تباينت
الآراء واختلفت حول الدور الذي قدمته سعاد عبدالله في عملها الجديد، لأنها
في هذا العمل قدمت دوراً لم تقدمه من قبل خلال مسيرتها الفنية الطويلة،
وكان بالفعل مغامرة أقدمت عليها، حكم البعض عليها بالنجاح، بينما لم ير
البعض الآخر أي معالم لتحقيق النجاح.
لأنه ومن
وجهة نظرهم أن الفنانة القديرة سعاد عبدالله لا يجب أن تنزل لأي مستوى،
خاصة بعد الارتقاء الكبير الذي حققته على مدى سنوات مسيرتها الفنية. «فضة
قلبها أبيض» للكاتبة هبه مشاري حمادة ومن بطولة سعاد عبدالله، هدى حسين،
عبير الجندي، حسين المنصور، خالد أمين، خالد البريكي، مرام، أسمهان توفيق
وشجون ونخبة من النجوم الشباب.
مسلسل
«فضة قلبها أبيض» دراما اجتماعية يتكلم عن حالة إنسانية، وتؤدي من خلاله
الفنانة القديرة سعاد عبدالله دوراً صعباً للغاية، وبالفعل شكل مفاجأة
للجمهور لأنها بذلت فيه مجهودا كبيرا ذهنيا و عضلياً.
حيث تجسد
سعاد دور امرأة في الخمسين جسديا غير إنها لم تتجاوز العاشرة من عمرها
عقلياً، وتتعامل ببراءة مطلقة مع محيط لا يرحمها ولا يقدر إنسانيتها فتقع
تحت استغلال أخيها وأختها المادي، وتقع في دوامة من أحداث متتالية تقاوم
بها مجتمعا لا يعترف بإنسانيتها وأهليتها العقلية.
وبعد مرور
20 حلقة من المسلسل، نستطيع القول إن الساحة الدرامية الكويتية كسبت مؤلفة
جديدة، لديها مقدرة على كتابة نصوص بشكل محكم ومتعدد الأحداث الفرعية التي
تصب كلها في الحدث الرئيس، وبحرفية شديدة في صياغتها للأحداث و إحداث حالة
من الترقب لدى المشاهد.
وقد تميزت
بتسليط الضوء على ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال فضة التي لا تعي ما يحدث
من حولها،لكنها محبة للخير تكره كل الأشرار،فالرسالة واضحة أن هناك بعض
الذئاب البشرية التي تستغل هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
فالموضوع
الذي طرحته النجمة الكبيرة سعاد عبدالله في مسلسل «فضة قلبها أبيض» يعتبر
من أكبر وأهم الأدوار التي يمكن أن نشاهده على الشاشة، خاصة أولئك الذين
يجهلون الكثير من حياة هذه الفئة الخاصة، وأستطيع القول إنها نجحت بجدارة
بتقديمه للجمهور.
وهذه
شهادة تستحقها بعد أن شاهدت العمل، لأن دور المعاق يعتبر من الأدوار
الحساسة جدا والشخصيات التي تحتاج إلى تقنية عالية لأدائها، فهي ليست مجرد
دور يقوم به الفنان، ولكنه دور يحتاج إلى موهبة وقناعة في مثل هذه الشخصيات
التي تعيش حالة خاصة لكي تستطيع أن تؤديها بطريقة صحيحة.
قدمت سعاد
عبدالله هذه الشخصية بطريقة صحيحة ، فلم تبالغ فيها ، ولم تجعل منها أضحوكة
ولم تخرج عن المألوف في مثل هذه الحالات، بل ظلت في حدود الشخصية بصورتها
العامة التي نعرفها جميعاً، فقد غامرت في الاختيار ونجحت في الأداء
،واستطاعت ان تستنفر النقاد والمشاهدين في «فضة .. قلبها أبيض».
وبالنسبة
إلى الممثلين نقول إن سعاد استطاعت أن تتجدد في دور فضة المركب، ولعبته
بصورة يتعاطف معها كل من يشاهدها، وإن كان البعض قد رأى أن الدور غريب
عليها، كما تألقت أيضاً الفنانة هدى حسين في شخصية الشريرة فايقة التي أعمى
قلبها حب المال، فاستغلت أختها المسكينة.
