خرجت علينا المهرجانات الوليدة والتي لاتزال خارج التصنيف الدولي للمهرجانات بقوائم "معتبرة" من أسماء المكرمين والمكرمات من نجوم السينما العالمية.. حيث فجر مهرجان دبي العام الماضي مفاجأة من العيار الثقيل باستضافته النجمة العالمية الشهيرة "شارون ستون" التي طالما حلم وسعي مهرجان القاهرة السينمائي لاستضافتها وتكريمها طوال دوراته السابقة لكن دون جدوي!

ثم جاء مهرجان أبو ظبي "الوليد" في دورته الأخيرة باستضافة وتكريم كوكبة من نجوم العالم من بينهم النجم الأسباني الأصل أنطونيو بانديراس وزوجته نجمة هيوليوود ميلاني جريفيث. والنجمة الأمريكية ميج رايان وسوزان ساراندون بالاضافة إلي النجمة الشهيرة جون فوندا.

أما مهرجان دمشق السينمائي في أولي دوراته السنوية والدولية هذا العام نجح في دعوة النجمة الايطالية "كلوديا كاردينالي" والفرنسية "كاترين دينيف"!

وسط هذا الكم من كوكبة نجوم العالم التي تستضيفها المهرجانات الأخري.. خرجت علينا سهير عبدالقادر نائبة رئيس القاهرة السينمائي والعقل المحرك للمهرجان لتزف إلي عشاق السينما في العالم خبر نية المهرجان هذا العام في تكريم بطلي مسلسل "نور" التركي وهو ما تتصور أنه خبر لم ولن يسبقها فيه أي مهرجان آخر يهتم بالسينما!!

ولا أدري في الواقع لماذا تمخض وتفنن ذهن السادة مسئولي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ليخرجوا علينا بهذه الفكرة الجهنمية أو أن يوجهوا الدعوة لاثنين من أبطال مسلسل تليفزيوني ليس لهما أي علاقة من قريب أو من بعيد بالسينما..؟! فلو أن هذا الخبر قد صدر عن مسئولي "أسبوع ثقافي" بقصر ثقافة دشنا مثلا لكان منطقيا.

ولو أن هذين الممثلين التركيين وجهت إليهما دعوة التكريم من احدي الجمعيات النسائية لقلنا هي الرغبة في التقاط الصور التذكارية معهما.. وارضاء جمهور التليفزيون من الشباب والمراهقين أما أن يصدر هذا القرار من مهرجان سينمائي دولي المفروض أنه له ترتيبه المتقدم علي مستوي االمهرجانات السينمائية العالمية فهذا هو العجب بعينه!!

تعرض مهرجان القاهرة السينمائي لموجات هبوط في أدائه من عام إلي آخر بسبب كثرة رؤساء المهرجانات المتعاقبين عليه. وعدم تمويل الحكومة له أو القطاع الخاص. وتضاءل الدعاية الدولية ومنافسة مهرجانات عاليمة أخري له مما قلص الحضور الدولي لكبار الممثلين والأفلام العالمية هذا شق.

أما الشق الآخر فهو اختيار أعضاء لجان التحكيم بالمهرجان والتي بدأت منذ أن تولي الفنان عزت أبو عوف مهمة رئاسة المهرجان تكتسي بصيغة أقل عمقا وبريقا مما كانت عليه في السنوات السابقة فأصبحنا نري نجوما من الشباب يشاركون في عضوية لجنة التحكيم الدولية للمهرجان دون أن يكون لهم سابق تجربة أو خبرة ولا يشترط أن يكون الممثل حتي ولو كان نجما قادرا علي شغل مثل هذه المهمة في نقد وتحليل وتقييم أفلام صناع السينما بالعالم.. في حين يتجاهل المهرجان كوكبة من كبار النقاد أمثال: د. رفيق الصبان وماري غضبان وسمير فريد ويوسف شريف رزق الله وكمال رمزي وأحمد صالح وأحمد رأفت بهجت ومصطفي درويش وحتي الكفاءات الشابة مثل النقاد ياسر محب الذي اختاره مهرجان "كان" السينمائي الدولي في دورته الأخيرة ضمن لجنة التحكيم في مسابقته الرسمية ليكون أول مصري يشارك في هذه المسابقة.

والسؤال الآن إلي متي يظل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يتراجع عما وصل إليه باقي المهرجانات السينمائية الأخري من حوله حتي الوليدة منها سواء في التطور والتخصص؟ وإلي متي ستظل العشوائية والمجاملات تسيطر علي مهرجان له تاريخ ومصنف من أهم مهرجانات السينما في العالم ويحمل اسم مصر؟

* ذكر عزت أبو عوف رئيس مهرجان القاهرة السينمائي ان اختياره كرئيس لمهرجان القاهرة هو تشريف لأي فنان يرأس واحدا من أهم 11 مهرجانا سينمائيا علي مستوي العالم ويمثل واجهة سينمائية وثقافية لمصر وفي نفس الوقت تكليفا ببذل الجهد ليخرج المهرجان بصورة تليق باسم مصر وسنبدأ فورا في ترتيب أوراق المهرجان وتلافي أخطاء الماضي حتي يخرج المهرجان بشكل محترم أمام العالم كله ونحقق للمهرجان مكانته التي نرجوها ونتمناها.. والسؤال هو: هل "نور" و"مهند" هو كل طموحه..؟!

