|
يتميز فن
السينما عن باقي الفنون الأخري بأنه يستطيع أن يجذب إليه الجمهور الذي يذهب
إلي صالات عرض الأفلام ليشاهد الأبطال الذين يحبهم ويدفع من أجلهم ثمن
التذكرة, بل من الممكن أن ينزل ليشاهد الفيلم الواحد أكثر من مرة.
هناك
مواصفات خاصة لنجم السينما, فلابد أن يتمتع بالموهبة والإحساس المرهف
والقبول عند الجمهور حتي يصبح نجم شباك يباع الفيلم باسمه سواء في الداخل
أم في الخارج علي عكس النجم التليفزيوني الذي من الممكن أن تشاهد أعماله
بسبب الجلوس في المنزل أو لارتباطه بأعمال موسمية كما هو الحال في شهر
رمضان, لكن النزول من المنزل شيء آخر, وهذا ما يحدث مع معظم النجوم
الكبار أمثال نور الشريف وعادل إمام, ومن الجيل الجديد أحمد السقا وأحمد
حلمي ومحمد سعد وكريم عبدالعزيز وغيرهم, الذين ما إن يسمع الجمهور بنزول
أفلامهم حتي يهرع إلي دور العرض ليشاهد ما يقدمونه ثقه منه في اختياراتهم
وفي طريقة معالجتهم للموضوعات وفي المقابل يعرف هؤلاء النجوم قدرهم جيدا
ويدققون في اختيار السيناريو وفي موعد نزول الأعمال, ويجري وراءهم
المنتجون ويدفعون لهم الملايين, وهذا ما يغري معظم محبي السينما الذين
يتمنون أن يصبحوا نجوما في أقرب وقت, لكن كيف يتحقق ذلك؟ هناك طريقة
واحدة وهي أن ينتج كل من يريد وضع اسمه علي التيتر أفلامه, وهو مطمئن بأن
أمواله سوف تعود إليه وفوقها نسبة ربح, بالإضافة لتحقيق شيء من النجومية
قد تلفت النظر في يوم ما لعل وعسي... وذلك عن طريق بيع الفيلم للقنوات
الفضائية التي تشتري كل الأعمال بصرف النظر عن المضمون أو الجودة التي
تحمله, ولا يهم أن يستمر الفيلم في دار العرض لعدة أيام أو لعدة ساعات
المهم أن المراد قد تحقق ووضع الاسم والصورة علي الأفيش بالشكل الذي يري
صاحبه' المنتج' والتاريخ مليء بمثل هذه الحالات التي كان مصيرها الفشل
الذريع والنسيان من الذاكرة, لكن لأن التاريخ يعيد نفسه فالظاهرة تتكرر
اليوم بنفس الأسلوب دون تجديد والدليل ما نراه أمامنا من أفلام أبطالها أو
أصحاب الأدوار الرئيسية فيها لم يسمع بهم أحد' من قبل, لكن كما يقول
المثل الشعبي القرش صياد فما تريده تستطيع أن تحققه طالما تملك ثمنه,
ولنذهب الآن إلي بعض النماذج التي رصدناها في هذا التقرير.
أول نموذج
أمامنا كان في منتصف الموسم الحالي وبالتحديد فيلم' لحظات أنوثة' والذي
أراد من خلاله المنتج والماكيير محمد عشوب تقديم ابنه عادل إلي الوسط الفني
في دور النجم الدونجوان, فاختار القصة وجاء بمخرج شاب يخطو أولي خطواته
هو' مؤنس الشوربجي' وتدخل في اختيار الممثلين ولم يقف عند هذا الحد بل
تدخل في حذف وإضافة بعض المشاهد التي من شأنها تنجيم دور ابنه لكن تأتي
الرياح بما لا تشتهي السفن, ما إن نزل الفيلم إلي دور العرض حتي فوجيء
المنتج والأبطال بعاصفة شديدة من النقد اللاذع لدرجة أن بطلة الفيلم جومانة
مراد تبرأت منه تماما, ورمي كل من شارك بالفيلم المسئولية علي المخرج
المغلوب علي أمره, ونسي الجميع أن المنتج هو صاحب كل شيء في هذا الفيلم
بالذات, وللأسف لم يتعظ أصحاب المواهب والأموال مما حدث للحظات أنوثة,
إنما مضي كل في طريقه حتي النهاية.