وجسد كل
من خالد البريكي وخالد أمين وحسين المنصور واسمهان توفيق وعبير الجندي
أدوارهم بتميز، ويبقى اكتشاف مريم عبد الوهاب من مميزات المسلسل، إضافة إلى
الظهور الجيد لفاطمة الصفي وشجون الهاجري. أما غافل فاضل فقد قدم رؤية
اخراجية مناسبة للنص واظهر امكانات الممثلين.
ختاما ..
تبقى سعاد عبدالله الباحثة عن ذوات الآخرين في فنها ورسالتها، هي الرسالة
الانسانية التي قدمتها المبدعة «أم طلال» من خلال «فضة»، والتي مثلت فئة
ذوي الاحتياجات الخاصة في هذا العمل أفضل تمثيل، رسالة استوعبناها جميعاً
وفي الوقت نفسه استمتعنا بأدائها الجميل.
البيان الإماراتية في 26
سبتمبر 2008
«أسمهان» يثير غضب عائلة الأطرش
دمشق ـ «الحواس الخمس»
لم تهدأ
الساحة الإعلامية العربية منذ أسابيع بسبب الجدل الدائر حول مسلسل «أسمهان»
الذي يعرض حالياً في بعض المحطات الفضائية العربية، بسبب اعتراضات آل
الأطرش على وقائع المسلسل. بعد الضجة التي أثارها نجل فؤاد الأطرش في
القاهرة، ها هو الكاتب ممدوح الأطرش الذي كتب السيناريو، يتبرأ منه ويطالب
الجهات الانتجاية والمحطات الفضائية بشطب اسمه كمؤلف وكمشرف عليه.
من جهة
أخرى، ذكر موقع «سيريا نيوز» أن عائلة الأطرش تعتزم إقامة مؤتمر صحافي في
الأيام القليلة المقبلة في دمشق بشأن مسلسل أسمهان، معتبرة أن هذا العمل
يشوه تاريخ عائلة يعتز بها الوطن العربي. وقال ممدوح الأطرش: «إن أسمهان لم
تكن كما صورها المسلسل قطعا، وأن العمل تضمن نصاً محرفاً تدخلت فيه الكثير
من الأيادي الخفية الحاقدة، لتشويه تاريخ أسرة عربية عريقة. وعن كتابته نص
المسلسل، أوضح الأطرش قائلاً: «إنني قمت بكتابة هذا العمل بالتعاون مع
الكاتب رفعت الهادي وقمنا على مدى 5 سنوات بالبحث والتمحيص، وجمع المعلومات
عن حياة أسمهان»، مضيفاً انه «بعد إتمام العمل وتقديمه إلى الرقابة، تم
الاعتراض على بعض خطوطه».
وأشار
المؤلف إلى انه بعد ذلك قام بتكليف الكاتب قمر الزمان علوش، لإعادة صياغة
هذا العمل ضمن الخطوط الدرامية المرسومة في النص الأساسي، وفعلا نفذت إعادة
صياغة النص». وفي السياق نفسه، قال الأطرش أنه «تنازل عن النص لشركة فراس
إبراهيم لإنتاجه بشرط وهو موجود في عقد قانوني، بألا يخرج عن خطوط النص
الأساسية». مضيفا أن «إبراهيم قام بتكليف نبيل المالح بإعادة كتابة النص من
جديد، ثم علمت أن المصري بسيوني عثمان تدخل في النص أيضاً». وأضاف الأطرش
انه «بعد مشاهدة حلقات العمل التي تعرض على الفضائيات الآن، وجدناها شذت عن
الخطوط المرسومة مسبقاً، وغايرت تقديم الشخصيات وغالطت الكثير من المواقف
التاريخية التي بنيت عليها ركائز العمل الدرامية».
لافتاً
إلى أن «ذلك أدى إلى موجة غضب منه شخصياً ومن عائلة الأطرش ومن غالبية
الناس». وأعلن الأطرش «انه وعائلته يستنكرون كل ما جاء في هذا العمل جملة
وتفصيلاً»، مضيفا انه «شخصياً سيقوم بمقاضاة الجهات الإنتاجية والمحطات
التي تعرض العمل من دون موافقته بالرغم من توجيه إنذارات متكررة لإيقافه».
