عندما تحضر مهرجاناً دولياً للسينما لمدة ١١ يوماً، ولا يمر يوم من
دون مشاهدة فيلمين على الأقل من المستوى الفنى العالى، وسواء كنت من صناع
أو نقاد أو جمهور السينما، يكون هذا المهرجان قد حقق الهدف الأكبر من
إقامته، وهذا ما حدث فى الدورة الـ٧٠ لمهرجان فينسيا، التى اختتمت الأسبوع
الماضى، وبغض النظر عن المسابقة والجوائز.
وقد عرض فى ختام هذه الدورة الرائعة الفيلم التسجيلى الفرنسى
«الأمازون» إخراج تيرى راجو بيرت، من أفلام الأبعاد الثلاثة وخارج
المسابقة، مثل الفيلم الأمريكى الروائى «جاذبية الأرض» إخراج ألفونسو كوران،
وجاء تحفة رائعة فى ختام مهرجان رائع، وكان أول فيلم تسجيلى يعرض فى ختام
أعرق مهرجانات السينما الدولية فى العالم، وأكد تاريخية الدورة لأنها شهدت
أيضاً ولأول مرة منذ الدورة الأولى عام ١٩٣٢ عرض فيلمين تسجيليين وفيلم
تشكيلى فى المسابقة، ولأول مرة فوز فيلم تسجيلى بالأسد الذهبى، أكبر جوائز
المهرجان.
«الأمازون» الفيلم التاسع عشر للمخرج الذى ولد فى باريس عام ١٩٥٩،
وعمل فى الإنتاج والمونتاج مع فنان السينما التسجيلية الكبير جاك إيف كوستو
لمدة ١٢ عاماً، وأخرج أول أفلامه القصيرة عام ١٩٩٦، وأول أفلامه الطويلة
عام ٢٠٠٦، وكلها تسجيلية، فهو من فنانى السينما الذين يعبرون عن أنفسهم
ورؤاهم للعالم من خلال الأفلام التسجيلية دون غيرها من أجناس الفن
السينمائى. من دون حوار ولا تعليق، ولمدة ٨٣ دقيقة محكمة غاية الإحكام، مع
موسين برونو كولياس، يعبر راجو بيرت، الذى اشترك فى السيناريو والمونتاج عن
رؤية عميقة شاملة للعالم والوجود، ويجعل المتلقى يقضى مدة العرض جامعاً بين
متعة التأمل العقلى عندما تقرأ كتاباً فى الفلسفة، ومتعة الروح عندما تستمع
إلى الموسيقى، أو تشاهد تمثالاً أو لوحة.
يبدأ الفيلم وينتهى بلقطات عامة طويلة مصورة من طائرة لغابة الأمازون
فى البرازيل، أكبر غابات الأرض، وبين هذه البداية وتلك النهاية نتابع حياة
القرد «ساى» مع البشر خارج الغابة، ومع المخلوقات الأخرى داخلها، إنه قرد
صغير تضع له الطفلة التى تحبه شريطاً أحمر اللون حول عنقه، وعندما ينقل فى
قفص داخل طائرة تسقط الطائرة، فيعود إلى الغابة، ويصبح «حراً» من جديد.
يعبر الفيلم عن جمال الطبيعة وعن غرائب الطبيعة والمخلوقات البرية والبحرية
المدهشة، وما نتابعه كفاح «ساى» من أجل البقاء، وشعوره بالغربة عن أقرانه
وشعورهم بالغربة عنه، وما يجعل البقاء كفاحاً صعوبة الحصول على الطعام من
ناحية، ومواجهة القوى الذى يريد أن يأكل الضعيف من ناحية أخرى، فالجوع هو
المحرك الأساسى، والعلاقة بين القوى والضعيف هى المشكلة الكبرى، إنه قانون
الغابة، ولكن هل هو قانون الغابة وحدها.
ويصل الفيلم إلى ذروة فكرية وجمالية فى مشهد من المشاهد الكبرى فى
السينما، وهو حلم «ساى» المجرد الغامض، وفيه يستخدم الفنان اللقطة الكبيرة
جداً للمرة الأولى والأخيرة فى الفيلم لعينى القرد، والتى تتطابق تماماً مع
عينى الإنسان، وتصل إلى الذروة - النهاية مع تمكن «ساى» من العودة مرة أخرى
إلى الطفلة، ولكنه يرى البشر وسط أشجار محترقة وكل شىء حولهم متفحم والرماد
فى كل مكان، فيخلع الشريط الأحمر ويعود إلى أقرانه الذين يستقبلونه هذه
المرة بحفاوة وسعادة بعد أن تخلص مما ميزه عنهم.
