فى موقف
مهيب شيع ظهر الثلاثاء الماضى جثمان المخرج المصرى العالمى يوسف شاهين من
كنيسة القيامة "بطريركية الروم الكاثوليكية" بحى الظاهر بوسط القاهرة، حيث
وصل جثمان الفقيد الراحل فى 11.30صباحا ملفوفا فى علم مصر وبدأت صلاة
القداس فى مقر الكنيسة، والذى استمر لما يقرب من الساعتين متواصلتين، حيث
شارك فيه عدد كبير من أقباط مصر، قساوسة ورهبان.
تقدم تشيع
الجنازة أسرة الفقيد الراحل يتقدمهم ابن شقيقته المنتج جابى خورى، كما حضر
الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون النيابية والقانونية، نائبا عن الرئيس محمد
حسنى مبارك، كما شارك فى تشييع الجنازة المهندس ماجد جورج وزير الدولة
للبيئة، وأحمد ماهر وزير الخارجية السابق، واللواء إسماعيل الشاعر مدير امن
القاهرة، والسفراء الأجانب بالقاهرة من بينهم السفير الألمانى والسفير
الفرنسى والمستشار الثقافى الأمريكى وسفير لبنان وعدد كبير من أعضاء السلك
الدبلوماسى بالقاهرة كما شارك أيضا فى تشييع الجثمان عدد كبير من فنانى مصر
تقدمهم الدكتور أشرف زكى نقيب الممثلين، وخالد يوسف، حسين فهمى ومحمود يس
وشهيرة ومحمود عبد العزيز ولبنى عبد العزيز والهام شاهين ويسرا عزت
العلايلى، مادلين طبر، جميل راتب، والمخرج توفيق صالح، فاروق الفيشاوى،
لبلبة، ممدوح الليثى، سهير عبد القادر مدير مهرجان السينما، خالد النبوى.
كما شارك
فى تشييع الجنازة عدد كبير من رجال الدولة والسياسيين والأحزاب، من بينهم
الدكتور محمود أباظة رئيس حزب الوفد، ومنير فخرى عبد النور عضو اللجنة
العليا بالحزب، وعدد كبير من المثقفين والكتاب والموسيقيين، يتقدمهم جماهير
غفيرة من عشاق فن المخرج الراحل.
وبعد
الصلاة على الفقيد تم نقل جثمان الراحل على أعناق تلاميذه وأصدقائه ومحبيه
من الفنانين، ملفوفا فى علم مصر على سيارة تم تغطيتها بالكامل بعلم مصر
أيضا، ليدفن بمدافن الأسرة بحى الشاطبى بمدينة الإسكندرية.
وكان
الفنان حسين فهمى قد أصيب بحالة إغماء شديدة نتيجة الانفعال قائلا: فقدت
اليوم أستاذا وصديقا ومعلما، أحب السينما بدرجة العشق والجنون ولن ننسى له
أعماله التى ستظل خالدة فى تاريخ السينما، وغالب الفنان محمود يس دموعه
قائلا: فقدت الأمة العربية والعالم اجمع اليوم صاحب اكبر إبداع، وأعظم مخرج
عرفته السينما المصرية والعالمية.. فقدنا اليوم يوسف شاهين.
أما
الفنانة يسرا التى لم تتمالك نفسها من شدة البكاء وانهارت تماما، ولم تستطع
الحديث، واكتفت بالقول: أنا اليوم فى وداع أبويا!!
وكانت
الكنيسة قد تزينت بمجموعة كبيرة من صور المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين،
وصور لأشهر أعماله السينمائية والجوائز التى حصل عليها طيلة مشواره الفنى،
إضافة لبعض الصور التى حملها طلاب أكاديمية الفنون بالهرم لبعض أعماله.
المثير فى
الأمر أن شائعة سرت بين أغلب من حضروا جنازة المخرج الراحل، تؤكد انه أوصى
تلميذه المقرب، أنه فى حال وفاته، وبعد أن يتم الصلاة عليه فى الكنيسة، أن
يتجهوا بجثمانه ليخرجوا به من مسجد عمر مكرم، ليس كما فسر البعض الشائعة
بين مصدق ومكذب، أنه ربما أشهر يوسف إسلامه قبل رحيله، وهذا ليس صحيحا
بالمرة، فقد كان عليه رحمة الله أشجع من أن يكتم ذلك، ولو كان فعلها
لأعلنها صراحة مهما واجه من حروب، ولكنه أراد أن يضرب المثل الأخيرة على
مصريته ووطنيته، حتى بعد رحيله، وأنه لا فرق بين مسيحى ومسلم على أرض مصر،
وأنه كما قدم صلاح الدين الأيوبى والمهاجر والمصير، ليحارب بهم الفتنة
الطائفية، أراد بإبداع أخير أن يواجه من يدعون أن هناك عنصرين للأمة، وهناك
فرق بين مسيحى ومسلم، بهذا الطلب الشجاع، ولولا الخوف من تفسيرات البعض
وتاويل ذلك لتم تنفيذ الوصية كما أراد رحمه الله.
العربي المصرية في 3
أغسطس 2008
|