توجهنا بهذه الأسئلة إلي رئيس المهرجان عزت أبو عوف فلم يرد علينا وكذلك نائبة رئيس المهرجان سهير عبدالقادر التي تهربت بحجة الاجتماعات المستمرة من أجل التنسيق لحضور "مهند ونور".
* أما ممدوح الليثي رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما.. فيقول: التمويل هو مشكلة المهرجانات المصرية وتعود الأزمة إلي عدم وجود وعي لدي الكثير من فئات المجتمع بجميع مؤسساته وأجهزته بأهمية هذه المهرجانات نتيجة لضعف وتذبذب تمويله.. علي عكس المهرجانات العربية الأخري والتي تجد التمويل والدعم اللازم حتي ان هناك سماسرة يحصلون علي مبالغ مالية طائلة من أجل تنظيم وجذب النجوم لهذه المهرجانات! أما بخصوص "مهند ونور" فأنا لم أسمع في حياتي أن يكرم مهرجان السينما نجوم تليفزيون أو يكرم مهرجان تليفزيون نجوم سينما.

* تضيف ايريس نظمي رئيس مهرجان الاسكندرية السينمائي قائلة: ان ما تقوله أشبه بنكتة فلا يصح أن يكرم مهرجان عريق في حجم مهرجان القاهرة نجوم تليفزيون.. فمن الأولي أن يكرمهم مهرجان التليفزيون إذا كان الأمر ملحاً إلي هذه الدرجة!

الجمهورية المصرية في 23 أكتوبر 2008

مهرجان القاهرة ارتكب خطأ..

ووزير الثقافة يرد اعتبار "سميرة"

كشف "الأسبوعي" واقعة خطيرة.. حيث قرر فاروق حسني وزير الثقافة منذ أربعة شهور تكريم الفنانة القديرة سميرة أحمد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته القادمة.. ولكن إدارة المهرجان أعلنت الأسبوع الماضي عن تكريم أربعة فنانين لم تكن سميرة أحمد من بينهم وذلك خلال سفر الوزير.

منذ أيام تلقت سميرة مكالمة من مسئولة تدعي "فاتن" بالمركز الإعلامي للمهرجان وشخص آخر يدعي حامد حماد يبلغانها بأنه تم إرسال خطاب لها يوم 9 أكتوبر الماضي ويطلبون منها بيانات عنها.. ولكن سميرة أكدت لهما أنها لم تستلم شيئاً.. وإذا بوزير الثقافة يصدر قراراً بتكريم سميرة أحمد عن مجمل أعمالها الفنية وكقيمة كبيرة لها وزنها في السينما والتليفزيون. وهذا رد اعتبار.

أجري الفنان عزت أبو عوف رئيس المهرجان اتصالاً مع سميرة أحمد وأقسم لها بأنه لا يعرف شيئاً نهائياً عن هذا الموضوع وأنه لم يشاهد خطابات ولم يوقع علي أي خطاب وليس لديه فكرة عما يفعله العاملون معه في المهرجان.. ولا يعرف شيئاً عن أسماء المكرمين.. وقال لها انه لابد من تكريم خاص يليق بإسم ومكانة سميرة أحمد.

"الأسبوعي" يسأل: هل من الممكن أن يكون للمهرجان رئيس ولا يعرف ماذا يفعل الموظفون؟ وإذا اعتذرت سميرة أحمد ورفضت هذا التكريم.. هل سيقع عليها لوم؟.

الجمهورية المصرية في 23 أكتوبر 2008

 سميرة أحمد :

تكريمي بعد 80 فيلماً له طعم خاص

ناصر عبدالنبي  

عبَّرت الفنانة سميرة أحمد عن سعادتها لتكريمها في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورتها 32 مؤكدة أن هذا التكريم هو استكمال لتكريم جمهوري لأن حب الناس أهم من أي تكريم في المهرجانات.

قالت ان هذه هي المرة الأولي التي يتم فيها تكريمي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وقد سبق وتم تكريمي في المهرجان القومي للسينما وتم عمل كتاب عن تاريخي الفني وأفلامي التي قدمتها وأن يأتي هذا التكريم في مهرجان القاهرة السينمائي والذي يعتبر من أهم عشرة مهرجانات في العالم فهذا يمثل لي قيمة كبيرة وأشكر فاروق حسني وزير الثقافة علي هذا التكريم وقد تحدث معي شخصياً وقال لي نحن تأخرنا عليك في التكريم فأنت قيمة كبيرة.

قالت: تاريخي السينمائي أكثر من 80 فيلماً منها خمسة موجودة في موسوعة السينما منها "صراع الأبطال. وليل وقضبان. والخرساء".

قالت لا أتابع أفلام السينما الحالية بسبب انشغالي المستمر في التصوير كما أنني لا أخرج من البيت ولكنني أتابعها عند عرضها في التليفزيون وأجد فيها تجارب قيمة وهناك أشياء دون المستوي وهناك تجارب جيدة خاصة الأفلام التي تعود إلي الموضوعات الجادة وهناك بعض الأفلام الكوميدي رائعة مثل أفلام أحمد حلمي الذي يقدم أفلاماً جميلة وأفلام كريم عبدالعزيز وأحمد السقا وأحمد عز وأفلامهم رائعة.

قالت انها لو وجدت سيناريو جيداً من الممكن أن تعود به للسينما المهم أن يكون النص ملائماً لأنني لا أقدم أي شيء.

أوضحت أنها تلقت تكريماً من جميع البلاد العربية ولكن مهم جداً أن تكرمني بلدي.

الجمهورية المصرية في 22 أكتوبر 2008

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)