في السابع من مارس يتم الإعلان عن جوائز الأوسكار في دورته الثانية
والثمانين، في حفل
يشاهده علي الهواء أكثر من مليار شخص في كافة
أنحاء الكرة الأرضية،
وينتظره نجوم العالم باهتمام بالغ،
رغم أن الأوسكار جوائز محلية "أمريكية
"، إلا أن صداها يمتد لعشاق فن السينما في جميع أنحاء العالم!
وقد تم الإعلان عن أسماء المرشحين للجوائز منذ شهر تقريبا ومن
يومها والتكهنات لم تنقطع،
وجاءت الترشيحات متوافقة إلي حد بعيد مع التوقعات،
ومع ماتم الانتهاء إليه في جوائز
"الجولدن جلوب" مع نسبة قليلة من الاختلاف!
أهمها زيادة عدد الأفلام المرشحة لجائزة أفضل فيلم من خمسة إلي عشرة
أفلام علي رأسها فيلم أفاتار، و"خزانة الآلام"،
وبريشوس "غالي أو ثمين"، "الجانب المظلم"، "تعليم"،
"كتيبة الأوغاد"، "رجل
جاد"، عالي في السماء، والمقاطعه 9وفيلم الرسوم المتحركة "في الأعالي"،
وهو أحد الأفلام الملغزة في ترشيحات هذا العام،
حيث ينافس الأفلام الروائية في قائمة أفضل فيلم،
وفي نفس الوقت ينافس في قائمة أفضل فيلم رسوم متحركة، بالإضافة لترشيحه في قائمة أفضل سيناريو كتب
مباشرة للسينما،
وأفضل موسيقي تصويرية،
وتكاد تكون فرصته كبيرة في الفوز علي الأقل كأفضل فيلم رسوم متحركة،
ويعتبره صناع السينما حدثا فنيا
يستحق الاهتمام ويخرج عن الفكرة التقليدية التي
يعتنقها البعض حول أن أفلام الرسوم المتحركة تقدم فقط للاطفال، وقد تم عرض
فيلم "UP"
للمرة الأولي في افتتاح مهرجان كان الذي أقيم في شهر مايو الماضي، وقوبل
بترحيب واحتفاء من نقاد السينما وجمهورها!
أما جائزة أفضل ممثل فيتنافس عليها جورج
كلوني عن فيلم "عالي في السماء"،
وجيف بريدجز عن فيلم "قلب مجنون"
وقد ارتفعت أسهم بريدجز مؤخراً،
بعد حصوله علي الجولدن جلوب،
وهو يقدم شخصية مطرب موسيقي ريفية،
يقع في دائرة الإدمان،
وتمر حياته بأزمات متعددة، وتنقذه صحفية شابه تأخذ بيده وتحفزه علي استعادة حياته،
ويقع في حبها رغم فارق السن الكبير بينهما، ورغم أن اسم الممثل
"كولين فيرث" بين قائمة ترشيحات أفضل ممثل،
إلا أني أعتقد أنه من الصعب أن
يحصل عليها، حيث يقدم في فيلمه "رجل أعزب "،
شخصية رجل شاذ جنسيا، ولما كان "شون
بين" قد حصل العام السابق علي جائزة عن فيلم "ميلك"
وهو شاذ جنسيا!!
يبقي مش معقول تذهب جائزة أفضل ممثل لعامين متتاليين لمن
يقدم تلك الشخصية لأنها مش حاتبقي حلوة في حق أمريكا!! أما النجم الأسمر "مورجان فريمان"
فتم ترشيحه لجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "invictus"
حيث يقدم شخصية وينسون مانديللا،
الذي قاد فريق كرة الراجبي و"هي اللعبة الشعبية الأولي في بلاده "، إلي
تحقيق نصر رياضي كبير،
بعد هزائمه المتكررة،
الأمر الذي أدي إلي زيادة شعبيته والسيطرة علي مشاكل التعصب البغيض بين
البيض والسود في جنوب أفريقيا!
وسبق لمورجان فريمان أن حصل علي جائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد
في عام 2005
عن
فيلم طفلة بمليون دولار الذي أخرجه كلينت استوود،
كما تم ترشيحه ثلاث مرات لجائزة افضل ممثل عن أفلام سائق ميس دازي، وسجن
شوشانك، أما المرشح الخامس فهو"
جيرمي رينر "عن
دوره في فيلم "خزينة الآلام" حيث يؤدي شخصية جندي أمريكي متخصص في عملية
إبطال مفعول المفرقعات، أثناء غزو الجيش الأمريكي للعراق،
وهو
يعيش علي حافة الخطر مع كل خطوة يخطوها علي الأرض العراقية،
ويفشل هو ورفاقه في عمل علاقات إنسانية
مع المواطنين العرب الذين يعتبرونهم غزاة لابد من إبادتهم!
