أسأل نفسي
وأنا أتذكّر
أن مخرجين جيّدين آخرين في مقدّمتهم كمال الشيخ وصلاح أبو سيف، مرّوا من
هنا (اي من
هذا العالم الى سواه) من دون أن يتحرّك أحد لأكثر من فعل الكتابة عنهم.
طبعاً ليس
كل فقيد يمكن أن يُثير إهتماماً يرتفع عن مستوى الكتابة، لكن خذ كمال الشيخ
وصلاح
أبو سيف وبركات وعاطف سالم وسواهم من المخرجين الجيدين في مصر، تجد أنك
أمام كم كاف
لتأليف عدّة تظاهرات من عدّة جوانب وليس من جانب واحد٠
الواقعية
في السينما
المصرية، الفلاح في السينما المصرية. صلاح أبو سيف- نجيب محفوظ في السينما
المصرية،
الفيلم البوليسي في السينما المصرية، السينما العاطفية في السينما المصرية،
السينما
السياسية في السينما المصرية، هذا عدا تظاهرات مخصّصة لبعض هذه الأسماء٠
لكن
أهون
الأمور هو الكلام العاطفي والإنشائي في المناسبات. إسترجاع آيات الأسى
والأسف
والدعاء للفقيد بالغفران ودخول الجنّة كما لو أنه أمضى كل حياته لأجل أن
يتبارى
البعض بالكتابة عنه في هذا النطاق ولكي يكسب دعواتهم ليوم او يومين ثم
المضي في
الحياة بإنتظار الفجيعة الأخرى٠
ماذا لو
أن وزارة الثقافة المصرية نظّمت عروضاً
خاصّة بأفلام يوسف شاهين الأهم (نحو عشرة او إثنا عشر) واتصلت بمتحف الفيلم
في
النمسا او بالناشنال فيلم ثيتر في لندن او بالسينماتيك في تورنتو او
بمهرجان شيكاغو
او مهرجان مونبلييه او سواهما (والمهرجانات ما شاء الله كثيرة) وعرضت هي
تمويل
تظاهرة خاصّة بالمخرج الراحل؟
عادة ما
يحدث هو أن يتقدّم أحد المهرجانات من
المسؤولين ومن المنتجين طلباً *
لأفلام
السينمائي، راحلاً كان او موجوداً،
والطلب منهم مساعدتها في الحصول على أفلامه لعرضها٠
شركة مصر
العالمية التي
يديرها غابي خوري عادة تلبّي وتنطلق ولا تتأخر في مثل هذه الأمور. إنها
شركة محترفة
لمحترفين، لكن ليس كل أفلام يوسف شاهين من إنتاجها وسيكون للتظاهرة نصيب
أوفر من
الإهتمام لو قامت وزارة الثقافة بنفسها بالإتصال بتلك المراكز السينمائية
الكبيرة
حول العالم مقترحة مثل هذه البرمجة وبالتأكيد ستجد تلك المراكز تشكرها
سلفاً
وتتمنّى٠
والا ما
سينجلي عنه الأمر هو إحتفاءات محليّة ومقالات صحافية ثم تستمر
الحياة
كما هي من دون جديد٠
مدونة "ظلال وأشباح" في 29
يوليو 2008
|