البعض
يلومونني علي كتابة فيلم «صايع بحر» رغم أنه من أحب أفلامي إلي أحمد رزق
يحكي لي كل يوم كيف يقابله الناس في الشارع بعد مسلسل «هيما» جمال
عبدالحميد قال لي إنه لن يسمح بحذف جملة واحدة مما كتبتهبلال محمد فضل -
مواليد عام 1974م - الأول قسم صحافة بكلية الإعلام عام 1996م ، بدأت علاقته
بالصحف من أول سنوات دراسته الجامعية ، فعمل بالقاهرة والدستور وكتب
بالمصري اليوم وغيرها ، ثم نقل اهتمامه للكتابة الفنية ، ولم يترك كتاباته
الفكرية ، أنتج في وقت قصير أفلاما مميزة أهمها حرامية في كي جي تو - صايع
بحر - الباشا تلميذ - خالتي فرنسا - أبو علي - علي سبايسي - سيدالعاطفي -
حاحا وتفاحة - عودة الندلة - واحد من الناس - وش إجرام - كيف الحال ـ في
محطة مصر ـ خارج علي القانون ـ بلطية العايمة... وفاجأنا هذا العام بـ هيما
. لدي بلال أيضا إيمي وعشق وأيضا مجموعة قصصية بني بجم وكتاب قلمين ويصدر
له قريبا السكان الأصليون لمصر عن دار ميريت ومجموعة قصصية عن دار الشروق
اسمها مافعله العيان بالميت . الحقيقة أن الحديث مع بلال فضل دوما ممتع
ومتصل ، ولذلك نتوقف مع كلماته حول مسلسله وتجربته التليفزيونية : - ما
السبب في تباين مستوي أعمالك بشكل عام . فمن يكتب صايع بحر يكتب أيضا وش
إجرام وعلي سبايسي ؟ هل الأسباب خارجية أم شخصية ؟ ـ مثلما يمكن أن تعتبر
هذا تباينا، يمكن ان تعتبره تنوعا، ويمكن أن يعتبره آخرون تناقضا، كل واحد
ورأيه، أنا عن نفسي أعتبره تنوعا وتعبير عن التناقضات الموجودة في شخصيتي،
أنا أحب أتكلم جد ساعات وأحب أهزر ساعات، وأحب أخلط الجد بالهزل ساعات،
وأترك الحكم للمشاهد أو القارئ. حتي في كتاباتي أتلقي أحيانا رسائل تستغرب
كيف أكتب في الدين وأقوم بدراسات إسلامية أو في السياسة ثم أكتب مقالات
ساخرة هدفها الوحيد الضحك للضحك. علي الأقل أنا أتعايش مع تناقضاتي وأعترف
بها ولاأنكرها. وبعدين إنت سؤالك يبين إنك معجب بـ صايع بحر، وهو من أحب
أفلامي إلي ، بينما هناك أناس يعتبرونه فيلما سيئا ويلومونني علي كتابته،
هي الحياة كده ياصاحبي. - شخصيتك ككاتب صاحب فكر ، وليس مجرد سيناريست حرفي
.. بنسبة كم في المائة تظهر ؟ ـ أشكرك علي وصفك لي بصاحب فكر ولو أنك ستجد
من يلومك علي هذا الوصف، ولو أني أحب أكثر أن أكون سيناريست حرفيا، لأن هذا
هو الأهم ، يافرحتي بكاتب عنده فكر ومابينامش الليل من كتر الفكر لكن ليست
لديه الحرفة التي تمتع المشاهد وتجبره علي الفرجة، أنا أحب دائما أن تتداري
الأفكار خلف المتعة، مش هاقولك علي طريقة السم في العسل، - لأنه تشبيه رخم-
، ولكن علي طريقة المكسرات في الكنافة، شفت بقي إن ردي هيخليك تندم علي
وصفك لي بصاحب فكر. - أعرف أن علاقتك بكريم عبد العزيز قوية جدا ، هل كان
يصلح كريم لدور هيما ؟ ـ كريم ليس فقط صديقي بل هو أخ لي لم تلده أمي، لكن
