عبرت الفنانة الخليجية زهرة عرفات عن سعادتها بالحلول ضيفة شرف على
مهرجان الخليج السينمائي الذي أتاح لها فرصة اللقاء بالأحبة، ومتابعة
الأفلام القصيرة التي تحبها . وعلى هامش المهرجان، التقيناها في هذا الحوار
لتجيب عن تساؤلات عدة تطرحها الأخبار والشائعات التي تلاحقها كغيرها من
الفنانين، إضافة إلى الحديث عن أحدث أعمالها ومشاريعها الفنية .
·
كيف كان انطباعك عن المهرجان هذا
العام؟
- استمتعت لأني أحب السينما كثيراً، ولا أعرف
لماذا أستمتع كثيراً بمشاهدة الأفلام القصيرة، فلو بقيت طوال اليوم أتابعها
لن أشعر بالملل، واستمتعت بمقابلة زملائي الذين لم أرهم من فترة طويلة،
إضافة إلى أن المهرجانات أشبه بالمطبخ الذي تطبخ خلاله الصفقات والأعمال
الفنية المقبلة، وهذا ما حصل .
·
هل هناك أفلام أثارت إعجابكِ
بشكل خاص؟
- من الأفلام التي تابعتها بشغف “ذا باك”
الإماراتي، والسعودي “وجدة”، ولفت انتباهي الفتاة وجدة في الفيلم، والشيء
نفسه بالنسبة إلى فيلم “أصيل” العماني، أيضاً لفت انتباهي الطفل الذي قام
بدور أصيل . أحياناً لا أتوقف عند التجربة ككل بل توقفني جزئية تكون مثيرة
للاهتمام، ولهذا في كل تجربة أستمتع بجانب معين، وقد يكون الفيلم ككل
متكاملاً كأحد الأفلام السعودية التي تابعتها في المهرجان، وكان مميزاً من
حيث الصورة والمؤثرات والكثير من الجوانب ولكن ينقصه اكتمال الفكرة، وما
لاحظته أن أغلب الأفلام تعاني مشكلات في الفكرة والتمثيل، فلماذا لا يعملون
على التمثيل مع أنه هو أصل الفيلم، خصوصاً انهم يقدمون أفلاماً سينمائية،
والجميع يدرك أن أقل تفصيل في شاشة السينما يظهر جلياً ويكون واضحاً جداً .
·
ماذا عن تجربتك السينمائية؟
- كان لي تجربة واحدة في السينما من خلال الفيلم
القصير “جنة مريم” الذي شاركت به في مهرجان الأفلام القصيرة قبل أعوام عدة،
وبعدها كانت هناك مشاريع لأفلام طويلة وقرأت العديد من النصوص التي ماتزال
عندي، ولكن دائماً مايحدث شيء يؤدي إلى تأجيل المشروع لأسباب مختلفة .
·
وماذا عن أعمالك لهذا العام؟
- منذ سنوات وأنا حريصة على تقديم عمل أو عملين في
السنة كأقصى حد، ولكن هذه السنة لدي أربعة أعمال حتى الآن وهي “أي دمعة حزن
لا” مع المخرج محمد القفاص، و”الحب شيء آخر” لسعد الهواري، وحالياً “عطر
الجنة” لسعد الهواري أيضاً، وقريباً “المنافع” .
·
هناك انتقادات كثيرة موجهة
للدراما الخليجية من عينة أنها تفتقد لمنطقية الموضوع والطرح، هل يعود هذا
إلى قصور في النص برأيك أم إلى تحكم شركات الإنتاج بالسوق الدرامي؟
- هناك قصور أحياناً بالنص أو بالإنتاج أو بالممثل
أو بالمشاهد، هناك أعمال سيئة ولا يمكننا أن ننكر هذا، ولكن بالمقابل هناك
أعمال جيدة، كما أن هناك ممثلين سيئين بالمقابل نجد أناساً حريصين على
أسمائهم ومكانتهم الفنية .
