لم يختلف
شيئا يذكر
في مراسم حفل إفتتاح الدورة الـ 32 لمهرجان القاهرة السينمائي، حيث يمكن
لأي إنسان
عادي أن يتوقع ما يحدث وهو خارج الاحتفالية وعلى أميال من دار الأوبرا
المصرية،
مسرح الأحداث والمركز الرئيسي لها، فالطقوس هي الطقوس والضيوف هم الضيوف
والأخطاء
هي ذاتها التي وقعت في الدورات الماضية، حتى كلمة رئيس المهرجان عزت أبو
عوف لم
تخرج عن النص التقليدي الداعي إلى التمسك بالسينما والإبداع والحرص على
الاحتفالية
السنوية بتجاوز كل المعوقات، ثمة شيء واحد مختلف هو فيلم الافتتاح 'عودة
حنصلة'،
الفيلم
الأسباني الذي يحذر من الهجرة غير الشرعية من تركيا الى اسبانيا ويتشابه في
مضمونه ولغته وأجوائه مع الواقع المصري الفقير بالقرى والنجوع الذي يؤدي
بالشباب
للفرار ناشدين حلم الإنقاذ فتأتي النتيجة كارثية على عكس ما كانوا يظنون،
إذ يكون
الموت في انتظارهم يخطفهم من عرض البحر قبل أن يصلوا الى شاطيء الأمان
فيعودون إلى
أوطانهم محمولين في صناديق خشبية!
الفيلم
الذي أثار الشجون وفتح كل الجروح
القديمة والجديدة وحده كان المختلف في احتفالية كبرى دُعي إليها نحو ثلاثة
آلاف ضيف
من كل بقاع العالم ليشهدوا عُرسا سينمائيا اعتادوا على حضوره كل عام تقام
مراسمه
على أرض القاهرة وربما لأن ما يطرحه الفيلم إنسانيا بالدرجة الأولى اختير
ليكون
مفتتحا لفعاليات تستمر لعشرة ايام يعرض خلالها صنوفا من أفلام تتباين في
مستوياتها
ومضامينها
وتتبارى للحصول على لقب أحسن فيلم فيكون ذلك مدعاة لرواجها تجاريا بدور
العرض أو أنها تتمتع بنصيب وافر من الدعاية المجانية لو خرجت من سباق
الجوائز
واكتفت بشرف المشاركة.
ففي
الحالتين هناك مكسب ما سيعود على المنتجين والمخرجين
والأبطال 'فالبروباغندا' صارت في حد ذاتها قيمة تساوي قيمة الجوائز في زمن
تلعب فيه
الدعاية دورا رائدا على حساب المضمون والجوهر، المهم أن المهرجان ونتائجه
لم يعدا
هما الهدف، ومن ثم فإن ما يفطن إلى هذه الحقيقة يعرف أن كل مظاهر الاحتفاء
والاحتفال هي للترويج السياحي وما دون ذلك كله في هامش الهامش، النجوم
المصريون
أنهم والكبار منهم على وجه التحديد تخلوا عن عادة الحضور إذ لم يكن هناك
فيلما أو
تكريما لأحدهم، فعلى سبيل المثال لم تر الفنانة القديرة سميحة أيوب، نجمة
نجوم
الأمس في عصر زوجها الذهبي سعد الدين وهبة في أي دورة من دورات المهرجان
منذ رحيل
الرجل
الذي مازال مكانه شاغرا الى الآن برغم وجود رئيسين، أحدهما شرفي 'عمر
الشريف'
والثاني رئيسا تنفيذيا 'عزت أبو عوف'، حيث التعويض عن
رحيل الاستاذ لم يتحقق فهو
السيناريست والكاتب المسرحي والمثقف الاشتراكي والسياسي المحنك والضابط
القديم،
يمسك بكل الخيوط ويدير دفة الحوار الثقافي - الثقافي بين الدول الشقيقة
وغير
الشقيقة بكل اقتدار دونما حاجة إلى راع او وسيط أو خفير نظامي يقف بالعصا
والجزرة،
يهدد بمنع
الدعم أو يغري به!
