شرع المخرج إسكندر قبطي في تنشيط مجموعة من ورش صناعة الأفلام داخل
مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي لصالح الشباب القطري الراغب في تعلم
الصناعة السينمائية, وتزامن الشروع في هذه الورشات مع ترشيح فيلمه «عجمي»
لجوائز الأوسكار, وهو الترشيح الذي يأتي بعد فوز الفيلم بمجموعة من الجوائز
حددها المخرج إسكندر في 18 جائزة. «العرب» أجرت لقاء مع مخرج فيلم «عجمي»
للحديث حول هذا الترشيح وحول مضمون الفيلم الذي يعود بنا إلى أحياء مدينة
يافا الفلسطينية إلى جانب الحديث عن الدورة القادمة من مهرجان الدوحة
ترايبيكا السينمائي والورش المصاحبة له، فكان هذا الحوار...
بداية لنتحدث عن ترشيح فيلمكم "عجمي" لجوائز الأوسكار، وكيف تلقيتم النبأ؟
استقبلت الخبر بفرحة غامرة وكان معي سائر طاقم العمل من مهرجان الدوحة
ترايبيكا السينمائي, وبمجرد إعلان الخبر انهالت علي مكالمات التهنئة من
أهلي في يافا ومن أصدقائي، لقد كانت لحظة لا يمكن أن تنسى.
ما طبيعة القصة التي يعالجها الفيلم، ولماذا اسم "عجمي" بالذات، وما
الرسالة التي يحملها بين طياته؟
"عجمي" هو أكبر حي فلسطيني بيافا، والفيلم يحكي خمس قصص صغيرة مختلفة
ولكن مترابطة، والرسائل التي يحملها الفيلم بين طياته كثيرة ومتنوعة وتعتمد
على وجهة نظر المشاهد، فكل واحد منا سوف يرى الفيلم من منظوره الخاص، ولكن
الهدف الرئيسي من الفيلم هو توضيح صورة من واقع الفلسطينيين داخل الخط
الأخضر، الفيلم يظهر تعدد الآراء والصراع وكل ما يؤدي إلى العنف وسوء
التفاهم والحكم المسبق على الناس، الفيلم عبارة عن دعوة للنظر للموضوع بشكل
مختلف.
لماذا اخترتم في الفيلم الاشتغال على الواقع اليومي لسكان يافا
الفلسطينية، وما الدافع إلى الاستعانة بممثلين غير محترفين للعب الأدوار
الرئيسة في الفيلم؟
الواقع الفلسطيني به العديد من الأحداث المؤثرة، والهدف من الفيلم هو
اختيار حياة ناس عاديين ليسوا أبطالا, يبحثون عن حياة طبيعية لأنفسهم في
يافا، لذا كان اختيارنا لبعض سكان حي عجمي, لقد نقلنا تجربة حياتهم على
الشاشة الكبيرة, وهو ما يجعل الفيلم في غاية الواقعية.
هل تعتقدون أنكم حاولتم من خلاله نقل الواقع المعاش بشوارع يافا؟
لقد سعينا إلى خلق ما يسمى بالواقع غير الحقيقي، حيث وضعناهم في مواقف
متعددة وقمنا بتصوير ردود أفعالهم وتجاوبهم مع الموقف، فعلى سبيل المثال
البكاء الذي يظهر على الشاشة بكاء حقيقة ناتج من تأثر الممثلين بالموقف
الذي يعيشونه.
صرحتم بأنكم قضيتم أكثر من سبع سنوات في إخراج هذا الفيلم، فما السبب، وهل
يرجع إلى الإمكانات المادية أم أن محاولتكم نقل الواقع المعاش لسكان يافا
هو الذي تطلب استغراق كل هذه المدة لإخراج هذا الفيلم؟
استغرقنا كل هذا الوقت لأن مسألة إيجاد التمويل كانت بالغة الصعوبة,
حيث إننا غير معروفين وغير موثوق في قدراتنا آنذاك، ولكن أيضا استغرقت
كتابة السيناريو حوالي ثلاث سنوات ونصف لنقل الواقع كما هو، واحتاج الإعداد
للفيلم أيضا الكثير من البحث وورش العمل للممثلين. أما التصوير فكان يجري
بكاميرتين فقط, لقد انتهى بنا الأمر بحوالي 80 ساعة مصورة وهو ما جعلنا
نستغرق 14 شهرا كاملة في المونتاج.
