لم تقف
إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الثاني والثلاثين -الذي يعقد في الفترة من
18: 28 نوفمبر 2008- عند حد تخصيص قسم للأفلام التي تتناول حياة مسلمين
يعيشون في الدول الغربية تحت عنوان "سماحة الإسلام في السينما العالمية"،
لكنها قررت أيضا أن يكون فيلم الافتتاح أيضا واحدا من هذه الأفلام وهو
الإسباني "العودة إلى حنصلة" ويؤكد الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله
المدير الفني للمهرجان في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت"، أنه لاحظ أن من
بين الأفلام التي تم اختيارها للعرض في المهرجان مجموعة أفلام تتناول حياة
مسلمين في الغرب وتجسد من خلال سلوك أبطالها سماحة الإسلام، فقرر أن يضمها
في قسم خاص تحت هذا العنوان، ويضيف رزق الله قائلا: رأيت أنه من المفيد
التركيز على هذه الأفلام والتعرف على زوايا التناول في كل منها والدفع بها
نحو نسبة مشاهدة أكبر في سبيل مواجهة التشويه المتعمد للإسلام والمسلمين من
قبل الإعلام والسينما الغربية باستثناءات قليلة.
وتدور
أحداث فيلم الافتتاح حول سيدة مغربية تفقد شقيقها في محاولة هجرة غير شرعية
من المغرب إلى إسبانيا، ويصبح عليها أن تعيد جثمانه إلى أرض الوطن والفيلم
أخرجه" شوس بوتيريز" الذي أخرج العديد من الأفلام القصيرة والوثائقية،
ومنها "منزل للإيجار"، و"ألما جيتانا"، و"القلق"، و"الدفء"، و"العودة إلى
حنصلة" عام 2008.
مسلم
أمريكي
أما
الفيلم الأمريكي "مسلم" فيحكي عن شاب أمريكي من أصل إفريقي يحاول تحسين
وضعه والخروج من الحي الذي يعيش فيه، يلتحق بالجامعة، ويقوم بتحضير رسالة
الماجستير في الإخراج، ومع ذلك تطارده ذكريات الماضي وحياة العصابات،
ومخاوفه أن يسلك شقيقه نفس الطريق، وقرر أن يكون مشروع تخرجه عن المسلمين
والعنف متأثرا بالصورة المأخوذة عنهم في وسائل الإعلام ومغامرات شقيقه
الصغير مع العصابات الأفغانية.
ومخرج
فيلم "مسلم" هو "إدريس بورمول" الذي ولد في الولايات المتحدة الأمريكية من
أصول أفغانية، هجر والديه إلى الولايات المتحدة كلاجئين أثناء الغزو
السوفيتي لأفغانستان في أواخر السبعينيات وحصل على بكالوريوس إدارة الأعمال
والإخراج من جامعة سان ديجو في عام 2006، ويقيم في جنوب كاليفورنيا.
شرطي
أما
الفيلم الإنجليزي "نيران على مرمى البصر" فيغوص في قلب المجتمع الإنجليزي
ويدور حول "طارق علي" الشرطي المسلم في إدارة المباحث بالشرطة البريطانية (أسكتلانديارد)
والذي يطُلب منه القبض على الإرهابيين الذين قاموا بالعملية الانتحارية في
انفجارات لندن في السابع من يوليو، ويزداد الأمر تعقيدا عندما يصاب طارق
بطلق ناري من الشرطة البريطانية، وعلى الرغم من كونه مواطنا إنجليزيا
وخدمته الطويلة في المباحث الإنجليزية فإنه موضع اتهام من قبل رئيسه في
العمل، والفيلم للمخرج "زاج موندهارا" الذي ولد في عام 1948 في الهند، وقام
بدراسة مقارنة بين طرق التسويق في السينما الأمريكية والسينما الهندية، ومن
ضمن أعماله: "النداء الأخير" و"العاصفة الرملية" و"لحظات خاصة" و"ناتاشا"
(2006).
