في الصباح
الباكر، آثر يوسف شاهين أن يرحل بعد أن مهد لأحبائه وجمهوره رحيله، ظل أكثر
من شهر ونصف الشهر في الغيبوبة، حتى رحل بهدوء، نتذكره جميعا وهو يتحاور
بتلقائية شديدة، نتذكره عندما صعد على المسرح في مهرجان كان بفرنسا عام
1997، ظل يحمل الائزة والجمهور يصفق له أكثر من خمس دقائق متواصلة، شعرنا
جميعا بالفخر كمصريين وعرب، شعرنا أن العالم يصفق لنا في صورة لشاهين.
شاهين
عاشق الإسكندرية، سيذهب لها غدا ولكن بلا عودة، فقد رحل بعد 82 عاما في هذه
الدنيا، ظل فيها يعمل ويعمل، حوالي 60 عاما من العمل السينمائي، قدم فيهم
42 فيلما من أهم ما في السينما المصرية.
يوسف الذي
عاد من فرنسا بعد أن كان بها للعلاج بعد دخوله في غيبوبة في مصر، ودخل إلى
المستشفى العسكري بالمعادي، أعلنت المستشفى صباح اليوم رحيله، كي تبدأ
الأحزان من جديد برحيل أهم المخرجين على مدار التاريخ السينمائي المصري،
وسيظل يوسف بالمستشفى إلى الغد وهو موعد خروج جنازته من كنيسة الروم
الأرثوذكس بمنطقة الفجالة بوسط القاهرة، حيث ستخرج الجنازة ليسافر الجثمان
إلى الإسكندرية، وهي الدينة التي ولد ونشأ بها شاهين، ليدفن في مدافن
العائلة هناك، ومن المتوقع أن تشهد الجنازة حضور العديد من الشخصيات الفنية
التي عشقت شاهين، كما يتوقع أن يحضر شخصيات سياسية مهمة للغاية في وداع
شاهين، فضلا عن حضور الجماهير التي كان شاهين بالنسبة لها رمزا من رموز
الوطن، لتخرج الجنازة شعبية رسمية.
ومن
المقرر أن يقام بعد غد قداس بنفس الكنيسة التي سيخرج منها الجثمان ويقام
العزاء في نفس اليوم.
شاهين من
مواليد مدينة الإسكندرية عام 1926، يوسف وهو من أقدم المخرجين في مصر، وبدأ
عمله في السينما مع بداية الخمسينيات من القرن الماضي بفيلم بابا أمين،
وقدم أكثر من فيلم دخلوا ضمن قائمة أفضل الأفلام العربية مثل أفلام صراع في
النيل وصراع في الوادي وباب الحديد والناصر صلاح الدين والأرض والاختيار
وعودة الابن الضال وغيرها من الأفلام التي وصل عددها إلى 42 فيلم، وحصل على
جائزة الدب الفضي من مهرجان برلين الدولي عن فيلم إسكندرية ليه عام 1978،
كما حصل على جائزة اليوبيل الذهبي لمهرجان كان السينمائي الدولي عن مجمل
أعماله بعد عرض فيلمه المصير عام 1997، وكانت آخر أفلامه "هي فوضى" والذي
شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا الدولي والذي عرض نهاية العام
الماضي، وحقق نجاحا جماهيريا كبيرا، وشارك في إخراجه تلميذه خالد يوسف.
muhammadabdelaziz999@hotmail.com
موقع "إيلاف" في 27
يوليو 2008
أكثر من نصف قرن من
السينما
رحيل المخرج المصري يوسف
شاهين
إيلاف:بعد
اسابيع من الغيبوبة الكاملة، توفي اليوم المخرج المصري الكبير يوسف شاهين
عن عمر تجاوز 82 سنة ، قضى معظمها في السينما. حيث بدأ مسيرته السينمائية
عام 1950، وقدم خلال النصف القرن الماضي مجموعة من أهم افلام السينما
العربية واكثرها شهرة واثارة للجدل مثل باب الحديد ، الارض ، الإختيار ،
عودة الابن الضال. العصفور. المخرج المصري هو ايضا اول مخرج مصري قدم جزء
كبير من سيرته الذاتية في اربعة افلام هي ، حدوتة مصرية ، اسكندرية ليه ،
اسكندرية كمان وكمان. اسكندرية نيويوك.
وبالرغم
من ان افلام المخرج التي انجزها في فترة التسعينات من القرن الماضي ، حصلت
على نجاح تجاري ، لم تحصل عليه افلام يوسف شاهين السابقة ، الا ان الكثير
من النقاد هاجموا مستوى هذه الافلام ، التي غابت عنها الروح الفنية القلقة
التي كانت تميز افلام يوسف شاهين السبعينية.
يوسف
شاهين المعروف بمواقفه العربية ، خاض صراعا طويلا مع القوى الدينية
المحافظة في مصر ، التي هاجمت فيه "المهاجر" عام 1994، والذي اتهم بسرد قصة
النبي يوسف ، الفيلم الذي منع من العرض في الصالات ، عاد وعرض مرة اخرى بعد
معركة قضائية شهيرة خاضها المخرج.
يوسف
شاهين قدم في عام 1997 ، فيلما ، اعتبره البعض رده على صعود قوى المحافظين
في العالم العربي ، فيلم "المصير" يتعرض لحياة العالم العربي ابن رشد ،
الذي عاش حياته في ظروف تشبه السنين العشرين الاخيرة التي تمر على منطقة
الشرق الاوسط.
مساعد
يوسف شاهين ، المخرج المصري خالد يوسف ، الذي اعلن نبا وفاة المخرج ، هو
احد التلاميذ الكثيرين للمخرج، وشارك المخرج الراحل اخراج اعماله الاخيرة ،
حتى ان يوسف شاهين اصر على وضع اسم خالد يوسف مع اسمه في افيشات فيلم "هي
فوضى" ، وهو الفيلم الاخير الذي انجزه في العالم الماضي .
ساركوزي
يشيد بيوسف شاهين "المدافع عن الحريات"
ومن باريس
وجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تحية تقدير الى المخرج السينمائي المصري
الكبير يوسف شاهين الذي توفي الاحد، واصفا اياه بانه "مدافع كبير عن حرية
التعبير وبشكل اوسع عن الحريات الفردية والجماعية".
وكتب
الرئيس الفرنسي في بيان "فقد الفن السابع لتوه احد اشهر المساهمين فيه،
يوسف شاهين المتعلق جدا بمصر لكنه منفتح على العالم، هو مخرج ملتزم ومدافع
كبير عن حرية التعبير وبشكل اوسع عن الحريات الفردية والجماعية".
واضاف "ان
يوسف شاهين سعى طوال حياته من خلال الصورة الى التنديد بالرقابة والتعصب
والتشدد".
واضاف
ساركوزي "ان موهبته سمحت له بتطوير اشكال مختلفة للتعبير الفني وولوج كل
انواع الافلام، الافلام التي تتناول السير الذاتية واستعادة التاريخ وايضا
الاستعراضية. يوسف شاهين مفكر صاحب استقلالية كبيرة وهو مدافع كبير عن
تزاوج الثقافات".
موقع "إيلاف" في 27
يوليو 2008
|