وحياة ربنا أنا لاأكتب له ولالغيره، أنا أكتب الشخصيات التي أحبها كما
أحبها، وهي تذهب بعد ذلك لصاحب البخت والنصيب، وبالطبع كريم كان يصلح لدور
هيما لأنه ممثل متميز، لكن أحمد رزق نصيبه في هيما والحقيقة أنني تشرفت
بالعمل معه لأنه كان اكتشافا حقيقيا للكثيرين واسأل أحمد رزق كيف يستقبله
الناس في الشارع عندما يرونه الآن، كل يوم يتصل بي ويحكي لي ماذا يقول له
الناس، وأنا أعتبر هذا إنجازا أحمد الله عليه. - قلت في حوار لك أن
التليفزيون بياخدوا الشغل بالكيلو ،وعندهم قيود كثيرة في الرقابة والأفكار
كيف تعاملت مع هيما ؟ ـ طبعا هناك قيود رقابية مرعبة في التليفزيون، ولذلك
تم رفض عرض المسلسل في التليفزيون الأرضي، برغم اني لم أقل كل ماينبغي أن
أقوله عن حالنا الآن؛ فقط لكي يمر المسلسل، وبرغم ذلك تعاملوا مع المسلسل
علي أنه مصيبة، ولجان رايحة ولجان جاية، وتقارير طالعة وتقارير نازلة، وكل
واحد يقولك أصل ماحدش واثق إنك هتكتب مسلسل عادي، كأن المفروض إن اللي يكتب
مسلسل يبقي مسلسل عادي. لكن لحسن حظي أني أعمل مع مخرج كبير اسمه جمال عبد
الحميد، عاهدني أنه لن ينصر أحدا علي ورقي ، ولذلك رفض أن يحذف جملة أو
مشهدا من المشاهد التي تم الاعتراض عليها. - أصعب الوان الكتابة هو
الكوميديا بلا شك ، لكنك ضفرت الكوميديا الخفيفة بالأحزان الثقيلة في
المسلسل ، من أي منبع جاءك هيما ؟ وهل له علاقة بـ ام ميمي التي صورت
شخصيتها في بعض كتاباتك؟ ـ لا أم ميمي حاجة تانية وهيما حاجة تانية خالص،
أم ميمي التي كتبتها في رواية نشرت أغلب فصولها في الدستور لايمكن أن تمر
من رقابة التليفزيون أبدا ولاحتي من رقابة السينما فيما أعتقد، هيما وضعت
فيه أحزاني أيام كنت شابا فقيرا وهي للأسف أحزان عابرة للأجيال كأنها بنت
اليوم ، لكن فكرة الشخصية الرئيسية جاءتني عندما قرأت قبل خمس سنوات في
الصحف خبرا عن القبض علي شاب حاول أن يرمي نفسه أمام سيارة رئيس الوزراء،
لم أنم ليلتها وظللت أفكر في هذا الشاب من هو ماحكايته إيه اللي خلاه يعمل
كده، ومن ساعتها اتولدت الحكاية وفضلت معايا لغاية ما اكتمل المسلسل،
واخترت له مكان جزيرة الوراق الساحر كخلفية للأحداث، يطول الحديث هنا عن
مصدر كل شخصية لكن باختصار هذا العمل أمتعني كثيرا وأنا أكتبه، لدرجة أنني
حزنت عندما انتهيت من كتابته. - معظم أفلامك يبرز البطل بشكل صارخ ، لماذا
جعلت البطولة جماعية في المسلسل ؟ هل طول مدة العرض فقط ؟ ـ حتي لو كنت
تكتب مسلسلا من بطولة ملاك أو حورية بحر فأنت لاتستطيع أن تفرضها علي الناس
لثلاثين حلقة، هكذا أظن، لكن علي أي حال طبيعة الدراما نفسها والتي ستتضح
لك بمتابعة العمل تفرض أن يكون الأبطال كما هم لاأكثر ولاأقل، أنا لم أضف
