حمل 85
فيلماً من 181 عرضت في الدورة الخامسة تنويهات بتضمنها مشاهد للكبار أو
البالغين سواء لاحتوائها على عنف بأنواعه أو لقطات مثيرة أو ألفاظ نابية،
وهذه التنويهات تعكس حرص المهرجان على توعية جمهوره بما تحتويه هذه
الأعمال، وهو أمر لا يحدث في مهرجانات كثيرة، ليحافظ في الوقت نفسه على طرف
المعادلة الآخر وهو مبدعو هذه الأفلام فلا يتعرض لها بالحذف.
هذه
الأعمال ليست أمراً خاصاً بمهرجان دبي، إذا ما قورن بالمهرجانات العربية،
فناقد مصري شهير يؤكد أن 70% من أفلام الدورة الماضية من مهرجان القاهرة
كانت للكبار فقط، ويؤكد مخرج إماراتي أنه شعر بالخجل من نفسه وهو يشاهد بعض
الأعمال المعروضة في مهرجانات عربية.
المتفق
عليه في هذا الموضوع أن الحذف من الأفلام أمر لا يليق في المهرجانات ما
دامت قبلت عرضها من البداية، ونقطة الخلاف في التعامل مع هذه الأفلام.
المخرج
الإماراتي وليد الشحي قال: نحن نتحدث عن سينما فيها هذا الزخم من التنوع
ويبقى الحكم عليه في النهاية من حق الجمهور، الذي يختار ما يريد أن يشاهده،
السينما ككيان إبداعي فيه متسع من الحرية بخلاف الكيانات الإبداعية الأخرى،
وهي مجال مهم للتطوير الفني، والشخص الذي يذهب للسينما يعرف جيداً ويتوقع
ما يمكن أن يشاهده فهذا معلوم منها بالضرورة وعلى جمهورها تقبل ما يراه.
وأشار إلى
أن ما يعرض في الفضائيات أصبح أكثر مما تعرضه هذه الأفلام وغيرها.
وعن أفلام
المهرجان قال: شاهدت أغلب الأفلام والعبارات الموجودة فقط في الكتيب تصف
الحد الأدنى من المشاهد، وأرى أن الأفلام التي عليها تلك العلامة مقبولة
ولا مشكلة فيها وحتى الأفلام المصنفة أرى أن هناك مبالغة في التصنيف ولم أر
أي مشهد لا تقبله عيناي أو عاداتي وتقاليدي.
وشدد
الشحي على ان معنى كلامه بوجود متسع من الحريات في التناول السينمائي
للقضايا لا يعني بالضرورة تبرير وجود متسع من الإباحة والعري، واعتبر أن
أبلغ دليل على ذلك فيما يقدمونه من محتوى سينمائي إماراتي يحترم الناس، ولا
يجرح مشاعرهم وأذواقهم، بهدف كسب جمهور اوسع يتابع الأعمال الإماراتية.
واتفق
المؤلف وكاتب السيناريو الإماراتي محمد حسن أحمد مع ما ذكره الشحي، وقال:
من المسلمات في المهرجانات إتاحة الحرية للمبدعين في تقديم ما يريدون،
ويشكر المهرجان على تنويهه الذي يكون مفتقداً في المهرجانات العالمية، لكني
أرى انه لا يجوز أن أحذف من الأفلام أو أفصل في العروض بين النقاد
والجمهور، فالمهرجان يعرض أفلامه في عدة صالات والعمل ينبغي أن يكون واحداً
في كل العروض، وهو حق أدبي للمخرج الذي يعبر عما يريد من عمله.
ويوضح أنه
لا يرى أن على المخرج أن يختزل تجربته الإبداعية من أجل هذا أو ذاك، مؤكداً
أنه كمشاهد يتوجه لمشاهدة العمل الفني متكاملاً من الجوانب الفنية، ويحكم
عليه من توظيف المخرج لأدواته. ويضيف: بالنسبة للألفاظ النابية لن تضرني في
النهاية ولست معنيا بها، ومن سب هم شخوص العمل.
ورأى
المخرج سعيد سالمين أن السينما مجال مفتوح بالفعل، ولذلك فمهرجان دبي يعرض
كل الأفلام بكل النوعيات عدا تلك التي تسيء إلى الأديان بحكم عاداتنا
وتقاليدنا كمسلمين وعرب.
