منتج فيلم " افاتار" مولع
بقول ان المؤلف والمخرج جيمس كاميرون لم يكتب خيالا علميا، بل
كتب حقيقة علمية. مثل
هذا القول قد يبدو مبالغاً فيه .. إذ لا يمكن تصور أن تمتلك الجبال التي
تطفو معلقة
في الهواء، أو النباتات التي تضيء مثل لوحات الدعاية في ظلام الليل، أي
أساس علمي
في الواقع.ولكن الحقيقة هي انها تمتلك هذا الأساس.
المخرج كاميرون يرغب في أن يتحول بحصته من هوليوود الى الكون، وهو
يرسم مشاهده بفرشة من الخيال. لكن خلف رؤاه البالغة الغرابة تلك تكمن نواة
من
الحقيقة العلمية الممكنة.
جبال هاليلويا الطافية
موضوع كيفية ان سلسلة جبال
بكاملها يمكن أن تطفو سابحة في الهواء كما تطفو الفلينات في
الماء لم يتم شرحها
بشكل مباشر في الفيلم، ولكن التفسير يأتيك متداخلاً مع نسيج القصة: الأمر
كله متعلق
بالموصلات الفائقة. فعند وجود حقل مغناطيسي يصبح بإمكان الموصلات الفائقة
أن تطفو
سابحة في الهواء. إذ سرعان ما يتكشف لنا بأن "باندورا"، الذي
هو عالم "افاتار"
الغريب، ليس سوى موصل فائق عملاق. فمن بداية القصة نعلم أن البشر جاءوا الى
عالم
باندورا لاستخراج " الأنوبتينيوم". وهذا الأنوبتينيوم هو الموصل الفائق
التوصيل إلى
الحدود المطلقة ( نلاحظ أن الإسم أنوبتينيوم بحد ذاته - ومعناه باللغة
الإنكليزية
يشير إلى ما لا يمكن الحصول عليه - فيه دلالة على الخيال
العلمي، حيث صيغت الكلمة
لكي تصف مادة ذات خصائص أسطورية).
في عالم كاميرون، يستطيع معدن الأنوبتينيوم
توصيل الكهرباء بدون أية مقاومة في درجات الحرارة الإعتيادية،
بينما افضل الموصلات
الفائقة المعروفة حاليا لا يمكنه العمل إلا تحت درجات الحرارة المنخفضة إلى
ما دون 93
درجة مئوية تحت الصفر.
تزعم قصة الفيلم ان اكتشاف الأنوبتينيوم، الذي لا يوجد
إلا في باندورا، أحدث ثورة تكنولوجية على كوكب الأرض بحيث أصبح مستقبل
اقتصاد
الإنسان مرهوناً به. وفي باندورا، تطفو جبال كاملة مثقلة
بالأنوبتينيوم في الحقل
المغناطيسي الهائل لذلك العالم. وقد تمكن كاميرون وفريقه من كتابة 380 صفحة
إيضاحية -
أطلق عليها " باندورابيديا " - القصد منها
شرح القوى التكتونية التي يمكن أن
تعمل على تكوين مثل تلك جبال. وخلاصة الأمر هي أن الجبال
المذكورة إنما تسقط، ولكن
إلى أعلى بدلاً من السقوط إلى أسفل. وذلك يحصل لأن عالم باندورا ليس
كوكباً، بل هو
قمر تابع لكوكب غازي عملاق حجمه يقارب حجم زحل ـ وهذا الكوكب الخيالي اسمه
بوليفيموس. فمن المعروف عن الأقمار التابعة لكواكب غازية
عملاقة أنها تبقى واقعة
تحت الشد المستمر بفعل الجاذبية القوية، لذلك تبقى أشكالها تتغير. على سبيل
المثال
يقول العلماء أن أحد أقمار كوكب زحل، واسمه آيو، يتعرض لشد عنيف مصدره قوة
جاذبية
زحل نفسه، وكذلك جاذبية الأقمار الكبيرة الأخرى التابعة لزحل،
بحيث أن أرضه نفسها
تتعرض لموجات المد والجزر ـ أي أن أرضه ترتفع وتنخفض بالفعل كما يحدث
للبحار على
الأرض. وفي قمر ثان من توابع زحل، واسمه يوروبا، تؤدي قوى المد والجزر التي
ذكرناها
إلى تسخين باطن ذلك القمر الى حد أن جزءاً من قشرته قد انصهر،
ما خلق بحرا من الماء
السائل تحت سطح من الجليد.
في " باندورا " كاميرون تسفر توترات المد والجزر عن
تصدع المنظر الطبيعي، وهي التي تجعل جبال هاليلويا ترتفع في السماء. وهنالك
كتاب
طرح متزامناً مع الفيلم فيه شرح أكثر للظاهرة.
