من المؤكد
أن للممثل والنجم يحيى الفخراني حضوراً خاصاً، رغم اختلاف الأقنعة الفنية
التي يستبدلها من عمل فني لآخر، لا فرق في ذلك بين الفقير المعدوم “عباس
الأبيض” أو الثري المدلل “حمادة عزو”، وهو في كل الحالات التي يدخل فيها
تحت جلد الشخصية التي يجسدها يظل محتفظاً بقدر هائل من العفوية والتلقائية،
وهذا هو السر في حضوره الذي قد يجعلك تصرف النظر أحيانا عن مناطق الضعف في
مجمل هذا العمل الفني أو ذاك، خاصة فيما يتعلق بالمشكلة الأزلية التي لابد
من العثور في يوم ما على حل لها، وهي “مط” القماشة الدرامية إلى ثلاثين
حلقة حتى لو أدى ذلك الى تمزيقها.
ها هو
يحيى الفخراني يعود في مسلسل يحمل مرة أخرى اسم شخصيته وهو “شرف فتح
الباب” ليختفي الممثل البارع وراء “ماكياج” هو في حقيقته ملامح أصيلة قرر
“الممثل” داخل “النجم” يحيى الفخراني أن يبرزها: تجاعيد تحمل آثار الزمن،
وشعر دب فيه الشيب، ولحية خفيفة طغى عليها اللون الأبيض، وأخيراً “زبيبة”
الصلاة على جبهته، وهي ملامح خارجية تدل على الفور مثلما يدل اسمه على
رجل أفنى عمره في العمل الدؤوب، محافظا على أخلاقياته المستقيمة، ليخرج بعد
هذه الرحلة بأسرة مكونة من زوجته التي وقفت إلى جانبه دائما (هالة فاخر)
وأبناء وبنات بعضهم على وشك الانتهاء من دراسته الجامعية المشرفة، ولا يزال
البعض الآخر في بداية الطريق.
تلك هي
الصورة التي سوف تستدعي إلى ذهنك مئات الآلاف من أسر الطبقة الوسطى في مصر،
ومحاولتها الحفاظ على موطئ قدم في سياق اجتماعي أصبح يقصيها يوماً بعد
الآخر، حتى باتت على وشك السقوط إلى هوة الفقر، أو التخلي عن مبادئها لتلحق
بركب الصاعدين إلى أعلى ولو كان على حساب “الشرف” وهذا الاختيار بين نقيضين
كلاهما أشد مرارة من الآخر هو ما سوف يجد البطل نفسه حائراً في اتخاذ قرار
بشأنه، خاصة أن الأزمة تتجسد بالفعل في سياسات اقتصادية راهنة، تقوم على
الخصخصة وبيع ما تبقى من “القطاع العام”، لتترك هذه السياسات ضحاياها في
مهب الريح، لذلك سوف يشعر المتفرجون على الفور بالتوحد مع هذا “البطل”،
الذي سوف يصبح السؤال المطروح بشأنه هو: هل سوف يستطيع أن يحافظ على بطولته
رغم وطأة الواقع، أم أنه سوف يستسلم للتيار؟
اجتمعت في
الحلقات الأولى من “شرف فتح الباب” هذه العوامل وغيرها: حضور يحيى الفخراني،
والأزمة الدرامية الحقيقية التي يواجهها شرف فتح الباب، بالإضافة إلى قدرة
الكاتب محمد جلال عبدالقوي على رسم الشخصيات، ونجاح المخرجة رشا شربتجي في
الإيحاء بأجواء الطبقة الوسطى سواء في تصرفات الشخصيات وتفاصيل حياتها
اليومية الصغيرة، أو في وجود العالم الخارجي من حولها، الذي تراه فتتعرف
إليه لأنه العالم الذي تعيش فيه كل يوم. وفي الحلقات الأولى أيضا استطاع
المسلسل أن يرسم برهافة عالم هذه الأسرة: الأب الحنون الذي اشترك مع الأم
في رحلة طويلة من المعاناة، لكن الحب العميق يربط بين أفراد الأسرة جميعهم،
رغم الظروف الصعبة أو حتى بسببها، وها هما الأب والأم ينتظران القطاف، فإذا
بالحصاد ليس إلا هشيماً بعد تحويل الأب إلى التقاعد المبكر.