أما
الفيلم الجزائري الفرنسي المشترك "أذان" فتدور أحداثه في منتزه صناعي عتيق،
حيث يمتلك "ماو" المسلم شركة متخصصة في تصليح الشاحنات والرافعات، ويقرر أن
ينشئ مسجدا ويعيّن له إمامًا من دون العودة إلى القوى العاملة، والفيلم
للمخرج الفرنسي الجزائري الأصل "رباح عامر زميش" الذي ولد في الجزائر عام
1966، وانتقل إلى فرنسا في عام 1968، وفي عام 1999 أسس "سارّازنك" للإنتاج،
وأخرج فيلمه الروائي الأول "واش واش" 2002 الحائز على جائزة "وولف غانغ
ستودّته" ضمن مهرجان برلين السينمائي الدولي للعام 2002، وجائزة لويس دولوك
في فرنسا، في عام 2005 كما كتب وأنتج وأخرج "بلاد رقم واحد" الحائز على
جائزة الشباب عام 2006، في مهرجان كان السينمائي الدولي و"أذان" هو أحدث
أعماله الروائية.
فيلم عن
الرسول
يذكر أن
عددا من السينمائيين العرب الأمريكيين يستعدون لإنتاج فيلم، بتكلفة ١٠٠
مليون يورو، بعنوان "رسول السلام"، حول سيرة الرسول محمد "صلى الله عليه
وسلم"، كنقطة انطلاقة لقصة أشخاص عايشوا الرسول الكريم، وتأثروا برسالته
وشهدوا فجر الإسلام.
وصرح
أوسكار زغبي المنتج الرئيسي للفيلم أن الوقت مناسب الآن لإظهار القيم
الحقيقية للإسلام، موضحا أنه سيتناول حياة أشخاص وعائلات بسطاء، يعيشون في
المكان نفسه وفي ذات وقت ظهور الإسلام، موضحا أن الفيلم ليس عملا للمسلمين
فحسب، بل هو عمل عالمي موجه للعالم بأسره، واصفا إياه بأنه "هوليوودي بقيم
إسلامية".
إسلام أنلاين في 17
نوفمبر 2008
يحتفل بالذكرى الستين
لإعلان حقوق الإنسان
مصحف
مسروق في مهرجان القاهرة السينمائي
أسامة صفار
تشارك
السينما التركية في الدورة الثانية والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي
الدولي والتي تبدأ في الثامن عشر من نوفمبر الجاري بعشرة أفلام، وهو عدد
كبير نسبيا لم يحدث أن شاركت به من قبل في المهرجان رغم تميزها المعروف
عالميا، وتبدو الدراما التليفزيونية الشهيرة ببطليها "مهند ونور" ونجاحها
الذي تحول إلى ظاهرة قد دفعت بإدارة المهرجان إلى البحث عن كل ما هو تركي
لدرجة دعوة بطلي المسلسل للحضور رغم أن المهرجان سينمائي.
وتعتبر
الأفلام التركية العشرة من أقوى ما أنتج الأتراك سينمائيا خلال عامي 2007 –
2008، ومن بين هذه الأفلام "النقطة" الذي أخرجه "درفيس زيم"، وتدور أحداثه
من خلال فكرة فلسفية تستعين بجماليات الخط العربي من خلال الطالب "أحمد"
الذي يعيش صراعا داخليا لتورطه في عملية بيع وشراء مصحف مسروق كتبه خطاط
شهير يدعى "مالك" في القرن الثالث عشر دون أن يضع النقط على العبارة
الأخيرة (عفا الله عنه)، والنقطة هنا تمثل المعنى المجازي للبحث عن
الإيمان، و"أحمد" يعيش صراعا بين الحياة المادية التي تفرض عليه بيع النسخة
للحصول على المال الذي يحتاج إليه والتساؤلات الروحية بداخله.
الرسول
ويقدم
المخرج "كاجان إيرماك" في فيلم "الرسول" قرية منكوبة بالظلم والفساد
والعزلة يأتيها حكيم يحكي قصص الأنبياء للأطفال فتتولد داخلهم الرغبة في
المقاومة لكن الحكيم يستكمل النبوءة بالريح والمرض فيرحل أهالي القرية.
