وجد عدد
من الصحافيين أنفسهم مهانين بفضاء قصر المؤتمرات المقام الرسمي لمهرجان
مراكش الدولي للفيلم بعد أن سلطت عليهم مجموعة من عناصر الأمن الخاص
لتمنعهم من ولوج قاعة العرض لمتابعة الشريط المغربي ً قنديشة ً الممثل
الوحيد للمغرب في المسابقة الرسمية بهذا المهرجان .
التنكيل
بهؤلاء الصحافيين ، بدأ بالتدرج عندما أخذ مراقبوا الأبواب في التلاعب بهم
، وتوجيههم إلى وجهة ما وردهم منها ، إلى أن مضت أزيد من 45 دقيقة ذهابا
وإيابا ،صعود ونزولا وعبور كل الممرات المؤدية لقاعة الوزراء المختصة للعرض
ليفا جأوا في الأخير بصدهم بفضاضة من قبل مسؤول عن الأمن الخاص بالمهرجان.
ورغم
المحاولات المتكررة وبأسلوب متحضر للزملاء المنكل بهم ، لافهام هذا المسؤول
ومعاونيه الذين يعملون تحت أمرته ، أنهم صحافيون معتمدون من قبل منابرهم
صحفا وإذاعات وأنهم يلحون في الدخول إلىالقاعة لآداء واجبهم المهني الذي
أتوا من أجله ، وليس من باب التطفل أو إقتناص لحظة فرجة ، إلا أن كل ذلك لم
يكن كافيا لاقناع عناصر الأمن الخاص أو الشخص الذي قدم نفسه كمسؤول عن
التواصل مع الاعلاميين بالمهرجان .
والأغرب
من كل هذا أن إدارة المهرجان عندما عمد الزملاء على إيصال أصواتهم
والاحتجاج على هذا التنكيل ، عمدت إلى تفويض شخص أجنبي ، همه الوحيد هو
ضمان شروط مريحة للاعلاميين الأجانب ، فقط مع إزداراء الصحافيين المغاربة .
وإذا كانت
إدارة المهرجان التي منحت إعتمادات الصحافيين لمتابعة هذه التظاهرة ، تعرف
بالدقة والضبط عددهم ، فكان من شروط الضبط التنظيمي ، أن تضمن لهذا أماكن
موزاية لهذا العدد ، مخصصة لهم ، لان الاعلام جزء لايتجزا من نجاح التظاهرة
، عوض أن تغرق القاعة بصديقات وأصدقاء بعض المعاونين ومقربيهم، وممن قادتهم
صدف المقاهي والأماكن المعتمة ، للالتقاء بهم وتمكينهم من دعوات خاصة
وتفويت أماكن الصحافيين لصالحهم .
وكما يقول
المثل العذرأقبح من الزلة ، ذلك ما ينطبق على المبرر الذي ساقه المنظمون
لهذا الخلل ، حيث قالوا بأنهم فوجئوا بكون منتج الشريط ، قد وزع دعوات
إضافية دون علمهم ، وإن صح هذا الكلام ، فإنما يدل على سوء التدبير
والتسيير والتنطيم .
ولم يكن
وضع الفعاليات الثقافية من كتاب ومفكرين ومبدعين بمراكش ،أحسن مما عاناه
هؤلاءالصحافيون ، حيث وجدوا أنفسهم منذ إنطلاق المهرجان عرضة للازدراء من
قبل المنظمين ، كما لوكانت فضلة لاقيمة لها ، مع العلم أن مجلس المدينة
إنتزع من ميزانيته ، التي هي أساسا من جيوب ساكنة مراكش 300 مليون لدعم هذه
التظاهرة ، وكثير منهم يقفون خلف الحواجز الحديدية المنصوبة في محيط قصر
المؤتمرات ،وهو يرون غريبات موشحات صدورهن ببادحات المهرجان ويلجن لفضائه ،
معززات مكرمات ، أما إقصاء الفعاليات الثقافية بالمدينة .أكيد أن المهرجان
بفعل ما راكمه يشكل حدثا إيجابيا لانقاش فيه ، لكن يبقى سؤال دوره الحقيقي
بالمدينة وإشعاعه الثقافي في فضائها يبقى مطروحا بحدة ، فمراكش ليس فقط
جدرانا تعار لتعلق عليها لافتات التظاهرة وإعلاناتها ،وليس كذلك مجرد لقطات
متقطعة لمهرجي ساحتها الشهيرة جامع الفنا ، كما انها ليست علب رقص أو غرف
مريحة ، بل هي كذلك عقول مبدعة وشخصيات ثقافية يفتخر بها المغرب بكامله ،
ومن العيب أن بسجل على مهرجان مراكش الدولي للفيلم إزدراؤه وإحتقاره لمثقفي
المدينة .إننا نتذكر الدورة الأولى والثانية ، عندما كان المنظمون يستدعون
بالهاتف مثقفي المدينة واحدا واحدا ، قصاصين ، شعراء ، ومفكرين ةتشكيليين
ليمكنوهم من
بطائق
الولوج لمتابعة هذا الفعل الذي من المفروض أنه ثقافي بمختلف تفاصيله ....
الإتحاد الإشتراكي ـ المغرب في 20
نوفمبر 2008
|