سوف
يتساءل الأب في مرارة “هانعيش إحنا وولادنا إزاي؟” وهو سؤال شديد المرارة
يتعلق بطبقة بأكملها وبكل القيم التي آمنت بها عبر عقود طويلة، وإذا كان
التحليل الدقيق لهذه الأزمة يشير إلى أن الخصم الحقيقي “لأبطالنا” هو
النظام الاقتصادي الراهن الذي يعصف بكل شيء دون رحمة، فقد اختار صناع
المسلسل تحويل هذه الأزمة إلى خليط من الميلودراما والنمط البوليسي ودراما
قاعات المحاكم، وبدلا من أن تشير الحبكة إلى النظام الاقتصادي بأصابع
الاتهام، اختارت كالعادة بعض شخصيات فاسدة لتلقي عليها بالمسؤولية لتصبح
القضية فردية بدلا من أن تكون أزمة طبقة، ومجتمع، ووطن.
الخليج الإماراتية في 22
سبتمبر 2008
“ناصر”
أهم من “الدالي” و”فتح
الباب”
أنور
عبدالخالق
على الرغم
من أن الزعيم جمال عبدالناصر كان ولا يزال رغم رحيله “كاريزما” سياسية لعب
دوراً مؤثراً في التاريخ العربي والعالمي، إلا أنه يبدو أن عمق شخصية هذا
الرجل وكيانه الكبير جعل صناع الدراما التلفزيونية والسينمائية يخشون
الاقتراب منه حتى لا يخرج العمل بالقدر الذي يليق به كقائد عربي دعم بدمه
وروحه مبدأ القومية العربية التي نتمناها ونحلم بها هذه الأيام وربما يفسر
ذلك ندرة الأعمال التي طرحت سيرته الذاتية.
وجاءت
المحاولات الفنية السابقة التي استعرضت حياة ناصر مجرد اجتهادات لا ترقى
لرصد حياة قائد عظيم ولم تتجاوز المحاولتين على حد علمي، الأولى: فيلم لعب
بطولته الفنان خالد الصاوي، وإخراج أنور القوادري ولم ينل حظه من النجاح،
والثاني فيلم “ناصر 56” وتألق فيه النجم الراحل أحمد زكي وناقش بعمق قراراً
واحداً اتخذه ناصر هو تأميم قناة السويس.
وأذكر
عندما كنت أتابع الأعمال الرمضانية العام الماضي دارت بخاطري تساؤلات عدة
منها تلك الإمكانات الضخمة التي توفرت لإنتاج عمل رفيع المستوى يخلد سيرة
الملك فاروق، وزعماؤنا من أمثال ناصر لا يجدون من يمول أعمالاً عن نضالهم
ودورهم في الدفاع عن قضايا الأمة.
ويبدو أن
بعضاً من أهل الدراما خجلوا من أنفسهم بعدما وجدوا احتفاءً خاصاً بملك من
أصول غير عربية فقدموا لنا هذا العام عملاً معقولاً، ولن نقول متميزاً هو
“ناصر” الذي كتب قصته المخضرم يسري الجندي وأخرجه باسل الخطيب ويعد شهادة
ميلاد فنية لبطله مجدي كامل الذي تفوق على نفسه في تجسيد شخصية جمال
عبدالناصر واضعاً نفسه في مقارنة فنية مع نجم قدير بحجم أحمد زكي الذي
أقنعنا سينمائياً من قبل أنه جمال عبدالناصر.
الجديد في
“ناصر” المسلسل الذي تبثه عدة فضائيات أنه رصد حياة الزعيم الخالد منذ
مولده، ومن خلاله اقترب المشاهد من تفاصيل كانت غائبة عن نشأة هذا الزعيم
وأفراد أسرته، وكيف ولد زعيماً منذ صغره ونضاله المبكر في أكثر من بلد عربي
ودوره في حرب ،48 ما يفسر للجيل الجديد الأسباب التي من أجلها أيقن هذا
الرجل أن الحل في القومية العربية.
ويرد
المسلسل على بعض النقاط الخلافية حول علاقة جمال عبدالناصر باللواء محمد
نجيب، وصديق عمره عبدالحكيم عامر وأن ما جمعه بهما كان حب الوطن بعيداً عن
أية أغراض شخصية أو مطمع في سلطة. ويبين العمل أن ناصر كان لا يخشى في حب
الوطن العربي الكبير لومة لائم، ويفسر ذلك موقفه من اللواء أحمد نجيب بعد
قيام الثورة، وعبدالحكيم عامر عقب نكسة ،67 إذ قرر بمشورة الضباط الأحرار
تحجيم دور الأول وأقال الثاني بعدما شعر أنه أوقعه في فخ معلومات مضللة
أضرت بالجيش المصري وقدمته صيداً سهلاً للعدو “الإسرائيلي”.