مشاهد لأحد ولاخصمت مشاهد من أحد. من أول لحظة كتبت فيها المعالجة كان عدد
الأبطال وطبيعتهم كما هم.والحمد لله أن كل الذين شاركوا حتي في أدوار صغيرة
مثل علاء مرسي وصفاء جلال وداليا إبراهيم وفتحي سالم الذي يلعب دور أخو
هيما وفادي خفاجة وسليمان عيد، كلهم أعجب بهم الناس كثيرا. وهو مايؤكد
دائما أنه لايوجد دور كبير ودور صغير، يوجد ممثل كبير وممثل صغير. - استطاع
نص هيما إخراج جمال عبد الحميد ، والغناء الداخلي المذهل لأحمد سعد وسيد
حجاب والشريعي ، أن يخرج لنا أبطالا بجلود أخري ، ربما كان أحمد رزق أكثرهم
حساسية لفهم طبيعة العمل ، من المسئول عن اختيار الفريق ؟ ـ جمال عبد
الحميد كان عاشقا لهذا العمل لدرجة أنه كان يبحث في فترة عن منتج يقتنع
بوجوه جديدة لبطولة العمل بعد أن اعتذر كريم عبد العزيز بسبب مشاغله، ذات
مرة في رمضان الماضي كنا نتحدث ووجدتني أنا وهو ننطق باسم أحمد رزق في لحظة
واحدة، لكن صدقني لاأنا ولاهو كنا نتوقع أن يكون أحمد رزق بهذا التفرد في
الأداء، لكن قبل أحمد رزق كنت أحلم بأن تكون معنا عبلة كامل وحسن حسني ومي
كساب، لكن باقي الممثلين هم اختيار جمال عبد الحميد، وفكرة الرباعيات
الغنائية فكرته، وقد حققت حلما قديما لي بأن يوضع اسمي جنبا إلي جنب
العملاقين سيد حجاب وعمار الشريعي. - تعمل الآن في عدة سيناريوهات مثل
شيكاغو ونقطة النور لبهاء طاهر ، وبجعة مكاوي سعيد ، وأظن يوميات مدرس في
الأرياف لحسام مصطفي ، هل قررت التخلي عن تكامل فكرك في أعمالك ؟ وهل أرضاك
سيناريو كيف الحال الذي أخرجته هيفاء المنصور ؟ ـ سيناريوروايتي شيكاغو
ونقطة النور انتهيت منهما منذ فترة طويلة، يعني نقطة النور حلم قديم عمره
ست سنوات تقريبا بعد صدور الرواية مباشرة، أما الأعمال الأخري فمازالت
مشاريع في بداية الطريق، وربما جاءت الصدفة أن أجد لها منتجين متحمسين الآن
بالذات، لأنني من المقتنعين أن السينما تخسر كثيرا من غير الأدب، وللأسف
المنتجون تنبهوا لذلك متأخرا، لكن أن يأتوا متأخرين أفضل من ألا يأتوا
أبدا. لكن أنا في نفس الوقت لدي أكثر من سيناريو من تأليفي مختلفين تماما
عن كل ماكتبت علي رأسهم فيلم بلطية العايمة الذي يعرض في العيد الكبير
والذي أعتبره تجربة مختلفة أحبها كثيرا، وفيلم الولد الذي أعتز به كتجربة
في الميلودراما وأعتبر أنني لو لم أعش إلا لأكتبه فقط لما ضاع عمري هباء.
سيناريو كيف الحال الذي ساعدت في إخراجه هيفاء المنصور وأخرجه الأمريكي من
اصل فلسطيني إيزادور مسلم أحبه كثيرا ككل ماكتبت، وبغض النظر عن أي تفاصيل
فأنا أعتز جدا باشتراكي في تنفيذ أول فيلم سينمائي سعودي، هذا أمر أتشرف به.
وعندما يأتي اليوم الذي يتاح لي فيه أن أنشر سيناريوهات كل أفلامي في كتب
سيعرف المتخصص ماالذي تم تنفيذه من سيناريوهاتي كما ينبغي وماالذي لم يتم
تنفيذه كما ينبغي.
