بعدما
شكلت دراما الصعيد عنصر جذب لعدد من النجوم في السنوات الماضية، تراجعت هذا
العام في صورة ملحوظة واقتصرت على مسلسل «دموع في حضن الجبل» الذي تعرضه
فضائية «إنفينيتي»، من إخراج أشرف سالم وتأليف حمدي يوسف، وبطولة أحمد
عبدالعزيز ونرمين الفقي ويوسف شعبان وسعيد صالح ووائل نور ووحيد سيف وعايدة
رياض.
وكانت
خمسة مسلسلات تناولت مجتمع الصعيد عرضت في رمضان الماضي، منها «حق مشروع»
من بطولة حسين فهمي وعبلة كامل، و «شرخ في جدار العمر» من بطولة يوسف شعبان
وفردوس عبدالحميد وأشرف عبدالغفور، و «أزهار» لفيفي عبده وعبدالرحمن أبو
زهرة وفادية عبدالغني، و «أغلى الناس» لعفاف شعيب وأحمد بدير وليلى طاهر،
و «السماح» من بطولة محمود ياسين ونهال عنبر وهادي الجيار.
وينطبق
الأمر ذاته على النصوص الأدبية التي كانت ملاذا لعدد من كتاب السيناريو
والحوار. وتقتصر عملية تحويل الروايات والقصص الى مسلسلات هذا العام على
مسلسلين مأخوذين عن نصين أدبيين، الأول للأديب خيري شلبي بعنوان «وكالة
عطية»، كتب السيناريو والحوار فيه رأفت الميهي وتولى إخراجه، وأسندت ادوار
البطولة الى حسين فهمي واحمد بدير ومايا نصري وسلوى خطاب واحمد عزمي، وتدور
حوادثه في مدينة دمنهور شمال مصر بدءاً من العام 1943.
أما
المسلسل الثاني فبعنوان «العنكبوت»، وكان مقرراً عرضه في رمضان الماضي، لكن
عدم الانتهاء من تصويره أرجأه إلى العام الحالي. المسلسل مأخوذ عن قصة
لعمرو عبدالسميع وسيناريو وحوار محمد الباسوسي وبطولة احمد عبدالعزيز
ونرمين الفقي ومحمد رياض وياسر جلال وسلوى خطاب وإخراج إبراهيم الشوادي، عن
جينيفر الأستاذة في جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة، التي تعمل في
الوقت ذاته في البنك الدولي وتُكون شبكة تجسس تتخذ من مصر هدفاً لها.
وكانت
قدمت في رمضان الماضي خمسة مسلسلات مأخوذة من نصوص أدبية، وهي «عمارة
يعقوبيان» عن رواية لعلاء الأسواني، و «خليها على الله» لمحمد رياض ورشوان
توفيق عن نص ليحيي حقي، و «حكايات المدندش» لتوفيق عبدالحميد ودلال
عبدالعزيز ومحمود الجندي عن رواية «الناس في كفر عسكر» لأحمد الشيخ، و «لا
أحد ينام في الإسكندرية» لماجد المصري وطارق لطفي عن رواية لإبراهيم عبد
المجيد، و «ساعة عصاري» لجومانة مراد وإبراهيم يسري عن قصة لعمرو عبدالسميع.
الحياة اللندنية في 4
سبتمبر 2008
مشاهد قديمة بوجوه جديدة... قناة «الشرقية» العراقية تحيي مسلسلات أيام
زمان
بغداد - ربيع الهاشم
عرفت
الدراما التلفزيونية العراقية خلال عقدي السبعينات والثمانينات من القرن
العشرين تطوراً وإزدهاراً ملحوظين، ومثل بعض الأعمال التي قدمت في ذلك
الحين مشاهد حية من الواقع العراقي، سواء ما كان منه حاضراً يومذاك، أو ما
يمثّل جانباً من التاريخ الاجتماعي القريب. كما أدت بعض الوجوه، من فناني
تلك الحقبة، أدواراً متميزة لشخصيات كان لها حضورها، وربما دورها، في ذلك
الواقع، مجسدة بذلك جانباً من الحياة التي عاشها إنسان هذا البلد.