وعن
الإنذارات التي وجهت إلى المحطات الفضائية والجهات الإنتاجية، قال الأطرش
انه «بناء على السيناريو الذي وقع بين أيدينا، والذي خالف جذريا كل الحقائق
والوقائع التي ذكرت في النص الأصلي، قمت بتوجيه إنذارات إلى المحطات
الفضائية والجهات الإنتاجية، وذلك قبل عرض المسلسل».
الاسم
والشهرة: ممدوح الأطرش
مكان
وتاريخ الولادة: عرمان
الحالة
العائلية: متزوج
عدد
الأولاد: 4
تاريخ
العضوية في نقابة الفنانين: 15/ 12/ 1973
شهادة:
خريج المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة
أعمال: في
المسرح والسينما والتلفزيون
البيان الإماراتية في 26
سبتمبر 2008
أبطال الدراما بين مأزقي الصورة الملائكية ومصداقية الأداء
القاهرة ـ (دار الإعلام
العربية)
أهم ما
يميز دراما رمضان هذا العام هو التنوع الكبير في موضوعاتها، ما أعطى
انطباعاً عن اختلافها بشكل أضفى عليها سمة الجذب دون الإحساس بالملل، حتى
في وجود العيوب الملازمة لدراما هذا الشهر، مثل المط والتطويل الذي يلجأ له
النجوم بغرض توسيع مساحة أدوارهم، والحصول على أكبر وقت ممكن من ساعات
العرض الرمضاني.
إلى جانب
اتجاه البعض لتفصيل الأدوار، وهو ما أثبت فشله سابقا لعدة أسباب منها
اختفاء السيناريست القادر على إلباس الشخصية الدور الملائم لها، ووصول نجوم
الدراما إلى سن كبيرة لا يجدي معها استخدام أدوات الماكياج، وهو ما يتنافى
مع تأدية هؤلاء النجوم لأدوار السن الصغيرة. رغم ذلك لم تسلم الدراما هذا
العام من نمطية الأدوار المثالية، وإقدام الفنانين الكبار على تقديم
الأدوار المثالية التي تظهرهم في صور ملائكة لا يقترفون الخطأ، وهو ما أفقد
تلك النماذج مصداقيتها لدى البعض، وأظهرها في ثوب السذاجة المتناهية.
وليس أدل
على ذلك من التصريح الذي أدلت به الفنانة سميرة أحمد حين أكدت أنها لن تؤدي
أدوار الشر حتى لا يساهم هذا في تغير نظرة الجمهور تجاهها، وهو تصريح يفتقد
للكثير من الموضوعية، فهذا إن دل فإنما يدل على أن نظرة الفنان للعمل الفني
تقتصر على كونه أداة تقوم بتوصيل صورته الجميلة لجمهوره، وهو ما يتنافى مع
دور الفن عموما من رصد وتشخيص ومحاولة إدراج الحلول للقضايا الراهنة بشكل
موضوعي.
ملائكة
الدراما : وجهة النظر تلك لا تقتصر على الفنانة صاحبة التصريح، بل إنها
تمتد لتشمل الأغلبية الساحقة ممن يعملون في الدراما، ويحملون مسؤولية أعمال
كبيرة، وهو الأمر الذي اعتبره البعض بمثابة ظاهرة تهيمن على مقادير الدراما
في مصر. بنظرة سريعة إلى الأعمال الدرامية المقدمة الآن سنكتشف ما رمينا
إليه، وذلك من خلال تجسيد هؤلاء لأدوار هي بعيدة كل البعد عن الواقعية، بل
إنها تناسب صفات الأنبياء، فسميرة أحمد ويسرا وميرفت أمين دخلن هذا العام
إلى الدراما من باب مفهومهن الخاص.
وبالتالي
ظهرن بشكل ملائكي، وكأنهن مبعوثات العناية الإلهية لتخليص البشرية مما
تعانيه، لذا فقدن مصداقيتهن، ولم يلتفت إليهن الجمهور، واحتلت أعمالهن
مؤخرة سباق الدراما لهذا العام، ولم يشفع لهن مشوارهن الطويل مع الدراما،
ولا حتى النجاحات السابقة لهن.
