أقر
وأعترف بأنني حتي كتابة هذه السطور لم أشاهد مسلسل
'ناصر'
ولكني تابعت المعركة التي احتدمت في الصحافة بمختلف أطيافها قومية مستقلة
حزبية حول عرض المسلسل.. ما أعلنه منتج المسلسل 'محمد فوزي' هو أن تليفزيون
الدولة
رفض عرض 'ناصر' علي أي من قنواته الأرضية.. بينما رحب بعرض
الجزء الثاني من مسلسل
'الدالي'
الذي أنتجه أيضا.. لم نسمع تأكيد أو تكذيب من أي من المسئولين في
التليفزيون المصري لهذا الخبر ولهذا تعامل مع الجميع باعتباره حقيقة لا
تحتمل
الشك.. رغم أنه كان ينبغي قبل أن نبدأ في إجراء أي تحقيق صحفي
تشارك فيه كل
الاتجاهات الفكرية والسياسية أن نضمن أن هناك بالفعل خبر موثق وبعده تتباين
الآراء
في التحليل!!
ولهذا
فأنا لا أعقب هذا المرة علي الخبر الذي لم يتأكد بعد ولم
ينفه أيضا أحد.. ولكني أحاول أن أقرأ كيف يسيطر الفكر السياسي علي تحليلنا
الفني؟!
هل نحن
بصدد موقف سياسي أم عمل فني.. الصحيح أننا بصدد مسلسل درامي عن
حياة زعيم الأمة 'جمال عبدالناصر'.. يظل السؤال الأجدر بالبحث
عن إجابة هو هل أخفق
صناع العمل الفني في تقديمه أم أجادوا بغض النظر هل أنت 'ناصري' أم
'ساداتي'.. هل
أنت مع الاشتراكية أو الانفتاح.. كل هذه الأسئلة خارج السباق الفني ولكني
لاحظت أن
هناك خطأ متعمدا من البعض وبحسن نية عند البعض الآخر وهو أن
الكل سواء في دفاعه أو
رفضه لعرض المسلسل يتحدث عن 'جمال عبدالناصر' الزعيم ويقحم مسلسل 'الملك
فاروق' في
المعادلة؟!
القضية
الفنية تحولت إلي قضية سياسية.. دعناأولا نضع بعض القواعد وهي
أنك إذا أعجبك فيلم 'ناصر 56' فأنت لست بالضرورة ناصريا والعكس
أيضا صحيح والذين
أعجبهم فيلم 'أيام السادات' ليسوا هم أيضا بالضرورة ساداتيون والدليل أنه
بعد عامين
من عرض فيلم 'ناصر 56' للكاتب 'محفوظ عبدالرحمن' والمخرج 'محمد
فاضل' وبطولة 'أحمد
زكي' عرض فيلم 'جمال عبدالناصر' للمخرج
السوري 'أنور القوادري' وبطولة 'خالد
الصاوي' وعدد من الذين أشادوا بالفيلم الأول كانت لهم تحفظات سلبية علي
الثاني فهل
هؤلاء أصبحوا من أعداء 'جمال عبدالناصر'.. تكرر هذا الأمر مع 'الملك فاروق'
في
العام الماضي.. الدولة لم تتحمس لإنتاج المسلسل لأسباب سياسية
حيث أنه علي مدي عشر
سنوات متتابعة تتقدم 'د.لميس جابر' بالسيناريو إلي وزارة الإعلام في عهد
وزير
الإعلام الأسبق ورئيس مجلس الشوري الحالي 'صفوت الشريف' الذي ألمح لها بأنه
ليس
وقته الآن أن يقدم التليفزيون مسلسلا عن 'الملك فاروق'.. لم
يتحمس التليفزيون لعرضه
وعرض حصريا في رمضان الماضي علي قناة M.B.C
وكان من
نصيبه النجاح الطاغي الذي فسره
البعض
بأنه حنين 'نستولوجيا' للعهد الملكي وبعضهم اعتبره احتجاجا علي الثورة وعدد
ليس قليل ترك كل شيء متعلق بالمسلسل وأخذ يسأل لماذا يسند دور 'الملك
فاروق' إلي
الممثل السوري 'تيم الحسن' هل نضبت مصر؟!