المصري اليوم في
17/09/2013
«الطريق
الدائرى» الذى صنع التاريخ بفوزه بالأسد الذهبى
بقلم سمير
فريد
دخل الفيلم الإيطالى التسجيلى الطويل «الطريق الدائرى»، إخراج جيان
فرانكو روزى، التاريخ عندما أصبح أول فيلم تسجيلى يفوز بالأسد الذهبى أكبر
جوائز أعرق مهرجانات السينما الدولية فى العالم، وذلك فى دورته السبعين
التى اختتمت الأسبوع الماضى.
روزى الذى ولد فى إرتيريا، ولا يذكر تاريخ ميلاده، تخرج فى مدرسة
الفيلم فى جامعة نيويورك، وبدأ إخراج الأفلام التسجيلية عام ١٩٩٣، وفيلمه
المتوج السادس فى عشرين سنة، ومن أهمها «تحت مستوى البحر» الذى فاز بجائزة
أحسن فيلم تسجيلى فى مسابقة «آفاق» فى مهرجان فينسيا عام ٢٠٠٨، وقد عكف على
إخراج «الطريق الدائرى» ثلاث سنوات مخرجاً ومصوراً ومصمماً للصوت، ومن دون
سيناريو حسب عناوين الفيلم المطبوعة.
إنه مؤلف سينمائى بامتياز أراد أن يجعل من الطريق الدائرى حول روما
تعبيراً عن مجتمع المدينة الكبيرة، بل عن المجتمع الإيطالى المعاصر كله،
بما يحدث عليه طوال الليل والنهار، وما يحدث حوله فى «فيلات» الأثرياء
وأكواخ الفقراء وشقق عمارات الطبقة الوسطى، عبر فصول السنة المختلفة، وفى
فترة زمنية غير محددة، واستطاع صياغة أسلوب درامى قوى يجمع بين المشاهد
التسجيلية الخالصة، والمشاهد التى يوجه فيها شخصياته المختارة من الواقع،
والتى يقومون فيها بـ«تمثيل» حياتهم.
يبدأ الفيلم بلقطات تجريدية فى الليل على أنوار السيارات على الطريق،
وينتهى باللقطات نفسها ولكن اللقطة الأخيرة، والوحيدة من نوعها، لشاشات
مراقبة الطريق المتعددة، وكأننا نشاهد كل جوانبه فى وقت واحد. إننا نتابع
على نحو متواز من البداية إلى النهاية عدة شخصيات: خبير فى الأشجار يفحص كل
شجرة ويكتب ملاحظاته عن حالتها، وصياد فقير يتحرك فى قارب متهالك على
النهر، ويعيش مع زوجته فى كوخ صغير، وأرستقراطى تجاوز السبعين يعيش واقعه
المترف فى «فيلا» فاخرة، وثلاث عائلات منهم عائلة من المهاجرين فى ثلاث شقق
تصورها الكاميرا من خارج النوافذ فى العمارات التى تطل على الطريق، وتصبح
هذه النوافذ كأنها شاشات داخل الشاشة. ثم هناك المسعف العامل فى إحدى
سيارات إسعاف الحوادث، الذى نراه بين عمله وحياته فى شقته القريبة مع
والدته المريضة الصامتة.
وتتقاطع هذه الخطوط الممتدة مع مشاهد مختلفة على جانبى الطريق مثل
امرأتين فى منتصف العمر تعيشان فى سيارة نوم متنقلة، وعاهرات فى الليل،
وفرسان سباق الخيل فى الصباح المبكر، ومشاهد لحظات كبرى مثل تجمع الناس فى
خسوف الشمس وانتظارهم لظهور العذراء فى السماء، وعمال يفكون التوابيت فى
مقبرة تقليدية ويعيدون دفنها فى مقابر جماعية تمهيداً لاستخدام الأرض
لأغراض أخرى. ولا توجد موسيقى فى الفيلم، ولكن أصوات عبور طائرات على شريط
الصوت بين الحين والآخر إلى جانب المؤثرات الصوتية الطبيعية.
ولعل ما يؤخذ على الفيلم أن الطريق الدائرى لا يربط بين أحداثه
وشخصياته وإنما مجرد تكئة للدخول إلى العالم الذى يعبر عنه، وبعض التكرار
يبدو معه كأنه يمكن أن ينتهى فى أى وقت، ويمكن أن يستمر من دون نهاية.