·
مازالت الدراما الخليجية تشكو من
قلة عدد الممثلات الموهوبات، لماذا برأيك؟
- العكس صحيح، لكن المشكلة أن الناس يظنون أن
التمثيل سهل، وأن كل ما تحتاج إليه الفتاة لتصبح ممثلة هو أن تكون جميلة،
ولا يعلمون أن التمثيل روح، ومع الأسف نجد الكثيرات على الساحة الفنية لا
علاقة لهن بالفن مع أنهن قد يكن من أجمل الجميلات، وفي المقابل هناك ممثلات
أصبحن نجمات سينما وتلفزيون وهن لا يضعن المكياج كالفنانة القديرة عبلة
كامل، المشكلة أن المواهب الشابة تأخذ الموضوع ببساطة وتراه سهلاً ولهذا
نجد الكثيرات يرغبن في التمثيل من دون أن يمتلكن الموهبة .
·
بماذا إذن تفسري استعانة مخرجي
الدراما والسينما في الخليج بالكثير من المواهب الشابة غير الخليجية ممن
يتقن اللهجة؟
- لأنهم يبحثون عن الموهبة والقدرة على أداء
الدور، ومؤخراً ظهر على الساحة عدد كبير من الوجوه الشابة، ولكنها مازالت
تفتقد إلى الموهبة أو ربما في بعض الحالات تنقصها الخبرة بالتمثيل .
·
تتعرض الفنانة الخليجية للكثير
من النقد، وربما التجريح، في ما يخص ملابسها وتصرفاتها التي قد تكون عادية
بالنسبة لغيرها من الفنانات العربيات، بماذا تفسرين هذا؟
- الموضوع نسبي فالبعض ينتقدون بشكل لائق ومهذب،
وأنا أحترم هؤلاء، ولكن هناك أناساً وظيفتهم في الحياة نقد الآخرين
والتشهير بهم، وكأنهم يسعدون بمضايقة الفنان .
وقنوات التواصل الاجتماعي تتيح المجال للكثيرين لأن ينتقدوا أي عمل،
وأقصد هنا السخرية من الأعمال الحقيقية التي حرص فنانوها على تقديمها بأفضل
صورة، وبرأيي أن ما يحدث يعد مهزلة اجتماعية .
وهذه المواقع أتاحت للجمهور التواصل مع الفنانين ومصادقتهم، وفتحت
الباب واسعاً لكل من هب ودب ليدخل حياة الفن ويوجه له الانتقادات غير
المنطقية والخالية من أي أساس إلا من عيوب صاحبها النفسية وعقد نقصه .
ولست أتحدث هنا عن نفسي فهناك أهرام في عالم الفن يتعرضون للتطاول،
والبعض يجب ألا تتاح لهم الفرصة ليتحدثوا إلى الفنان، لأنهم ليسوا في مستوى
هذه العلاقة، ولكن في المقابل هناك أناس يستحقون الصداقة والتقدير .
·
هل تشعرين بالحرج من إنهاء
الصداقة مع البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو ترفضين صداقة البعض، لئلا
يطلق عليك الشائعات والأقاويل؟
- لا مشكلة عندي بأن أحذف وأحظر كل من يجرؤ على
التطاول عليّ .
·
هناك الكثير من المذيعات اللواتي
تأثرن بتجربة زهرة عرفات وانتقالها من تقديم البرامج إلى التمثيل، وحاولن
تقليدك، كيف تجدين تجارب هؤلاء المذيعات كونك مطلعة على بعضها؟
- التجربة حق مشروح للجميع والنقد يأتي بعدها .
