بالكاد انتهى الجدل
والسجال الذي رافق مؤتمر كوبنهاجن للمناخ، والذي ناقش مستقبل الأرض
والمخاطر
البيئية في لحظتنا الراهنة حتى تسيد فيلم "أفاتار"
AVATAR (القرين) للمخرج الأمريكي
"جيمس كاميرون" شاشات السينما في العالم أجمع تسيدا جعله على سبيل
المثال أسرع فيلم
خيال علمي في تاريخ السينما يحقق أعلى إيرادات وخلال فترة قصيرة جدا، وهو
ما جعله
يزاحم أفلاما ثلاثة حققت الإيرادات الأعلى في تاريخ السينما كله: "تيتانك"
و"سيد
الخواتم" و"قراصنة الكاريبي"، وربما يفوقها خلال الأيام القادمة.
الفيلم الذي وصل دور العرض منذ 18 يوما
بالتمام بدا كأنه استعراض سينمائي يليق بنهاية عام 2009 الذي
كان مليئا بالخيبات
التي اعترضت طريق صناعة السينما، ليكون بدوره بداية لعام جديد يمهد لمستقبل
جديد
ومشرق وغير متوقع، ينتظر تلك صناعة على كل المستويات من أدوار ممثلين،
وعمليات
إنتاج، وطرق إبهار، في ظل تكامل المستحدثات التكنولوجية
واستثمارها بشكل أمثل، مع
دخول رسوم الجرافيك وتقنيات الـ 3D (تقنية السينما ثلاثية الأبعاد Dimensions 3)
بشكل مؤثر على صناعة السينما، وهو ما يهدد بوفاة أو إقصاء الممثل، أو حتى
التقليل
من مركزيته في العمل السينمائي كأحد تداعيات هذا العمل المبهر.
الوسيلة هي
الرسالة
أحد رسائل الفيلم المتخم بالإبهار الفخم
الدقيق بمؤثراته الرائعة والرفيعة أنه يرفع من سقف التوقعات
تجاه الأعمال
السينمائية القادمة، فمهما قيل سابقا عن السينما وقدرتها على وضع المشاهد
في جو
مثالي يتلقى فيه الفيلم، وبشاشتها العريضة وجو القاعة المختلف والمظلم
وتقنيات
التصوير والعرض فإن "أفاتار" وضع سقفا عاليا للأعمال
السينمائية التي تعتمد على ذات
المبدأ، والتي تحتفي بالإبهار أيما احتفاء حتى لو كان ذلك عبر
قصة
تقليدية.
هل في ذلك تأكيد آخر وجديد على أن
(الوسيلة/
الشكل) هي الرسالة؟ مؤكد طبعا، لكن من خلال ذلك (طريقة التنفيذ والإخراج)
وهو ما يبدو أنه جزء أصيل من رسالة هذا
الفيلم الفنية.
وهناك رسالة أخرى أيضا، فالفيلم الذي
استغرق إنتاجه أكثر من سنوات أربع جعلنا كمشاهدين مندمجين مع
ما قدم من صرخة عالية
للتضامن مع البيئة/ الإنسان/ الأرض لكن على الطريقة الهوليودية هذه المرة،
وكأن
الفيلم قصد وتصيد اللحظة التي استعرض فيها عضلاته وجمالياته وأفكاره
المختلفة
والقديمة أيضا، مع نهاية عام وفي استقبال عام جديد آخر،
وبالتزامن مع قمة كوبنهاجن
في ظل تنامي الخوف على هذا الكوكب الذي يضمنا جميعا بخيرنا وشرنا، فهل هناك
من
يتعلم الدرس؟! وهل هناك من يتعاطف أكثر؟!
صراع بين
عالمين
يقدم الفيلم لنا قصة شاب أمريكي مقعد
يذهب في مهمة عسكرية إلى كوكب آخر يدعى "باندورا"؛ حيث تتواجد
قاعدة عسكرية أمريكية
تخطط للاستيلاء على غابة تعيش فيها قبائل "النافي" (كائنات ضخمة نصف بشرية
ونصف
حيوانية)، ويكون دور هذا الشاب المقعد أن يحدث اختراقا في عالم هذه
القبائل، ويتعرف
على أسرارها ونقاط ضعفها؛ تمهيدا للسيطرة عليها وهو ما يكون من
خلال تعرف المقاتل
الأمريكي على ابنة زعيم القبيلة بالصدفة (يقع في حبها لاحقا)، التي تنقذه
بدلا من
أن تقتله؛ لكونها تشعر به مختلفا عن غيره ممن يأتي للغابة من "رجال السماء"
(الغزاة
القادمون من الأرض).