المصري اليوم في
16/09/2013
سينما احتقار الإنسان
بقلم سمير
فريد
فى رسالة جوائز مهرجان فينسيا السينمائى الدولى هذا العام «(المصرى
اليوم) عدد الاثنين الماضى ٩ سبتمبر» ذكرت أن الفيلم اليونانى «فتاة العنف»
إخراج الكسندروس أفراناس الذى فاز بجائزة الأسد الفضى لأحسن إخراج وجائزة
أحسن ممثل (ثيمس بانيو) «سطحى ومفتعل»، ولم يكن جديراً بالفوز بأى جائزة،
وهذا الحكم فى إطار تغطية الجوائز يحتاج إلى إيضاح مثل كل الأحكام التى
تذكر فى مثل هذه التغطيات.
«فتاة العنف»، الفيلم الروائى الطويل الثانى لمخرجه الذى ولد عام ١٩٧٧ ودرس
فى ألمانيا، وأخرج منذ ٢٠٠٥ خمسة أفلام قصيرة، وفيلمه الروائى الطويل الأول
«من دون عنوان» عام ٢٠٠٩ الذى حقق نجاحاً كبيراً على الصعيد المحلى فى
اليونان، ولاشك أنه مخرج موهوب، قادر على التعبير بلغة السينما الخالصة،
وبأسلوب خاص يتميز بالبرود العقلانى، ولكن هذا لا يكفى للفوز، وفى مسابقة
حفلت بالعديد من المخرجين الأكثر جدارة منه، والأمر نفسه بالنسبة لممثل
الدور الأول فى فيلمه.
يبدأ «فتاة العنف» (٩٩ دقيقة) الذى كتبه مخرجه مع كوستاس بيريولوس
بحفل عيد ميلاد «إنجيليكى» الحادى عشر: هذه أسرة فى شقة أنيقة فى حى راق
بالقرب من وسط أثينا من أب وأم وابنة كبيرة (هيلين) أنجبت ثلاث بنات أكبرهن
فى الثالثة عشرة من عمرها، والثانية «إنجيليكى»، المحتفى بها، والثالثة فى
العاشرة، وطفلاً فى التاسعة، وفجأة تترك الفتاة الأسرة حول كعكة عيد
ميلادها، وتلقى بنفسها من الشرفة، وتموت.
يأتى هذا المشهد قبل العناوين، ليصبح السؤال: ما الذى يدفع فتاة فى
الحادية عشرة من عمرها، وتعيش فى بيئة أعلى مراتب الطبقة الوسطى إلى
الانتحار؟ تقوم مؤسسات الدولة بالتحقيق (المدرسة والشرطة والإشراف
الاجتماعى)، ولكننا لا نعرف الإجابة إلا فى الدقائق العشرين الأخيرة أو
نحوها، فالأب ليس أباً، والأم لا تعرف والد «هيلين»، «وهيلين» لا تعرف ممن
أنجبت بناتها وابنها، وإنما هو قواد دفع زوجته لممارسة الدعارة، وكذلك
ابنتها «هيلين»، وابنة «هيلين» التى أخبرت أختها «إنجيليكى» عن مصيرها
عندما تبلغ الحادية عشرة، ولذلك انتحرت.
وهذا القواد لا يكتفى بتقديم الفتاة ذات الثالثة عشرة للرجال، وإنما
يمارس معها الجنس أيضاً، وعندما يستخدم الفتاة ذات العاشرة حتى قبل أن تبلغ
الحادية عشرة، تقرر زوجته ذبحه بالسكين وهو نائم فى فراشه، وتتطلع «هيلين»
إلى الجثة وكأنها جثة بدورها، ولكن تتنفس. إنه فيلم من السينما التى أطلق
عليها «سينما احتقار الإنسان»، ويحلو للبعض التحذلق، وتسميتها «سينما ما
بعد الإنسان».
مفتعل رغم براعة الإخراج والتصوير بالألوان للشاشة العريضة الذى قامت
به أولمبيا ميتيلينايو، والمونتاج الذى قام به نيكوس هيلد نيديس، لأن هذا
القواد يمكن وجوده فى الواقع، ولكنه لا يصدق فى الدراما، وقد علمنا أرسطو
فى القرن الخامس قبل الميلاد فى نفس بلاد المخرج أفراناس أن المستحيل
المحتمل خير من الممكن غير المحتمل، أى أن ما لا يمكن حدوثه فى الواقع
ويصدق من خلال المعالجة الدرامية خير مما يمكن أن يحدث ولا يصدق. المتفرج
لا يصدق وجود هذا الكائن، وبالتالى لا يقنعه الفيلم، مهما كانت براعته
الحرفية.
