لم تخيب
برمجة المسابقة الرسمية للدورة الثامنة لمهرجان مراكش الدولي للفيلم (من 14
إلى 22 تشرين الثاني) أفق انتظار عشاق الفن السابع، إذ قدمت أفلام جميلة،
ويظل أكثر الأفلام قوة هو فيلم "موعد الوفاة" للمخرجة البولونية دوروتا
كيدزييرزوسكا. الفيلم بأسئلته الوجودية المقلقة شد الجمهور لأزيد من ساعة
و40 دقيقة. توفرت كل عناصر البحث عن سبر غور الذات الإنسانية في هذا
الفيلم، فالمخرجة لجأت إلى امرأة مسنة تعيش آخر أيامها "أنييلا" رفقة
كلبتها "فيلا" أثثت الفضاء بمنزل كبير متهالك. المخرجة برعت في تصوير ذلك
القلق الوجودي لتلك الشخصية المرحة الحزينة في الآن نفسه.
هذه
العجوز تمضي آخر أيامها في شبه عزلة، أزعجها صخب المدينة، ففي أول مشهد
تظهر البطلة في الشارع بعد أن أغضبتها طبيبة، محاصرة من قبل السيارات،
لتعود إلى عزلتها وحميميتها (بيتها القديم). غير أن الجيران (البورجوازية
الحديثة) سيغضبونها، فجارها يصر على شراء بيتها القديم لضمه إلى فيلته
الكبيرة.
"موعد الوفاة" إبحار في الذات الإنسانية التي تواجه الموت،
تتحداه في الأول باسترجاع ذكرياتها الجميلة، بالفن من خلال استحضار أيام
كانت ترقص وتغني، بعوالمها الجميلة السابقة، كما تقاومه من خلال رفضها
التخلي عن هذا البيت الذي لا ينظر له الآخرون إلا ك"خربة" و"بيت متهالك".
إصرارها على إعطائه الحياة دفعها إلى تغيير وصيتها.
الممثلة
صورت تفاصيل هذه العجوز الفياضة بالحياة بالأسود والأبيض، في محاولة لإعطاء
الطابع الدرامي للفيلم وفي مده بشحنات نفسية قوية. كما أن الممثلة استطاعت
أن تحمل الفيلم على كتفها وأن تمده بالقوة اللازمة، لتأخذ المشاهد إلى
رحلتها الأخيرة في هذا العالم المادي.
نفس
الأسئلة الوجودية ظهرت في الفيلم الأرجنتيني "العش الفارغ"، عنوان يلخص
حالة بطل هذا الفيلم الذي أخرجه دانييل بيرمان. اختار المخرج هو الآخر كهلا
وهو ليوناردو، كاتب مسرحي اكتشف في منتصف عمره أن حياته لم تعد كما كانت،
يدخل في عزلة مبتعدا عن الجميع بما فيهم زوجته مارتا. البطل وحيدا رغم أن
عددا من الأصدقاء يحيطون به وبزوجته.
على
امتداد ساعة ونصف يتابع المشاهد بحث هذا الشخص عن ذاته، عن معنى للحياة،
يستحضر بعض لحظات طفولته، يصبح غير مكترث بما يحيط به. علاقات زوجته لم تعد
تهمه، يتعامل معها دونما اهتمام.
الأسئلة
الوجودية تكررت في برمجة مهرجان مراكش الثامن، قلق الأبطال أغنى الدورة
مقدما أعمالا سينمائية جديرة بالاهتمام.
موقع "إيلاف" في 19
نوفمبر 2008
النجمة
سيغورني ين ويفر تنال جائزة النجمة المراكشية
أحمد نجيم من المغرب
منح
المخرج الكبير رومان بولانسكي بحضور الممثل توبي جونس "نجمة مراكش" للنجمة
الأمريكية سيغورني ين ويفر ليلة أمس الأحد بقصر المؤتمرات في مراكش بمناسبة
اليوم الثالث للدورة الثامنة لمهرجان مراكش الدولي للفيلم. وقد استقبل
الجمهور بحرارة النجمة الأمريكية التي حضرت المهرجان منذ يومه الأول الجمعة
الماضية. وقد أثنى المخرج رومان بولانسكي كثيرا على هذه النجمة الاستثنائية
مشيدا بقدراتها الفنية وموهبتها في تجسيد الشخصيات. النجمة قدمت في اليوم
نفسه فيلما لعبت بطولته "إليان" بساحة جامع لفنا.
وقد شكرت
الممثلة خلال حفل تكريمها الملك محمد السادس وأخيه الأمير مولاي رشيد،
وقالت إن المغرب "بلد يحب السينما"
وأعربت
النجمة الأمريكية عن شكرها لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب السمو
الملكي الأمير مولاي رشيد ومؤسسة مهرجان مراكش على التفاتة تكريمها في بلد
طالما تمنت زيارته، معربة عن سعادتها بأن تكون ضيفة على ""بلد يحب السينما
بهذا الشكل"". وقالت إنه بلد يتوفر على مواقع جميلة للتصوير. وانتقدت خلال
ندوة صحافية بمراكش، الصورة النمطية التي تظهرها هوليود عن العرب، وقالت إن
الصورة النمطية التي رسمتها السينما الأمريكية للعربي صورة محرفة بشكل صارخ
والهدف منها، حسب سيغورني ويفر، هو الإثارة وتقديم صور مختزلة عن العرب.
وكانت النجمة تحدثت عن السياسة وقالت إنها، وابنتها صوتت، لصالح باراك
أوباما.
كما تحدثت
عن السن وقالت إنها تجد متعة وسعادة في تجسيد أدوار نساء في مثل سنها.
وكانت
الممثلة التي ولدت بنيويورك بدأت مسيرتها السينمائية سنة1979 بفيلم "أليان"
لريدلي سكوت ومثلت مع إيفان ريتمان في "مروضو الأشباح"" و"عندما تتدخل
النساء" لمايك نيكولس و"الفتاة الصغيرة والموت" لرومان بولونسكي و"أليان
الانبعاث" لجون بيير جوني و"خارطة العالم" لسكوت إيليوت و"شهرة بالفضيحة"
لدوكلاس ماك كريت. وقد برمج منظمو المهرجان في إطار تكريم الممثلة
الأمريكية، تسعة من أفضل أفلامها التي تعكس رصيدا سينمائيا حافلا متنوع
التجارب.
وفي علاقة
بالدورة الثامنة، قال نور الدين الصايل، نائب رئيس مهرجان مراكش الدولي
للفيلم أن تطور المهرجان يواكب تطور السينما المغربية. وأوضح في حوار مع
المجلة الفرنسية "جون أفريك" أنه ليس صدفة في المغرب، أن يتواكب تطور
المهرجان الدولي للفيلم بمراكش مع تطور السينما المغربية التي تشهد مرحلة
انبعاث وتجديد على مستويي الكم والكيف".
وقال إن
الصناعة السينمائية بالمملكة تعيش حركية تطورية إذ يتم سنويا إنتاج مابين15
إلى20 شريطا طويلا، وتحدث عن القاعات السينمائية، موضحا أن هناك اتجاه
لبناء قاعات سينمائية إما على شكل مركبات من قاعتين إلى أربع قاعات أو
مركبات سينمائية تعددية تجمع ما بين10 و16 شاشة، حيث يتوخى المركز
السينمائي المغربي بلوغ رقم150 شاشة جديدة من الآن وإلى غاية2012 . وذهب
إلى أن المغرب استطاع أن يجلب 100 مليون دولار من تصوير الأفلام الأجنبية
بالمغرب.
موقع "إيلاف" في 18
نوفمبر 2008
|