جريدة القاهرة في 16
سبتمبر 2008
فتوي اهدار دم اصحاب الفضائيات تثير ضجة بين علماء المسلمين
في حوار
أجراه التليفزيون السعودي الشيخ صالح اللحيدان : لم أطالب بقتل أصحاب
الفضائيات .. بل بتقديمهم للمحاكمة لتحكم عليهم بالقتل! البرنامج سجل منذ
أربعة أشهر ومقدمه وهو مدرس بجامعة الملك سعود، لفت نظري إلي أن له أبعاداً
خطيرة ما نشرته المواقع الإلكتر ونية من الفتوي ينطوي علي حذف جزء من
البداية.. وآخر من النهاية .. علي نحو يخرج الكلام من سياقه لست راضيا عن
القنوات الفضائية علي الرغم من أنني ألقيت كلمات في قنوات سعودية وفي قناة
المجد طلبت مني الـ.. في بداية إرسالها أن أقدم برنامجا فاشترطت ألا تذاع
قبلي تسجيلات غنائية وألا تبث بعدي تسجيلات مجونية .. فرفضوا بدأت الفتوي
بنصح أصحاب الفضائيات بألا يبثوا شيئا مما يفسد عقائد الناس .. مثل السحر
والتمثيليات التي تتضمن الشرك ونشر الخلاعة والمجون والمضحكات التي لا تليق
برمضان ما قلته تحديدا هو أن أصحاب هذه القنوات إذا منعتهم السلطة ولم
يستجيبوا .. جاز قتلهم قضاءبعد الضجة الكبيرة حول الفتوي التي أصدرها رئيس
مجلس القضاء الأعلي في السعودية الشيخ صالح اللحيدان بشأن قتل ملاك القنوات
الفضائية التي تثير الفتنة، ظهر سماحة الشيخ صالح اللحيدان علي التلفزيون
السعودي فجر اليوم الأحد، ليوضح المقصد من فتواه التي أصدرها، و ننشر فيما
يلي نص الحوار بالكامل بعد اقتباسة من موقع العربية: تناقل الناس فتوي
سماحتكم التي سئلتم فيها في البرنامج الإذاعي نور علي الدرب والمتعلقة بما
تبثه الفضائيات خلال شهر رمضان المبارك وقد حرفت هذه الفتوي وتناقلتها
الأوساط المغرضة عن وجهتها وعن ما تفضل به سماحتكم للإذاعة،بسم الله الرحمن
الرحيم والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيد الأولين والآخرين
نبينا محمد وعلي آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان الي يوم الدين وبعد:
الفتن الكبيرة التي يجلبها أصحاب القنوات الفضائية وعلي وجه الخصوص في شهر
رمضان المبارك وتركز برامجها السيئة علي فترتي المغرب والعشاء علي المسلمين
فما هي نصيحتكم للمشاهد وما هي أيضا نصيحتكم لأصحاب القنوات؟- سئلت هذا
السوأل. وقبل الدخول في إيضاح ما كانت الإجابه به أحب أن اتحدث عن نفسي وإن
كنت لا أحب الحديث عن النفس ولا أحرص علي المظاهر الإعلامية ولا الكتابات
الصحفية رغبة في الانشغال بغير ذلك ومع هذا فعندما تدعو حاجة الي الإنسان
للحديث عما كان عليه يكون مثل ذلك من باب المصلحة العامة وما نشر في
الفضائيات والقنوات والمغرضين كأنهم معنيون بتاريخ حياتي، وذكروا بدئي في
القضاء بعد أن كنت في الإفتاء، أنا كما يعلم العارفون بي وليعلم من لم يكن
لم يعرف أنا في المتخرجين من كلية الشريعة عام 1379هـ ، وفي أوائل سنة 1380
تعينت مع سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية سماحة الشيخ محمد بن
إبراهيم رحمة الله عليه سكرتيرا له في الإفتاء وبقيت معه، وكنت والحمد لله
والمنة والفضل له كنت محل الثقة وتقديرهم وأحترام رأيهم.وفي عام 83 نقلني
رحمة الله عليه الي محكمة الرياض ليهيئني لرئاستها وذلك في أول رجب عام
1383 وجلست فيها ، وفي أوائل عام 1384 توليت رئاسة المحكمة وبقيت فيها الي
5 محرم عام91 ثم انتقلت الي الهيئة القضائية العليا وتحولت فيما بعد الي
