قللت من حظوظه فاحس المصوتون على الجائزة بان المخرج
قد نال من التكريم نصيبا كافيا مما رفع اسهم مطلقته المخرجة كاثرين بيغلو
والتي كان اخراجها لفيلم (The Hurt Locker)
متميزا رغم الامكانيات الانتاجية المحدودة للفيلم وبالتالي ذهبت الجائزة
لبيغلو لتجعل منها اولمخرجة تحصل على الجائزة في تاريخ الاوسكارالذي رغم
عمره الطويل لمترشح فيه امرأة لجائزة افضل مخرجا لاربع مرات.
وكان قد رشح مع بيغلو وكاميرون كل من المخرج كوينتن تارنتينو عن فيلم
(Inglourious
Basterds)، وكلينت ايستوود عن فيلم (Precious) وجيسو نريتمان عن فيلم (Up
In The Air) .
تكريم برديجز باوسكار أفضل ممثل
حصل على الجائزة الممثل جيف برديجز وهو من الممثلين الموهوبين في
هوليوود الذين لم ينالوا نصيبهم من الشهرة رغم مشواره الطويل واتت الجائزة
تكريما لهذا المشوار وكان برديجز قد نال جميع الجوائز الاخرى منها جائزتا
الساغ والغلودن غلوب عن الدور نفسه الذي اداه في فيلم (CrazyHeart)
او (القلب المجنون) والذي يلعب فيه دور مطرب كنتري امريكي انحسرت عنه
الاضواء يبدأ في مراجعة حياته ليجد ان امتهانه للغناء اثرفي حياتهالعاطفية
وتسبب له بخسائر توازي المكاسب التي نالها من مهنته.
ونافس برديجز على الجائزة كل من مورغان فريمان عن فيلم (Invictus) الذي يلعب فيه دور رئيس دولةجنوب افريقيا نيلسون مانديلا بعد توليه
الحكم ومحاولته لايجاد تعايش سلمي بين البيض والسود عن طريق الرياضة،
والممثل البريطاني كولينفيرث عن فيلم (A
Single Man) او (الرجل الاعزب) وجورج كلوني عن فيلم (Up
in the Air) وجيرمي رينرز عن فيلم (The
Hurt Locker) .
مغامرة بولوك
النجمة ساندرا بولوك حصدت اوسكار افضل ممثلة عن دورها المميز في
الفيلم الدرامي (The Blind
Side) او (الجانب الاعمى) المأخوذ عن قصة واقعية لعبت ساندرا فيه دور
امرأة بيضاء تتبنى مراهقا اسود وتساعده ليتميز في لعبة كرةالقدم الامريكية.
وكانت مغامرة رابحة بالنسبة لساندرا خروجها عن الاطار الذي عرفها فيه
الجمهور واحبها من خلاله وهو ادوار الكوميديا الرومانسية الخفيفة لتؤدي
دورا دراميا من العيار الثقيل اثبتت فيها موهبتها وتميزت فيه وقد وصفته في
اكثر من مناسبة بانه دور عمرها وهو كذلك فهو الدور الوحيد الذي اتاها
بالاوسكار.
ونافست ساندرا على الجائزة الممثلة ميريل ستريب عن تجسيده
الدورالطاهية الشهيرة جوليا تشايلد في فيلم (جولي وجوليا) وهي اول طاهية
تحصل على برنامج تلفزيوني خاص بها في بداية عهدالبث التلفزيوني وبذلك تكون
ستريب قد حققت رقما قياسيا بحصولهاعلى ترشيح للمرة السادسة عشرة في مسيرتها
الفنية ونالت عن ستحقاق لقب نجمة الجوائز وان خرجت من الاوسكار خاسرة.
وحصل ايضا على ترشيحات كل من الممثلة البريطانية المخضرمة هيلين ميرين
عن (The Last Station)
وممثلتان شابتان ترشحان لاول مرّة هما البريطانية كاري موليغان عن فيلم (An
Education)
وغابريي سايدبي عن فيلم (Precious)
.