وثاني هذه
النماذج هو فيلم' البلد دي فيها حكومة' والذي خاض منتجه معركة كبيرة مع
المخرج' محمد كمال الشناوي' الذي كان مرشحا لإخراج الفيلم لكن المنتج
كان علي اقتناع تام بأنه أقدر إنسان يستطيع أن يلعب دور البطولة, وعندما
رفض الشناوي ما سمعه كان جزاؤه معروفا وأخذ المنتج القصة وأعيدت صياغتها من
جديد بما يتناسب مع المستجدات واختاروا مخرجا جديدا يخوض تجربته الثانية
وهو عبدالعزيز حشاد ثم أختير فريق العمل علي أساس أن يسند البطل الذي تغير
اسمه من جمال الزناتي ليصبح' راكان' حتي يتم تقديمه في شكل وصورة جديدة
في محاولة للفت نظر المخرجين له بعد هذا الفيلم, خصوصا أن مساحة دوره قد
تعطيه ميزة لإخراج ما يمتلكه من موهبة إن وجدت.
المثال
الآخر هو فيلم' دكتور سيليكون' والذي تلعب بطولته الفنانه نيرمين الفقي
بعد انقطاع طويل عن السينما وحسن حسني, ومروة اللبنانية ومن إخرج أحمد
البدري, فقد أراد منتجه عبد الله الكاتب تجربة نفسه في مجال التمثيل
فاختار أن تكون التجربة ثنائية, حيث يكون هو منتج الفيلم وصاحب أحد
الأدوار الرئيسة بداخل الأحداث, ولم يكتف بذلك بل جاء بشقيقته ليسند لها
أحد الأدوار المهمة في الفيلم, ومن يستطيع أن يرفض فليتقدم, لكن العكس
تماما هو ما حدث حيث وجد الثناء والمساعدة من كل العاملين معه وفي محاوله
لإنقاذ ما يمكن إنقاذه جاءوا بمجموعة من الممثلين السنيدة حتي يتحقق ولو
جزء بسيط يستطيع أن يشد عين المشاهد للفيلم الذي لايزال في مرحلة
المونتاج.
أما آخر
النماذج التي تحمل نفس المعني فهو فيلم' حفلة موت' الذي يلعب بطولته
الفنان محمد رياض ويشاركه البطولة إياد نصار والمطرب اللبناني إيوان وهيدي
كرم وفيدرا والإخراج لـ أحمد يسري صاحب تجربتي'45 يوم, بوشكاش'.
في هذا
الفيلم يحاول' رياض' العودة مرة أخري إلي كاميرات السينما التي ابتعد
عنها بسبب أعماله التليفزيونية والتي بسببها هرب منه المنتجون, بحجة أنه
أصبح وجها تليفزيونيا يشاهده الناس بانتظام علي الشاشة, فما الداعي أن
يذهب الجمهور إلي السينما ويقطع تذكرة كي يشاهده في الأفلام, لذلك
يحاول' رياض' أن يقدم نفسه بشكل جديد عله يلفت نظر مخرجي السينما إليه
من خلال إنتاجه لفيلم' حفلة موت' الذي تدور قصته في إطار اجتماعي
رومانسي من خلال حفلة زفاف, يتفق أبطال الفيلم قبلها علي الذهاب إلي رحلة
لشرم الشيخ, وتتطور الأحداث, حيث تشهد الرحلة العديد من الصراعات,
ويقول محمد رياض القصة جذبتني منذ أن قرأت السطور الأولي, لذلك فكرت في
إنتاجها علي الفور لأن' خالد الذي ألعب شخصيته هو صاحب شركة أوراق
مالية, وصاحب شخصية قوية ومؤثرة, وعلي دراية كبيرة بكل جوانب الحياة,
وله شبكة علاقات جيدة في كل المجالات, وهو صديق مهم لكل أبطال الفيلم,
فهو يعتبر الشخصية المحورية في الأحداث, لذلك تحمست لإنتاج الفيلم الذي
يعتبر باكورة إنتاج الشركة التي أمتلكها*
الأهرام العربي في 13
سبتمبر 2008
|
|