مجلس القضاء الأعلي واستمررت في هذا العمل في حياتي القضائية في الإفتاء
وفي القضاء تتجاوز 50 عاما ، كل هذا العمل في أعمال مهمة.تحصيله العلميفيما
يتعلق بالتحصيل العلمي تخرجت من الشريعة وقرأت قراءة وشرحا وتعليقا «موطأ
الإمام مالك» في المسجد علي الجماعة وصحيحي البخاري ومسلم وسنن الترمذي
وأبي داود والنسائي طيلة هذه السنين التي مضت، وترتيب مسند الإمام أحمد بن
حنبل الذي قام به عبدالرحمن البنا الساعاتي، كل هذه الكتب العظيمة المهمة
قرأتها علي الناس في المسجد إماما وتكلمت عن معانيها مع ما يحتاجها القضاء
من مراجعة لكتب الفقه والاصول والقواعد الفقهية، وفي حياتي لم أكن أتمتع
بإجازة طيلة حياتي الماضية إلا بشهر واحد كما لم أكن أتمتع بإجازات خاصة ،
ومن فضل الله علي وعلي العمل أنني لم أتغيب عن العمل لمرض الا مرتين في أمر
خفيف والحمد الله علي منه وكرمه وجوده.ولقد تعاملت مع العلماء الذين هم
كبار علماء المملكة ومن يتصل بهم ، فكنت والحمد لله محل تقدير العلماء علي
رأسهم الشيخ محمد بن إبراهيم ويليه تلامذته ومن في طبقتهم الشيخ عبدالرزاق
عفيفي وأستاذنا الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ عبدالله بن حميد وتلك الطبقة
وكنت عضو في هيئة كبار العلماء من أول عام 1391هـ ولا أزال فيها ، وفيما
يتعلق مع الملوك تملك المملكة بعد الملك عبدالعزيز رحمة الله عليه الملك
سعود وكان الملك عبدالعزيز يوم وفاته وأنا في الثالثة والعشرين عاما لكن
التعامل مع الملك سعود كان محدودا قليلا طوال مدته بعدما كنت مسئولا في
العمل في القضاء ثم مع الملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمة الله عليهم
أجمعين ومع الملك عبدالله وسمو ولي عهده وكبار المسئولين في الدولة من
أصحاب السمو الملكي وأصحاب المعالي الوزراء الذين لهم صلة بي ولي بهم
صلة.كنت في كل ذلك والحمد لله أتمتع بحسن الصلة والتقدير منهم والذين كان
كثير منهم في الوقت الحاضر دوني في السن والذين يمكن أن يكونوا قريبين في
السن هم كبار الأمراء وقلة فيما أظن من الوزراء ، هذه بالنسبة لي للحياة ،
بالنسبة للمشاكل في عام 85 لا تعرض قضية هامة تمس أمن الدولة وتضايق
المواطنين والمجتمع إلا وفي الغالب أنا داخل فيها قضاء ودراسة بعد القضاء
وأمثال ذلك ، فهذه الحياة لا تدل علي أن الإنسان يتكلم في فتوي عن جهل أو
عدم روية أو إدراك .قصتي مع الفتويوأما الفتيا فأنا من عام 1380 فأنا مكلف
بالفتيا في الحرم في الحج ، عام 80 كلفني الشيخ محمد بن إبراهيم رحمة الله
عليه و 0 رجلا من الزملاء أهل العلم ندرس في الحرم موسم الحج بكامله
واستمررت علي الفتيا بالنسبة لمناسك الحج طيلة هذه المدة مشاركا ومن عام
1404هـ كلفت بدروس الحرم في رمضان وما بعده والحج وإن كنت تخلفت أنا عن
المواصلة في الحج للانشغال والازدحام وفي الدروس الصيفية عدة سنوات فكنت
والحمد لله محل رضا المستمعين وأهل العلم ومن يتصل بي من داخل المملكة
وخارجها وهذا فضل الله جل وعلا واحتمال قادح لا يستغرب تأثر شيخ الإسلام
ابن تيميه ، كما كثر المعترضون عليه، أنشد ابياتا أذكر واحداً منها يعرفها
المتعاطون للأدب يقول فيها :لو لم تكن لي في القلوب مهابة لم تكثر الأعداء
في تقدح فلا ألوم من يتضايق من ان يكون إنسان موفقاً لأي عمل من الأعمال
وإذا صار الشنئان والازدراء ممن هم دون المستوي فأستشهد إشارة أولا تكلم في