من ناحية
ثانية أشار إلى أن العري والعنف في الأفلام المعروضة زائدان على المقبول،
بل ينبغي توظيفهما بشكل صحيح، لافتاً إلى أنه شارك مرات في مهرجانات عربية
ورأى فيها جنساً بحتاً، لدرجة أن الحاضرين شعروا بالخجل من أنفسهم لرؤية
مثل هذه المناظر، بالإضافة إلى أفلام أخرى استطاع مخرجوها أن يوظفوا المشهد
بما لا يجرح المشاهد. وتمنى أن تقل نسبة تلك الأعمال في مهرجاناتنا
إجمالاً.
وعن تأثر
المخرجين لدينا في المنطقة بهذه الموجة قال: لدينا في الإمارات وضع آخر،
كسينمائي ليس لي أن أفعل ما أريد، لدينا ثوابت ومبادئ لا يمكن تجاوزها،
بفعل ذاتي من دون إملاء، لذلك أغلب أفلامنا لا تتناول الأديان ولا تتحدث في
السياسة وليس فيها اغراءات، همنا هو البعد الإنساني.
إيجابية
المخرج
الإماراتي التلفزيوني ياسر القرقاوي مدير الفنون الأدائية بهيئة دبي
للثقافة والفنون اعتبر أنه من الإيجابي تمييز المهرجان بين الأفلام التي
تصلح للعائلة والأخرى التي على الراشدين أن يحذروا منها سواء عند مشاهدتها
أو باصطحابهم ذويهم.
ويشير إلى
ان التنبيهات تكررت خاصة لطبيعة المجتمع الإماراتي الملتزم بآدابه
وسلوكياته العربية، وقال: من باب المسؤولية الاجتماعية تجاه الأسرة وحماية
أفرادها بشكل من الأشكال في احترام المهرجان لجمهوره كان ذلك ونتمنى أن
تحذو بقية المهرجانات العربية حذو دبي، حتى وإن اعتبر البعض ذلك تخلفاً عن
ركب الحياة.
ورأى أن
السلبية هي في تصاعد نغمة العنف والعري في كل المناحي الفنية خاصة السينما
وأن المهم المحافظة على مستوى من الثوابت التي تحكم المبدعين الإماراتيين
حتى لا تتأثر أعمالهم بهذه الموجة.
وقال
المخرج الإماراتي ناصر اليعقوبي الزعابي: علينا أن نتقبل ما يعرض في
المهرجان، لأننا قبلنا منذ البداية أن نكون مهرجاناً دولياً ينافس،
والمعايير الدولية تقتضي إتاحة الحرية في عروض المهرجانات وليس لنا أن
نستغرب ذلك، رغم أن بعض الأفلام فيها مبالغة خاصة الأجنبية، وليس معنى هذا
أن نتأثر بهم فنحن في الإمارات لنا قضايا أخرى نركز عليها منها العدالة
والتسامح، أي الانسانيات المتفق عليها بين البشر.
واقع
يؤكد
الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي ان العالم كله يشهد زيادة نسبة العنف
في الأفلام بسبب أن العنف في الواقع هو المسيطر، كما توضح نشرات الاخبار.
ويقول: لا عجب من هذا العنف والجنس والمخدرات، وبشكل عام السينما تناقش
السلبيات، ولا يمكن تجنب مثل هذه النوعية من الأفلام في المهرجانات، إلا في
المتخصصة منها مثل مهرجان لسينما البيئة أو آخر متخصص في الوثائقيات، أو
حتى في الكوميديا، وأي مهرجان عالمي لابد أن ينفتح على جميع الأنواع بما في
ذلك العنف وغيره.
وكشف
الشناوي عن متابعته لعدد من الأفلام في مهرجاني دمشق والقاهرة ورأى أنها
تحوي كماً كبيراً جداً من تلك النوعية الجنسية والعنيفة والمشاهد العارية
ورغم ذلك لا توجد أي تحذيرات إلا انه في مهرجان القاهرة تكتب عبارة “للكبار
فقط”.
وأوضح أن
70% من أفلام مهرجان القاهرة في دورته الماضية كانت للكبار فقط، وان مثل
تلك العبارة لا توجد في مهرجانات أوروبية فضلا عن السينما التجارية. ويرى
أن لكل مجتمع له ثقافته وأن المجتمع الخليجي أكثر تحفظاً على تلك المشاهد.
لسنا
جلادين
عن وجهة
نظر القائمين على المهرجان قال مسعود أمر الله آل علي مديره الفني: تصنيف
الأفلام شيء إضافي يقوم به المهرجان، بحيث يكون الجمهور واعياً بما يحتويه
الفيلم قبل دخوله، حتى لا يصطدم بما لا يريده أو يتوقعه، لا سيما إن كان مع
عائلته.