الكل كان
لديه أسبابه الرافضة أو
المؤيدة ولكن ليس للمسلسل كعمل فني وإنما للرؤية السياسية هل أنت مع عودة
الملكية
أم
ترفضها وكأنه من الممكن أن تعود عقارب الزمن إلي ما قبل 23 يوليو ..1952
لقد نجح
المسلسل فنيا قبل أن يحظي بكل هذه المناقشات السياسية والتي
كانت مجرد توابع
لزلزال
النجاح الفني وأظنها ستتجدد عند عرض مسلسل 'ناصر' أرضيا أو فضائيا.. ولكنها
في
الحالتين سواء نجح المسلسل في جذب الجمهور إليه أو أخفق في تحقيق ذلك فإنه
سيظل
قادرا علي إثارة الجدل في الحالتين.. مثل مسلسل 'العندليب'
و'السندريللا' اللذين
أخفقا قبل عامين رغم ما تمتع به 'عبدالحليم حافظ' و'سعاد حسني' من جماهيرية
ضخمة
إلا أن الرؤية الفنية أساءت للمسلسلين ومن لم يعجبه 'السندريلا' لم يكن
كارها لسعاد
ومن صدمه مسلسل 'العندليب' لم يكن أبدا من حزب 'فريد الأطرش'؟!
هكذا أري
مسلسل 'ناصر'
الذي كتبه 'يسري الجندي' وأخرجه 'باسل الخطيب' ولعب بطولته 'مجدي كامل'..
ينبغي ألا نخلط الأوراق إذا كان التليفزيون لديه موقف من عرضه أرضيا أقصد
إذا ثبت
ذلك بالدليل القاطع نصبح بصدد خطأ بين لأنه علي المستوي السياسي لا أتصور
أن الدولة
ترفض إلقاء الضوء علي 'عبدالناصر' والثورة لا تزال تحتفل
بعيدها وأغاني 'جمال
عبدالناصر' تذاع ليس فقط في المناسبات الوطنية ولكن في الكثير من الأحيان
تقدمها
محطة الأغاني التابعة رسميا للإذاعة المصرية.. التغني ليس فقط بالثورة ولكن
بزعيم
الثورة دائما ما يتجدد ويتردد.. فلو كان هناك توجه سياسي بمنع
الحديث عن الزعيم 'جمال
عبدالناصر' فإن الأولي بالمنع أغاني 'عبدالناصر'.. إذن ليس اسم 'عبدالناصر'
هو
المسئول عن استبعاد المسلسل أرضيا.. هل اسم بطل المسلسل لأنه ليس من النجوم
القادرين علي الجذب الإعلاني.. 'مجدي كامل' لا يزال بعيدا عن النجومية
بمعناها
المباشر إلا أن هذه الحجة مردود عليها بأن التليفزيون يعرض عدد
من مسلسلاته بعيدا
عن
ذروة توقيت الإعلان وعلي هذا كان من الممكن شراء المسلسل لعرضه في غير
توقيت
ذروة الإعلانات!!.. إذا كان المسلسل من الناحية السياسية لديه أوراق تصب
لصالحه
يكفي أن مسلسل 'الملك فاروق' حقق كل هذا النجاح وكان الأولي
للدولة أن تعرض مسلسل 'ناصر'
ليؤكد أن فساد العهد الملكي كان مبررا قويا لقيام الثورة.. لاشك أن هناك
غموض ما متعلق بمسلسل ناصر ولكن يظل أن الأهم في هذه المعادلة هي أننا
سنشاهد
المسلسل فضائيا أو أرضيا وسوف تتضاءل كثيرا تلك التخمينات
السياسية ما بين محب أو
رافض لجمال عبدالناصر.. ستسقط كل هذه المؤثرات وسيبقي فقط شيء واحد فقط وهو
ناصر
'المسلسل'
وليس ناصر 'الزعيم'.. ناصر المسلسل هو فقط القادر علي أن يدافع عن نفسه
وحقه في العرض إذا امتلك قوة الجذب الفني فسوف يجد لنفسه مكانا أفضل وأقوي
من العرض
الفضائي والأرضي وهو العرض الدائم علي قناة مشاعرنا وقلوبنا!!