سبق للفيلم أن حاز على شهادة تقدير من مهرجان "كان" الفرنسي وعلى جائزة
أفضل فيلم في مهرجان القدس للسينما، فما توقعاتكم بالنسبة لترشيحه
للأوسكار؟
ليس الهدف من الفيلم الحصول على الجوائز والتقدير وإن كان شيئا يسعدنا
ويفرحنا ويشجعنا، ولكن الفيلم كان هدفه أن يظهر قصة فلسطينية داخلية ويظهر
كيف اعتاد الفلسطينيون في الداخل على العنصرية والإهمال في حقوقهم. لقد حاز
الفيلم بالفعل على 18 جائزة من مهرجانات مختلفة.
"عجمي" أين يمكن تصنيفه بين الأعمال السينمائية، هل هو روائي أم توثيقي
تسجيلي، وهل يمكن أن يكون من أفلام الشباك بالقاعات السينمائية؟
الفيلم دراما طويلة مدتها ساعتان وهو يعرض حاليا في دور العرض
الأميركية ويحقق نجاحا هائلا.
أين يمكن تصنيف إسكندر قبطي ضمن صناع السينما، وهل لديك مشاريع لإنتاج
أفلام روائية بإمكانها اكتساح الشبابيك؟
أنا في بداية الطريق، وأحاول أن أصنع سوق أفلام مختلفة، ويوجد بالطبع
العديد من المشاريع ولكن أفضل ألا أبوح بها الآن لكي تكون متميزة مثل ما
حدث مع عجمي.
إذا سمحتم، إلى جانب ترشحكم للأوسكار، وضمن مهامكم داخل مهرجان الدوحة
ترايبيكا السينمائي، شرعتم في ورش العمل مع الشباب صناع الأفلام، فما الهدف
من هذه الورش، وهل هي استمرار لورش أفلام الدقيقة الواحدة التي شرعتم فيها
العام الماضي؟
الهدف من الورش هو هدف تعليمي من أجل تأسيس صناعة سينمائية محلية.
ولقد بدأنا ورش العمل منذ أسبوعين تقريبا لأفلام الدقيقة الواحدة، كما يوجد
العديد من الورش في أوغندا وزنجبار، وسوف يكون هناك الكثير من ورش العمل
على مدار العام من خلال البرنامج التعليمي لخلق ثقافة سينمائية في الدوحة
واستقطاب الشباب القطري، وأنا آمل أن يكون هناك خلال عامين العديد من
الأفلام القطرية في الساحة السينمائية الإقليمية والعالمية.
كيف تجدون تفاعل الشباب الذين تشرفون عليهم مع التوجيهات التي تمدونهم بها،
وهل يمكن الانتقال من أفلام الدقيقة الواحدة إلى إنتاج أفلام قصيرة ولم لا
توجد مشاريع لأفلام طويلة؟
من خلال عملي مع مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي وجدت تعطشا هائلا
للسينما، فالسينما مثل الحياة، دائما هناك شيء جديد لتتعلمه وأنا من خلال
العمل مع الآخرين أتعلم الكثير.
أنت مسؤول عن التواصل مع المجتمع في المهرجان، فما المهام التي تتولون
القيام بها انطلاقا من هذه المسؤولية؟
الهدف من مهمتي كمسؤول عن التواصل مع المجتمع هو الوصول إلى المجتمع
القطري وحث الشباب على المشاركة والتعبير عن أنفسهم من خلال السينما.
ساهم مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي في خلق نوع من الدينامية
السينمائية بالدوحة شهر أكتوبر الماضي، فما أهم التجديدات التي ستدخل على
المهرجان خلال الدورة القادمة، خاصة أنكم عضو بلجنة اختيار الأفلام التي
ستعرض بالدورة القادمة؟
هناك العديد من التجديدات التي سيشهدها المهرجان هذا العام, ونحن
وسائر طاقم العمل ذهبنا إلى مهرجان برلين لاختيار الأفلام التي سوف تشارك
هذا العام حتى نخلق نطاقا واسعا ومتنوعا من الأفلام لتوسيع آفاق المجتمع
وتوسيع السوق السينمائية القطرية.
كيف يمكن للمهرجان أن يسهم في الرفع من مستوى الإنتاج السينمائي بقطر؟
يعمل المهرجان بالفعل على رفع مستوي الإنتاج السينمائي بقطر، فلقد
قمنا باستقطاب خبرات هامة لتمرير حكمتهم وخبرتهم للشباب القطري في جميع
المجالات السينمائية وهو ما يحدث من خلال ورش العمل.
العرب القطرية في
24/02/2010 |