أهل العلم وانتقد الرسل من قبلهم وأما من جانب الأدب فيقول أبو الطيب
المتنبي في قصيدته مطلعها :«لك في القلوب منازل» وإذا أتتك مذمتي من ناقص
«فهي الشهادة بأني كامل».فهي هذه القصيدة فإذا جاءت المذمة من نقص في عقله
أو إيمانه أو حسبه فها لا يضير يكفيني ما يقول الشاعر الأول : إذا رضيت عني
كرام عشيرتي فلا زال غضبانا علي لئامها. فأنا إذا كنت أتمتع فيما أظن برضا
الله جل وعلا ثم برضي ملوك بلادي وكبار رجالهم من إخوانهم ونوابهم فلا
أبالي فيمن دونهم الا نني احب لكل مسلم ان يوفقه للصواب في أموره كلها وأن
يهديه سواء السبيل ، وأنا ما أقول لمن يسيئني الا حسبنا الله ونعم الوكيل
.البرنامج سجل من 4 شهورهذا مجمل خلاصة احببت ان اقولها في بداية
الحديث.وأما ما يتعلق بالسؤال الذي سمعت نصه الآن من الدكتور سليمان بارك
الله فيه وأسرني أنه هو الذي حضر لإيراد ما سمعت هذا السؤال كان تسجيله
فيما يظهر أنه في أوائل 6 لهذا العام أو في أواخر شهر 5 في الرياض لما سجلت
حلقات رمضان عرض طالب الأسئلة الدكتور فهد السنيدي المعروف بالإذاعة وعمله
بالتدريس بجامعة الملك سعود ذكر ان هذا السؤال له أبعاد وخطير وسيعرض في
رمضان لعلك تحتسب وتقول ما تري ، فقرأ السؤال فأجبت عليه إجابة من ينفع
المستمعين بداية بمن يكونون معنيين في السؤال وهم أصحاب البث في القنوات
الفضائية ومن يستمع لهم لأن الخطاب الذي يراد به ان يكون نافعا يوجه لأكبر
عدد ممكن رجاء ان ينفع الله به وقد فعل النبي صلي الله عليه وسلم ـ رب مبلغ
أوعي من سامع ـ قد ينقل الواحد ما سمعه لغيره ولايكون وهو ينقله فاهما
أبعاد ما نقل فينقله لمن هو افقه منه وأكثر إيضاحا لمراميه.وهذا ماكنت أرجو
وأهدف له حين أبديت ما أبديت وما كنت أظن أن أحدا جريئا علي التجريح
والتشويش وقطع الكلام من مبدئه أومن منتهاه أو من وسطه لحاجة في نفسه ما
كنت أتوقع هذا لأنني لا أسعي لغيض أحد ولا للإساءة الي أحد ، لم يسرني
كثيرا أن يصل إحساني باللسان أو بالشفاعة أو نحو ذلك بالنصح والإرشاد الي
أكبر عدد ممكن وأنا ان لم أكن مفتي أتلقي الفتاوي عبر الهاتف وفي مقري في
العمل وفي منزلي وفي الدروس التي القيها والمحاضرات التي يلح علي ، وأن
وقتي كما يعرف كل من يعرف أنني في القضاء وفي دراسة القضايا ـ القتل والرجم
والأموال والتعزيرات والحدود وغير ذلك ـ يستدعي من الواحد أن يكون باذلا جل
ما يبذله من وقته في خدمة هذا الجهاز الذي أعتبره ولله الحمد أميز قضاء في
العالم وإن لم يرض المغرضون لأن هذا القضاء إنما يعتمد علي مفهوم من كتاب
الله جل وعلا ومن سنة نبيه صلي الله عليه وسلم ومن أقوال الصحابه رضي الله
عنهم أجمعين ومما أجمع عليه سلف الأمة من عهد القرون الثلاثة التي شهد
النبي صلي الله عليه وسلم بأنها خير القرون كما في حديث عمران بن الحصين
وعبدالله بن مسعود المخرجين في الصحيح حيث قال خير القرون الذي بعثت فيهم
وهؤلا الصحابه ثم الذين يلونهم وهؤلا أتباع التابعين الذين لم ينقرضوا إلا
في حدود منتصف المائة الثانية من الهجرة ، وما جاء بعدهم من أهل العلم فهو
إنما هو تفريع واستنباط وإيضاح ما فهموه من كلام أولئك أو ما نقلوه فالحمد
لله علي كل حال ثم أني تكلمت عن هذه المحطات ولا شك أنني لست راضيا عن كثير
من القنوات الفضائية وإن كنت ألقيت كلمات في قنواتنا وفي قناة المجد
واعتذرت عن غيرها مثل إم بي سي طلبوا مني في أول تأسيسها فرفضت أن يكون
