تعتبر هند
صبرى أن مسلسلها التليفزيونى الأول (بعد الفراق) الذى دخلت به السباق
الرمضانى، نغمة متفردة ومختلفة بالرغم من نمطية القصة وهو ما يعنى أن
الاختلاف يأتى فى الأساس من القاعدة التى يرسخها المسلسل خلال الحلقات
القادمة والتى تتمثل فى أن كل إنسان عليه أن يحدد لنفسه مجموعة من المبادئ
التى ينوى التنازل عنها حتى يتعايش مع المجتمع بمتغيراته فى المسلسل الذى
تخرجه شيرين عادل وكتبه محمد أشرف ويشاركها بطولته (خالد صالح) تجسد هند
بصدق ووعى شخصية (سكرة) التى تؤمن هند بأنها (واحدة بتتدرب عالدنيا وعايزة
تسلك).
·
سألت هند فى البداية.. عندما قررت اقتحام
عالم الفيديو لماذا وقع اختيارك على (بعد الفراق) بالتحديد
- ما
شجعنى للعمل فى البداية هو حرص شيرين عادل على التعاون معى بالتحديد فهذا
يعنى لى الكثير لأنى أحب العمل دوما مع مؤلفين ومخرجين مؤمنين بى.. كان
حديثى فى البداية مع شيرين عن نص درامى آخر، ولكننى أقنعتها بأننى أريد أن
يكون أول عمل لى فى التليفزيون تقليديا!!
·
تقليدى.. لماذا
- أنا فى
السينما مؤمنة بالتجريب وأبسط دليل على ذلك أن آخر عمل لى فى السينما كان (جنينة
الأسماك)، والذى هو تجربة خاصة جدا، ولكن الفيديو عالم مختلف فأنا دخلته
لأتعلم ولا أعرف إذا كان ما سأقدمه (حيليق عليا ولا لأ) ولا إذا كان سيعجب
الجمهور أم لا وفى نفس الوقت أنا أريد أن أخلق حالة من الألفة مع هذا
الجمهور، وبالتالى ليس من المنطقى أن يكون عملى الأول تجريبيا أو مختلفا،
بل بالعكس يجب أن يكون تقليديا أيضا.. فى نفس الوقت لم أشأ أن يكون عملا
تقليديا والسلام، وإنما يجب أن يكون له روح مختلفة تتمثل فى أنه يناقش قضية
أو يتستر وراء شعارات وإنما هو ببساطة قصة حب .
·
لماذا أردت ألا يناقش قضية بعينها
- لأنه
عندما نجد نجما كبيرا مثل نور الشريف أو نجمة مثل يسرا يدافعان عن قضية ما
فهذا لأن لديهما رصيدا كبيرا عند الجمهور يسمح لهما بهذا، ولكن بالطبع
سأكون مخطئة عندما أتصور أننى أستطيع عمل هذا من أول مسلسل لى . أضف إلى كل
ذلك أننى (عايزة أعمل حاجة تكسب قلوب الناس وتقربنى منهم).
·
تعترفين أن مسلسلك تقليدى.. إذن لا يضايقك أن
يقال أن مسلسلك يلعب على نفس تيمة (نحن لا نزرع الشوك) و(فريسكا) وغيرهما
من الأعمال من حيث العلاقة التى تربط الخادمة بالصحفى
- أولا،
نحن لا نزال عند الحلقة العاشرة، وبالتالى لا يجوز أن نحكم على المسلسل من
الآن، بالإضافة إلى أن تلك العلاقة بين الخادمة والصحفى ليست هى المحور
الوحيد للعمل فمازالت هناك أحداث كثيرة تكشف عنها الحلقات القادمة. وفى نفس
الوقت إذا كانت الناس ستقارن مسلسلى بـ (نحن لا نزرع الشوك) الذى هو فى
النهاية عمل يحمل اسم ( حسين كمال).فهذا شىء يجعلنى سعيدة جدا لأن هذا عمل
ترك بصمته عند الجمهور العاطفى الذى يتأثر بمشاعر الحب التى يراها على
الشاشة وهو الأمر الذى أتمنى حدوثه فى مسلسلى، وفى النهاية تيمات الأفلام
والمسلسلات المصرية والعربية معروفة ومكررة وبالتالى لا مفر من أن يقارن
مسلسلى بمسلسلات أخرى.. فضلا عن أننى كـ«هند» أفضل أن يقارن مسلسلى بأعمال
نجحت مع الجمهور عن أن يقارن بأعمال فاشلة وأعود لأقول من جديد أننى لم
أقدم مسلسلا للجمهور لكى يقول أنا أول مرة أشوف ده، وإنما لكى يظل مرتبطا
بـ«سكرة» ومتلهفا على معرفة ما حدث لها».