وسطحى لأنه لا يحلل شخصية هذا «الوحش الآدمى» وكيف أصبح على ما هو
عليه، وكيف خدع المجتمع الذى يعيش فيه، ودعك من خداع مؤسسات الدولة، وقد
قال أحد النقاد إن الفيلم تراجيديا مثل التراجيديات اليونانية الكلاسيكية،
ولكن هذا غير صحيح. ومرة ثانية نعود إلى أرسطو، حيث البطل التراجيدى، شخصية
نبيلة، ولكن تعانى من نقطة ضعف، فعطيل مثلاً نبيل، ولكن نقطة ضعفه الغيرة
التى دفعته لقتل زوجته ديدمونة، أما الرجل فى هذا الفيلم فهو ليس نبيلاً
بأى حال، وإنما شخصية وضيعة ومنحطة وذات بعد واحد.
الكسندروس أفراناس فى هذا الفيلم يعبر عن احتقاره للإنسان من خلال
فكرة ذهنية خالصة يفشل فى تحويلها إلى دراما وشخصيات من لحم ودم نشعر
بوجودها حتى نحبها أو نكرهها، وهو لا يحتقر الإنسان فقط، وإنما أيضاً
الحضارة اليونانية عندما يسمى ابنة الأم، مجهولة الأب، «هيلين»، ومن
المعروف أنه الاسم الذى يرتبط بهذه الحضارة، حتى إنها تسمى الحضارة
الهيلينية، ومن حق الفنان أن يعبر عما يشاء، ولكن من دون سطحية وافتعال.
samirmfarid@hotmail.com
المصري اليوم في
15/09/2013
"الطريق
الدائري
المقدس"
يخطف
"الأسد
الذهبى"
رغم
أنف
النقاد
إنجي
ماجد
للمرة
الأولي
منذ
انطلاقه
قبل
70
عامًا؛
تذهب
جائزة"الأسد
الذهبى"
كبرى
جوائز
مهرجان
فنيسيا
السينمائى
الدولى
إلى
فيلم
تسجيلى
طويل،
وهو
الإيطالى "
الطريق
الدائرى
المقدس"
الذى
جاء
فوزه
بتلك
الجائزة
بمثابة
صدمة
كبيرة
لمعظم
النقاد
والسينمائيين
المتابعين
للمهرجان،
خاصة
مع
وجود
أكثر
من
عمل
يستحق
وبجدارة
اقتناص
هذه
الجائزة
الرفيعة
مثل
البريطانى "
فيلو
مينا "
وكذلك
اليابانى "
الريح
تهب "
اللذين
أشاد
بهما
مختلف
النقاد
الحاضرين
لفعاليات
المهرجان
فى
دورة
هذا
العام.
نعود
إلى
الفيلم
الفائز
ومخرجه
جيافرانكو
روزى
الذى
شارك
فى
دورات
سابقة
من
المهرجان
الإيطالى
لتأتى
دورة
2013
وتقدم
له
أهم
مفاجأت
حياته؛
ومثل
أفلامه
السابقة "
تحت
مستوى
البحر "
الذى
قدمه
فى
2008
و"
الغرفة
164 "
الذى
عرض
قبل
عامين؛
أثبت
جيافرانكو
مجددا
أنه
مخرج
يهوى
العمل
على
موضوعات
بعيدة
عن
الأضواء؛
معتمدا
على
عينيه
فى
التقاط
موضوعات
مختلفة
وجديدة
وعلى
أذنيه
فى
الاستماع
إلى
القصص
التى
لا
تلفت
انتباه
كثيرين.
لجنة
التحكيم
برئاسة
المخرج
الايطالى
الكبير
برناردو
برتولوتشى
دافعت
عن
اختيارها،
واعترفت
أن
رحلة
روزى
المذهلة
والتأملية
فى
ذلك
الطريق
الدائرى
أسرت
قلوب
جميع
أعضاء
لجنة
التحكيم؛
وهى
الرحلة
التى
قدمت -
من
وجهة
نظر
اللجنة
رؤية
مختلفة
وجديدة
للعاصمة
روما؛
بل
وشبهت
سير
أحداث
الفيلم
بالنهر
الهادر
الذى
يخطف
كل
من
يعوم
فى
مياهه.