الخليج الإماراتية في
27/04/2013
إماراتيون يبحثون عن موقع على خارطة
الفن السابع
الإخراج السينمائي موهبة أوقات
الفراغ
تحقيق:
زكية كردي
بدا الحضور الملحوظ للمخرجين الإماراتيين الشباب في السينما ظاهرة
مثيرة للاهتمام، إلا أن الحضور الكبير بالكم، أثار بدوره أسئلة عن مستوى
التجارب السينمائية المقدمة، وحجم الجدية فيها، وهل هي مجرد موضة وبوابة
للشهرة . . وفي المقابل يطرح المخرجون الشباب إشكاليات عدة تتعلق بعملهم
السينمائي وتؤثر فيه، منها صعوبة التفرغ للإخراج، فضلاً عن قضايا تتعلق
بالتمويل . .
يجد المخرجون المرتبطون بعمل مختلف أو اولئك الذين لم يزالوا على
مقاعد الدراسة صعوبة في التفرغ للإخراج، هكذا بدأت المخرجة عائشة عبدالله
مخرجة فيلم “69” حديثها ل”الخليج” مشيرة إلى أن الإخراج نوع من أنواع
الإبداع، وهو يحتاج إلى فكر نظيف بالدرجة الأولى، وهذا أمر غير متاح لدى
غالبية المخرجين الشباب، الذين يكتفون بأيام العطل عادة لتصوير أفلامهم .
وتؤكد المخرجة عبدالله أنها غير متفرغة للإخراج تماماً في الوقت
الحالي، فهي تحضر لنيل شهادة الماجستير في الإخراج، وتعمل أيضاً وبالتالي
لا تجد الكثير من الوقت الذي تحتاجه لتعطي الفكرة والنص السينمائي حقهما في
التأمل والإبداع، قبل الإخراج .
ويرى المخرج سقراط بن بشر صاحب فيلم “التسرب الدراسي” أنه على المخرج
الفصل بين العمل والحياة الخاصة، موضحاً أن الإخراج هو من أوليات حياته
الخاصة، وعن استراتيجيته في التعامل مع ما يقال أزمة ضيق الوقت، يقول:عادة
في الأيام العادية ألتقي بأصدقائي من الوسط الفني لنتناقش حول مواضيع
الإخراج والتصوير والأفكار والأفلام الجديدة، بينما أخصص أيام العطل
للإخراج أيضاً .
بدورها تؤكد عائشة الحمادي مخرجة فيلم “كفى” أن الإخراج بالنسبة لها
ليس مجرد هواية، فهي تفكر به كمهنة وتتمنى بعد أن تتخرج من الجامعة أن تتاح
لها الفرصة لتعمل في مجاله ولكنها تشك في أن يكون هذا الأمر متاحاً، لكون
التجربة السينمائية في الإمارات لم تزل حديثة العهد ولا يمكن أن توفر
للمخرج الاستقرار والمردود المادي الذي يحتاجه ليؤسس لمستقبله .
إلا أن عائشة لا تجد أن الباب مغلقاً أمامهم كمخرجين شباب، وتقول: فزت
بمنحة دراسية في أكاديمية نيويورك لدراسة الإخراج السينمائي وكانت عبارة
عن جائزة حصلت عليها من مهرجان أبوظبي السينمائي، وأعتبر أن هذه الخطوة
الأولى بالنسبة لي بعد التخرج .
فاطمة البلوشي مخرجة فيلم “كأنك نسيت” ترى أن التجربة السينمائية في
الإمارات تتطور بسرعة قياسية، وتستدل على هذا بالإقبال الكبير على دراسة
الإعلام في جامعات الإمارات، بعد أن كان المجتمع الإماراتي يستهجن دخول
الفتاة بشكل خاص لدراسة هذا المجال في السابق، وتؤكد المخرجة البلوشي أن
تزايد انتاج الأفلام الإماراتية مع تطور تصوير هذه الأفلام يؤكد أن المخرج
الإماراتي يسير في الاتجاه الصحيح، وهذا يعود إلى اهتمام القيادة في
الإمارات بتنمية هذا التجربة ودفع عجلة الفن لتوازي الإنتاج العربي
للمحرجين الشباب .
