المخرج
المصري الراحل أسس اهم واوسع مدرسة سينمائية أثرت في
عدد كبير من المخرجين.
القاهرة -
ترك المخرج السينمائي المصري يوسف شاهين صاحب المدرسة السينمائية
الاهم في العالم العربي الذي توفي الاحد عن 82 عاما اعمالا
ملتزمة سياسيا واجتماعيا
اتخذت من مصر خلفية عامة لها.
ولد يوسف
جبريل شاهين العام 1926 في الاسكندرية (شمال مصر) وهو من عائلة لبنانية
انتقلت للعيش في مصر في نهاية القرن التاسع عشر.
وبعد
دراسته الابتدائية والثانوية في الاسكندرية انتقل الى كاليفورنيا في
الولايات المتحدة حيث درس صناعة الأفلام والفنون المسرحية.
عاد شاهين
الى مصر منارة السينما العربية حينها وعمل مساعدا للمصور السينمائي
الفيز اورفانالي الذي مهد لفرصته الاولى في الاخراج مع فيلمه
الاول "بابا امين".
وبدأ تصوير الفيلم العام 1949 وعرض في العام التالي 1950 ولم يكن شاهين
تجاوز
الثالثة والعشرين.
وبعد عام
على ذلك استطاع ان يشارك بفيلمه الثاني "ابن النيل" في مهرجان كان
للسينما مطلقا شهرته كمخرج يفارق اللغة السينمائية المصرية
المعروفة في حينها.
عندها
بدأت انطلاقته التجريبية التي لم تتوقف طوال حياته الفنية التي امتدت ما
يقارب عن 60 عاما.
ويرى نقاد
ان استمرار تجربة يوسف شاهين السينمائية لم تتوقف بسبب مواقفه
الاجتماعية والسياسية الواضحة التي عبرت عنها افلامه.
ويقول
الناقد السينمائي كمال رمزي "استطاع شاهين من خلال ذلك ان يشكل اهم واوسع
مدرسة سينمائية في مصر (..) كانت مدرسة تعليمية حقيقية اثرت في
عدد كبير من
المخرجين الذين عملوا معه في افلامه واستفادوا منه كل بطريقته".
وقد تتلمذ
على يديه العديد من المخرجين مثل يسري نصر الله والراحل رضوان الكاشف
وعلي بدرخان وخالد الحجر وخالد يوسف ومجدي احمد علي وعماد
البهات.
ويعتبر
المخرج داود عبد السيد الذي عمل مع شاهين مساعد مخرج في فيلم "الارض" وهو
من
العلامات المميزة في السينما المصرية ان "اهمية شاهين تنبع من انه شكل
مدرسة
حقيقية مباشرة وله تلامذته الذين تعلموا منه" موضحا "شكل اهم مدرسة انتاجية
حيث خرج
اهم
المنتجين في السينما المصرية".
وكذلك قدم
شاهين وجوها هامة في السينما المصرية اهمها الفنان الذي وصل الى
العالمية عمر الشريف عندما اختاره للمرة الاولى للوقوف امام
فاتن حمامة في فيلم "صراع
في الوادي".
وقدم عدد
كبير من نجوم السينما المصرية افضل ابداعاتهم في افلامه واصبح عدد منهم
من ابطال الافلام التي اختيرت من ضمن اهم مئة فيلم مصري خلال
مئة عام.
ومن
ابرزهم الفنان محمود المليجي الذي قدم افضل ادواره في السينما المصرية في
فيلم "الارض" وكذلك فاتن حمامة التي قدمت افضل ادوارها معه في
فيلم "صراع الوادي"
ويسرا في فيلم "المهاجر" و"حدوته مصرية" والراحل احمد زكي في فيلم "اسكندرية
ليه"
الى جانب
محسن محي الدين ونور الشريف في "المصير" و"عودة الابن الضال".
هذه
المسيرة والرحلة الطويلة التي امضاها في السينما المصرية قرابة ستين عاما
استطاع شاهين خلالها ان يفرض ثقله الفني والابداعي بشكل لا لبس
فيه فلا يمكن لاحد
محليا او عالميا ان يتطرق للسينما العربية من دون ان تكون تجربة شاهين في
مقدمتها.
وظهر ذلك
بشكل واضح عندما قام النقاد السينمائيون المصريون باختيار عشرة من
افلامه من بين اهم مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية بمناسبة
مرور مئة عام على
انطلاقتها.
وهو احد
السينمائيين القلائل الذين اعتمدوا على انفسهم في تمويل افلامهم خصوصا
بعد توقف دعم الدولة له اثر فيلم "العصفور" الذي هاجم فيه
الدولة متهما اياها
بالتسبب بهزيمة حزيران /يوينو 1967. فأسس شركته وعمل على الانتاج المشترك
لتمويل
افلامه خصوصا مع منتجين فرنسيين.
وحصل
شاهين خلال رحلته الفنية على العديد من الجوائز من اهمها ذهبية مهرجان
قرطاج السينمائي التونسي العام 1970 وجائزة الدب الفضي في
برلين عن فيلمه "اسكندرية
ليه" العام 1978 وهذا الفيلم هو اول افلام سيرته الذاتية التي قدمها باربعة
افلام
الى جانبه افلام "حدوته مصرية" و"اسكندرية كمان وكمان" و"اسكندرية
نيويورك".
وتوج عمله
بفوزه بجائزة اليوبيل الذهبي لمهرجان كان للسينما في العام 1997 عن
مجمل اعماله. ومنحته الحكومة الفرنسية وسام شرف من رتبة فارس
العام 2006.
موقع "ميدل إيست
أنلاين" في 28
يوليو 2008
|