افتتحت
الدورة الثامنة والعشرون لأيام قرطاج السينمائية بعرض لفيلم " هي الفوضى"
للراحل يوسف شاهيين. ويتنافس 55 فيلما طويلا وقصيرا من النوع الروائي
والتسجيلي من 18 دولة عربية وافريقية على "التانيت" الذهبي.
افتتح
فيلم " هي الفوضى" للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين مساء السبت الدورة
الثانية والعشرين لايام قرطاج السينمائية التي تحتفي به وذلك في المسرح
البلدي وسط العاصمة تونس الذي جرى تزيينه وتجميله ليبدو في احسن حلة
لاستقبال السينمائيين العرب والافارقة.
وهي المرة
الاولى التي يحتضن فيها هذا الفضاء سهرة الافتتاح منذ انطلاق المهرجان عام
1966 من اجل النهوض بسينما الجنوب.
ويتعرض
شاهين الذي توفي في 27 تموز/يوليو الماضي عن 82 عاما اثر اصابته بنزيف في
الدماغ, في فيلمه الاخير للفساد المستشري في اجهزة الدولة في مصر.
وحضر
الحفل المخرج المصري خالد يوسف الذي شارك في اخراج الفيلم الى جانب عدد من
الممثلين فيه من بينهم المصري خالد صالح ويوسف شريف والتونسية درة زروق.
كما حضر
العديد من فناني الدول المشاركة في الدورة وصفق الحاضرون طويلا للممثل
المصري عزت العلايلي والممثلة الفرنسية ايمانويل بيار عضوي لجنة تحكيم
المسابقة الرسمية للفيلم الطويل.
وعبر
المخرج المصري الذي تتلمذ على يدي يوسف شاهين امام الحضور "عن سعادته
وافتخاره بوجوده في ارض قرطاج التي كرمت شاهين منذ اكثر من ثلاثين عاما"
فيما اعتبر يوسف شريف "تجربته مع المعلم الراحل بدايته الحقيقية في مجال
السينما".
ويعد
شاهين اول مخرج عربي حصل على الجائزة الكبرى للمهرجان العام 1970 عن فيلمه
"الاختيار".
وسبق ان
عرض له فيلم "المهاجر" في افتتاح دورته الخامسة عشرة العام 1994 فيما حل
ضيفا على الدورة العشرين قبل اربعة اعوام بمناسبة عرض فيلمه "حدوتة مصرية"
الذي تؤدي البطولة فيه الممثلة يسرا التي كرمها المهرجان انذاك.
واعلن
خلال حفل الافتتاح الذي انطلق بعرض غنائي للمطرب السينغالي اسماعيل لو
الذي تضمه لجنة التحكيم ايضا، عن استحداث ثلاث جوائز جديدة "التانيت
الشرفي" تحمل اسماء يوسف شاهين والمنتج التونسي احمد بهاء الدين عطية
والمخرج السينغالي عثمان صمبان وهما ايضا من المكرمين خلال المهرجان.
واسندت
الجائزة الاولى للمنتج اللبناني غابي خوري والثانية لحبيب عطية نجل احمد
بهاء الدين عطية في حين حصل السينغالي وليام عثمان باي على الجائزة
الثالثة.
واشارت
درة بوشوشة، مديرة الدورة، الى ان "ايام قرطاج السينمائية التي بلغت من
العمر 42 عاما ستواصل المغامرة لتقديم اعمال سينمائية عربية وافريقية ذات
جودة وقيمة".
وتمنت ان
تشكل الايام "مناسبة لتبادل الخبرات والاطلاع على تجارب حالمة حبلى
بالمشاعر".
وفي
السياق ذاته، دعا وزير الثقافة التونسي عبد الرؤوف الباسطي في كلمة
الافتتاح الى "ان يظل اب المهرجانات الخصيب وفيا لتقاليده ولرواده (...)
وان يواصل سعيه الدؤوب لتشجيع الطاقات الابداعية".
ومن
ناحيته، حيا مدير مهرجان البندقية ماركو ميلار رئيس لجنة ورشة المشاريع
التي يتنافس فيها منتجون ومخرجون عرب وافارقة على منح مالية هامة "التنوع
في السينما العربية والافريقية".
وتستمر
ايام قرطاج السينمائية حتى مطلع تشرين الثاني/نوفمبر المقبل يعرض في اطارها
اكثر من 150 فيلما من اوروبا وآسيا وافريقيا والولايات المتحدة.
ويتنافس
55 فيلما طويلا وقصيرا من النوع الروائي والتسجيلي من 18 دولة عربية
وافريقية على "التانيت" الذهبي للدورة وقدرت قيمتها ب 20 الف دولار.
كما يحتفي
المهرجان بالسينما الفلسطينية تحت عنوان "ضد النسيان" والسينما الجزائرية
والتركية وايضا الفرنسية من خلال المنتج الفرنسي امبير بلزان الذي عرف
بدعمه لسينما الجنوب.
ويتضمن
المهرجان نشاطات اخرى من بينها "بانوراما" و"سينماءات من العالم" و"حصص
خاصة".
وتاسست "ايام
قرطاج السينمائية" عام 1966 بعد قرابة ثلاثين عاما من ولادة اولى
المهرجانات السينمائية الدولية وهو مهرجان البندقية، وقبل ثلاث سنوات من
بعث مهرجان "اوغادوغو" ببوركينا فاسو.
فرانس 24 في 26
أكتوبر 2008
|