«التترات»
أو المقدمات الغنائية للمسلسلات تظل عاملاً أساسياً في نجاحها كونها تعطي
الانطباع الأول عن مضمون العمل، ومن هذا المنطلق شهدت تترات الأعمال
الرمضانية سباقًا محموما بين صناع الدراما على نجوم الغناء الذين سيغنون
تترات المقدمة والنهاية لأعمالهم، وطبعاً دخل الشعراء والملحنون معهم إلى
ساحة المنافسة.
وكما يقول
المثل المصري «الجواب يبان من عنوانه»، فإن الدراما الرمضانية تعرف من
تتراتها، لأنها على حد قول بعض النقاد، تجعل المشاهد أكثر اندماجاً مع
أحداث العمل، فضلاً عن أنه بعد عرض المسلسل يصبح «التتر» أغنية قائمة
بذاتها تنافس الكليبات التي تعرض على الفضائيات كغيرها من أغنيات الأفلام،
بدليل أن هناك تترات عديدة قدمت قبل سنوات، ولايزال الجمهور يرددها إلى
الآن مثل تتر «المال والبنون»، و«ذئاب الجبل»، و«الضوء الشارد»، و» يتربي
في عزو» وغيرها..العرب ينافسون
في رمضان
هذا العام، غناء التترات لم يكن مقتصراً على الفنانين والفنانات المصريات
بل دخل إلى القائمة الفنانون العرب، من خلال الفنانة سميرة أحمد بطلة مسلسل
«جدار القلب» للمؤلف أحمد عبد الرحمن والمخرج أحمد صقر حيث اختارت الفنان
نبيل شعيل لغناء تترات مقدمة ونهاية المسلسل، تأليف الشاعر بهاء الدين
محمد، وألحان زياد الطويل نجل الموسيقار الراحل كمال الطويل.
وللعام
الثاني على التوالي، يستمر المغني اللبناني وائل جسار في غناء تترات
المقدمة والنهاية لمسلسل «الدالي» والذي كتبه وليد يوسف ويخرجه يوسف شرف
الدين بطولة نور الشريف وسوسن بدر، ويتقاضى وائل جسار، وفق المعلومات
المتوفرة 50 ألف جنيه عن غنائه «تترات» الدالي.
علي
الحجار وغادة رجب
أما
الفنان علي الحجار، أول من غنى التترات من خلال مسلسل «الأيام» عن قصة حياة
الأديب طه حسين، فيغني هذا العام تترات مسلسل «عدى النهار» الذي يقوم
ببطولته صلاح السعدني ونيكول سابا ورزان مغربي مقابل 60 ألف جنيه، هذا إلى
جانب 12 أغنية داخل أحداث المسلسل مقابل 30 ألف جنيه والكلمات للشاعر سيد
حجاب والألحان لعمار الشريعي، كما سيغني الحجار أيضًا تترات مسلسل «العائد»
من كلمات إبراهيم عبد المجيد وألحان محمود طلعت.
ويغنى
الفنان أحمد سعد تترات المقدمة والنهاية لمسلسل «هيما» من كلمات بلال فضل
والألحان لعمار الشريعي، كما يغني مدحت صالح ومعه غادة رجب تترات «نسيم
الروح» وهي من كلمات الشاعر أحمد فؤاد نجم والمسلسل من تأليف يسري الجندي
وبطولة مصطفى شعبان ونيللي كريم، وتغني مايا نصري تتر مسلسل «وكالة عطية»
بطولة حسين فهمي وإخراج رأفت الميهي والكلمات لبهاء جاهين، كما قدمت آمال
ماهر تتري المقدمة والنهاية لمسلسل «في أيد أمينة» الذي تقوم يسرا ببطولته
ويخرجه الأردني محمد عزيزية.
«تترات»
أيمن قمر
نجومية
التترات ليست في الغناء فقط بل هناك نجوم الكلمات، لدرجة ربط البعض بين
التترات وأيمن بهجت قمر، فلا يزال هو الأكثر غزارة وإبداعا، حيث كتب العام
الماضي تترات العديد من المسلسلات منها «أحلامك أوامر»، و«يتربى في عزو»،
و«أزهار»، و«سلطان الغرام».