تعمل فاطمة البلوشي موظفة في قسم التسويق بمؤسسة أبوظبي للإعلام،
وتقول: المهم أن تكون الخطة موجودة والهدف واضح، وأنا أعرف ماذا أريد
وماعلي أن أفعل حتى أصل إلى حلمي في عالم الفن، وأثبت نفسي كمخرجة إماراتية
.
الصورة لم تزل ضبابية بالنسبة للمخرج عبدالرحمن المدني صاحب فيلم
“ذنب”،فهو لا يدرك الصعوبات التي سوف تواجهه بعد التخرج، كذلك لم يزل على
مقاعد الدراسة، ولكنه يؤكد أنه ما من مخرج شاب إلا وتمنى أن تتاح له فرصة
الوصول إلى الاحتراف والتفرغ لمهنة الإخراج . ولكن هذا الأمر يرتبط في سوق
العمل أولاً وأخيراً .
يقارب عبدالله عارف مخرج فيلم “نصف عمر” معاناة المخرجين الشباب من
زاوية أخرى، فيؤكد أنه كمخرج شاب يقوم بإنتاج الفيلم على حسابه الشخصي،
ويتحايل على الوقت ليتسنى له تصوير الفيلم كونه مرتبطاً بوظيفة تأخذ معظم
وقته، مما يجعل الإخراج مجرد هواية يمارسها في أوقات الفراغ، رغم أن أي
مخرج يختار هذا الطريق يكون خلفه حلم يدفعه وأهداف كبيرة يسعى إليها .
وعن سبب اكتفاء المخرجين الشباب بإخراج الأفلام القصيرة، يقول عارف:
أغلب المخرجين الشباب يقومون بإنتاج الأفلام على حسابهم الشخصي، ولهذا
يجدون أن الأفلام القصيرة تتناسب مع إمكاناتهم البسيطة، والتي تكفي لعكس
موهبتهم في دقائق معدودة، بينما تحتاج الأفلام الطويلة والاحترافية إلى
ميزانية ضخمة نتمنى أن نحصل عليها في المستقبل القريب .
من جهته يوضح منصور الظاهري مخرج فيلم “سراب دوت نت” أن مشكلة
المخرجين الشباب ليست في عدم تفرغهم للعمل السينمائي، ويخبرنا عن تجربته
الشخصية أولاً، يقول: حصلت على الماجستير في صناعة الأفلام من أكاديمية
نيويورك من جامعة (إن واي إف إي) وشاركت في العديد من المهرجانات العالمية
مثل مهرجان لوس أنجلوس في هوليود، وقريباً ستكون لي مشاركة في مهرجان كان،
وأنا موظف حكومي في الوقت نفسه، ولكني أتفرغ أثناء المشاركة في المهرجانات
وهذا حق لأي مواطن إماراتي يشارك في فعالية يمثل بها الإمارات في محفل
دولي، له الحق في التفرغ للمشاركة سواء كانت المشاركة رياضية أو فنية، وهذا
بقرار من صاحب سمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة حفظه الله .
ويرفض منصور الظاهري النظر إلى تجارب الشباب الإماراتي السينمائية
بوصفها مجرد هواية لأن تصوير الأفلام يعتبر مكلفاً من الناحية المادية
أولاً، فضلاً عن أن الأفلام الإماراتية التي تعرض في المهرجانات تبشر
ببوادر حقيقية لسينما إماراتية تنافس على المستوى العربي وعلى المستوى
العالمي، فالمخرجون الإماراتيون الشباب استطاعوا أن يختصروا سنوات طويلة
ويبدؤوا من حيث توقف الآخرون معتمدين على أحدث التقنيات والخبرات
الأكاديمية في هذا المجال، ويضيف الظاهري: لا يخفى علينا أن المهرجان يقبل
عدداً محدداً من الأفلام التي تقدم للمشاركة والتي يتجاوز عددها الستة آلاف
فيلم .