< < <
لم تخرج قائمة الترشيحات لأفضل ممثلة في دور أول عما كان متوقعا حيث
تتنافس علي الجائزة الممثلة المخضرمة "ميريل
ستريب"عن دورها في الفيلم الكوميدي "جولي
وجوليا"، وقد سبق وحصلت عنه علي جائزة الجولدن جلوب،
وتعتبر ميريل ستريب صاحبة رقم قياسي في الترشيح للأوسكار،
حيث نالت هذا العام الترشيح السادس عشر في مسيرتها الفنية وكان قد سبق لها
الفوز بالأوسكار مرتين الأولي في عام 1980 عن"
فيلم كرامر ضد كرامر" والثانية في عام 1983 عن فيلم"
اختيار صوفيا " ويتوقع النقاد حصول ميريل ستريب علي الأوسكار الثالثة هذا
العام، حيث تلعب شخصية "جوليا تشايلد"
التي ألفت أشهر كتب الطهي وعلمت الشعب الأمريكي كيف يأكل!
وكتابها الذي صدر لأول مرة في مطلع الستينيات من القرن العشرين وأعيد طبعه
أكثر من أربعين مرة، وحقق مبيعات وصلت إلي خمسة ملايين نسخة، ومما زاد من شهرة
"جوليا تشايلد" أنها كانت أول امرأة أمريكية تقدم برامج الطهي في
التليفزيون لتحقق نسبة مشاهدة مرتفعة، عاشت "جوليا" سنوات من عمرها في
باريس عندما كان زوجها يعمل في السفارة الأمريكية هناك،
حيث حاولت ملء وقت فراغها بتعلم اللغة الفرنسية،
وصناعة القبعات، ثم بدأت تفكر في الحصول علي دورات لتعلم فنون الطهي،
علي الطريقة الفرنسية، وأخيرا فكرت في طرح تجربتها في كتاب يضم أكثر من ألف طريقة لصنع الوجبات المختلفة،
باللغة الإنجليزية وصار لها تلاميذ وعشاق في كافة أنحاء العالم، وكانت عقدة
حياتها أنها لم تنجب أطفالا فتركت ثروتها الضخمة لأبناء شقيقتها، وتوفيت عن
96 عاما في عام 2004 قدمت ميريل ستريب أداء مدهشا في هذا الفيلم،
وتعمدت أن تزيد وزنها خمسة عشر كيلوجراما،
لتلائم الشخصية، كما
غيرت من تسريحة شعرها ولونه،
ولكنتها في الحديث وأدائها الحركي، وبدت كامرأة مختلفة تماماً
عن تلك التي نعرفها، حالة من الإبداع الخالص
تجعل الفرصة أمام بقية المنافسات تكاد تكون منعدمة أوغير متكافئة، وقد
ظهرت تعليقات في كثير من المواقع الالكترونية السينمائية، عن تنافس "ميريل
ستريب" مع ساندرا بولاك التي حصلت علي جائزة جولدن جلوب لأفضل ممثلة في
فيلم دراما عن "الجانب المظلم"، وجاء في تلك التعليقات أن ساندرا بولاك قد اجتهدت
في الأداء، بعد مجموعة الأدوار الخفيفة التي قدمتها في أفلام بلا قيمة وليس من
المعقول أن نقارنها بممثلة عظيمة مثل ميريل ستريب لم تقدم في حياتها سوي
الأفلام المدهشة وتاريخها مرصع بمجموعة من الأدوار الخالدة!
أما المرشحة الثالثة لجائزة أفضل ممثلة فهي "هيلين
ميرين" عن فيلمها "المحطة الأخيرة"
حيث لعبت دور زوجة الكاتب الروسي ليو تولستوي،
وسبق" لميرين " الحصول علي الأوسكار في عام2007
عن
فيلم "الملكة "، كما رشحت لجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم "حديقة
جوسفيلد"، في عام 2002وعن فيلم "جنون الملك جورج "
في عام
1995أما المرشحة الرابعة فهي "كاري موليجان " عن فيلم "التعليم" وتلعب دور
فتاة مراهقة من أسرة متوسطة، يحفزها والدها علي النجاح في دراستها ولكنها
تتعلق برجل ثري،
تجد فيه مخرجاً
من ظروف حياتها التعسة، لتستقبل مباهج الحياة بكل صورها،
ولكن آمالها تتحطم عندما تكتشف أن الرجل الثري كان
يتعامل معها كوسيلة للمتعة فقط وتعقد العزم علي أن تلتحق بالجامعة، أما
المرشحة الخامسة فهي السمراء"
جابوري سيديب
" بطلة فيلم بريشوس أو ثمين،
وهي تقف أمام الكاميرا للمرة الاولي،
عندما اختارها المخرج "لي دانييل "،
من بين أكثر من مائة فتاه، حيث كان
يبحث عن مواصفات شديدة الخصوصية لفتاة مراهقة
وزنها يزيد علي مائة كيلو، سمراء لاتتمتع بأي نوع من الجمال!!!