النباتات التي تضيء
افتتان
كاميرون بالبحر كان السبب وراء ظهور واحد من أنجح الأفلام في تاريخ السينما
وهو
فيلم "تيتانيك"، ويبدو أن هذا الإفتتان هو الذي صاغ فيلم " افاتار" أيضا.
ذلك أن
أعماق المحيطات تمتلك بديلاً غريباً لضوء الشمس الذي لا يصل إلى هناك
مطلقا، وهذا
البديل هو ما يطلق عليه مصطلح "التلألؤ البيولوجي" ـ وهو قدرة الكائنات
الحية على
تكوين ضوء خاص بها.
ربما كان المثال الأقرب إلينا هو حشرة اليراعة، ولكن الأسماك
المتلألئة بيولوجيا في أعماق البحر لها شأن مختلف، فهي ترينا كيف ان
الطبيعة عندما
ينعدم الضوء تقوم احيانا بصناعة ضوئها الخاص بها.
في باندورا، حيث يمكن ان يعادل
طول الليل عدة أيام من أيامنا الأرضية يرتأي كاميرون ان يكون
هناك نظام بيئي متلألئ
بيولوجيا بالكامل. وهنا تظهر أهمية قرار كاميرون بأن يجعل باندورا قمراً
وليس
كوكبا. فالأقمار، ومنها قمرنا التابع للأرض، تكون مرتبطة بكواكبها، بحيث
يبقى أحد
الأوجه مقابلاً بشكل دائمي للكوكب بينما جانبه الآخر يقابل
الفضاء الخارجي. ومعنى
هذا ان يوما واحدا على القمر يساوي الوقت الذي يستغرقه في الدوران حول
كوكبه الأم،
وهو وقت طويل.
لكن هل يمكن أن تقوم حياة على سطح القمر؟ من حيث الإمكانية الجواب
هو: نعم. وجعل باندورا قمراً يبدو من الناحية الفعلية إقراراً بما يعمل
عليه العلم
حالياً. فعلماء الفلك لا يزالون يبحثون عن كواكب شبيهة بالأرض
ـ أي صغيرة وصخرية ـ
ضمن ما يسمى "منطقة غولدي لوكس". لكن صعوبة العثور على مثل هذه الكواكب
الصغيرة
جعلت العلماء يفتشون عن كواكب غازية عملاقة مثل زحل ضمن المنطقة المأهولة
حول
النجوم. هذه الكواكب لا تصلح لحياة الإنسان طبعاً، ولكن
أقمارها قد تصلح.
ولكن
تبقى عندنا مشكلة، وهي ان الكواكب الغازية العملاقة تقذف مقادير هائلة من
الاشعاع.
فالاشعاع اليومي على قمر زحل آيو، مثلا،
يعادل 4 آلاف ضعف من الجرعة المميتة. ومن
جديد، يستخدم كاميرون العلم هنا لحل مشاكل العلم. حيث يعمل
الحقل المغناطيسي القوي
المتكون جراء التوصيل الفائق لعالم باندورا على حرف ذلك الاشعاع ومنعه من
الوصول.
الكتاب المرفق بالفيلم، والذي يحمل عنوان:
" افاتار: تقرير سري حول التاريخ
البيولوجي والاجتماعي لباندورا " يضيف مبيناً ان التفاعل بين
الحقول المغناطيسية
لباندورا والكوكب الذي ينتمي إليه يسبب زيادة هائلة في النشاط الكهربائي
على كلا
الجرمين، وتصاحب ذلك عواصف شفقية ضخمة مع ظواهر كهرومغناطيسية أخرى". مثل
هذا الحقل
المغناطيسي قد يكون هو المسؤول عن التكوينات القوسية للصخر التي تظهر في
ذروة
الفيلم.
معلومات أخرى عن الفيلم
-
كل
شيء في باندورا كبير الحجم ـ مثل
"نافي"
الذي يبلغ طوله 10 أقدام وبشرته زرقاء ـ وذلك لأن قوة الجاذبية هناك
تعادل
80
بالمائة من جاذبية الأرض.
-
وضع
كاميرون كلاً من باندورا وبوليفيموس في
النظام النجمي " الفا قنطورس"، وهو نظام نجمي حقيقي ويعد أقرب الأنظمة
النجمية الى
الارض.
هذا النظام مكون من ثلاث نجمات تدور حول بعضها البعض، الكبرى منهن تفوق
الشمس حجماً بنسبة 20 بالمائة، والثانية اصغر من الشمس
بنسبة 15 بالمائة والثالثة
قزم
أحمر أصغر من الشمس بنسبة 80 بالمائة.
