جماهيرية
«فريد الأطرش» وشعبيته الطاغية والأداء الاستثنائى الذى قدمه أحمد شاكر
عبداللطيف كلها عوامل جعلت فريد وهو رقم 3 فى السيناريو بطلا فى مسلسل
«أسمهان». 5 حلقات فقط كانت كفيلة بأن يخطف فريد 2008 الأضواء من الجميع،
فالجمهور الذى ارتبط به كموسيقار عملاق ومطرب فلتة ولايزال يعتز بتراثه
وأغنياته فوجئ به يركب عجلة موصلا للطلبات للمنازل وبائعا للصحف ومغنيا فى
الكباريهات الليلية، وفى الوقت نفسه حنونا على شقيقته الجانحة مشاركا فى
مجدها الغنائى. أداء «أحمد شاكر عبداللطيف» لم يكن مقنعا فقط للجمهور، بل
مفاجأة لوزير الإعلام السورى الذى أصدر مرسوما حكوميا بمنع إذاعة أسمهان
على الشاشة فى سورية يتراجع من مقعد المشاهد ويقول لأحمد: أنا حسيت إنك
فريد الأطرش الحقيقى، نور الشريف ويحيى الفخرانى أكدا له هذا المعنى عندما
اتصلا به، والمحصلة أن أحمد شاكر نجح فى إعادة الحياة من جديد لمطرب عملاق.
؟ سألته: اختيارك لتقمص شخصية «فريد الأطرش» من باب «يخلق من الشبه أربعين»
أم لأسباب أخرى؟ فأجاب: مسألة الشبه لم تكن هى المبرر الأساسى لوجودى فى
المسلسل، فصناع المسلسل كانوا على درجة كبيرة من الوعى جعلتهم يستفيدون من
التجارب الفاشلة التى اعتمدت على الشكل فقط، ولهذا بحثوا فى سوريا عنه بحكم
أنه يمثل جهات إنتاجية سورية وأردنية ومصرية، وأخيرا جاءوا لى، وفى القراءة
الأولى لهذا الاختيار شعرت أنهم لا يريدون الشكل، بل روح الفنان الراحل. ؟
تجسيد شخصية فنان بحجم «فريد» على الشاشة بالنسبة لك كان مفاجأة متوقعة؟ -
لم أتوقع قبل تنفيذ المسلسل أن أجسد هذه الشخصية رغم ارتباطى بها كمستمع
لأغنياته، لكن عندما جاءتنى اكتشفت من أول لحظة أن فريد شخصية درامية جدا،
وكإنسان يمتلك مخزونا هائلا من الوحدة التى كان يخفيها وراء ابتسامة وخفة
ظل، وحدته كانت لأنه ترك بلده وتمرد على تقاليد عائلته العريقة، وتحمل
الكثير لكى يصل للهدف الذى رسمه لنفسه وهو الغناء، هذه الوحدة هى التى صنعت
منه فنانا حقيقيا. ؟ هل تتذكر المشهد الصعب فى سيناريو فريد.. واعتبرته «الماستر
سين» له؟ - كل مشهد قدمته فى المسلسل كان غاية فى الصعوبة، خفف من هذه
الصعوبة تعايشى الكامل مع الشخصية بعد أن «ذاكرت تفاصيلها كويس قوى» سواء
مما كتب عنه أو مراجعة أفلامه الـ 31 ،وكان الاعتماد على رافد واحد صعب
لتجسيد شخصية فريد، والغريب أنه بعد بدء تصوير أولى الحلقات وقبل إذاعة
المسلسل فوجئت باتصال كم كبير من عشاقه، خصوصا من جمعية «محبى فريد» فى مصر
يعرضون علىّ كتبا ووقائع لدرجة أن أحد الأشخاص أتى لى بفريد وهو يؤدى بصوته
«الأذان»، وهذا ما زادنى إصرارا على تأدية هذه الشخصية بإتقان وروح قريبة
منه لكى أصل لجمهوره الكبير فى مصر والوطن العربى.. كل هذا جعلنى أشعر أننى
أمام تحدٍ كبير، إلى جانب أن المسلسل اسمه «أسمهان» ومركز على شخصيتها، كما
أن المؤلف جعل فريد فى المرتبة رقم 3 بعد أسمهان وفؤاد من حيث المساحة،
ولذلك بذلت كل جهدى لكى أظهر على الشاشة بهذا الشكل الذى أسعد الناس. ؟
«أسمهان» من الشخصيات الغامضة.. كيف ترى علاقة فريد بها من خلال المسلسل
وتعايشك معه؟ - «أسمهان» بطبيعتها - وكما يوضح السيناريو - كانت شخصية
مندفعة لا يستطيع أحد أن يقف أمام طموحها، بدليل أن زوجها الأول فشل فى
ترويضها، ولذا أصرت على تركه لاستكمال مشوار الغناء، فريد نفسه لم يكن
قريبا منها رغم مساعدته لها فى البداية، وهى أيضا لم تكن تسمح لأحد أن يقف
أمامها حتى فريد، ولذلك فشل فى السيطرة عليها رغم حبه الشديد لها،لكن موت
أسمهان كان أول انكسار فى حياة فريد من عوامل وحدته رغم أنه فقد السيطرة
عليها قبل وفاتها. ؟ ألا تخشى من إتقانك لأداء «فريد» أن تظل حبيسا له
ومقيدا لخطواتك المقبلة؟ - الفنان الجيد هو الذى يستطيع أن يخرج من جلباب
أى دور، وبالنسبة لى فقد قدمت أدوارا مؤثرة كثيرة فى مسلسل «الطارق» مثلا
و«فارس الرومانسية» وغيرهما، وكلها كانت علامات فى مشوارى، ورغم النجاح
الكبير الذى حققته مع فريد، فإننى قادر على التلوين وإقناع الجميع بموهبتى،
وبالمناسبة شخصية فريد يبدو أننى لن أتركها بسهولة لأننى بعد الحلقات
الأولى طلبنى أكثر من منتج لتقديم مسلسل مستقل عن فريد الأطرش، وأدرس حاليا
الأقوى إنتاجا وموضوعا، وفى الوقت نفسه لن أتخلى عن حلمى فى تجسيد شخصية
الرئيس «مبارك»، وأتصور أنه بعد رحيل الفنان أحمد زكى أنا الأحق بتقمص
شخصية قائد الضربة الجوية على الشاشة وحاكمونى بعدها.
روز اليوسف المصرية في 13
سبتمبر 2008
|