سيطرة
النجوم الكبار وتلعثم الممثلين الشباب واستبعاد
المواهب الجديدة تكلف المسلسلات المصرية غاليا لدى المشاهد.
اعتدت كل
عام، مع
قدوم شهر
رمضان، أن أترقب ما تطل به علينا التلفزيونات والفضائيات العربية من
مسلسلات جديدة ومتنوعة، مصرية، سورية، خليجية.
الدراما
السورية أراها متجددة من حيث القصة والممثلين، دائما فيها تجدد وتطور
عام بعد عام، الدراما الخليجية أيضا استطاعت أن تحتل مكانة بارزة في
فضائياتنا.
أما
الدراما المصرية والتي تعتبر الأقدم والأسبق ومن المفروض أن تكون الأكثر
احترافية وتجددا، فقد أصبحت عبارة عن دراما عجائز بسبب سيطرة النجوم الكبار
عليها
وعدم إتاحة الفرصة للمواهب الجديدة كما هو الحال في الدراما السورية.
نجوم
السينما المصرية الكبار سنا وتجربة، لجئوا للتلفزيون في السنوات الأخيرة
بطريقة أصبحت تضرهم أكثر مما تنفعهم. ففي الغالب تكون الأدوار المسندة
إليهم إما
مكررة أو لا تناسب سنهم. ولا مجال هنا للحديث عن العمليات التجميلية التي
لا تفيد
في إخفاء السن وإكساب مصداقية للنجمة الكبيرة المتقدمة في العمر.
بالنسبة
للنجوم الرجال، وإن كانت مواضيع مسلسلاتهم تناسب أعمارهم، إلا أن
سيطرتهم على البطولة المطلقة ودوران محور القصة حولهم فقط، يفقد العمل
الكثير من
الأمور التي قد تساهم في رفعه وإنجاحه، ليس جماهيريا بل فنيا ونقديا أيضا.
لا أدري
لماذا تصر الدراما المصرية على تهميش باقي الممثلين وتوظيفهم فقط لخدمة
الفكرة الرئيسية والتي هي دائما بطل أو بطلة العمل الدرامي، كما أن اختيار
الوجوه
الشابة في الدراما المصرية يكون أحيانا غير موفق، ويبدو الممثل الجديد
وكأنه لا
يجيد الكلام ولا التمثيل، بينما تبهرني في الغالب الوجوه الجديدة السورية
لما أجد
لديها من إتقان واحتراف في تقمص الأدوار، والدليل أن أغلب الوجوه الجديدة
بالمسلسلات السورية لموسم معين، تصبح نجوما متلألئة في الموسم القادم، مما
يدل على
توفر فرص الظهور والنجاح لدى صاحب الموهبة الحقيقية.
ليس من
السهل لديّ القول عن الدراما المصرية التي تربينا عليها أنها دراما
عجائز، لكنها هكذا إلى حين وصول رياح التجديد إليها.
جمال
الدين بوزيان
ناشط
اجتماعي جزائري
djameleddine1977@hotmail.fr
ميدل إيست أنلاين في 27
أغسطس 2008
|