وأضاف: في
أغلب المهرجانات الدولية لجان تقيم الأفلام التي تود المشاركة وتقسيمها حسب
الأعمار، فهناك من لا يرغب في مشاهدة عنف أو سماع كلام خارج أو غيره، وعليه
لا يمكن لأي فرد أن يزعم أن المهرجان لم يحذره قبل الدخول.
وعن
إمكانية وجود عروض للصحافيين والنقاد وأخرى للجمهور تحذف فيها المشاهد محل
الخلاف قال: في المهرجانات لا يحذف أي شيء، في النهاية هناك إبداع ويجب أن
نحترم ما يقدمه صاحب الفيلم ولسنا هنا جلادين نقف بالمرصاد للأفلام.
وأضاف:
بالنسبة للمبالغة من عدمه في كم الأفلام، نحن لا نعرض أفلاماً نفذت لتوجه
معين، الأفلام متاحة للجميع، وهناك بعض المحاذير، ومثل تلك الأفلام وأكثر
حدة موجود في صالات السينما التجارية ولكن لا يكتب على الفيلم أنه للبالغين
أو غيرهم.
وأشار إلى
أن حظر الأفلام التي تعتدي على الأديان من ضمن مبادئ المجتمع الإماراتي.
الخليج الإماراتية في 19
ديسمبر 2008
أنجح دورة
دبي
- “الخليج”:
أكدت اللجنة المنظمة للمهرجان أن دورته الخامسة التي
انتهت مساء أمس كانت الأنجح منذ انطلاقته قبل خمس سنوات، مشيرة الى أن عدد
حضور الأفلام التي عرضت في صالات عدة في دبي وصل إلى 5.47 ألف شاهد. وشهدت
غالبية الأفلام، حسب اللجنة، تزاحماً على المقاعد لاسيما تلك المرشحة
لجوائز “غولدن غلوب” و”البافتا” مثل “المليونير الفقير” و”بشرة” من جنوب
إفريقيا الذي حظي باهتمام وسائل الإعلام قبل انطلاق فعاليات المهرجان نظراً
لتناوله قضية التمييز العنصري في جنوب إفريقيا مما جعل تذاكره تنفد بالكامل
قبل بدء المهرجان.
وقالت
شيفاني بانديا، المدير التنفيذي للمهرجان: “سررنا جداً بحجم الإقبال الذي
شهدته دورة هذا العام، سواء من الجمهور أو السينمائيين، الأمر الذي يدل على
أن الهدف الذي تبناه المهرجان للنهوض بجودة صناعة السينما يلقى تشجيعاً
كبيراً محلياً وعالمياً”. وأضافت: “بدأنا بالفعل الاستعدادات لدورة
المهرجان المقبلة منذ اللحظة، ونتطلع إلى استمرار دعم جمهور دبي لهذا الحدث
الذي نعتبره مسؤولية كبرى تجاه المجتمع، مما يعني بذل المزيد من الجهود
للمساهمة في تعزيز مكانة دبي على الساحة الثقافية الدولية وعلى خريطة صناعة
السينما العالمية”.
واستضاف
المهرجان خلال دورته الخامسة لفيفاً من نجوم السينما العربية والعالمية
منهم سلمى حايك وجولدي هاون وبريتي زينتا، وأبيشك باتشان ونيكولاس كيج، وبن
أفليك، ومن العالم العربي النجوم سلاف فواخرجي، وجمال سليمان وتيم حسن
(سوريا)، وعبد الحسين عبد الرضا (الكويت)، ومصطفى شعبان، وفتحي عبد الوهاب،
وغادة عادل ولبلبة (مصر) ضمن باقة من نجوم من منطقة الخليج ومختلف أنحاء
العالم العربي. كما شارك في المهرجان نحو 1000 من أقطاب صناعة الأفلام على
مستوى العالم قدموا للمشاركة في ملتقى دبي للأفلام ولحضور عدد من ورشات
العمل، والندوات التي نظمها مكتب السينمائيين على هامش المهرجان.
وكانت
سلمى حايك وجولدي هاون، وبريتي زينتا، وداني غلوفر وتيري غيليام، ولورا
ليني من النجوم الذين شاركوا في المزاد الخيري لدعم مبادرة “السينما ضد
الإيدز”، والتي تمكنت، بالرغم من الأزمة المالية العالمية، من جمع ما يقرب
من مليوني دولار لمواجهة مرض الإيدز بالتعاون مع مؤسسة “أمفار” للأبحاث.
الخليج الإماراتية في 19
ديسمبر 2008
|