هو أحد
الفرسان الذين اثروا السينما المصرية، اقترن اسمه بالذوق الراقي والابهار
البصري، والتمرد علي كل ما هو تقليدي عبر أسلوب شاعري ساحر مشحون
بالحساسية. ويعد من أهم صانعي الصورة البصرية في السينما والمسرح والدراما
التليفزيونية.
إنه فنان
الديكور والمخرج نهاد بهجت الذي تم تكريمه في الدورة الحالية لمهرجان
القاهرة السينمائي الدولي، الذي احتل مكانة متفردة في السينما المصرية
والمسرح لأكثر من خمسة وأربعين عاما وحتي الآن، قام خلالها بتصميم وتنفيذ
مناظر أكثر من مائة وثلاثين فيلما تعد أغلبها من أهم الأفلام في تاريخ
السينما المصرية منها: فيفا زلاطا- العصفور- ميرامار- علي ورق سوليفان-
غروب وشروق- شيء من الخوف- الحب الضائع- السراب - شيء في صدري- الشيطان
والخريف- زائر الفجر- توحيدة- حافية علي جسر من الذهب - احنا بتوع الاتوبيس-
شقة في وسط البلد- الافوكاتو- جنة الشياطين- اللعب مع الكبار- حب البنات،
وغيرها بالإضافة لأربع عشرة مسرحية منها: "شاهد ما شافش حاجة"، "الواد سيد
الشغال"، "علشان خاطر عيونك"، "قشطة وعسل" وغيرها
حصدت
أعماله عشرات الجوائز وشهادات التقدير والأوسمة والتقديرات الدولية
والعربية من شتي أنحاء العالم. والآن يكرمه مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي.
في
المساحة الآتية نغوص في أعماق الفنان نهاد بهجت لنتعرف علي عالمه وتجربته
ورؤيته لهذا الفن الساحر.
·
ماذا يمثل لك تكريم مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي؟
* إنه
أكبر تكريم يمكن أن يناله فنان سينمائي في مصر، وأنا لا اطمع في أكثر من
ذلك خاصة أن التكريم المعنوي أهم كثيرا في نظري من التقدير المادي، لذا
يتمناه الفنانون الحقيقيون الذين يهمهم في المقام الأول تقدير إبداعهم، لذا
فنحن لاننتظر المقابل المادي بحجم انتظارنا للتقدير المعنوي بالإضافة إلي
أن تكريم الدولة للمبدعين والموهبين له مذاق وسحر خاص.
·
ما فلسفتك في التعامل مع فن الديكور؟
* لقد
سعيت طوال رحلتي الي الوصول الي صيغة تجعلني انفذ أعمالي بتكاليف شديدة
التواضع، وأن تظهر في الوقت ذاته علي الشاشة بصورة مبهرة، وهنا تتداخل
الخبرة مع الموهبة لتحقيق تلك المعادلة. بالاضافة لعشقي الكبير لاقتناء
التحف وقطع الأثاث النادرة واللوحات، لدرجة انني كنت أسافر آلاف الأميال
لشراء كل ما هو نادر وقيم كي استخدمه في عملي، فلكل قطعة تأثيرها وسحرها
الخاص وهو مايتجلي في علاقة الأشياء بالكاميرا خاصة أن هناك قطع اثاث يمكن
أن تكون جميلة لكنها لاتتفاعل مع الكاميرا، فقطع الديكور والاكسسوار في
نظري هي ممثلون يشاركون في الأحداث وبناء الفيلم.
·
يري العديد من النقاد أنك قمت بثورة في فن
الديكور السينمائي؟
* كان
حلمي أن أقوم بالمسئولية الكاملة في تصميم المناظر واختيار الاكسسوار ورسم
المناظر وتكويناتها المعمارية والفنية علي الشاشة، وقد تمكنت من ذلك مع
فيلم "زائر الفجر" وهو الذي فجر الثورة الحقيقية في تغيير الشكل في الديكور
السينمائي، ثم فيلم "النداهة"، و"قطة علي نار"، وآنذاك بدأ الوسط الفني
يتساءل عندما يشاهد اعمالي من قام بتصميم تلك المناظر؟ ومن هنا أخذت أعمالي
تثير أقلام النقاد وخيال المبدعين من المخرجين الذين رأوا في فني رؤية
جديدة تحمل تمردا علي السائد.
ولأول مرة
في تاريخ مصر بدأت تكتب أخبار عن مصمم مناظر، ولأول مرة أيضا يحصل منسق
المناظر علي جوائز، فقد حصلت علي أول جائزة عن تنسيق المناظر في تاريخ
السينما المصرية عن فيلم "الشيطان الصغير" ثم توالت الجوائز تباعا.