الشاب المقعد الذي يتحول إلى "قرين" أو "أفاتار"
مستنسخ يشبه سكان قبائل "النافي" من خلال ربط عقله بجسد مخلق ومُصنع شبيه
بأجساد السكان الأصليين؛ حيث تصبح روحه بجسد مختلف ومن خلاله يتواصل مع تلك
القبائل
ويتدرج في اكتساب ثقتها، فيمد القاعدة العسكرية بالمعلومات
التي تحتاجها للاستيلاء
على المواد الخام التي تتواجد أسفل الشجرة المقدسة التي تسكن هذه القبائل
أسفلها،
وفي لحظة تنفيذ هذه المهمة يحدث التحول في موقفه وشخصيته بعد أن أصبح جزءا
من هذه
القبائل، وأدرك قيمة الحياة التي تعيشها هذه القبائل، وبذا يظهر الدور
المركزي لهذه
الشخصية المتحولة فكريا بمقدار ما تحولت من طبيعتها الإنسانية إلى طبيعة
سكان
"النافى".
فيحاول أن يمنع الهجوم على الغابة..
فيعجز أمام غطرسة القوة، ليحاول بداية إقناع القبائل بترك الشجرة المقدسة
حفاظا على
أرواح الأهالي، لكنه يفشل أيضا ليكون القصف والتدمير الوحشي من نصيب السكان
الأصليين، وهو ما يدفع بالشاب ومجموعة من رفاقه إلى التحول إلى
مقاتلين للغزاة
الجدد.
إسقاط
سياسي
يقدم الفيلم قصة عالمين، عالم مكون من
"رجال السماء" (رمز الشر والقوة والمادة والغطرسة والاستعمار)، وعالم
آخر افتراضي
وخيالي، وخرافي وسحري وجميل ومبدع يضم العالم الذي تعيش فيه قبائل "النافي"
على
كوكبها المسالم والهادئ إلى جانب الحيوانات والأشجار والنباتات والطيور
الخرافية،
وهو العالم الذي قدمه المخرج عبر الجرافيك المتقن والمبهر
وتقنية الـ 3D
فلم يظهر
بشكل واقعي، بل تجاوز ذلك التوقع فرسم عالما خرافيا له سحره وجاذبيته
ودهشته
المختلفة؛ حيث أظهر تفاصيل المخلوقات التي تعيش في الغابة كما نباتاتها
وحيواناتها
وشجرها التي كانت تضحك المشاهدين الذين يشعرون أنهم يشاهدون الفيلم من داخل
الغابة
هذه المرة بفضل استخدام النظارات الخاصة.
رمز الفيلم عبر تقديمه تلك الثنائية
السابقة إلى إسقاط سياسي أمكننا رصده من حكايته الكلية تارة،
ومن خلال بعض الجمل
القصيرة التي كانت تبوح وتصرح بالكثير تارة أخرى؛ حيث سنسمع ونحن نشاهد
الفيلم جملة
على لسان
أحد الجنود المنشقين عن "رجال السماء" الرافضين لمنطق الحرب والقتل وتدمير
الغابة؛ حيث يقول: "عندما تحتاج شيئا وتجده عند غيرك.. تجعله
عدوك.. كي تتمكن من
الحصول عليه بالقوة".
كما نسمع جملة الجندي المقعد الذي يقول
لقائده: "إن هذه الشعوب لا تطمع في شيء من حضارتنا، فهم لا
يسعون إلى ارتداء الجينز
ولا يريدون شرب الكوكا كولا"، وهي مفردات من رموز الحضارة الغربية.
وفي مشهد ثالث نسمع عبارة أخرى على لسان
قائد الجيش الغازي: "سنواجه الإرهاب بالإرهاب"، وذلك ردا على
تجميع قبائل "النافي"
وتوحدها بحيواناتها ونباتاتها دفاعا عن الغابة التي قدمها المخرج بكل
مكوناتها في
شكل هارموني متسق لتخدم فكرة فيلمه.