قبلي تسجيلات غنائية ومجونية وأن تأتي بعد كلامي تسجيلات من هذا النوع قلت
لا مانع إذا نفذتم هذا الشرط قبل البداية لا يكن سبقني كلام من هذا القبيل
ولا يكون فلا عندي مانع من التسجيل, لكن يظهر هذا يشق عليهم أو لا يناسب
سياستهم فلم يسجلوا عندي فيما أعلم شيئا من ذلك.أما تسجيلات التلفاز فأنا
من تأسيس التلفاز في المملكة وأنا ألقي فيه في بعض السنوات حلقات رمضان
التفسيرية كلها كنت أتولي ذلك ,أتذكر في بداية الملك خالد أو في أوائل
الملك فهد ثم بعد كثر الشغل عندي فكنت لا أستطيع أن أسجل.قتلهم قضاءهذه
الحلقة التي أثارت واستثارت من حرف فيها ولم ينقل الكلام الذي قلته نصا أنا
بدأتها بالنصح لأصحاب القنوات بأن يتقوا الله ويخافوا ألا يسعوا لبث شيء
مما يفسد عقائد الناس كما يتعلق بالسحر وأنواعه وتمثيليات فيها شركيات
ظاهرة وما يتعلق بنشر الخلاعة والمجون وما يتعلق بمضحكات التي لا تليق
برمضان واستهزاء برجالات علم أو رجالات أمر بمعروف أو نهي عن المنكر أو غير
ذلك مما لا يليق ببسيط الناس أن يتعناها فكيف بمحطات تبث علي الهواء فنصحت
هولاء عليهم أن يتقوا الله ولا يسعوا لإفساد الناس وأن من قلدهم أو تأثر
بفسادهم و تضرر باعتناق بعض الأفكار التي يسلكونها أنه يتحمل وزره لكنهم
يتحملون مثل أوزاره لأن من دعا سنة سيئة تحمل وزر دعوته وتحمل أمثال أوزار
من يتبعونه عليها فكنت في كلامي أنصح لاؤلئك القنوات أن يتقوا الله في
الأمة الإسلامية ألا يسعوا لبث ما يشوه أخلاقها أو يدعوها للتساهل في أمر
دينها أو يجرها علي الخلط في أمر العقائد بالسفاهة والسحر والشعوذة وغير
ذلك.وأن هؤلاء المسئولين والباثين إذا لم يمتنعوا ومنعتهم السلطة ولم
يمتنعوا وعادوا في ذلك أنهم يعاقبون ومن لم يردعه العقاب واستمر علي إفساد
الناس فيما يبث أنه يجوز للسلطة قتلهم قضاء، ومعلوم أن القاضي لا يخرج
بسيفه ويقتل من يقتل وإنما تقام الدعوي من الجهات المخصصة للادعاء لهيئة
الادعاء العام و يسمع القاضي ويصدر أحكامه إذا ظهر له أن المدعي عليه ممن
يستحقون العقوبة القاسية ثم يرفع هذا للجهات المختصة في تدقيق الأحكام ثم
يرفع بعد ذلك للجهة التي هي أعلي منها فإن مراحل القضاء في المملكة ليست
درجة واحدة.الدرجة الأولي تأتي الثانية إذا اقتضت الحال منها الاحتياط
للقضاء والاحتياط للأحكام التي تصدر أو إذا لم يرض المحكوم عليه ترفع إلي
جهة تدقق وهيئة تدقق الأحكام والقضايا الكبار التي تصل إلي القتل أو في ما
حكمه ترفع إلي هيئة أخري أعلي الهيئات تلك تدرس وكل ذلك علي منهاج الكتاب
والسنة وما أجمع عليه علماء الأمة فهذه الفتوي التي تعرضت لأمر السحر
والشعوذة وأمر العقيدة وأمر الأخلاق والنهي وأشرت إلي الاستدلال بالآيات
الكريمة التي فيها إشارة إلي أن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض
فكأنما قتل الناس جميعا فأشرت إلي ذلك إشارة لم أكن أتوقع أن الأمر سيؤول
بعد أربعة أشهر أو حولها إلي تناقل قنوات الفضاء أو ربما محطات أجنبية أو
يتلقفه أناس من داخل المملكة وما يسمعون كامل الجواب فيظنون رئيس مجلس
القضاء الأعلي وعضو هيئة كبار العلماء الذي أمضي فيها قرابة أربعين سنة في
هيئة كبار العلماء راح من راح و مازلت والحمد لله باقيا بل إن التشكيلة
الأولي لهيئة كبار العلماء لم يبق منهم علي قيد الحياة إلا أنا الآن فإن
تشكيلهم الأول في حياة الشيخ محمد بن إبراهيم كانوا من 14 نفرا كنت أحدهم