أيضا فإن
مجدي كامل سار على نفس النهج في مسلسل «ناصر»، وإن كان ليس له يد في الأمر،
ومسؤولية هذا تقع على كاتب المسلسل السيناريست يسري الجندي، الذي أظهر
الزعيم جمال عبد الناصر دراميا، وكأنه مستحق للزعامة منذ طفولته.
وهي صورة
نمطية يتوقعها أي شخص، بغض النظر عن انتماءاته السياسية، فساهم هذا في
اتصاف الشخصية بالملائكية، ومداراة العيوب المعروفة بها، فأتى العمل مناقضا
للواقع في بعض النقاط، مع أنه كان من المفترض التعامل بحيادية مع الشخصية،
لأننا بذلك نؤرخ لتاريخ مرحلة على المستوى العربي.
مصداقية
الأداء
على
الجانب الآخر فإن الفنان يحيي الفخراني فطن لذلك المأزق جيدا، ولم ينساق
خلف المثالية المفرطة، وتعامل مع الشخصية التي يؤديها، وهي شخصية شرف فتح
الباب في المسلسل المعنون بنفس الاسم بشيء من الاحترافية، ليضعها في مكانها
الحياتي بين الأحداث، فشرف رجل متدين يعيش حياته مع أسرته، يحب الخير
للناس، لكنه ليس نبيا، وبالتالي معرض للإغراءات.
وهو ما
جعله يقبل رشوة مقدارها 2 مليون جنيه نظير المكوث في السجن لبعض الوقت،
فيكتشف بعد ذلك جرم ما اقترفه حين تظهر النتائج عليه وعلى أسرته، وهو الأمر
الذي جعل المشاهد يلتحم بالأحداث، وينتظر ما سيحدث لأن الشخصية غامضة
بالنسبة له، ومن الممكن أن تخطئ بعكس لو كانت الشخصية مثالية، حينها سيتوقع
المشاهد الخطوة المقبلة للبطل باعتبار أنه لا يملك حلولا، وأنه ليس أمامه
غير طريق الخير ليسلكه.
نفس الأمر
تمسك به الفنان أحمد رزق حين أقدم على القيام ببطولة مسلسل «هيما» الذي
كتبه السيناريست بلال فضل، فقدم شخصية حقيقية تعيش بيننا، وتعاني من
الأمراض المستوطنة في بيئات مصر حيث تأثير الظروف الاقتصادية، وندرة سبل
العيش، مما يتسبب في عدم الوفاء بالمستلزمات والمطالب الضرورية لتحقيق الحد
الأدنى من الحياة الكريمة، ف«هيما» هو ذلك الشاب المقبل على الحياة.
والذي
يصطدم بمفردات القسوة في الواقع، فينتج عن ذلك شعور حاد بالألم، واليأس،
وسبب نجاح تلك الشخصية في رأينا أنها تعبر عن شريحة كبيرة يعيشون نفس
العمر، ويعانون من نفس المشكلات، فكم من حاصل على مؤهل لا يستطيع الانتفاع
به، ويدور كل يوم في فلك البحث عن مورد رزق، أو أي عمل شريف يقيه سؤال
الناس، لكنه يصطدم بمصطلحات جديدة لم يكن يعرفها، مثل الوساطة والمحسوبية.
المعادلة
الصعبة
في نفس
القائمة يأتي الفنان شريف منير بمسلسله الجديد «قلب ميت» محققا المعادلة
الصعبة، من النجاح الجماهيري وجودة العمل حتى إن كانت هناك بعض الملحوظات
على استهلاك فكرته من قبل، لكن يبقى التوظيف الجديد مؤشرا كبيرا لتحقيق
النجاح المطلوب.. شريف يؤدي من خلال هذا المسلسل دور «رضا أبوشامة» ذلك
الشاب الذي يعيش في كنف أسرة فقيرة.
ويتشرب من
كل أمراض الفقر المعروفة، ورغم تأكيد السيناريو وسيره في طريق أن ذلك الشاب
يتصف بمواصفات خيرة، إلا أن نفس السيناريو أكد على أنه ليس معصوما من
الخطأ، وأن الحاجة تستطيع إجباره على الذل، وبالتالي يقوم ببعض العمليات
غير المشروعة، من أجل المساهمة في إيجاد حلول لأزماته وأزمات الآخرين حوله.
البيان الإماراتية في 26
سبتمبر 2008
|