أعاد فيلم
'تيزا' للمخرج الاثيوبي هايلي
جريما المتوج بجائزة التانيت الذهبي للدورة الثانية والعشرين من مهرجان
قرطاج
السينمائي السينما الافريقية الى الصدارة. وأهدت لجنة التحكيم التانيت
الذهبي
للفيلم الاثيوبي بالاجماع وهو أمر نادر الحدوث لأهمية الافلام
المعروضة بالمهرجان
عادة. ونال التانيت الفضي فيلم 'عيد ميلاد ليلي' للفلسطيني رشيد مشهراوي.
وقال
الكاتب الجزائري ياسمينة خضراء رئيس لجنة التحكيم 'إنه حقا عمل
فني رائع. لقد
أذهلتنا تيزا وحاز الفيلم على اعجاب اللجنة بالاجماع واستحق التانيت الذهبي
بامتياز.'
والتانيت
الذهبي هو الجائزة الكبرى للمهرجان وقيمته 20 الف دينار
تونسي. ويرجع الاسم لإلهة فينيقية ترمز للتناسل والحصاد وهي رمز للمهرجان
منذ
تأسيسه عام 1966.
وسينما
افريقيا جنوب الصحراء هي اول من توج بالتانيت الذهبي
للمهرجان عندما فاز السنغالي صامبي عصمان بالجائزة عام 1966. وعاد اليها
التتويج في
خمس مرات طيلة تاريخ المهرجان الاعرق افريقيا وعربيا.
لكن
الهيمنة عادت الى
البلدان العربية وخصوصا شمال افريقيا التي حازت اغلب الجوائز حيث نالت تونس
الجائزة
ست
مرات والجزائر مرتين كما فازت سوريا بالجائزة ثلاث مرات.
ولم تكتف
اثيوبيا
بجائزة التانيت الذهبي خلال الدورة الحالية بل حصدت ايضا عدة جوائز اخرى عن
نفس
الفيلم 'تيزا'.
وعادت الى
الفيلم جائزة أفضل سيناريو وجائزة افضل صورة وجائزة
افضل صوت اضافة الى جائزة افضل دور ثانوي للرجال للممثل ابيي تادلا.
وصفق
الجمهور بحرارة عند تتويج الفيلم الذي توقع الغالبية تتويجه
لان مستواه في الشكل
والمضمون يفوق بكثير باقي الافلام المعروضة كما قال النقاد.
وقال
المخرج هايلي 'انا
سعيد وممنون لفيلمي الجميل المتواضع وانا مدين للاجيال السابقة.. للمخرج
صامبي
عصمان والطاهر شريعة (مؤسس مهرجان قرطاج).'
ويرصد
الفيلم الاضطرابات السياسية
التي شهدتها اثيوبيا منذ عقدين من الزمن ويصور احباط طبيب عاد الى بلاده
بعد غياب
طويل بهدف اعادة البناء لكنه يصطدم بواقع مضطرب تنخر فيه الصراعات.
ونال فيلم 'تيزا'
الجائزة الخاصة للجنة التحكيم بمهرجان البندقية في دورته الاخيرة.
وقال
الناقد خميس الخياطي مفسرا عودة السينما الافريقية الى التتويج
'الفيلم يدافع عن
نفسه..
المهرجان رجع الى حالته لانه مهرجان سينما عربية وافريقية'.
واضاف
لرويترز 'انه رد الاعتبار للسينما الافريقية.. والمهمة الاصلية
ان يبحث منظمو قرطاج
عن
الافلام في افريقيا من مالي واثيوبيا وواجادوجو وليس في كان والبندقية
وامريكا'.
وأرجع
البعض الاخر تتويج 'تيزا' الى ان لجنة التحكيم تتكون من عنصرين
من جنوب الصحراء هما رحمتو كايتا من النيجر واسماعيل لو من
السنغال اضافة الى
الفرنسية ايمانيوال بيار التي تميل الى السينما الافريقية غير الناطقة
بالعربية.
ويعود
تاريخ تتويج اخر فيلم من افريقيا جنوب الصحراء بمهرجان قرطاج
الى عام 2002 وهو فيلم 'ثمن العفو' للمخرج منصور صورا من السنغال.
يفخر
منظمو
مهرجان
قرطاج بأنه تظاهرة تحتفي بسينما دول الجنوب من بينها الدول العربية ودول
جنوب الصحراء الافريقية وتعطيها موقعا متقدما.
)رويترز)
القدس العربي في 3
نوفمبر 2008
|