الكاتب الإماراتي محمد حسن “مدير فعالية سوق السيناريو في مهرجان
الخليج السينمائي” رأى أن انتشار الكاميرا بشكل كبير أدى إلى انتشار ظاهرة
المخرجين الشباب، وكأن الإخراج أصبح موضة بالنسبة للكثيرين، فأغلبهم يتعامل
مع الموضوع كهواية عابرة يتعلق بها لعام أو عامين ومن ثم يتركها باستثناء
القلة الذين أثبتوا أنهم أصحاب رؤية جميلة .
ويشير محمد حسن إلى إشكالية هامة جداً في السينما الإمارتية، وهي أن
أغلب الشباب الإماراتي يسعى ليلعب دور المخرج وينسى أننا بحاجة إلى فريق
عمل متكامل، ولكن للأسف الكل يريد أن يكون البطل والمخرج وقائد العمل،
ولهذا نفتقر دوماً إلى العناصر الأخرى في العمل السينمائي .
ويحذر “حسن” من ظاهرة انتشار الألقاب والشهرة السريعة التي يحصل عليها
الشباب المبتدئ، والتي لم تكن موجودة في الماضي، مؤكداً أنها أدت إلى نشوء
جيل من المخرجين الاستهلاكيين، على حد تعبيره ويضيف: سهولة الحصول على
الشهرة بعد إخراج فيلم قصير أو الفوز بجائزة ما، تجعل الشاب يعتقد أن طريق
الإخراج سهل ولا يحتاج إلى الكثير من الجهد، وينسى أن صناعة الفيلم ليست
بهذه البساطة فهي تحتاج إلى البناء من الداخل وإلى تثقيف ورؤية، وأتمنى
حقاً من كل شاب أن يتعلم كيف يقرأ النص السينمائي قبل أن يفكر بالإخراج .
الخليج الإماراتية في
26/04/2013
البلاغة الفكرية و صدق التوثيق في "طعم العسل"
دبي / عدنان حسين أحمد
احتفى برنامج "تقاطعات" في الدورة السادسة لمهرجان الخليج السينمائي بعرض
"27" فلماً من مختلف أنحاء العالم، فهذا البرنامج "يهدف إلى تقديم موضوعات
جريئة لمخرجين سينمائيين موهوبين يتميزون بأساليبهم الفذة " و فلم "طعم
العسل" للمخرج الكردي السوري مانو خليل هو نمط الأفلام الجريئة التي تمتلك
سوية فنية عالية، إضافة إلى خطاب فكري مقنع، و هذا هو دأبه في غالبية
أفلامه الروائية و الوثائقية، الطويلة والقصيرة على حد سواء. و يكفي أن
أشير هنا إلى فلمه ذائع الصيت " ديفيد تولهيلدان" الذي يدور حول شخصية
الشاب دافيد رويللر, ابن رئيس المحكمة الفدرالية السويسرية السابق الذي ترك
حياته الرغيدة في سويسرا قبل سبع سنوات و التحق بالمقاتلين الكرد في
كردستان تركيا واضعاً حياته في خدمة الشعب الكردي، مُعيداً إلى الأذهان قصص
العديد من المناضلين و الثوريين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تحقيق حرية
الآخرين و ضمان كرامتهم الإنسانية. و قد نجحت الحكومة التركية في منع عرض
هذا الفلم بعض الوقت، لكنها لم تستطع نفيه نهائياً من المهرجانات
السينمائية العديدة التي تناصر قضايا الشعوب. أما فلم "طعم العسل" فيتمحور
حول الفكرة ذاتها، فالقضية الكردية هي شغله الشاغل في البلدان الأربعة التي
تضم القومية الكردية و هي تركيا، إيران، العراق و سورية، مسقط رأس المخرج و
مكان نشأته و ترعرعه.