ذلك الغازي القادم بأطماعه وجشعه بدا غير
عابئ بالطبيعة الساحرة وخارقة الجمال ولا بقيمة المكان المقدس
الروحية الذي برع
المخرج في تقديمه؛ حيث يعيش فيه سكانه بسلام وهدوء، تتواصل فيه قبائل
"النافي" مع
أجيال سابقة عبر أدوات ومجسات خاصة، يسمعون أصوات من سبقهم بأحلامهم
وأمانيهم،
يبكون بحرقة شديدة إذا قتل حيوان أو ماتت شجرة.. إلخ من مكونات
عالم خرافي متشابك
ومترابط رسم بالاتكاء على الأسطورة والخرافة والخيال العلمي، وعبر كل ذلك
ربطت
عوالم الغابة الضخمة المعلقة بتفاصيلها الصغيرة والدقيقة بعضها ببعض مدللة
على ذات
المصير المشترك الذي ينتظر الجميع، وهو ما ينعكس على معركة الدفاع عنها
أمام الغزاة
الجدد.
وهو ما يجعلنا نطرح سؤال: ألا تبدو وحشية
الغرب (أمريكا مثلا) وأطماعه هي التي قادته إلى عوالم مختلفة
(كالعراق مثلا)، في
سبيل حصوله على مصدر قوته وطاقته (النفط مثلا) دون أي اهتمام بالبشر أو
الشجر بعد
أن سقطت كل الحجج؟ ذات الأمر يمكن أن ينطبق على فلسطين وحكايتها مع غزاتها
ومحتليها.
لكنها ذات السينما التي تطرح تلك الأسئلة
المتفجرة على الحضارة الغربية نجدها لا تبخل بتقديم الحل من
داخلها كما هي العادة
في مجمل الأفلام التي تحمل نفس التيمة، فالبطل الغربي ذاته يصطف مع قبائل
"النافي"
ويقوم بتنظيم القبائل ويجهز مصادر القوة والخطط للمواجهة، فيتحول البطل
الأمريكي
المقعد إلى قائد عظيم لهذه الشعوب ويتمكن من القضاء على الجيوش
الغازية. إنها جزء
من مركزية الغرب التي تفرض عليه أن يكون المنقذ دوما مثلما هو المعتدي
والمدمر
والباطش، حيث يعجز سكان الغابة عن تدبر أمر الدفاع عن أنفسهم أو أن تنجب
بطلا قادرا
على خوض غمار المعركة للدفاع عن سر وجودهم.
صحيح أن مشاهدة الفيلم تحقق حالة من
الاندماج معه بما يقدم من مزج بين الصورة السينمائية
الاعتيادية مع الصور التي
ينتجها ويطورها الكمبيوتر، لكن تلك الحالة المثالية أعاقها جملة من
العوامل، منها:
الترجمة العربية التي كان يعيق قراءتها عن
الشاشة العريضة الإحساس بواقعية الأحداث
وجماليات الصورة، إضافة إلى أسماء الشخصيات أو الأماكن أو
الآلهة أو الحيوانات..
إلخ التي أرهقت المشاهد وفصلته في فترات معينة عن الاندماج مع الأحداث في
ظل
تعقيدها وصعوبة حفظها أو حتى نطقها.
موت
الإنسان
في نهاية الفيلم نرى البطل المقعد الذي
تحول لقائد تولى مقاومة قبائل "النافي" يتحول من إنسانيته
(الأرضية) التي جلبته
لدمار هذه الغابة/ الجنة إلى "إنسان أفاتاري" مثل سكان قبيلة النافي الذين
انحاز
لهم، فبعد أن كان قرينا مستنسخا يصبح مخلوقا يشبهم؛ حيث تنتقل روحه من جسد
الإنساني
إلى جسده الأفاتاري الجديد، والذي تباركه الآلهة "إنوا" وتمنحه هويته
الجديدة.
هذا التحول ذاته هو الذي يجعلنا نستشف
رسالة الفيلم التي يرثي فيها موت الإنسان، وإن كان من خلال
تحوله كحل أمثل ليكون
واحدا من الجنود المدافعين عن كوكب "باندورا" بكل الرمزية التي يحملها
ودلالاته
الكامنة والمباشرة أيضا، في ظل ما يفعله الإنسان المادي/ المعتدي على كوكب
الأرض
الذي شاخ قبل أوانه.
قد نفهم حالة رثاء الإنسان أو موته في أن
العمل يبشر أيضا بموت الممثل السينمائي هذه المرة، وهو الذي
أصبح يرهق ميزانيات
إنتاج الأفلام ليكون البديل في تخليق شخصيات برسومات الجرافيك تحاكي
الإنسان العادي
بما تؤديه من حركات ومشاعر وأحاسيس ربما تفوق ما لدى الإنسان العادي؛ حيث
كان باديا
على بعض المشاهدين تأثرهم بالمشاعر والأحاسيس التي قدمها الفيلم لمخلوقات
الغابة،
ربما لصدق اللحظة الدرامية وعمق الصورة وقوة الإحساس بمكوناتها، فالمخرج
منحها
إمكانيات تعبيرية لم تكن متاحة للممثل العادي.
