مازالت
شخصية الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر تشع بالإلهام لكثير من
المبدعين، لما لها من حضور طاغ، ومواصفات «كاريزمية» مميزة جعلت منها مطمحا
لبعض الأفلام التي رأت فيها مجالا خصبا للتناول، فرأينا فيلم «ناصر56»
للراحل أحمد زكي.
وفيلم
«جمال عبد الناصر» لخالد الصاوي، إلى جانب الظهور المتعدد لتلك الشخصية من
أجل إضفاء خلفية سياسية على الأحداث لبعض الأعمال الدرامية، كما حدث في
مسلسل «العندليب»، ومسلسل «أم كلثوم».. ويظهر علينا هذا العام الممثل الشاب
مجدي كامل مؤديا دور هذا الزعيم بشكل يرى أنه مختلف عما سبقه، ومحاذرا ألا
يقع في فخ المقارنة بمن قاموا بأداء تلك الشخصية من قبل، وفي لقاء خاص معه
كان لـ «الحواس الخمس» الحوار التالي:
هل كان
لسماتك الشخصية وملامحك دور في ترشيحك لشخصية ناصر؟ كان تفكير الكاتب
والمخرج في البداية أن يستعينوا بفنان لم يؤد دور الزعيم جمال عبد الناصر
من قبل، وطرحوا أسماء عديدة مثل جمال سليمان ورياض الخولي لتأدية المرحلة
العمرية الكبيرة في حياة عبد الناصر لكن قابلتهم مشكلة من سيؤدي مرحلة
الدراسة أثناء وجوده في الكلية فطرحوا اسمي على اعتبار أنني أنسب من يؤدي
الدور من حيث السن، ومن خلال الماكياج أستطيع أن ألعب الفئات العمرية كلها،
هذا إلى جانب الإرهاصة الأولى في مسلسل العندليب التي أشكر عليها المخرج
جمال عبد الحميد والدكتور مدحت العدل.
أدى
الراحل أحمد زكي شخصية جمال عبد الناصر من قبل، ألم تخش من المقارنة؟ كنت
أهرب دائما من أداء هذا الدور بسبب الراحل العملاق أحمد زكي، ولكن المخرج
جمال عبد الحميد هو من أصر على أن أمثل أنا الدور، ولكني لم أخف من
المقارنة فليس من الإنصاف مقارنتي بأستاذ هذا الجيل الذي أعتبر نفسي نقطة
في بحره.
·
ألا يعد تقديمك لشخصية ناصر بمثابة تكرار بعد
تقديمك للشخصية نفسها في مسلسل «العندليب»؟
الأمر لا
يعد تكرارا لأنه ببساطة في مسلسل «العندليب» لم يكن عبد الناصر هو الشخصية
المحورية، ورغم ذلك أعترف أن أيام تصوير العندليب كانت من أمتع أيام حياتي،
رغم الإصابة التي ألمت بي حينها في ساقي عندما كنت أشارك في تصوير فيلم
«ظرف طارق» مع أحمد حلمي، ووضع الطبيب لي حينها شريحة وعشرة مسامير، إلا
أنني لم أشعر بالألم أثناء تصوير المسلسل، فقد سحرني عبد الناصر في
العندليب، واستمر سحره لي حتى تصوير مسلسل «ناصر».
·
إلى أي مدى نجح المؤلف يسري الجندي في تقديم
شخصية عبد الناصر؟
أهم ما في
مسلسل «ناصر» هو تركيزه على العديد من الشخصيات المؤثرة في حياة هذا الزعيم
التي لم يتم التركيز عليها من قبل، مثل علاقته بزوجته تحية التي جسدت دورها
لقاء الخميسي، كما يتعرض المسلسل لعلاقته بوالده وعمه وخاله، وأصدقائه
المقربين، كما أن هناك محطات تاريخية لم يتم تقديمها من قبل مثل حرب 1948،
وحصار الفالوجة وعهد منقباد، وهو العهد الذي تعاهد فيه بعض ضباط الجيش على
تدريب جيش يكون قادرا على التصدي للعدو.
·
هل حقيقي أن اختيارك لدور عبد الناصر يرجع
لكونك ناصريا في الأصل؟
أحب تأدية
الأدوار والشخصيات الفنية التي تمتعني شخصًيا قبل أن أمتع الجمهور بها وأنا
لا أنتمي للحزب الناصري ولا علاقة لي بالسياسية فأنا فنان أؤدي رسالة
بتقديم شخصية زعيم الوطن العربي بسلبياته وإيجابياته، بغضبه وبفرحه وبحزنه
وبكل مشاعره الإنسانية.
·
ما رأيك في رفض وزير الإعلام عرض المسلسل على
القنوات المصرية؟
هذا
السؤال يجب أن يتم توجيهه لوزير الإعلام المصري، مسلسل ناصر عمل جاد
ومحترم، فهل من المفترض أن أقدم فنا تافها لا قيمة له كي يتم عرضه؟، في
اعتقادي الجمهور في حاجة لمشاهدة مثل هذه الأعمال الجادة ليتعرف الجيل
الجديد على قيمة عربية ثرية بالقيم والمبادئ مثل زعيم القومية العربية.