·
هل صدقت سكرة على الورق وأثناء تجسيد الدور
- بالطبع
فهى نموذج لأشخاص كثيرين مثلها يعملن بنفس مهنتها، رأيناها كثيرا ومررنا
بها وأحيانا ألقينا عليها التحية وفى أحيان أخرى تجاهلناها، هذا إذا لم
نتهمها مثلا بالسرقة، لذا أحببت للغاية فكرة أن أعطى هذا النموذج البسيط
الفرصة لكى تمسك بالمايك وبالتالى يكون تعاطف الناس معها أقوى خاصة هؤلاء
الذين لم ينتبهوا لها من قبل، خاصة أن الخادمة على وجه التحديد عملها هو
حياة كاملة.
·
على الورق هل تحفظت على أشياء معينة
-بأمانة
شديدة لقد أعجبت بالكتابة التى قدمها لى محمد أشرف الذى كنت على اتصال دائم
به لمدة 6 شهور كاملة.. وبالمناسبة لقد كانت هناك عناصر أساسية اتفقنا
عليها منها أن نبتعد عن المثالية والشخصيات الملائكية ومنها أيضا أن يكون
إيقاعنا أسرع من الإيقاع المعتاد للدراما التليفزيوينة.
·
من وجهة نظر «سكرة» هل العلم الذى سيحل لها
مشاكلها ويذيب الفروق بينها وبين «يوسف»
- كل ما
أستطيع أن أقوله أنها حتى الحلقة التى تعرض اليوم تؤمن بأن الدراسة هى الحل
لمشاكلها والتى ستعمل على تحسين ظروفها، ولكن هل تستطيع الدراسة عمل شىء!
وبالمناسبة أريد أن أوضح معلومة مهمة «سكرة» لن تظل بهذه المثالية فأنا
أكره الشخصيات الملائكية طوال الوقت والشريرة طوال الوقت التى لا نراها على
أرض الواقع، وبالتالى فسكرة ستتنازل عن بعض المبادئ حتى تستطيع أن تعيش لأن
الدنيا لاتعطى شخصا كل شىء فحتى عندما تتزوج من «يوسف» لن يتغير شىء، فنظرة
المجتمع لها كخادمة لن تتغير.
·
أيهما كان أصعب بالنسبة لك، تجسيد الملامح
الخارجية للشخصية أم انفعالاتها ومشاعرها
-انفعالات
ومشاعر الشخصية كانت الأصعب بالنسبة لى، لأن المسلسل كله قائم على تلك
المشاعر، بالإضافة إلى أن الصراع فى هذا المسلسل من نوع خاص جدا لأن القصة
معقدة ومركبة وطويلة، فضلا عن أن العلاقة ستتطور بمرور الحلقات.
·
إذا طلبت منك أن تلخصى سكرة، فكيف سترينها
- سكرة
واحدة بتتدرب على الدنيا ومشوارها هو مشوار إنسانة تريد أن تعيش مثل 95% من
مجتمعنا.. هى تشبه هؤلاء الناس «اللى عايزة تسلك والدنيا ليست ضدهم أو معهم
طوال الطريق وهى شخصية رمادية».
·
واضح من كلامك أنك كانت لديك حسابات كثيرة
قبل دخول المسلسل هل تحققت
-لا أشعر
أننى أخطأت كثيرا فى حساباتى لأننى «كده كده كنت حاعمل فيديو، وبالطبع لم
يكن من المنطقى أن أنتظر «ليالى حلمية»، جديدة لأدخل الفيديو. وأستطيع أن
أقول أننى راضية كممثلة عن «بعد الفراق» بنسبة 100% ويكفينى أن الناس عندما
ترانى فى الشارع تقول «سكرة» فهذا خير دليل على نجاحى، خاصة أن النجومية فى
الفيديو أصعب بكثير.
·
هل لاحظت أن بمرور الوقت سينقل التنافس على
شباك تذاكر السينما بين أبناء جيلك إلى التنافس على مسلسلات رمضان
- لقد
لاحظت هذا بالطبع ولكنى أرى أن هذا ليس فى مصلحة الفيديو لأن رمضان 30 يوما
فقط وهذا العام الذى شهد 49 مسلسلا أثبت أن تخمة المسلسلات تسببت في انخفاض
نسبة المشاهدة، والنتيجة أن مسلسلات كثيرة مهمة، وقد تكون أهم من مسلسلى
ظلمت بسبب ضعف الدعاية لأن أبطالها ليسوا «سوبرستارز». وبصراحة هذه اللقطة
بالذات المتعلقة بالظلم هذا أكثر شىء لم أحبه فى السباق الرمضانى للمسلسلات
فأنا أكره العمل فى مناخ به مثل هذا القدر من الظلم.
·
هل تنوين تكرار التجربة قريبا
- كما قلت
من قبل أنا ضيفة وماشية وحتى الآن ليس لى حسابات تليفزيونية للفترة
القادمة.
روز اليوسف المصرية في 13
سبتمبر 2008
|