·
ما طبيعة العلاقة بين المخرج ومصمم المناظر؟
من ناحيتي
أحب التعامل مع المخرج المتمكن من أدواته ولديه تصور كامل عن الفيلم، وسعيت
منذ البداية للتعامل مع المخرج الجريء والمتمرد كي اصل لطموحاتي، فما جعلني
أصر علي العمل مع يوسف شاهين وحسين كمال هو ما لمسته فيهما من لمسة الجنون
والتمرد علي المألوف. وأجمل ما في شاهين هو جنونه الفني وتقديره في الوقت
ذاته لجنون الآخرين وابداعاتهم فهو ينسج جنونا جديدا بينه وبين فريق العمل،
وهذا في نظري نوع يعد من العبقرية النادرة في الوسط السينمائي. فصناع العمل
يحملون بأمانة وجهة نظر المؤلف، وتوجهات ورؤية المخرج الفنية، والمهم أن
يكون هناك تناغم وتآلف بين الجميع لانجاز الفيلم بأفضل صورة ابداعية،
فالفيلم عمل جماعي يقوده المخرج،
الأهالي المصرية في 26
نوفمبر 2008
في مهرجان القاهرة
السينمائي الدولي الثاني والثلاثين
الفن
دعوة للمواجهة ونشر ثقافة التسامح
متابعة: رحاب السماحي ورانيا عبدالفتاح
في اطار
احتفال مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بمرور 60 عاما علي صدور الميثاق
العالمي لحقوق الإنسان أقام المهرجان ندوة بعنوان «السينما كمنبر لحقوق
الإنسان»0
حيث شارك
في الندوة كل من الدكتورة ليلي تكلا والفنانة يسرا والفنان خالد ابو النجا
والفنان محمود قابيل والناقد الهندي بريمندرا مازومدر والممثل الأمريكي
مايكل كوري دايفيس والممثلة الأمر يكية ميراسورفينو والمخرجة الفلسطينية
انياري حيكر وعزيزة حلمي وأدارت الندوة عالية حماد0
أكدت
عزيزة حلمي العضو في مجلس الطفولة والأمومة أهمية التركيز علي حقوق الطفل
ليس فقط من خلال سن القوانين لحماية حقوقه بل حيز التنفيذ من خلال مؤسسات
الدولة المختلفة0
وأشار
الممثل والمخرج الأمريكي مايكل كوري مناقشة فيلمه «رحلة نعتلانا» لقضية
الاتجار في البشر حيث تدور أحداثه حول فتاة بلغارية دفعت للعمل في الدعارة
وبعد اكتشافها الحمل أجبروها علي الإجهاض حتي لا يعوق عملها في الدعارة
ولكنها رفضت فقررت تحويل قصتها إلي فيلم سينمائي فمهمة السينما هي الابحار
في الواقع وكشف الحقائق0
رسالة
اجتماعية
أكدت
الفنانة يسرا أن الدراما لديها آليات أكثر فاعلية لمناقشة القضايا
المجتمعية من الرسائل المباشرة كما في الخطب والندوات0
وأشارت
لتجربتها في مسلسل «قضية رأي عام» والذي ناقش مشكلة الاغتصاب حيث كان من
تابوهات الدراما التليفزيونية0
فضلا عن
مسلسل «في ايد أمينة» الذي طرح مشكلة أطفال الشوارع وتساءلت كيف يعيش طفل
في مجتمع يحرمه من حقوقه؟
وأشار
مازو مدر المخرج والناقد الهندي إلي اهتمام السينما الهندية بطرح قضايا
حقوق الإنسان فقد حصل فيلم مناهض للعمليات العسكرية في شمال الهند علي
جائزة أفضل فيلم وثائقي في مومباي0 فضلا عن أفلام الفنان الهندي واسع
الشهرة اميتاب بتشان .
أشار
الفنان خالد أبو النجا لضرورة مكافحة ختان الإناث في مصر فضلا عن إمكانية
وقوع الفتاة فريسة للإيدز نتيجة الجهل لذلك يجب أن يناقش الفنان هذه
المشكلات بشكل واضح لا يحتمل أي لبس0 كما أكد ضرورة تحقيق العدل والمساواة
بين كل البشر وعدم التمييز بينهم علي أساس الدين أو العرق أوالجنس0
ضد
الكراهية
وأكدت
الدكتور ليلي تكلا عضو مجلس الشوري والمجلس القومي للمرأة ضرورة تحقيق
السلام فهو أمل كل الشعوب وبلوغه يتطلب القضاء علي الظلم والكراهية فالحروب
العسكرية التقليدية حلت محلها أشكال خفية من العدوان والأخطار، وأشارت تكلا
لصراع الحضارات والأديان نتيجة انعدام الثقة في الآخر المختلف ثقافيا أو
دينيا أو مذهبيا0 فعلاقة الأديان قائمة علي مبدأ المعرفة وكلاهما ينادي
بالسلام 0
وعن حقوق
الطفل قال الفنان محمود قابيل : أنا مقتنع أن الأسرة والأب والأم هم أساس
أي شيء بناء ومجتمع عالمي إنساني سليم ولابد أن نعيد تثقيف الأب والأم
وإعادة تثقيف المدرسين ووجود مناهج مضبوطة0
وقالت
الممثلة الأمريكية ميرا سورفينا أنا أمثل هذه الثقافة الغربية المكروهة
لكنني أحاول تخطي حدود الدين والقومية لأننا نؤمن بحق كل انسان في هذا
الكوكب0
وقالت
المخرجة آن ماري جاكير التي اخرجت فيلما عن معاناة الفلسطينيين، أردت أن
أقول شيئا من خلال قصة امرأة تعيش في أمريكا وهي جيل ثالث من الفلسطينيين
الذين هاجروا عام 48 ولم يشجعني المنتجون أو العاملون في مجال السينما
وقالوا إن هذه القضية تمثل خطا احمر.
السينما
الإفريقية
كما أقيمت
تحت عنوان «السينما الإفريقية» دعوة لفك العزلة بحضور رئيس المهرجان د0 عزت
أبو عوف وداريل ردوث مخرج من جنوب إفريقيا وبارشيا مون ممثلة إحدي جهات
الإنتاج السينمائي في وسط افريقيا وثاكوبينون منتج سينمائي من نيجيريا
وأوليفيه بارليت الناقد الفرنسي وحليمة أوليد من كوت ديفوار وأدارت الندوة
ميردوزا بابوليا من جنوب إفريقيا0
الأهالي المصرية في 26
نوفمبر 2008
|