وهو ما يجعلنا نسأل: هل تعاطف المشاهد
أكثر مع سكان كوكب "باندورا" بما يرمز له من سكان كوكبنا الأرض
أم أن الأمر كان
عبارة عن استهلاك متعة وترفيه تضاعفا بانشغالنا كمشاهدين بمتابعة آخر
كرنفالات
الإبهار سينمائيا؟
إنه سؤال تختلف إجابته باختلاف المشاهدين
ووعيهم بهكذا أعمال، والويل الويل لعشاق السينما لو لم يشاهدوا
العمل في قاعة
السينما؛ لكوننا سنخسر تجربتهم في تلقي العمل، وفرصة إجابتهم على ذلك
السؤال
المصيري.
ناقد فني ومحرر في النطاق الثقافي والفني في
شبكة إسلام اون لاين.
قصة الفيلم فيلم:
عشر سنوات انتظار كي يتحقق حلم الفيلم
استغرق رسم كل صورة/ فريم 47 دقيقة
التكلفة: 300 مليون دولار
مدة الإنتاج: أربع سنوات
إسلام أنلاين في
04/01/2010
جيمس كاميرون.. صانع عصر السينما الجديد
محمود
أبو بكر
مخرج ومنتج ومصور، يوصف بالمجنون والمبدع والخيالي، وهو بالفعل
يحمل هذه الصفات التي قد تثير الخوف من العمل معه، ولكن عندما تعمل معه
فاعلم أنك
شخص محظوظ؛ لأنك تعمل مع مخرج فريد من نوعه دخل التاريخ من
أوسع أبوابه، فهو الوحيد
الذي أخرج فيلمين من أشهر الأفلام في تاريخ السينما العالمية.
فقد جاء خبر تحقيق فيلم الخيال العلمي
"Avatar"
إيرادات تخطت حاجز مليار دولار ليضيف بذلك رقما قياسيا جديد
إلى سجله
التاريخي، وبهذا يحقق "جيمس كاميرون" رقما قياسيا جديدا وفريدا من نوعه،
فهو بذلك
المخرج الوحيد في التاريخ الذي أخرج فيلمين حققا إيرادات تجاوزت ملياري
دولار،
الأول كان فيلم
"Titanic"
الذي اعتبر الأفضل مبيعا في تاريخ السينما الأمريكية،
وحصد عددا كبيرا من جوائز الأوسكار الأمريكية.
أما الفيلم الثاني فهو
"Avatar"
الذي
استهلك من كاميرون 10 أعوام، وبلغت تكلفة إنتاجه حوالي 300 مليون دولار على
الأقل،
وبهذا يعتبر هو الأغلى إنتاجا في التاريخ، وتم تصويره بتقنية جديدة لم
تستخدم من
قبل، فهو فيلم ثلاثي الأبعاد "3D".
قصة
حياة
ولد جيمس كاميرون في 16 أغسطس عام 1954
بولاية كابوسكاسينغ أونتاريو بكندا لوالد يعمل مهندسا، أما هو
فدرس الفيزياء وتخصص
فيها، إلا أن حبه للسينما والشاشة الفضية اختطفه من الفيزياء، فانتقل في
عام 1971
إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك أصدر أول عمل له كمخرج مساعد ومشرف
فني في
فيلم للمخرج المعروف "روجر كورمان" "معركة ما بعد النجوم"،
وكان هذا عام 1980،
ليقدم في العام التالي مباشرة فيلمه الأول كمخرج "السمكة
الضارية" الجزء
الثاني.
إلا أن البداية الحقيقية لكاميرون جاءت
عام 1984 عندما كتب وأخرج أشهر أفلام أرنولد شوارزينيجير، وهو
فيلم The Terminator""
وقد حقق الفيلم نجاحا كبيرا، وبعد ذلك بدأت نجومية
كاميرون في الظهور
بقوة كأحد أشهر مخرجي أفلام الحركة والخيال العلمي في هوليود، ليقدم بعدها
مجموعة
كبيرة من الأفلام منها: "Aliens"
عام 1986 و "Titanic"
عام 1997 وفيلمSpider-Man
and Dark Angel""،
كما أكمل كاميرون سلسلة أفلام
The Terminator
مع أرنولد لتصل إلى
ثلاثة أجزاء.