المسلسل
جهد مشكور من العاملين فيه خاصة جهة الإنتاج وهي مؤسسة خاصة، لكنه كان
يستحق أن ترصد له ميزانية ضخمة تخدم مختلف عناصر العمل الفني الناجح مثل
الديكور والأزياء والإضاءة والمؤثرات الصوتية والبصرية، فجميع هذه المقومات
بدت فقيرة جداً بعكس ما وجدناه في مسلسل “الملك فاروق” الذي أبهر المشاهدين
وأعادهم الى عشرينات القرن الماضي، وأعتقد أن ناصر يستحق منا أن نخصص
لسيرته الذاتية ميزانيات تساوي أضعاف ما خصص لفاروق أو حتى “الدالي” أو
“شرف فتح الباب”.
وكما يشدو
المطرب وائل جسار في “تتر” العمل: “لو دار الزمن أو مال.. بدل على البشر
أحوال.. مكانك في القلوب يا جمال..”.
Anwar_abdo@hotmail.com
الخليج الإماراتية في 22
سبتمبر 2008
يطرح قضايا عديدة من دون ملامح
واضحة
نصف درزن دراما تؤصل لقيمة
العائلة
محمد
هجرس
نشاهد
يومياً على قناة “سما دبي” المسلسل الإماراتي “نصف درزن” الذي تدور أحداثه
حول عائلة مكونة من ستة أفراد يمثلون ثلاثة أجيال، ويدور الصراع بين أفراد
تلك الأسرة والمجتمع في قالب درامي مشوق، فالأم “علياء” أرملة مات زوجها
فتحملت مسؤولية أولادها وتحاول مساعدتهم على تحقيق طموحاتهم من دون الخروج
على العادات والتقاليد، لكن هناك “الأصلي” التاجر الذي يحاول هدم كل ما
تبنيه من خلال سيطرته على ابنها مسعود.
تقوم
الفنانة سميرة أحمد بدور البطولة بجانب كل من هاني الشيباني، ومروان
عبدالله صالح، والفنانة البحرينية زهرة عرفات، والفنان الكويتي صالح
الغانم، وأمل محمد، وعادل خميس، وروان، وطلال محمود الذي يمثل لأول مرة،
ويعد اكتشافاً للفنانة سميرة أحمد، لأنه يجيد كوميديا الموقف. وتؤدي هدى
غانم “أم وحيد” ببراعة معتمدة على البساطة، لذا نجحت في جذب المشاهد إليها
كل ليلة، خصوصاً مواقفها مع ابنها “وحيد” الذي يؤديه طلال محمود.
أما
الإضافة الهائلة في العمل فهي بزوغ نجم شاب في سماء الإمارات هو الفنان
مروان عبدالله صالح الذي يؤدي دور “مسعود” ابن سميرة أحمد الفاشل في
دراسته، ورغم ذلك يحمل طموحاً خاصاً في مجال الأعمال.
ورغم أن
المسلسل يؤصل لفكرة العائلة كقيمة لرقي وتقدم المجتمع من خلال خيوطه
العديدة والمتشابكة التي تطرح العديد من القضايا مثل جشع التجار، والتركيبة
السكانية والزواج بأجنبيات، والعمالة الوافدة، وقضايا ذوي الاحتياجات
الخاصة، إلا أن كل تلك الخيوط رغم أهميتها انفرطت مع دخول العمل حلقته
العاشرة لدرجة أن المشاهد يشعر بحيرة الممثل وكأنه يبحث عن الحوار الذي جاء
مترهلاً ولا يخدم البناء الدرامي للعمل.