وإلى
جانب
اللقطات
التى
خطفت
اعجاب
اللجنة؛
جاءت
أيضا
القصص
الواقعية
الإنسانية
التى
تضمنها
الفيلم
من
ضمن
العوامل
التى
دفعت
باللجنة
إلى
إهدائه "
الأسد
الذهبى
"
غير
مبالية
بغضب
وسخط
النقاد
الرافضين
لذلك
الاختيار؛
مثل
المزارع
الذى
يحلم
بإنقاذ
وحماية
أشجاره
من
هجوم
أسراب
الحشرات؛
إلى
الرجل
الارستوقراطى
الذى
يمضى
أيامه
يمارس
الرياضة
ويدخن
السيجار
دون
أن
يفكر
فى
جنى
قوت
يومه
الذى
يأتيه
مع
بداية
كل
شهر
من
المصور
الذى
يستأجر
فيللته
الخاصة؛
وانتهاءً
بالصياد
الذى
يبحث
عن
ثعابين
البحر
فى
النهر
الذى
يمر
عبر
الطريق
الدائرى؛
وغيرها
من
القصص
التى
أثرت
فى
نفوس
أعضاء
اللجنة
وجعلتهم
يتركون
الأعمال
الروائية
التى
كانت
الأقرب
لاقتناص
الجائزة .
الفيلم
لا
يتضمن
حديث
من
الراوى
أو
موسيقى
تصويرية
حيث
حرص
روزى
أن
تتحدث
القصص
عن
نفسها
؛
والمثير
فى
الفيلم
أنه
قدم
قصصا
من
داخل
أماكن
لا
نشاهدها
كثيرًا
فى
السينما؛
وهى
الأماكن
التى
تتميز
بحوارات
وتفاصيل
غامضة
لا
يعرضها
سوى
مخرجين
قليلين؛
مثل
مشهد
استخراج
الجثث
من
مقبرة
قديمة
ومنظر
وضع
الأكفان
والجثث
على
جانب
الطريق؛
وكذلك
مشهد
المبنى
المهجور
الذى
ترقص
فيه
الفتيات
على
نفس
الطريق؛
جميع
هذه
التفاصيل
كانت
كافية
من
وجهة
نظر
اللجنة
لتفوق
فيلم
تسجيلى
على
جميع
الأعمال
الروائية
المتنافسة
فى
المسابقة
الرسمية .
المثير
أنه
منذ
سنوات
قليلة
قدم
المخرج
الايطالى
مايكل
انجلو
فرامارتينو
فيلما
بعنوان "
الأوقات
الأربعة "
والذى
عرض
فيه
رؤية
شديدة
التأمل
لمنطقة
كالابريا
المعزولة
فى
الجنوب
الايطالى
؛
ورأى
بعض
النقاد
أن
فيلم "
الطريق
الدائرى
المقدس "
قد
يكون
بمثابة
جزء
ثان
لفيلم
فرامارتينو
رغم
عدم
الاعلان
عن
ذلك
بشكل
رسمى
؛
الا
أن
تشابه
الرؤية
الاخراجية
لكلا
المخرجين
دفع
البعض
إلى
الشعور
بذلك.
أخبار النجوم المصرية في
14/09/2013
فيلمان عن سوريا.. ومحمد ملص يبحث عن موزع أميركي
أجواء الحرب تنتقل من فينيسيا إلى تورونتو
لندن: محمد رُضــا
بين فينيسيا وتورونتو محيط واسع ليس جغرافيا فحسب، بل ثقافيا أيضا.
الأول مهرجان ينوي دائما تقديم الفن على شؤون وجوانب السينما عموما، وينبري
الثاني على الاهتمام بكافة هذه الشؤون أولا، ولا بأس إن كان من بين الـ300
فيلم أو نحوها الذي يعرضها نصف يرضي النقاد قبل سواهم.
والمفهوم يختلف أيضا حيال دور كل منهم في الحياة السينمائية ذاتها.
فينيسيا، الذي أغلق كل أبوابه صباح يوم الأحد (أول من أمس) يطرح نفسه منبرا
للمخرجين في الأساس، بينما يتداول تورونتو (الذي انطلقت دورته الجديدة في
الخامس من هذا الشهر وتستمر حتى الحادي عشر منه) السينما تسويقا وتوزيعا
وإنتاجا وحفلات ومظاهر خلابة. وللمرء أن يختار خصوصا أنه في حين يعتقد
البعض أن شؤون التوزيع والتجارة والإنتاج ليست من صلب اهتمامه، فإن
المهرجان الكندي سعيد بأن يعمل تماما بمقتضى مفهومه مؤكدا كيف أن منهجه هذا
هو ما جعله أهم مهرجان سينمائي خارج أوروبا.