وفي رمضان
هذا العام كون ثنائيا كالعادة مع الملحن محمود طلعت واشتركا في أربعة أعمال
دفعة واحدة هي «قلب ميت» للمؤلف أحمد عبد الفتاح والمخرج مجدي أبو عميرة،
ويلعب البطولة شريف منير والممثلة الشابة غادة عادل، كما كتب قمر تترات
مسلسل «بعد الفراق» للمؤلف محمد أشرف والإخراج لشيرين عادل والبطولة لخالد
صلاح وهند صبري، ثم «طيارة ورق» لميرفت أمين، أما المسلسل الرابع لأيمن
بهجت قمر فهو «العيادة» وهو «ست كوم».
وضمن
الغزارة ذاتها في تأليف التترات، يأتي المؤلف والشاعر سيد حجاب الذي استحوذ
أيضاً على عدد كبير من تترات المسلسلات ومنها «هيما»، «عدى النهار»، «علي
مبارك» بطولة كمال أبو رية وإخراج وفيق وجدي وألحان عمار الشريعي ومسلسل
«شرف فتح الباب» من ألحان ياسر عبدالرحمن.. كذلك كتب حجاب تترات مقدمة
ونهاية مسلسل «ناصر».
شركات
الإنتاج تسابقت أيضا على الملحنين، ولم تكن شركة صوت القاهرة للصوتيات
والمرئيات بعيدة عن ذلك، حيث استحوذت على الملحنين عمرو أبو ذكري في مسلسل
«ثورة وحكاية»، والذي يغني تتراته الفنان علي الحجار، وعمار الشريعي في
«علي مبارك»، وعلاء بسيوني في «عاليها واطيها».
ومودي
الإمام في «قصص بوليسية»، وأمير عبد المجيد في «قلب الخطر» ويغنيها محمد
منير، وعمرو مصطفى في «شريف ونص»، ومحمود طلعت في تترات مسلسل «ذكريات
العام القادم» وتغنيها دنيا سمير غانم، وإبراهيم حزين في مسلسل «جريمة في
الساحل الشمالي» ويحيى خليل في «لسانك حصانك»، «عادت القلوب» التي يغني لها
التترات هاني شاكر، ومسلسل «حكايات البنات» التي يغني مقدمتها مدحت صالح.
حنجرة
قوية
ومن خلال
تجربته مع التترات، يقول الفنان علي الحجار: «غناء التترات يتطلب حنجرة
قوية وقادرة على التلون الدرامي الذي يعبر عن مضمون العمل، كما أن كلمات
التترات ليست سهلة مثل الأغنيات الفردية، وبالتالي تحتاج إلى مؤلف قوي،
ولذلك فإننا نجد الآن أن مطربي التترات الناجحة يعدون على الأصابع».
وحول
التنافس بين المطربين على تترات رمضان قال الحجار: «إنه أمر طبيعي لأن سوق
الدراما الرمضانية يحظى بأعلى نسبة مشاهدة خلال العام، والمسلسل الذي يحوز
إعجاب الجمهور يأخذ فريق العمل الخاص به جواز المرور إلى الشهرة والنجاح،
خلافاً للعديد من المسلسلات القوية التي يتم إنتاجها، وتعرض في أوقات أو
ظروف غير مواتية الأمر الذي قد يتسبب في فشلها.
شخصية
مستقلة
الموسيقار
عمار الشريعي الذي لحن العديد من التترات، يرى أن التلحين للمسلسلات عملية
صعبة، حيث تحتاج من الملحن أن يعيش جو المسلسل الدرامي بالكامل، ثم يقوم
بدراسة المواقف التي ستوضع فيها الأغنيات، ولابد أن تأتي موسيقاه وجمله
نابعة من المناخ الدرامي للعمل.
ويؤكد
الشريعي أن الموسيقى التصويرية «التتر» ليس دورها صرف الانتباه عن الدراما
وأن تعلو عليها، وإنما هي جزء مكمل في صياغة المشهد الدرامي، وهي ليست
مترجمة للحوار، بل يجب أن تحمل شخصيتها المستقلة، ويكون لها أسلوبها في
توصيل المعنى مع الاحتفاظ بالجو العام للدراما كأن تتبع مثلاً البيئة التي
تدور فيها الأحداث.
البيان الإماراتية في 2
سبتمبر 2008
|