فلسفة
خاصة
تتميز أفلام كاميرون بالتقنية العالية في
التصوير، فهو من أوائل المخرجين الذين استخدموا الكمبيوتر في
التصوير السينمائي في
هوليود، وظهر هذا وبوضوح في سلسلة "The Terminator"
خاصة في الأجزاء الأخيرة من
السلسلة، وتتميز أفلامه أيضا بوجود ذلك التشابك والصراع بين
الإنسان ومشاعره
الإنسانية من ناحية والآلة، وهو ما ظهر بوضوح في أفلام مثل
"Titanic"
خلق قصة الحب
الفريدة التي قدمت نهاية متوازنة بين الإنسان والآلة، حيث كان الفوز من
نصيب
الاثنين الإنسان والآلة، ولكنه لم يكن فوزا كاملا، فالآلة لم تحطم الحب
بالكامل،
والحب لم يكتمل أيضا فقد خسرت الحبيبة حبيبها.
أما في فيلم
"The Terminator"
كان الصراع
بين الإنسان والآلة أشد وضوحا، ولكن الفلسفة كانت مختلفة
قليلا، فكان الصراع ثلاثيا
بين طرفين، بين الآلة الشريرة من جانب والإنسان والآلة الطيبة من جانب آخر،
وكانت
النهاية في صالح الإنسان الذي انتصر في النهاية، وجسد لنا جيمس هذه الملحمة
عبر
ثلاثة أجزاء، معبرا وبكل وضوح عن هذه الفلسفة الجديدة في
السينما
العالمية.
وفي فيلم
Spider-Man and Dark Angel""
جسد لنا جيمس صورة أخرى لفلسفته الخاصة،
حيث صور لنا الصراع بين الخير والشر، أو
بالتحديد بين الشر والإنسان الذي منحته الطبيعة قوة خارقة
استخدمها في الخير ليقف
أمام الإنسان الذي منحته الطبيعة أيضا قوة خارقة، ولكنه استخدمها في
الشر.
فلسفة جيمس الخاصة تجعلك تقف أمام سؤال
مهم يتمثل في: ماذا ستفعل إذا منحتك الطبيعة قوة خارقة.. هل
ستختار الخير أم
الشر؟
مشوار
الجوائز
كان "Titanic"
هو بداية مشوار كاميرون مع
الجوائز، حيث حصل على الأوسكار كأفضل مخرج، وتقاسم جائزة أفضل
منتج مع كونراد بوف
وريتشارد هاريس، وجائزة أفضل صورة بالتقاسم مع جون لاندو.
وفي اعتراف بـ"مهنية متميزة للمخرج
الكندي" منحت جامعة كارلتون في أوتاوا كاميرون درجة الدكتوراة
الفخرية في الفنون
الجميلة في 13 يونيو 1998.
وفي عام 1998 حصل على درجة الدكتوراة
الفخرية في القانون من جامعة رايرسون وتورونتو، وتعتبر جوائز
الجامعة أعلى تكريم
لأولئك الذين قدموا مساهمات استثنائية في كندا أو على الصعيد الدولي.
ورغم نجاحات كاميرون العديدة إلا أنه في فيلم "أكاذيب حقيقية" 1994
والذي صوره في مدينة القدس وقدم فيه الفلسطيني في الصورة النمطية للعربي
على أنه إرهابي لتفجير مدينة فلوريدا إلا أن آرنولد شوارزنيجر بطل الفيلم
ينجح في إيقافهم.
الصياغة الفنية العالية التي قدمها "جيمس كاميرون" لفكرته في الفيلم
جعلت تصديقه أمرا سهلا إذ تم ضخ مبلغ مالي ضخم لدعم الفيلم وظهرت فيه أحدث
أنواع الأسلحة الأمريكية،ليحقق الفيلم وقتها نجاحا كبيرا في الولايات
المتحدة، إلا أن الفيلم وقتها منع من العرض بدور السينما في الدول العربية
وأثار ضجة كبيرة فى الأوساط العالمية، لدرجة أن بعض المحللين الفنيين أكدوا
أن آرنولد شوارزنيجر وضع السكين على رقبة المواطن الأمريكي، وخيره بين حبه
للعرب أو كرهه لهم.
صحفي مهتم بالشأن
الثقافي.
إسلام أنلاين في
06/01/2010 |