ملفات خاصة

 
 

أيها الفريد

فوزية السندي

عن رحيل عراب الهوية

فريد رمضان

   
 
 
 
 
 
 

للموت طريقة فريدة في مسّ قلوبنا

آن يهمس بغتة لتتشظى أرواحنا

ضيف قدير يتقن نفض ذاكرتنا

يؤلمنا برواح أرواح شفيفة

كادت كالهواء تغمر أعمارنا

ها أنذا الآن

بحسرة روحي الخجلى

أعجز أمام الكتابة عنك

وصفك صعب يا فريد

موتك أضنانا

أهال أحزاننا الحبيسة

يا لفقدك الأليم

وأنت تنبش ذاكرتنا ببطء موجع


ماذا أقول

لمن أمضى العمر كله ينثر التوق في قلوبنا

يذيب خوفنا عليه ببسمة ساهرة تزدان آن الألم

لصديق رافق عمري كلما هاتفني تهيأت للحياة أكثر

لموهبة تضمد الحروف بجرأة الروح

لكاتب يهدينا كتابة تقتص من يأسه القتيل

لصاحب أفنى العمر يصور الحياة كما لا نراها

وكما كان يراها لتراه الآن

يا لك يا فريد

لم تخلُ "أسرة الأدباء والكتاب" منك يوماً

كنا نراك تنثر عطر روحك الحنون لكل هذا الهواء

تتوكأ على حرصك التام حاملاً صناديق" كلمات"

ترتب التحايا نحو أرواحنا

تداني صمتك مرتحلاً تحصي الأنفاس

دوماً كنا نراك شغوفاً بحبرك الحر

ناهلاً هواء جرأتك نحو حرية لا تطال

ماذا أقول

لمبدع ساير ذاكرة "المحرق" وأهلها وأنجز سيرته المخضبة بسيرة شعبه

لملاك راعى بالدمع موت أخوته، شافى بالصبر مصاب دمه، داهم حرقة مواضيه، انتاب الكتابة في عزلة مرضه، سعى كل جائزة لتمجيد أرضه، دارى وجعه برائحة دواء فاشل، عانق "أمل" مليكة عمره وودع "محمود" و"ريم “هدايا حديقة قلبه

أضاء بياض سريره الأخير

تحمل خلعة احتضاره

أراق ماء موته

تضوع بعطر كفنه

ليحتفي أخيراً

كملاك قدير بقبر وحيد

يضيء قلوبنا بنور روحه

لنراه يمضي نحو ما يليق

نحو ذاكرة بلاد لن تخلو من حبره

فريد

مذ مت وأنت معنا

لنحتمل:

ما يحتويك في ذاك السديم

ما يرقيك من مرارة الألم

ما ينير قلبك الجدير بنبضه الجليل

مت بسلام يا صديقي

أيها الملاك الفريد

 

أوان بحرين في

13.11.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004