كان وهبة
ذكيا حصيفا مسؤولاً - مثقفا صاحب مشروع،
هذا هو الفارق بين مرحلتين من عمر مهرجان القاهرة السينمائي، مرحلة ظل
خلالها
الإبداع السينمائي حقيقيا ومرحلة أخرى كل ما فيها مجازي، عابر كالزبد يذهب
جفاء، لم
يكن حفل افتتاح الدورة الثانية والثلاثين سوى ترجمة للمتغيرات الطارئة
والراهنة
التي تبدو في السينما أوضح من الواقع، حيث الصورة قريبة جدا والرؤية متاحة
من جميع
الزوايا، نجوم العالم يخطون على السجادة الحمراء المستعارة من الأوسكار
الأمريكي،
متجهين الى بهو المسرح الكبير بدار الأوبرا يلبسون جديدا وتتحلى النساء
بالأقراط
الذهبية ويستدفئون بالأضواء ويتباهون بأحدث الصيحات من ملابس السواريه
الكاشفة
للصدور والظهور فالمباراة حاميــة الوطيس بين النجمات الراسخات على عرش
النجومية
والمجد وأخريات صاعدات يرون أن العيون تذهب إلى ما هو جاذب وأخاذ ولا علاقة
للفن
هنا بهذه الحسبة الرياضية - الغريزية، فما يمكن أن تحققه الممثلة الصاعدة
من انتشار
إبان دور ناجح في فيلم على مدار عام كامل يتحقق في دقائق معدودات كلما كان
الإغراء
قويا لعدسات المصورين وزووم الكاميرات الفضائية القابعة في الأركان تلتقط
ما ظهر
وما خفي وما كان أعظم، هكذا كانت الخلفية والمرجعية لدى الغالبية العظمى
ممن حضرن
حفل الافتتاح من الحالمات بنجومية مطلقة، حيث جاءت السينما خارج حسابهن
ومثلهن كان
الكبار ايضا فلم يلفت أحد النظر إلى أزمة السينما المصرية التي تراجعت بشكل
مخجل،
حتى الوزير نفسه كان معنيا بما هو أكبر 'اليونسكو'، المنصب الذي يتوق عليه
ويتلطف
من أجله مع كل ذي حيثية يعرف أنه مؤثرا أو ربما يكون مؤثرا في المستقبل
القريب أو
البعيد، فالذي لا نحتاجه اليوم سنحتاجه غدا وعلى هذا المبدأ صارت كل
المعطيات وتحول
المهرجان الى 'بروباغندا' كبيرة لتجميل الصورة الكلية حتى يكون المنصب
استحقاقا لا
هبة وغاية لا غواية.
القدس العربي في 29
نوفمبر 2008
المخرج
المشهراوى يهدى جائزته للمحاصرين فى غزة
القاهرة – العرب اونلاين-
وكالات
شهد حفل
ختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى يوم الجمعة حالة من الإنضباط غابت عن
حفل الإفتتاح لكنه شهد أيضا غياب معظم نجوم السينما المصرية الكبار والشباب
رغم لجوء منظمى المهرجان لحيلة استقدام النجوم أمثال عزت العلايلى ورغدة
وخالد صالح ومنة شلبى وشريف منير لتكريم الفائزين للتغلب على الأزمة
السنوية الخاصة بعدم حضور النجوم.
وللمرة
الأولى لم يسلم وزير الثقافة المصرى فاروق حسنى جوائز المهرجان على
الفائزين التى سلمها رئيس المهرجان عزت أبو عوف ليسلم الوزير فقط جائزتى
الهرم الذهبى والفضى ويكرم ضيفى المهرجان النجمة الأمريكية ميرا سورفينو
والمخرج المكسيكى أرتورو ريتشتاين.
وأهدى
المخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى جائزته لمواطنيه المحاصرين فى قطاع غزة
"الذين أستمد منهم أعمالى وسيناريوهاتي" فضجت القاعة بتصفيق حاد.
وقال
المخرج السويسرى أوليفر بافوس عقب الحصول على جائزة فيلمه "الحب على
الطريقة الهندية إنه حضر صباح يوم الختام من مدينة مومباى الهندية وأنه
متأثر جدا بما يجرى من أحداث عنف هناك مطالبا الجميع بالإبتعاد عن العنف
والعمل على احلال السلام.
بينما لفت
المخرج البلجيكى ران رايندرز عقب استلام جائزته إلى كم الجميلات الحاضرات،
منوها بأن أكثر ما أثاره كان فساتين نساء الحفل الجميلة قبل أن يهدى
الجائزة لبطلة فيلمه الممثلة المغربية سناء موزيان.
وقالت
النجمة الأمريكية ميرا سورفينو عقب تسلم تكريمها إنها تتمنى أن تكون تلك
الزيارة الأولى لمصر متكررة لأنها عشقت البلد والشعب مضيفة أن سعادتها زادت
عندما علمت بنشاط سوزان مبارك قرينة الرئيس مبارك فى مجال حقوق المرأة
والطفل.
أما
المخرج المكسيكى أرتورو ريتشتاين صاحب فيلم "بداية ونهاية" فقال عقب تكريمه
إنه سعيد بوجوده فى القاهرة تلك المدينة التى عاش فيها نجيب محفوظ الشخص
الذى استلهم قصته فى فيلمه وأهدى الجائزة لأديب نوبل الراحل.
العرب أنلاين في 29
نوفمبر 2008
|