والتس «مساعد»
الممثل النمساوي كريستوف والتس كان قد فاز في تلك الفئة في الغولدن
غلوب وجميع الجوائز الاخرى وتوج كل ذلك بالاوسكارعن دوره في فيلم (Inglourious
Basterds)
للمخرج كوينتن تارنتينو الذي لعب فيه الممثل دور قائد مخابرات في الحزب
الالماني النازي يلقب بصيّاد اليهود مهمتة مطاردة اليهود واعدامهم، رشح معه
للجائزة كل من وودي هارلسون عن فيلم (The Messenger)،
مات ديمون عن دوره في فيلم (Invictus)،
وكريستوفر بالمر عن دوره في فيلم (The
Last Station) وستنالي توشي عن دوره في فيلم (The
Lovely Bones) .
مونيك «درامية»
وكما فعلت بولوك خرجت كذلك الممثلة الكوميدية مونيك عن اطار الكوميديا
التي عرفها فيه الجمهور وقدمت دورا تراجيديا خالصا في فيلم (Precious) الذي فازت عن دورها فيه بجائزة الغولودن الغلوب وجميع الجوائز
المهمة الاخرى ولا مفاجأة تأتي من نيلها الاوسكارعن نفس الدورالذي لعبت فيه
دور ام قاسية فقيرة وامية تعاني عقدة بسبب بدانتها وتعامل ابنتها البدينة
بقسوة ولا انسانية، ورشح معها للجائزة كل من الممثلة الاسبانية بينولوبي
كروز عن دورها في فيلم (Nine)،
فيرافارمنج وآنا كندريك عن دوريهما في فيلم (Up
in the Air) وماجي جلينجهول عن دورها في فيلم (Crazy
Heart) .
جوائز اخرى
فاز الفيلم الارجنتيني "السر في عيونهم" بجائزة اوسكار افضل فيلم
اجنبي، لتفوز بذلك الدولة الواقعة في امريكا اللاتينية بثاني جائزة من
الاكاديمية عن دراما الجريمة.
وفازت الارجنتين بجائزة الاوسكار الاولى عام 1985 عن فيلم "القصة
الرسمية"، وفاز فيلم الرسوم المتحركة "UP" بجائزة الاوسكار كافضل فيلم رسوم متحركة، وتدور احداث الفيلم الذي
اخرجه بيت دوكتر حول رجل عجوز في الثامنة والسبعين من العمر يحقق حلمه وهو
السفر حول العالم بربط ملايين البالونات الملونة ليسافر عبرها متجها الى
شمال امريكا، كما فاز الفيلم الياباني «الخور» بجائزة احسن فيلم وثائقي وهو
يتناول قضية صيد الدلافين في اليابان.
بولدوين ومارتن.. « ثنائي ذهبي» في التقديم
خلافاً لكل عام، قرر مسؤولو الأكاديمية الاستعانة بشخصيتين أساسيتين
لتقديم فقرات الحفل الثاني والثمانين وهما نجما الكوميديا ستيف مارتن واليك
بولدوين مما طرق أبواباً جديدة للأسئلة فيما لوكانت جوائز الأوسكار تحتاج
الى من يقدم فقراتها في المقام الأول.
وقد أوضح كبار النجوم ممن سبق لهم تقديم الحفل مثل جون ستيورات،
وديفيد ليترمان، وكريس روك، ان تقديم حفل كالأوسكار يحتاج الى الكثير من
سرعة البديهة وحضور الذهن خاصة ان المقدم يجب ان يكون مصدراً للمشاهد من
وراء الكواليس في الوقت الذي يجب ان يؤكد لهم انه واحد من الجمهور.
وبالفعل نجح بولدوين ومارتن الذي يملك كل منهما تاريخا عريقا في
الكوميديا في انتزاع الضحكات من قلوب مشاهير الصف الأول والمشاهدين على حد
سواء دون استخفاف حيث اكتفى الثنائي باطلاق التعليقات الساخرة على الأفلام
المرشحة والمرشحين بينما كانت مهمة افتتاح الحفل من نصيب الممثل الشاب نيل
باتريك هيريس الذي استهله بتقديم استعراض فكاهي راقص.
م . س.
الوطن الكويتية في
08/03/2010 |