أخبار النجوم المصرية في 28
أغسطس 2008
دراما مرئية
النجوم واللجان
د. حسن عطية
في حديث
تليفوني دار حول استضافته ببرنامج تليفزيوني مصري،
انفعل بطل أحد المسلسلات المتصارعة للعرض علي احدي القنوات الأرضية في
الشهر
الفضيل، ورفض بشدة الإدلاء بأي تصريح أو الحضور بأي من البرامج
التابعة للتليفزيون
المصري، عام وخاص، بسبب موقف التعنت الذي يقفه هذا التليفزيون منه شخصيا،
ومن
أعماله الفنية بالتبعية.
ولأني لا
أعرف شيئا اسمه (التليفزيون المصري)، بل أعرف
أن
هناك بشرا يديرون هذا الجهاز، يتحدد وجودهم في رئيس للتليفزيون ورؤساء
للقنوات،
يترأسهم أمين عام اتحاد الاذاعة والتليفزيون والسيد وزير
الاعلام، وتتخللهم قيادات
تدير ادارات ذات مسئوليات محددة في اختيار واجازة ما يعرض علي الشاشات
الأرضية
والفضائية الحكومية، ولا أعتقد أن لأي منهم موقفا خاصا تجاه مسلسل ما، حتي
ولو راجت
الشائعات حول توجهات سياسية تمنع عرضه، أو تجاه ممثل بعينه،
مهما تصور أن وراء
الأكمة شيئا شخصيا، فعرض مسلسل ما في الشهر الفضيل الذي تتنافس عليه عشرات
المسلسلات يرجع دوما لنجومية أصحابه، ومدي ما يدره من مال إعلاناته بناء
علي هذه
النجومية بصورة أساسية، فالدراما صارت سلعة، والقنوات لم تعد
خدمية، والمال هو
المنتج والموزع، وهو الذي دفع قيادات التليفزيون إلي إحراجها للجان مشاهدة
واختيار
المسلسلات التي ستعرض خلال رمضان علي القنوات المصرية، بعد أن صرحت أو سربت
أو تسرب
عنها الأسبوع الماضي أخبارا عن شراء مسلسلات النجوم 'نورالشريف'
و'يحيي الفخراني'
و'يسرا' لعرضها علي هذه القنوات، ووضع خريطة الشهر الدرامية كاملة قبيل
بدايته
بعشرة أيام، ربما جذبا للاعلانات، أو درءا لشبهة عدم التنظيم المسبق، وخوفا
من
اتهام بالتقصير ووضع الخريطة الرمضانية قبل بداية الشهر بساعات
قليلة.
إلا أن
هذا
الاعلان أو التسريب قد أدي إلي احراج لجان المشاهدة المعلن عنها ايضا قبل
ذلك
بأسبوعين، وصار التساؤل دائرا حول الهدف من عملها، خاصة بعد ان تقلصت أيام
جلساتها
من شهرين إلي ثلاثة أسابيع متقطعة، وحول الأسباب الخفية لمنع
عرض مسلسلات بعينها،
ولنجوم بعينهم، بغض النظر عن مستوي جودتها. صحيح أنه من حق الشعب المصري ان
يري
نجومه علي قنواته الأرضية غير المشفرة، ولكن الصحيح ايضا ان من حقه أن
يشاهد
المتميز من مسلسلاته الدرامية، وعلي طول العام، بعد أن تم
اختزال النجوم في بضعة
أفراد، واختزال السنة في شهر واحد، بل واختزال موضوعات الدراما في تيمات
محددة
وشخصيات نمطية متكررة.
لهذا لا
أعتقد أن هناك موقفا شخصيا من صديقي الفنان، بل
هي
حسابات الربح والخسارة التي تتحكم في خريطة البث، وتصل لأنماط الانتاج،
التي
جعلت النجم يتحصل علي الملايين، لمعرفته بأنه قد صار سلعة يباع
بها مسلسله، وتجني
شركات الانتاج والاعلانات الملايين المماثلة، أما عن الأفكار والرسائل
المجتمعية
المستنيرة، فتأتي بعد ذلك، وربما لاتأتي مطلقا، فالفن قد أضحي سلعة في
سوبرماركت
الحياة.
أخبار النجوم المصرية في 28
أغسطس 2008
|