العريان:
المسلسل شوَّه الإخوان وجهادهم في فلسطين وصورهم
على انهم متزمتون وضعيفو الرؤية السياسية.
القاهرة -
أكد الدكتور عصام العريان القيادي في جماعة
الإخوان المسلمين أن مسلسل "ناصر" الذي يُذاع الآن في العديد من القنوات
الفضائية
به العديد
من المغالطات التاريخية المتعلقة بمواقف جماعة الإخوان المسلمين، موضحا
أن
المسلسل أهمل عن عمد الدور الرائد لكتائب المتطوعين من الإخوان في حرب
فلسطين.
وقال إن
هناك تعمُّدا واضحا من مؤلف المسلسل الناصري التوجه بإغفال هذا الدور
رغم ما سجله التاريخ سواء الحربي أو السياسي عن بطولات الإخوان.
وسبق في
أعوام أخرى أن وجه إسلاميون من غير الاخوان نقدا لمسلسل ليالي الحلمية
الذي ألفه السيناريت الناصري التوجه أسامه أنور عكاشة وتجاهل
فيه تماما أي دور
للإخوان، رغم أن المسلسل دار في منطقة الحلمية بالقاهرة القديمة، حيث المقر
الرسمي
لجماعة الاخوان المسلمين.
وأبدى
العريان انزعاجه من "تشويه مواقف الجماعة السياسية وتصويرها في المسلسل
على أنها كانت تُهادن القصر، وتقف معه في مؤامراته على الحركة
الوطنية، وتدعمه في
مواقفه ضد حزب الوفد، فضلاً عن تصوير المسلسل الجماعة بأنها لم تشارك في
معارك
القنال التي كان يقوم بها الفدائيون المصريون ضد المحتل، رغم أن وثائق
السفارة
الإنكليزية في القاهرة أكدت هذا الدور البطولي لمجاهدي وفدائي
الإخوان".
وقال
العريان إن مؤلف المسلسل "تعمد أيضا تشويه صورة رموز الجماعة وإظهارهم
بمظهر المتزمتين قليلي الذوق صعاب المراس ضعيفي الرؤية
السياسية وحادي الطباع،
وأنهم يقدمون المنافع الشخصية على المنفعة العامة، وهو ما كان ظاهرًا في
تصوير
شخصية الشهيد المجاهد محمد فرغلي والضابط عبد المنعم عبد الرؤوف وغيرهم" من
الشخصيات التي عرض لها المسلسل.
وشدد
العريان على أنه ليس مستغربًا أن يخرج المسلسل بهذه "المغالطات التاريخية"
بعد أن عكف الكاتب والمؤلف يسري الجندي، ذو التوجه الناصري،
على كتابته، والتي ظهر
منها أنه "يحاول توسيع رقعة الفرقة والبُعد بين التيارات المختلفة، خاصة في
الأجيال
الجديدة، والتي ستسعى لمشاهدةِ المسلسل لمعرفة البطل المصري
الذي قاد الضباط
الأحرار لتخليص الشعب من الملكية".
وقال
العريان إن "مغالطات التاريخ وتغيير الحقائق لا يصب في مصلحة مصر ولا أمنها
ولا استقرارها، وإنما يصب في توسيع الفارق بين التيارات
السياسية المختلفة".
وسبق أن
اتهمت تحليلات صحافية في مصر وزارة الإعلام المصرية بالاستناد إلى دوافع
سياسية بحجب مسلسل "ناصر" عن القنوات الأرضية والفضائية
الرسمية بمصر، والتي تحظى
بالنسبة الأكبر من متابعة المشاهدين داخل الجمهورية، وذلك بعد قياسها حالة
الجدل
الشديد التي أثارها مسلسل الملك فاروق في العام الماضي وتعاطف الناس معه.
وقيل إن
السبب هو الخشية من أن يجلب المسلسل تعاطفا شعبيا مع هذه الفترة
الناصرية خصوصا في ظل الانتقادات للحكومة الحالية علي الغلاء،
بيد أن مؤلف مسلسل "ناصر"
نفى القول ان مخاوف من تعبئة الناس وتفجير ثورة على الحالة الراهنة وراء
قرار وزير الإعلام المصري بمنع عرضه في رمضان الحالي بالقنوات الأرضية
والفضائية
لبلاده.
وكان وزير
الإعلام المصري أنس الفقي قال في تصريحات لصحيفة الجمهورية المصرية
شبه الحكومية في 28 آب/أغسطس إن المسلسل لا يصلح للعرض في
رمضان لأن مسلسلات هذا
الشهر للتسلية فقط.
وقال إن
محاولة الإيحاء بأن الدولة وراء منع مسلسل ناصر "كلام ساذج"، فالفيلم
الوحيد عن عبد الناصر كان من إنتاج اتحاد الإذاعة والتلفزيون
التابع للدولة وهو
فيلم "ناصر 56"، مضيفا أن "طبيعة المسلسل ينبغي أن يشاهد بعناية ودقة ولا
يصح أن
نضع زعيما بحجم عبد الناصر في موضع واحد مع مسلسلات فكاهية
وتراجيديا وفوازير،
ومسلسل عبد الناصر يؤرخ لزعيم تاريخي ولا ينبغي الاستخفاف به أو عرضه على
عجالة".
ويحكي
المسلسل السيرة الذاتية للرئيس الراحل جمال عبد الناصر في الفترة ما بين
1926
إلى يوم وفاته في أيلول/سبتمبر 1970. (قدس برس)
ميدل إيس أنلاين في 16
سبتمبر 2008
|