·
كيف كان تحضيريك لشخصية ناصر؟
قرأت كل
ما كتب عن عبد الناصر في الفترة من 1918 ـ 1970 من كتب الإخوان واليساريين
والاشتراكية والرأسمالية والشيوعية، وكل ما كتب من فن وأدب وثقافة في هذه
المرحلة حتى استوعب ما فيها من أحداث وتطورات وخلافات واستعمار، إلى جانب
أن الدكتورة هدى جمال عبد الناصر أهدتني 38
DVD
عن حياة الزعيم و10
CD
من الخطب المسموعة له، وبالطبع الكاتب يسري الجندي المرجع والموسوعة
بكتابته لسيناريو دقيق وكامل الحبكة الدرامية.
·
ما السر خلف نظراتك الثاقبة التي أبهرت
الجمهور؟
قرأت في
مذكرات تيتو رئيس يوغوسلافيا السابق أنه لم يجرؤ أحد على النظر في عيني
جمال عبد الناصر، فعيون ناصر كانت سر الكاريزما الخاصة به، ولذلك ركزت على
إظهارها.
·
ما حكاية المخرج السوري وفريق العمل السوري
الذي أثار الجدل لفترة حول المسلسل؟
الفن ليس
له وطن وجمال عبد الناصر ملك للوطن العربي كله، وباسل الخطيب مخرج صاحب
رؤية فنية مختلفة وصاحب زوايا عبقرية وعمق في تكوين الكادر وصاحب رؤية في
توجيه الممثل بأسلوب لطيف، كما أنه يحمل هم القضية الفلسطينية، ولديه خلفية
تاريخية كاملة عن المرحلة التي يتناولها المسلسل.
·
وهل من المنطق أن يجسد طفل سوري طفولة عبد
الناصر؟
مجيد باسل
الخطيب طفل غير عادي عندما أتكلم معه أشعر أنه رجل في الخمسين من عمره محمل
بالقضية الفلسطينية، وهو صاحب موهبة ظهرت في لحظات صمته ولقد أبكى
الملايين، وأعتقد أنه ليس هناك مشكلة في عدم إتقانه للهجة المصرية.
·
بعد نجاحك في مسلسل ناصر، هل هناك شخصية
تاريخية تتمنى تمثيلها؟
أنا مستعد
لأي عمل جيد يعرض علي، ولا يوجد شخصية معينة في ذهني أتمنى أن ألعبها، وكل
ما يهمني هو قيمة العمل الذي أؤدي فيه.
·
هل تخطط لتقديم عمل درامي كل رمضان؟
أنا ضيف
على الدراما التلفزيونية هذا العام لأن العمل جذبني بعظمته وقوته، لكنني لا
أستطيع تقديم عمل كل عام إلا إذا كان بقوة ناصر، ومثل هذه الأعمال تتطلب
وقتاً وجهداً وتحضيراً كبيراً جدًا.
·
ماذا عن دورك في مسلسل «طريق الخوف»؟
بصراحة
شديدة «طريق الخوف» لا يعنيني وقد ندمت على قبول هذا العمل، ولا أتمنى أن
يقارن أحد أدائي فيه بأدائي في مسلسل «ناصر» لأنه شتان بين العملين.
·
يقال إنك فرضت سيطرتك على فريق العمل عندما
اشترطت التصوير يوم الجمعة فقط؟
هذا حدث
بالفعل، ولكن ليس لفرض السيطرة بل لأنني كنت مرتبطا بتصوير دور جمال عبد
الناصر، وحدث هذا التضارب في المواعيد بسبب الفنانة غادة عبد الرازق التي
لم تلتزم بمواعيد التصوير ولم تحترم زملاءها، وفريق العمل الذي سافر إلى
الإسكندرية لاستكمال التصوير ولم تحضر فكان من المقرر أن استمر في تصوير
طريق الخوف حتى يوم 15-12-2007.
وبسبب
غادة انتهيت يوم 15-8-2008، للأسف الشديد عملت مع مخرج ضعيف الشخصية اسمه
عادل الأعصر، وشركة إنتاج بقيادة خالد الذهبي لا تفقه شيئا في عملها، وكل
ما يعنيني في هذا العمل هو الكاتب طارق بركات وزملائي ما عدا غادة عبد
الرازق بالطبع.
·
لو عرض عليك العمل في مسلسلات الست كوم.. هل
ستوافق؟
لم يعرض
علي عمل من هذا النوع، وأنا لا أفضل هذه النوعية من الأعمال التي أرى أنه
لا قيمة لها ولا تضيف شيئًا للممثل ولا للمشاهد.
البيان الإماراتية في 28
سبتمبر 2008
|