لتلعب شخصية بريشوس، التي تعيش حياة تعسة، في العشوائيات الأمريكية،
مع والدتها القاسية، سليطة اللسان، وتنجب الفتاة
"بريشوس" طفلها الثاني بعد اعتداء جنسي من والدها، وترغب في تعلم القراءة والكتابة فتلتحق بمدرسة
مجانية تساعدها في تجاوز أزمتها !
ورغم وجود خمسة ممثلين مرشحين لجائزة أفضل ممثل مساعد إلا أن الأمر
يكاد يكون محسوماً لصالح الممثل النمساوي الأصل "كريستوف والتز"
عن دوره في فيلم "كتيبة الأوغاد "للمخرج كونتين تارانتينو،
أما بقية المرشحين في نفس القائمة"أحسن ممثل مساعد "فهم مات ديمون عن فيلم invictusوودي
هارليسون عن فيلم "المسافر"و"كريستوفر بلامر"عن دوره في فيلم "المحطة الأخيرة"،
الذي تدور أحداثه حول الأشهر الأخيرة
في حياة الأديب الروسي ليو تولستوي، أما الممثل ستانلي توسي فهو المرشح الخامس عن فيلم العظام الجميلة
"lovely
bones"
Sحيث
يلعب شخصية قاتل سيكوباتي، يستدرج فتاة مراهقة، لمكان منعزل ويقتلها ويسحق جثتها،
ويخفي أي أثر يدل عليه، أما الفتاة القتيلة فهي تحكي قصتها معه، وتبقي روحها معلقة بين السماء والارض،
حتي تطمئن أخيرا لأن القاتل قد نال الجزاء الذي
يستحقه..
< < <
تضم قائمة المرشحين لجائزة
أفضل ممثلة مساعدة كلا من الأسبانية "بينلوب كروز"عن دورها في فيلم
"تسعة " للمخرج روب مارشال، و"فيرا فارميجا "
عن دورها في فيلم "عاليا في السماء"، "ماجي
جيلنهال " عن فيلم القلب المجنون، و"أنا كيندريك"
عن "عاليا في السماء"، ولكن تكاد تكون المنافسة محسومة لصالح
الممثلة السمراء"
مونيك "
عن أدائها الفريد، لشخصية المرأة القاسية،
سليطة اللسان في فيلم بريشوس،
ومما يدعم هذا الاعتقاد أنها حصلت علي جائزة الجولدن جلوب في الشهر الماضي،
أما جائزة أفضل مخرج فيتنافس عليها كل من جيمس كاميرون الذي حقق فيلمه
أفاتار أعلي إيرادات في
تاريخ السينما حتي الآن،
ويعتبره البعض ثورة في صناعة الأفلام السينمائية، وهو ينتمي إلي أفلام
الخيال العلمي،
وتنافسه بشدة زوجته السابقة
"كاترين بيجللو "
بفيلمها
"خزانة الآلام"، و"كوينتين ترانتينو"
مخرج فيلم "كتيبة
الأوغاد"، ولي دانييل مخرج فيلم"
بريشوس "،
جيسون ريتمان مخرج فيلم "عاليا في السماء" !
ورغم منطقية معظم هذه الترشيحات إلا أني أتعجب لاستبعاد فيلم "تسعة"للمخرج
روب مارشال من قائمة أفضل فيلم، واستبعاد بطله دانييل داي لويس"
من قائمة المرشحين لجائزة أفضل ممثل!
وخاصة وأن دانييل داي لويس
يقدم في فيلم" تسعه" أداء شديد التميز لمخرج إيطالي شهير، يمر بأزمة منتصف العمر،
ترتبك علاقاته بكل المحيطين به، وخاصة زوجته التي تعشقه وتحبه بجنون رغم كثرة
نزواته العاطفية،
يقع المخرج
"جيدو" في أزمة البحث عن فكرة أو موضوع مناسب لفيلمه القادم، ويستدعي من
خزانة ذكرياته تجارب طفولته ومراهقته،
ومرحلة الشباب ومايتضمنها من قصص نجاح وفشل وصدام مع تقاليد المجتمع.
آخر ساعة المصرية في
02/03/2010 |