غير أن
جيلاً آخر، قد يكون ميلاده تزامن مع ميلاد تلــك الأعــمال، لم يقيض له أن
يرى تلك الأعمال، فإن رأى شيئاً منها فإن ما رآه لا يـــــعدو مشاهد عابرة
في غالب الحالات، تكون قد جاءت في سياق حديث مع فنان، أو من خلال كلام على
«دراما أيام زمان»، وإن كان الزمان ليس بعيداً. وفوق هذا فإن الجيل الجديد
(الذي يقف بعــض من أبنائه على مشارف الأربعين) لا يعرف شيئاً عن فنان
كومـيــدي مــثل سليــم البــــصري، أو حمودي الحارثي وبرنامجهما «تحت موسى
الحلاق» الــذي كــان، يومها، يشدّ أعداداً كبيرة من المشاهدين من مختلف
الأعمار والاهتمامات. كما قد يكون هذا المشاهد لا يعــرف ما يكفي عن
«الأدوار القديمة» للفنان الكبير يوسف العاني، مثل دوره في «عبود يغني» أو
سواها من الأعمال والأدوار التي عرف الفنان العاني بها في تلك الأيام...
فضلاً عن أعمال أخرى وفنانين آخرين.
قناة
«الشرقية» الفضائية عمدت الى أسلوب جديد في «إعادة» تقديم تلك الأعمال، لا
من خلال عرضها كما قدمت في إطارها الأول، وليس بشخصيات ممثلاتها وممثليها
الذي أدوا أدوارهم قبل ثلاثين أو أربعين عاماً (وبينهم من رحل..) .. وإنما
بـ «تجديدها» روحاً وشخصيات، وذلك من خلال وجوه جديدة تتقارب شكلاً وهيأة
وأداءً مع الوجوه القديمة التي قدمتها في صيغتها الأولى، مع اعتماد الأسلوب
ذاته في التقديم والعرض. فاختارت، في مشروعها هذا، أكثر الأعمال شهرة،
وأكثر الوجوه حضوراً فنياً.
فالممثل،
هنا، لا يعيد دور «شخصيات» سبق لممثلي ذلك الزمان أن قدموها، إنما هو يقدّم
الممثل الذي قام بذلك الدور، وبالأسلوب الذي اتبعه في التقديم والأداء،
وبالمضامين العامة ذاتها، ما قد يتيح الفرصة لجيلين من المشاهدين أن يروا
العمل بمتعة: الجيل القديم الذي يشاهد، ويستعيد ما كان شاهده قبل سنين،
مقارناً بين ما كان قد رأى، وما يراه اليوم... وجيل «جديد» يقدم له «الأمس
القريب» بصياغات جديدة - وهو ما قد يجمع الجيلين في الأسرة الواحدة (الأب
والأم، والأبناء) في ما يمكن أن ندعوه «إشتراك المشاهدة» و «استعادة
الألفة» بعد أن مزّقها وبددها افتراق الذوق بين الجيلين، واختيارات
المشاهدة التي لا نجد اتفاقاً عليها داخل الأسرة الواحدة، في غالب الحالات.
فهل ستنجح
«الشرقية» في برنامجها الرمضاني في هذه المحاولة وهي تقدم دراما قديمة
بوجوه جديدة؟
لا شـك
فـــي انـهــا ستقــدم شيئــاً له نكهته التاريخـية والاجتــماعية، في ما
له من أبعاد ودلالات على هذا الصعيد. أما أبعاده الفنية فمسألة أخرى... ذلك
أن المشاهد التي قدمت من تلك الأعمال، حتى الآن، تشير الى الالتزام شبه
الحرفي بمنطوقها الفني، ولغتها، وأسلوبها كما قدمت يوم قدمت للمرة الأولى،
وهو ما قد تكون له آثاره السلبية على شخصيات الممثلين الجدد، ومرونتهم
الفنية في أداء أدوارهم.