ولم يبق منهم إلا سواي وأنا في الطريق كما يقول الشاعر العربي وأراني طرادة
في أثرهم طرد أنوار....إلخ، فهذه سنة الله في الأشياء لايتوقع من عاش هذه
المدة ساد في هذه الحياة العملية وعايش هذه المراحل العملية وآخي وزامن
وعاش تحت رئاسة كبار العلماء في هذه البلاد لايتوقع أن يكون متسرعا كالتسرع
الذي حرفوا أو قلبوا وقال إنه حكم علي ملاك الفضائيات بالقتل لكني لا أقول
إلا أسأل الله أن يهدي المغرضين سواء السبيل وأن يصلح أفهامهم جميعا بالقول
الثابت في الحياة الدنيا ويوم يقوم العباد كما أسأل الله سبحانه وتعالي
لهذه المملكة بالخصوص أن يزيدها الله ثباتا علي الهدي وحسن التمسك به
وصلابة في الوقوف في وجه المغرضين لإعزاز أمر هذا الدين فإن هذه البلاد ما
عاشت هذه المدة وحصلت تلك التقلبات علي الدول المجاورة من ثورات واضطرابات
وتردد وبقيت هذه الدولة بحمد الله ثابتة سائرة علي المنهج التي هي عليه إلا
لأنها ولله الحمد علي الحق ولم تكن علي الباطل وتلتمس رضا الله والمصطفي
صلي الله عليه وسلم من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضي عليه
الناس وفي لفظ عاد ذاموه من الناس حامدين له وفي لفظ عادوا راضين له .أسأله
جل وعلا أن يزيدها ثباتا وأن يملأ صدر خادم الحرمين وصدر ولي عهده وصدر
أصحاب السمو الأمراء والمسئولين في هذه الدولة علي مختلف مجالسهم وأعمالهم
وسائر من في هذه البلاد أن يملأ قلوبهم بالإيمان ويجعل كل واحد منهم يراقب
الله قبل أن يراقب الناس ويحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الناس كما أسأله جل
وعلا أن يوفق ولاة المسلمين في كل مكان في هذا الشهر المبارك وعلي رأسهم في
ذهني وقلبي ولي أمرنا وأعوانه أن يوفقهم جميعا لنصرة هذا الدين وإيضاح
الحقائق لأعداء الإسلام وبيان أن هذا الدين الإسلامي هو الدين الحق الذي
قال الله عنه-ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه- الآيةإن الدين عند
الله الإسلام وأن يديم علينا شرف هذا الانتساب وأن يبارك في قيادتنا
ويرزقها حسن تقدير الأمور وجودة الاختيار لأهل العمل وأن يمتعنا بصحة خادم
الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسائر المسلمين في هذه الدولة وأن يديم
ثبات هذا الملك لأسرة آل سعود التي قامت أول قيامها مع شيخ الإسلام محمد بن
عبد الوهاب علي نصرة العقيدة وتحكيم الشريعة وحراسة الأخلاق و أن يديم ثبات
هذه الدولة وتوارث حكمها لأحفاد ذلك الإمام الذي قام يوم قام ولم يكن أعز
من في البلاد ولا أقواهم قوة وجيشا ومنعة ولكن صاحبه وتمسك بما هو أقوي شيء
في الوجود صافح العقيدة الصافية وصاحب الشريعة الحنيفية السمحة ودافع عن
الملة الحنيفية فأعلي الله قدره وثبته وأورثه هذا الملك العظيم.ثم ختم
بالسؤال من الله جلت قدرته وعلي مكانه واستوي علي العرش أن يهدي ضال
المسلمين ويفرج كرباتهم وينصرهم علي أعدائهم ويقضي دين كل مدين من المسلمين
ويشفي كل مريض من المسلمين ويحقق للأمة الإسلاميه في هذا الشهر المبارك
العزة والشرف والمجد للارتقاء كما أسأل الله جل وعلا أن يحفظ المسلمين في
كل مكان وأن يصون هذه الدولة ويحفظها من كيد الأعداء وتربص المجرمين وأن
يصلح شعبها كلهم إنه جل وعلا مجيب الدعاء وآخر دعوانا أن الحمد لله رب
العالمين وصلي الله وسلم وبارك علي نبينا محمد .
جريدة القاهرة في 16
سبتمبر 2008
|