وحول قضية
"قتل الشرف" تدور أحداث اثنين من الأفلام أولهما "وجوه متخفية" من إخراج "هندان
أبيكي"، حيث تعيش "زهرة" في قرية تركية وتقع في حب شخص وتحمل منه سفاحا،
ورغم استعداده للزواج منها فإن أسرتها ترفض وتقتله ويكلف شقيقها "إسماعيل"
بقتلها، لكنه يعجز ويطلب منها الهرب، والفيلم الثاني الذي يدور في إطار
قضية قتل الشرف هو "هافار" إخراج محمد جوليريوز وتثير سلسلة من عمليات
الانتحار لمجموعة من الفتيات في قرية "باتمان" بالجنوب الشرقي ضجة كبيرة
وتنبه الرأي العام، وبطلة الفيلم هي "هافار" الشابة التي يشاع أنها على
علاقة برجل، وعندما يعلم ابن عمها "شيماز" يطالب والدها بقتلها والتخلص من
عارها وتصبح الفتاة هي الضحية ووالدها هو الجلاد.
لاجئ
وتدور
أحداث فيلم "الخطان" إخراج "سليم أيفسي" من خلال هويتين متباينتين لرجل
وامرأة وملامح خاصة لشخصيتهما وتبدأ حكايتهما في إستانبول وسرعان ما تتحول
إلى قصة مثيرة عبر الطريق إلى الجنوب التركي، أما فيلم "اللاجئ" إخراج "ريس
سوليك" فيدور حول "سيفان"، وهو شاب في العشرين يعيش في جنوب الأناضول مع
والده "ساهو" زعيم قبيلة "جفدانلي" الذي يحاول بكل جهده البقاء بعيدا عن
الحكومة وعن بطش الخارجين على القانون للحفاظ على بقاء قبيلته، وفي أحد
الأيام يقابل سيفان فتاته "بيرفين" في مزرعة قريبة من قرية أحرقها
المتمردون وتتغير حياة "سيفان" جذريا حين يبدأ التحقيق حول الحادث، فهو
حائر بين نيل رضا السلطات أو ولاء المتمردين، ويشعر الأب "ساهو" بما يواجه
ابنه من خطر ويطلب منه ترك البلد والهرب إلى ألمانيا، وهناك يحاول التأقلم
مع حياته الجديدة بمعسكر اللاجئين.
أما فيلم
"ثلاثة قرود"، الذي يعرض في حفل الافتتاح وهو للمخرج الشهير "نوري بيلج
سيلان"، فقد فاز بجائزة أفضل إخراج في مهرجان "كان" الحادي والستين، وتدور
أحداثه في مناطق إستانبول التي نادرا ما يزورها الأجانب، وترصد عدسة المخرج
أربع شخصيات، هم زوج وزوجة وابنهما بالإضافة إلى رئيس الزوج في العمل،
ويناقش الفيلم العلاقات الإنسانية داخل أسرة تجاهد لتبقى موحدة رغم صعوبات
حياتية خاصة، ورغم رفض أفرادها مواجهة الحقيقة وتحمل ما يترتب عليها من
تبعات، مثل حكاية القرود الثلاثة التي لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم.
حقوق
الإنسان
ويعرض
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يستمر عشرة أيام ستة أفلام تتناول
قضايا حقوق الإنسان على مستوى العالم، وذلك بمناسبة مرور ستين عاما على
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، منها فيلمان إسبانيان هما "14 كيلومترا"
ويدور حول الهجرة غير الشرعية وما يصاحبها من مخاطر، وفيلم "غير مرئي" وهو
تسجيلي يستعرض خمس حالات إنسانية حقيقية، ومن الهند يأتي فيلم "الأجنبي"
ويناقش معاناة المسلمين الهنود الذين تحاصرهم كل الظروف ليصبحوا في وطنهم
مجرد أجانب باكستانيين، وتعرض الأفلام الثلاثة في إطار احتفال صدور الإعلان
العالمي لحقوق الإنسان مع الأفلام التركية "هافار" و "وجوه متخفية" و
"اللاجئ".
إسلام أنلاين في 9
نوفمبر 2008
|