أضف الى
هذا المشاهد نفسه: فالجيل الأول الذي كان قد شاهد تلك الأعمال يوم قدمت،
واحتفظ بجذوة بعضها في نفسه، قد لا يجد في هذه «الاستعادة المجدّدة» ما
يبقي على تلك الجذوة حية، وهي التي كانت مرهونة بأيامــهــا. أمــا التطور
الذي حصل، في مدى هذا التاريخ بين «إنتاجها الأول» و «إعادة إنتــاجها»: في
أسالــيب الإخـــراج، وتطور وسائل التصوير والانتاج، فقد يذهب بكثير من
نكهتها الأولى.
أما عند
الأجيال الجديدة فقد لا تكون أكثر من كونها شيئاً من الماضي الذي قد لا
يعرف كثر منهم ما يكفي عنه!
الحياة اللندنية في 4
سبتمبر 2008
تركي
بالتركي
فيكي حبيب
لكل لغة
«غريبة» بديل على شاشاتنا: المكسيكية تحولت الى عربية فصحى مع موجة
المسلسلات اللاتينية. والتركية ذابت امام اللهجة السورية مع «غزوة» مسلسلي
«سنوات الضياع» و «نور». والعثمانية استحالت عربية مكسّرة على الطريقة
التركية في غالبية الأعمال التي تتطرق الى الحقبة العثمانية...
وحدها –
تقريباً - الأميركية لا تزال صامدة برنتها التي تختلف بين بلد وبلد على رغم
كثرة أعدائها في عالمنا العربي. من هنا السؤال: لو لم يكن مسلسل «نور»،
مثلاً، دراما مدبلجة الى العربية، وتحديداً الى السورية المبسطة، هل كان
ليحقق الجماهيرية ذاتها؟ الجواب سيأتي على الفور بالنفي. فأن تشاهد مسلسلاً
مدبلجاً يستلزم جهداً أقل من متابعة فيلم مترجم. ولا شك في ان الدفة تميل
غالباً الى الاحتمال الأول، ما يحيلنا الى سؤال آخر: لماذا إذاً تحقق
السينما الاميركية كل هذه الجماهيرية في عالمنا العربي على رغم انها مترجمة
لا مدبلجة؟
المسألة
عادة. وأي كسر لمثل هذه العادات قد يعتبر خرقاً في قوانين اللعبة
التلفزيونية، ويستلزم من صاحبه جرأة بما ان نجاحه محفوف بالأخطار. من هنا
يستحق صناع مسلسل «اسمهان» الثناء لاختراقهم المألوف في هذا المجال.
صحيح أنه
لا يزال مبكراً الحديث عن هذا العمل الذي بدأ عروضه مع بداية الشهر الفضيل
على اكثر من شاشة عربية على رغم كل الأقاويل التي أشيعت حول ايقافه بسبب
اعتراضات بعض من آل الأطرش أقرباء الفنانة الراحلة. لكنّ التجديد الذي حمله
في ابتعاده من السائد واستعمال التركية، للدلالة على الشخصية العثمانية، مع
ترجمة الى العربية اسفل الشاشة، لن يمر مرور الكرام. لا بل يتوقع ان يشرّع
الطريق أمام درامات عربية أخرى لا تزال تعاني أزمة تسويق في العالم العربي
نفسه بسبب اختلاف اللهجة. ونعني هنا في شكل خاص، أفلام ومسلسلات المغرب
العربي الذي لا يدوس إنتاجه عتبة العالم العربي، لا لأسباب فنية إنما بسبب
حاجز اللغة المطعمة غالباً بفرنسية موروثة من زمن الاستعمار.
وعلى رغم
مناداة بعض الأصوات بترجمة الاعمال المغربية الى العربية الفصحى، تماماً
كما تترجم الأفلام الأجنبية، بهدف كسر الحواجز بين المغرب العربي والمشرق،
إلا ان شيئاً من هذا لم يحدث بعد. ولعل كل ما يلزم، مغامر يخوض التجربة،
حتى تكرّ السبحة وتبدأ بعدها عملية الاستنساخ، وتحديداً على ضوء تجربة
ترجمة التركية في مسلسل «اسمهان» بنجاح منطقي.
الحياة اللندنية في 4
سبتمبر 2008
|