الأرقام والمعلومات التي أصبحت متاحة منذ إعلان ترشيحات الأوسكار لعام
2010 تشير إلى أن التوجه هذا العام هو لتحطيم الأرقام القياسية. هذه هي
المرة الأولى منذ عام 1944 التي ترفع فيها أكاديمية السينما الأميركية عدد
الأفلام المرشحة لجوائز الأوسكار، من خمسة إلى عشرة أفلام. وتستهدف هذه
الخطوة تعزيز مشاهدة حفل توزيع الجوائز والسماح لمزيد من الأفلام
بالاستفادة من مبيعات تذاكر السينما وأقراص دي في دي نتيجة لحصولها على
ترشيحات لجوائز الأوسكار. كذلك ومنذ أن بدأ عرضه في صالات السينما وفيلم «أفاتار»
يتصدر مبيعات التذاكر كل أسبوع في معظم دول العالم. ولهذا فليس من الغريب
أن يحصل فيلم الخيال العلمي على تسعة ترشيحات لجوائز الأوسكار، الأعلى في
تاريخ الجائزة، وبينها جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج، لجيمس كاميرون.
كما أن هذه هي المرة الثانية في تاريخ السينما التي يدخل فيها فيلم
للصور المتحركة المنافسة في فئة أفضل الأفلام الروائية الطويلة. وهذا لم
يحدث منذ ترشح فيلم «سليبينغ بيوتي» في نفس فئة الأفلام الروائية لعام
1960. كما أن المنافسة هذا العام بين جيمس كاميرون وزوجته السابقة كاثرين
بيغلو هي أيضا الأولى من نوعها في تاريخ الجوائز. أضف إلى ذلك أنه لو شاءت
الأقدار وفازت كاثرين بيغلو مخرجة فيلم «ذا هيرت لوكر» (خزانة الألم)، الذي
نال أيضا تسعة ترشيحات للأوسكار. وتعد بيغلو رابع سيدة ترشح لجائزة أفضل
مخرج، وقد تصبح أول سيدة تفوز بالجائزة. وقالت بيغلو إن الجائزة تعد
«مجاملة هائلة لممثلي الفيلم وفريق العمل فيه».
بعض النقاد أطلق على المنافسة بين جيمس كاميرون وزوجته كاثرين بيغلو
أنها معركة (بين السكسيز والاكسيز)، أي بين الجنسين (الذكور والإناث) وأيضا
بين (الإيكسيس)، أي الأزواج السابقين. وفاز فيلم «أفاتار» بجائزة «غولدن
غلوب» لأفضل فيلم، في حين فاز «ذا هيرت لوكر» بجائزة رابطة مخرجي أميركا
التي عادة ما يفوز حائزها بجائزة أوسكار أفضل مخرج. كما تفوق الفيلم الذي
يتناول حرب العراق على «أفاتار» في جوائز رابطة المنتجين الأميركيين. وقال
منتج الفيلم في مقابلة ليلة أول من أمس مع «بي بي سي» بعد إعلان النتائج،
إن الفيلم كان ناجحا بكل المقاييس، بعد أن قيل إن الفيلم لم يحقق أرباحا
عالية مقارنة بـ«أفاتار» في دور العرض. ورد المنتج وكاتب السيناريو أن
مداخيل الفيلم كانت أكبر من تكلفة إنتاجه وجاء ذلك حسب توقعات العاملين في
الفيلم.
كما جاء ترشيح ميريل ستريب عن دورها في فيلم «جولي آند جوليا» (جولي
وجوليا) ليسجل رقما قياسيا آخر بحصولها على 16 ترشيحا للأوسكار في تاريخها.
وحصل فيلم «أنغلوريوس باستردز» (الأوغاد الأشرار) للمخرج كوينتن
تارانتينو والذي يدور حول الحرب العالمية الثانية على ثمانية ترشيحات،
بينها جائزة أفضل فيلم.
وضمت الترشيحات الأخرى لأوسكار أحسن فيلم «ذا بلايند سايد» (الجانب
الأعمى) و«ديستريكت 9» (الحي التاسع) و«آن إيديوكاشن» (تعليم) و«أنغلوريوس
باستردز» (الأوغاد الأشرار) و«بريشوس» (ثمين) و«إيه سيريوس مان» (رجل جاد)
و«أب» (أعلى) و«أب إن ذي آير» (عاليا في السماء).
وأعلنت عن الترشيحات في هوليوود الممثلة آن هاثاواي وتوم شيراك، رئيس
أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية. ومن المقرر توزيع جوائز الأوسكار في
لوس أنجليس في 7 مارس (آذار) المقبل.
ويتنافس على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي «عجمي» الفلسطيني
الإسرائيلي و«إل سيكريتو دو سوس اوجوس» (سر عينيها) من الأرجنتين و«ميلك
أوف سورو» (حليب الأسى) من بيرو و«بروفيت» (النبي) من فرنسا و«ذا وايت
ريبون» (الشريط الأبيض) من ألمانيا.
وقال مايكل هينيك، مخرج «ذا وايت ريبون» إنه «بفوزي بجائزة السعفة
الذهبية، حصلت بالفعل على أعلى جائزة فنية» في إشارة إلى نجاح فيلمه في
مهرجان كان، وأضاف «سيكون شرفا كبيرا لي في حال رأى الجانب التجاري
الأوسكار أنني أستحق هذا النجاح».
ورشح لجائزة أفضل ممثل «جيف بريدجيز» عن دوره في فيلم «كريزي هارت»
(قلب مجنون) و«جورج كلوني» عن دوره في فيلم «أب إن ذا آير» و«كولين فيرث»
عن دوره في فيلم «سينغل مان» (رجل وحيد) و«مورغان فريمان» عن دوره في فيلم
«أنفيكتوس» (لا يقهر) و«جيرمي رينر» عن دوره في فيلم «ذا هيرت لوكر».
وقال الممثل الأميركي مورغان فريمان أمس الأربعاء إنه يشعر بالإحباط
لعدم ترشيح فيلم «إنفكتوس» (لا يقهر) للمخرج كلينت إيستوود والذي يجسد فيه
شخصية الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، لنيل جائزة أوسكار أفضل فيلم.
وقال فريمان، الذي رشح لجائزة أوسكار أحسن ممثل عن دوره في الفيلم
الذي تدور أحداثه خلال بطولة كأس العالم للراغبي في جنوب أفريقيا عام 1995،
لمحطة «702» الإذاعية الخاصة في جوهانسبورغ من روما «أشعر بالسعادة
لترشيحي». وأضاف «لكنني لا أستطيع أن أفهم عدم ترشيح الفيلم ضمن عشرة أفلام
أخرى (مرشحة لجوائز الأوسكار)».
وبدلا من ذلك، ذهب ترشيح جائزة أفضل فيلم لآخر عن جنوب أفريقيا هو
فيلم الخيال العلمي والحركة «ديستريكت 9» (المنطقة 9).
ورشحت لجائزة أفضل ممثلة «ساندرا بولوك» عن دورها في فيلم «ذا بلايند
سايد». و«كاري موليغان» عن دورها في فيلم «آن إديوكيشن» و«هيلين ميرين» عن
دورها في فيلم «ذا لاست ستايشن» (المحطة الأخيرة) و«غابوري سيديبي» عن
دورها في فيلم «بريشوس».
الشرق الأوسط في
04/02/2010 |