-
كوكب
بوليفيموس سمي على اسم
العملاق الاسطوري ذي العين الواحدة في "أوديسا" هوميروس. وفي الفيلم
يمكن رؤية
عاصفة
ضخمة مشابهة لنقطة زحل الحمراء الكبيرة.
الصباح العراقية في
08/01/2010
مراقبون :
تحقيق فيلم افاتار إيرادات تفوق مليار دولار هو طفرة حقيقية
لتلك الصناعة
الكويت : كونا من طلال السنافي
قال عدد من المراقبين للأفلام السينمائية ان تحقيق فيلم (افاتار) الذي
يعرض بدور السينما الكويتية إيرادات تفوق 1.09 مليار دولار خلال اقل من
ثلاثة أسابيع من عرضه هو طفرة حقيقية لصناعة الأفلام التي تفتقر لها دول
الخليج العربي.
وأضافوا أن (افاتار) الذي يحتل حاليا المرتبة الثالثة لسلم أكثر
الأفلام تحقيقا للايرادات بعد كل من (تايتانك) الذي حقق 1.84 مليار دولار
و(سيد الخواتم عودة الملك) بـ 1.11 مليار
دولار تقريبا متوقع له أن يزيل كل تلك الأفلام من قائمة الصدارة
وبفترة قياسية.
وقال عبدالوهاب السنافي أن الفيلم الذي تصل تكاليف إنتاجه إلى حوالي
500 مليون دولار 150 مليونا منها صرفت للتسويق استطاع ان يحوز اعجاب جميع
مشاهديه نظرا الى التقنيات السينمائية الهائلة التي استخدمت لإخراج هذا
الفيلم بصورته المبهرة.
وأضاف السنافي انه "على الرغم من مرور اقتصادات العالم في وقت حرج
خلال الوقت الحالي فاننا نرى ان صناعة السينما أصبحت من انجح الاستثمارات
المحققة للعوائد الكبيرة في العالم".
وأوضح ان تحقيق 1.09 مليار دولار في 19 يوما فقط على عرض الفيلم دون
الرجوع الى أرباح وعائدات التذكارات والبضائع الخاصة بالفيلم فانه من
المتوقع ان يحقق هذا الفيلم أكثر من ملياري دولار ليصبح صاحب أعلى مجموع
ايرادات على الاطلاق.
من جانبه قال احمد ملا علي أن مخرج (افاتار) جيمس كاميرون الذي لا
يزال يحمل الرقم القياسي لأكثر الأفلام عائدات باخراجه للفيلم الكلاسيكي
(تايتانك) عام 1997 والذي صمد لأكثر من عقد كامل استطاع تقديم تحفة
سينمائية قد تصمد لأكثر من عقد على قائمة انجح الأفلام السينمائية.
وأضاف ملا علي ان المخرج الذي اخرج الكثير من الأفلام الناجحة كأفلام
(تيرمونيتر) بأجزائه الثلاثة و (رامبو) بجزئه الثاني قدم للجمهور فيلما
سينمائيا ذا مؤثرات مذهلة وخاصة موضحا ان الكثير من النقاد رشحوا الفيلم
ليكون صاحب الصدارة بأكثر الأفلام ترشيحا لجوائز الأوسكار.
وأوضح أن ترشيح الفيلم لأربع جوائز (جولدن.جلوبز) لافضل مخرج ودراما
واغنية في هذا الوقت القصير هو بداية النجاح لهذا الفيلم الذي سيجعل باقي
افلام العام تجاهد حتى تصل الى هذا المستوى الباهر الذي وصل اليه (افاتار).
من ناحيته قال يوسف الخضري ان صناعة الافلام السينمائية تحتاج الى
الكثير من المقومات وهذا ما تقدمه هوليوود حيث توفر الولايات المتحدة
الامريكية جميع المقومات الخاصة لانجاح أي عمل سينمائي.
واضاف الخضري ان انجاح أي عمل يحتاج الى كوادر خاصة واستديوهات مجهزة
باحدث
واندر المعدات الخاصة بهذا المجال وحتى انهم قد يستعينون بطاقم عمل
اجنبي فقط لتجهيز الممثلين والمساعدين لهم لاخراج ذلك العمل باحترافية
تامة.
واوضح ان "كل تلك الامور التي ذكرت تفتقدها دولنا الخليجية في تصوير
افلامها حيث شاهدنا عددا منها تصور من خلال الكاميرات الخاصة بتصوير
المسلسلات وتلك الاجهزة غير المخصصة لهذا النوع من الاعمال السينمائية وهذا
يدل على عدم الجاهزية والجدية في اخراج عمل متكامل من جميع النواحي
الفنية".
الإقتصادية الكويتية في
07/01/2010 |