نتائج فينيسيا جاءت أوروبية بكاملها تقريبا ما يؤكد عزلة المهرجان
الإيطالي عن محيطه العالمي، أميركي ولاتيني وآسيوي إلى حد. ونقاد إيطاليون
وأوروبيون لاحظوا هذه النقطة وبعضهم أثارها في تعليقاتهم يومي الأحد
والاثنين. لكن هذا ليس الأمر الوحيد الذي أثار حفيظة مدير الفني ألبرتو
باربيرا وجعله يهرع لسلاح الكلمة ليدافع عبرها عن موقفه. لقد تناهى له أن
بعض المعلقين الإيطاليين والفرنسيين تساءلوا في كتاباتهم عن السبب الذي لم
يختر باربيرا الفيلم الأكثر إثارة للضجـة هذه الأيام وهو الفيلم الأميركي
للمخرج ستيف ماكوين «اثنا عشر سنة عبدا»
Twelve Years a Slave.
المنتقدون لاحظوا هنا أن الفيلم عـرض على المهرجان الإيطالي لكنه لم ينفذ
إليه، وأنه أثار ضجـة إعلامية كبيرة واستقبل بترحاب واسع في مهرجاني «توليارايد»
و«تورونتو».
باربيرا أدلى بتصريح قال فيه إنه آسف على أن الفيلم لم يعرض في
فينيسيا. ولكنه انتقد من قال: إن رفض الإدارة للفيلم تم تبعا لشروط الإنتاج
التي طلبت دعوات لخمسين سينمائيا مرتبطا بالفيلم. الأمر الذي لم يكن في
وارد الموافقة عليه. باربيرا رد على ذلك بأنه غير صحيح.
صحن بارد «اثنا عشر سنة عبدا» هو فيلم مختلف للمخرج ستيف ماكوين، الذي
قام سابقا برصد حالات أناس بريطانيين أو آيرلنديين في أوقات عصيبة. نعم
الفيلم الجديد يشبه من هذه الزاوية المحددة، ما عرضه ماكوين في «جوع» (حول
إضراب عن الطعام لسجين آيرلندي سياسي - 2008) و«عار» (عن مدمن على الجنس
يتعامل مع إدمانه مضطرا - 2012)، لكنه يختلف هذه المرة في أنه يتعامل
مباشرة مع التاريخ الأميركي وعلى خامة كبيرة وليست فردية. الفيلم الجديد
مأخوذ عن قصـة حقيقية لأسود حر تم اختطافه، سنة 1841. ثم بيعه كعبد وذلك
قبل عدة سنوات من نشوب الحرب الأهلية الأميركية التي انتهت بمنح السود
الأميركيين الحريـة والحد نهائيا من العبودية. ليس فقط أن الموضوع جيـد
(وهو يلتقي مع مواضيع عدة طـرحت في العامين الماضيين من بينها الفيلم
الحالي «رئيس الخدم» وفيلم ترشيحات الأوسكار «دجانغو طليقا») بل أثار
الإعجاب وقال فيه بعض النقاد إنه التذكرة المؤكدة لأوسكار أفضل فيلم هذا
العام.
كثيرة هي الأفلام التي عـرضت في فينيسيا وسافرت من توه إلى تورونتو،
وأكثر منها تلك التي فوتت فينيسيا بالكامل ولم تكترث. من الفريق الأول هناك
فيلم إيرول موريس «معروف - مجهول» الذي تناولناه في نقدنا لما شوهد في
المهرجان الإيطالي، والذي دار حول مقابلة من نحو ساعة ونصف مع وزير الدفاع
الأميركي السابق دونالد رمسفيلد. الآن انتقل الفيلم، بعدما خرج من مولد
فينيسيا بلا حمـص، إلى تورونتو حيث استقبل عموما بالمقارنة مع فيلم موريس
الأفضل السابق «ضباب حرب» (نال أوسكار أفضل فيلم تسجيلي سنة 2003) ومنحه
درجات أدنى من ذلك الفيلم - إن لم يكن لشيء فلأن لا جديد استطاع رمسفيلد
قوله على ما هو متداول ومعروف من مواقفه وآرائه.
