تنطلق بعد
غد السبت
فعاليات الدورة السادسة عشرة لمهرجان دمشق السينمائي التي تستمر حتى الحادي
عشر من
الشهر الجاري بحوالى ست عشرة تظاهرة، من بينها تظاهرتا أفلام المسابقة
الرسمية
الطويلة والقصيرة، وتظاهرة »البرنامج السينمائي« التي تضم تسعة
عشر فيلماً التي
حازت الجوائز الكبرى في مهرجانات السينما الدولية، وتظاهرة سوق الفيلم،
وتظاهرة
المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي، وتظاهرة يوسف شاهين، وتظاهرة النجمة
السويدية
غريتا غاربو، وتظاهرة المخرج الصيني زانغ ييمو، الذي أخرج
أخيراً حفل بكين
الأولمبي، وتظاهرة الروسي أندريه تاركوفسكي، وتظاهرة الرواية والمسرح، التي
تعرض
لأفلام المؤسسة العامة للسينما المقتبسة عن أصول روائية أو مسرحية، وتظاهرة
المدينة
والسينما احتفاء بدمشق عاصمة الثقافة العربية، إلى تظاهرتي
السينما السويسرية
والهندية، وتظاهرة البحر والسينما. كما يصدر المهرجان حوالى خمسة وعشرين
كتاباً
سينمائياً حول مخرجين مثل سكورسيزي، زانغ ييمو، تاركوفسكي، وعبد اللطيف عبد
الحميد،
وسواها من عناوين. أما جدول المكرمين فحافل بأسماء مثل سلاف
فواخرجي، سليم صبري،
نادية الجندي، نور الشريف، فاطمة خير، كلوديا كاردينالي، جينا لولو بريجيدا،
فرانكونيرو، ريتشارد هاريسون، كاترين دونوف، إيف بواسيه، ماريان ياسلر،
ماهر راضي،
الراحلة مها الصالح، وحسن م يوسف.
وانقسمت
لجان التحكيم هذا العام إلى ثلاثة؛
الأولى يرأسها إيف بواسيه، وهي لأفلام المسابقة الرسمية الطويلة، والثانية
يرأسها
دريد لحام، وهي للأفلام العربية، والثالثة للأفلام القصيرة
يرأسها الألماني رونالد
تريش.
المشاركة
اللبنانية في المهرجان ستقتصر على وفد يضم صحافيين وفنانين
ونقاداً، وتشارك الفنانة كارمن لبّس في لجنة تحكيم الفيلم الطويل، كما يجري
الاحتفاء بالمطربة فيروز عبر عرض الأفلام الثلاثة التي لعبت
دور البطولة فيها، وهي
سفر برلك، بنت الحارس، وبياع الخواتم. أما في المسابقة الرسمية فلا أفلام
من لبنان
بعد أن كان الفيلم اللبناني »سكر بنات« لنادين لبكي من أبرز أفلام الدورة
الماضية
في مهرجان دمشق، وقد حقق حضوراً طيباً حينذاك، وحاز جائزة أفضل
ممثلة ذهبت حينها
لكل طاقم العمل. وقد أشار محمد الأحمد، مدير المؤسسة العامة للسينما، الى
أن ما حال
دون مشاركة الفيلم اللبناني »تحت القصف« أنه استُهلك في كثير من
المهرجانات، فيما
يحرص مهرجان دمشق على مشاركة أفلام لم تأخذ حقها من العرض،
ويصعب أن تكون في متناول
الجمهور.
الإلهام
زائراً
محمد
الأحمد، في مؤتمر صحافي عقد للمناسبة، ردّ
على أسئلة افتراضية، قال إنها تتكرر مع كل دورة من المهرجان، يتساءل أحدها
عن أي
ضرورة للعدد الهائل للوفد المصري في كل عام، ويجيب الأحمد، أن
هذا الأمر ليس
جديداً، وهو على هذه الحال منذ دورات المهرجان الأولى، وأضاف أنه قياساً
بالوفد
السوري الذي يتألف من أربعين شخصاً يرافقون فيلمين عادة إلى مهرجان القاهرة
السينمائي، فإن الوفد السوري أكبر عدداً. وفي رده على سؤال:
لماذا لا نجيّر موازنة
المهرجان لصالح إنتاج سينمائي محلي، أو لماذا لا نوقف المهرجان ونلتفت إلى
الإنتاج،
قال إن موازنة المهرجان تقع تحت بند المهرجانات في رئاسة مجلس
الوزراء، وإذا ألغي
المهرجان فلن تجيّر الموازنة للإنتاج، وإنما ستعود إلى الخزينة العامة
للدولة. ثم،
وبالمقارنة مع ستة مهرجانات تقام في مصر، ومثلها في المغرب،
وثلاثة في لبنان، فإن
مهرجاناً واحداً ليس كثيراً على سوريا. ودافع الأحمد بشدة عن ضرورة المؤسسة
العامة
للسينما في سوريا، في وجه المطالبين بإلغائها، ونقل عن
المطالبين المصريين السابقين
بإلغاء المؤسسة العامة للسينما في مصر ندمهم الشديد، معتبراً، ومعتبرين أن
ذلك هو
سبب موجة الأفلام الهابطة في مصر اليوم. وتابع الأحمد الحديث عن الدور الذي
تتنكبه
المؤسسة في سوريا في حمل كل موازنة الفيلم لوحدها، الأمر الذي
يحررنا من أجندة
المنتج الغربي الذي يريد لصورتنا أن تظهر مشوهة. وأكد الأحمد: »أن الفيلم
السوري،
حتى لو تحرك ضمن هامش رقابي، فإنه في النهاية عمل وطني«. وفي النهاية رد
الأحمد على
سؤال حول مشاركة المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد للمرة
الثانية على التوالي في
المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة عن سورية، حيث يشارك هذا العام بـ »أيام
الضجر«،
بعد فيلمه »خارج التغطية« العام الفائت (وقد فاز حينذاك بالجائزة البرونزية)،
الأمر، كما يقول السائل، الذي يعني حرمان مخرجين آخرين من الإنتاج ومن
المشاركة في
المسابقة بالتالي، قال الأحمد: »إن الإلهام يزور عبد اللطيف عبد الحميد كل
عام، فهل
أنتظر الإلهام حتى يزور أسامة محمد كل خمس عشرة سنة؟«!
)دمشق(
السفير اللبنانية في 30
أكتوبر 2008
|