وظهر
تشابك الخطوط الدرامية التي يحتاج كل منها الى عمل مستقل في المونتاج الذي
اعتمد على رص المشاهد من دون الالتفات الى وجود ترابط بينها. وربما كان
العامل الأساسي في هذا التخبط المزري تدخل سميرة أحمد في السيناريو معتبرة
أنه لمصلحة العمل ويمثل إضافة للنص، فأضافت مشاهد وحذفت أخرى، على اعتبار
أنها المشرفة على الإنتاج لمصلحة تلفزيون سما دبي، لذلك ظهرت في دور الأم
“علياء” بعيدة عن الأمومة فلم تقنعنا في بعض المشاهد التي تستلزم الانفعال،
ففي الحلقة 13 عندما ضربت ابنها “مسعود” على وجهه لأنه رفع صوته على أخته،
فظهرت وكأنها مجرد مؤدية، ولم تؤصل إحساس الأمومة الى المشاهد.
ولا يمكن
أن ننسى أن الإضاءة جاءت في مستوى واحد ولم تتغير طوال الحلقات.
الخليج الإماراتية في 22
سبتمبر 2008
تحمس له منذ قراءة السيناريو
شريف منير: “قلب ميت” عمل غير
مسبوق
القاهرة
- “الخليج”:
بعد غياب
سنوات طويلة عن العمل في التلفزيون فاجأ الفنان شريف منير الجميع ببطولة
مسلسل “قلب ميت” الذي يعرض حالياً على عدة قنوات.
والعمل
جديد تماماً ومختلف ليس فقط بالنسبة لشريف وإنما على صعيد الدراما، كما
يؤكد في هذا الحوار الذي يتطرق الى ظروف عودته الى التلفزيون بعد نجاحاته
السينمائية الأخيرة.
·
لماذا العودة للعمل في التلفزيون؟
العمل في
التلفزيون ممتع جداً للفنان، وكنت أفكر منذ زمن طويل في عمل جيد يستحق
العودة، لكن للأسف مستوى الأعمال الموجودة حالياً ضعيف بالنسبة لي أو
بالنسبة للأعمال التلفزيونية بشكل عام. وأعتقد أنه سينال رضا الجماهير.
و”قلب
ميت” مسلسل كبير جداً وغير مسبوق تجاوزت ميزانية إنتاجه المليون جنيه، وبه
عدد كبير جداً من مشاهد “الأكشن” كان المخرج مجدي أبوعميرة يفكر دائماً في
طرق جديدة لتصويرها، حتى تظهر كل مشاهد العمل بشكل جديد ومختلف تماماً.
ومجدي
أبوعميرة مخرج كبير جداً ومتميز وسعدت جداً بالعمل معه في المسلسل وأتمنى
أن يتكلل مجهودنا جميعاً بالنجاح.
·
هل اشترطت أن تكون عودتك للدراما التلفزيونية
مرة أخرى من خلال البطولة المطلقة؟
لم أشترط
شيئاً، لكن الورق الذي عرض عليّ يحمل البطولة، وإن كنت أرى أن أي عمل ما
دام يمتلك مواصفات الجودة لا بد أن يقدم مهما كان حجم الدور الموجود فيه،
ومن الممكن أن يكون الدور خمسة مشاهد ويترك أثراً كبيراً في نفس المشاهد.
·
ذكرت أن العمل به مشاهد “أكشن”، فماذا عن
أصعب المشاهد بالنسبة لك؟
كل مشاهد
العمل كانت صعبة، لأنها كانت تتطلب تركيزاً كبيراً في كل المراحل، لكن
بالنسبة للأكشن تحديداً هناك مشهد لسقوط مبنى كامل يعمل به والدي في
المسلسل حارساً، وكنت بداخل المشهد الذي تطلب جهداً كبيراً لتدمير المبنى.
·
ماذا عن استعدادك للعمل؟
الاستعداد
بدأ منذ اللحظات الأولى لقراءة السيناريو والتحضير له وجلسات العمل، ونحن
محظوظون بكوكبة كبيرة من النجوم الكبار، وأغلبهم نجوم سينما، وأنا سعيد
جداً بالتعاون معهم جميعاً من بينهم الفنانة الكبيرة غادة عادل وهي نجمة
موهوبة وجمعتني بها مشاهد كثيرة.
·
هل كانت فكرة العرض الرمضاني تؤرقك؟
أنا مؤمن
بأن العمل الجيد يفرض نفسه في أي وقت وعلى أي قناة، ومع ذلك سعدت لأن جهة
الإنتاج سعت لعرض المسلسل على قنوات تحظى بمشاهدة عالية، ولعل ذلك يسهم في
نجاح العمل.
الخليج الإماراتية في 22
سبتمبر 2008
|