لكن هناك سببا آخر مهم: في حديث للمخرج جديد كشف عن أنه عرض على
رمسفيلد لا إجراء المقابلة السينمائية فقط، بل إرسالها إليه للموافقة
عليها. شيء يشبه تماما قيام ناقد ما مثلا بعرض نقده لفيلم ما على مخرجه لكي
ينال موافقته عليه.
أكثر من ذلك كلـه، أن النقاد الأميركيين أعابوا على الفيلم، حين
قارنوه مع «ضباب حرب» كيف أن رمسفيلد لم يبد أي شعور بالذنب أو الندم على
ما قام به من إجراءات دفعت أميركا إلى خوض حرب العراق. صحيح أن المخرج في
حديثه (الذي ظهر في إحدى يوميات مهرجان تورونتو قبل ثلاثة أيام) ينتقد
رمسفيلد في أكثر من مناسبة، لكن فيلمه ذاته يفتقد الحدة ويبدو غير قادر على
المواجهة.
المعضلة السورية ما هو مشترك آخر بين دورتي فينيسيا وتورونتو يخرج عن
نطاق الأفلام. فكلاهما انطلق وسط جو سياسي متوتـر ناتج عن احتمالات الحرب
على سوريا. لكن في حين لم يـطرح الموضوع إعلاميا على الصحف ولا حاول
الصحافيون طرحه على النجوم المشاركين، سعى الإعلام لمعرفة آراء عدد من
النجوم الأميركيين الموجودين في تورونتو أمثال سوزان ساراندون وجوش برولين
وتيم روبنز، لكن هؤلاء التزموا بالصمت رغم أن بعضهم لا يوافق على حرب
أميركية جديدة.
الوحيد الذي تكلـم في هذا الموضوع هو المخرج محمد ملص الذي يعرض في
تورونتو «سلم إلى دمشق» الذي يتناول، فيما يتناوله، توق السوريين إلى حريـة
الرأي والتعبير. في حديث له قال: «أنا ضد التدخل لأن الشعب السوري عليه أن
يحل قضاياه بنفسه» وأن لا يبدو أنه ذكر كيف يتوقـع ذلك.
وهناك فيلم آخر عن سوريا للإيطالي أليسو سريمونيني (هو أيضا آثر
تورونتو على فينيسيا) الذي عرض بعنوان «حدود» ويتحدث عن شقيقتين تضطران
للهرب والنجاة بالنفس في رحلة شاقـة إلى الحدود التركية بعدما قام والدهما
الضابط في الجيش النظامي بالانضمام إلى الجيش الحر. في حين أن ملص صور
فيلمه (بميزانية 800 ألف دولار) في دمشق مبديا الآن خشيته من قيام النظام
باعتقال المشتركين فيه، صور سريمونيني فيلمه في إيطاليا بعدما التقى سوزان
دبـوس، الصحافية السورية التي لجأت إلى باريس والتي أخبرته حين التقاها أن
الريف السوري يشبه بتضاريسه الريف الإيطالي.
لا أخبار عن إتمام صفقات بيع لأي من الفيلمين. محمد ملص شوهد في
اجتماعات متوالية لكن الموضوع ساخن لدرجة أن أحدا لا يبدي الرغبة في
الإمساك به.
الشرق الأوسط في
12/09/2013
مفاجآت «برتولوتشى» فى مهرجان فينسيا
كتبت ــ رشا عبدالحميد
لم تخل جوائز الدورة السبعين لمهرجان فينسيا السينمائى الدولى من
المفاجآت، واستطاع المخرج برناردو برتولوتشى رئيس لجنة التحكيم ان يثبت
امرا واحدا فى هذه الليلة وهو انه قادر على مفاجآة الجميع، ففاز فيلم «ساكرو
جرا» للمخرج جيانفرانكو روسى بجائزة الاسد الذهبى كأفضل فيلم، وهو احد
الافلام التى لم تحظ بنسبة مشاهدة كبيرة اثناء عرضها ضمن افلام المسابقة
الرسمية، وهو عمل وثائقى ايطالى يدور حول الناس الذين يعيشون على طول
الطريق الدائرى السريع بروما.
ويعد اول فيلم وثائقى يفوز بالجائزة، وهو ايضا اول انتاج ايطالى منذ
خمسة عشر عاما يفوز بالجائزة الكبرى فى المهرجان السينمائى العالمى العتيق.
مخرج الفيلم جيانفرانكو روسى قال بعد الفوز بالجائزة «لم اكن اعرف انه
مر خمسة عشر عاما قبل ان يفوز فيلم ايطالى بالجائزة لهذا السبب فهو بالنسبة
لى شرف كبير، كما لم اكن اتصور ان فيلما وثائقيا قد يفوز بالجائزة».
واضاف «هناك دراما فى فيلمى، فالواقع اصبح دراما كبيرة، ونحن نصنع
الدراما من الحياة العادية، هذا الى جانب اننى كنت افكر فى السينما التى
اريدها عندما صنعت الفيلم».
وهذا الفيلم هو احد فيلمين وثائقيين تنافسا على الاسد الذهبى، فالثانى
كان فيلم «المعروف المجهول» عن دونالد رامسفيلد والذى خرج خالى الوفاض من
المهرجان.
وفاز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى فيلم «كلاب ضالة» للمخرج تساى مينج
ليانج، بينما فاز بجائزة الاسد الفضى لافضل مخرج اليكسندروس افراناس عن
فيلم «انسة عنف»، وفاز بجائزة افضل ممثل ثيميس بانو عن دوره فى نفس الفيلم
« انسة عنف»، وفازت الممثلة ايلينا كوتا بجائزة افضل ممثلة عن دورها فى
فيلم «فيا كاستيلانا بانديرا»، وفاز بجائزة مارسيلو ماسترويانى لافضل ممثل
صاعد تاى شيريدان عن فيلم «جو»،بينما فاز فيلم «فيلومينا» بجائزة افضل
سيناريو وكتبه ستيف كوجان وجيف بوبى،اما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فكانت
من نصيب فيلم «زوجة رجل الشرطة» للمخرج فيليب جرونينج، وفاز يجائزة لويجى
دى لورينتيس فيلم «الظل الابيض «اخراج نواز ديشى.
اما جوائز قسم افاق فكانت كالآتى حصل فيلم «اولاد شرقين» على جائزة
افضل فيلم وهو من اخراج روبن كامبيلو، وافضل مخرج هو يوبيرتو باسولينى عن
فيلم «لاتزال الحياة »، وحصل فيلم «خراب» على جائزة لجنة التحكيم الخاصة،
وحصل فيلم «كوش» على جائزة افضل فيلم قصير.
فيلم «الأسطح» الجزائرى ..
5 قصص إنسانية للحياة على الهامش
كتبت ــ رشا عبدالحميد
يواصل المخرج الجزائرى مرزاق علواش إلقاء الضوء على القضايا
الاجتماعية والسياسية فى المجتمع الجزائرى من خلال أفلامه وآخرها فيلم
«الأسطح»، الذى شارك فى المسابقة الرسمية بمهرجان فينسيا السينمائى الدولى
الذى اختتم فعاليته مساء السبت الماضى، وكان يمثل المشاركة العربية الوحيدة
بالمسابقة.
ويروى فيلم «الأسطح» قصص بعض البسطاء الذين يعيشون على أسطح المبانى
فى الجزائر، وتحديدا فى حى «باب الواد» الشعبى، وهو حى للطبقة العاملة،
ويقدم لنا علواش خمس قصص يتناولها الفيلم على مدار يوم كامل.
وقال علواش عن فيلمه إنه يحاول الاستمرار فى اكشاف المجتمع الجزائرى
لا سيما الجانب المعقد والمضطرب من خلال شخصيات العمل الخيالية، منوها إلى
أن الفوضى التى نراها فى شوارع العاصمة وصلت الى أسطح المنازل مكان التقاء
الجيران حيث كان الهدوء والناس التى كانت لا تهتم سوى بالتحديق فيما حولها
من تلال وبحر، وأصبحت الآن مكانا للعنف والموت. واضاف أن هذا الفيلم يختلف
عن أفلامه السابقة لأنه صور بطريقة مختلفة وبتكلفة انتاجية محدودة.
يذكر أن علواش يعد رائد السينما الجديدة فى الجزائر، وهو ما تصفه به
الصحف ووسائل الاعلام الجزائرية والعالمية، وأخرج 18 فيلما منذ عام 1976،
وهو يسلط دائما الضوء فى أعماله على التناقضات والمشاكل فى المجتمع
الجزائرى مما يثير جدلا واسعا فى بلاده، غير أنه كثيرا ما دافع عن أفكاره
التى يقول إنها تسجل ما يراه بطريقته وعدم تقديم صور خيالية غير مرتبطة
بالواقع.
الشروق المصرية في
10/09/2013 |