لكنه اختار هذه المرة شخصية "درامية" من أكراد تركيا حيث يفقد النحّال
إبراهيم كيزر في أتون الحرب الدائرة في كردستان منذ أكثر من ثلاثين سنة كل
شيئ تقريباً، فهو لم يخسر نحله و أملاكه حسب، بعد أن كان واحداً من أكبر
منتجي العسل في تركيا، بل فقد زوجته و أطفاله و أصبح مُطارداً في الجبال،
إلى أن ابتسم له الحظ فوجد نفسه لاجئاً في سويسرا حيث يبدأ تربية النحل من
جديد، و لكن في جبال الألب هذه المرة، بعد أن يمر بسلسلة من المتاعب و
المعوقات الناجمة عن تصغير سنّه حين كان يعيش في تركيا بغية التهرّب من
أداء الخدمة الإلزامية. و على الرغم من قصة الفلم على السيرة الذاتية لمربي
النحل إبراهيم كيزر إلاّ جوهرها يقوم على ولده علي الذي التحق بالمقاتلين
الكرد عام 1996 و كان يخشى عليه من مواجهة مصيره المحتوم، فكل يوم يقلب
الصحف مركزاً على صور المقاتلين الذين لقوا حتفهم في المضارب الكردستانية.
و بينما هو منهمك في تربية خلايا النحل التي يمتلكها في جبال الألب، و بين
مهمات عمله الجديد في معمل تعليب السكاكر شاهد صوره ولده في صفحة الشهداء
الذين ضحوا من أجل القضية الكردية فينخرط في بكاء حار، و لكن الحياة يجب أن
تمضي إلى الأمام فهذا هو ديدنها و سُنّتها منذ الأزل وسوف تستمر إلى الأبد.
فلا غرابة أن نراه بعد بضعة أيام متكيفاً في حياته الجديدة من دون ابنه
(علي) الذي رحلت روحه إلى السماء. كان كيزر يتمنى أن يشيّعه في الأقل،
ويواريه الثرى، ويبكي عند قبره، لكن هذه الرغبة مستحيلة في البلدان
المستبدة التي تقارع الآخر، وتقصيه حتى و إن كان شريكها في الوطن و الحياة
اليومية بأفراحها و أتراحها. إن ما يلفت الانتباه في هذا الفلم هو موضوع
الاندماج لمواطن كردي كبير سناً، لكننا نراه منهمكاً في علاقاته الاجتماعية
مع ماكس و أنيتا و يعاملهما معاملة الأب لولديه، و يساعدهما في تربية النحل
معلِّماً إياهما أسرار هذه المهنة التي يعتبرونها سويسرا "هواية"، و لهذا
فقد هيأوا له فرصة العمل في معمل للسكاكر إلى أن أثبت لهم بالأدلة القاطعة
بأنه من مواليد 1946، و ليس 1953 كما هو مثبت في أوراقه الرسمية. إن
اندماجه في المجتمع السويسري لا يعني أنه راضٍ عن حياته كلياً، فقد وصف
نفسه ذات مرة بأنه يعيش وحيداً مثل "غراب"، و يسكن في غرفة صغيرة تصل إليها
أصوات المخمورين في الحانة التي تقع تحته مباشرة، حيث يشم رائحة الدخان و
المشروبات الكحولية.
غير أن حبه للناس هو الذي يدفعه إلى تكوين علاقات اجتماعية قد لا يفلح
بعض الشباب في تأسيسها. يعتقد كيزر أن الثقة و الصدق و الإخلاص هي من أبرز
ميّزات المواطن السويسري، و أنه يسعى دائماً أن يكون مخلصاً مع أصدقائه
جميعاً، سواء أكانوا كرداً أم سويسريين أم من أية جنسية أخرى، و فضلاً عن
ذلك فهو يمتلك عدداً كبيراً من الأولاد والبنات الذين يزورهم بين أوان و
آخر مُبدداً جدار العزلة الجزئية المفروضة عليه، فثمة حنين طاغ إلى وطنه، و
مضارب طفولته و صباه، لكنه لم يستطع العودة بسبب نشاطه المناهض لسياسة
الحكومة التركية القامعة لحقوق القوميات الأخرى، و السالبة لحرياتهم
الشخصية و العامة. قد يتبادر إلى ذهن القارئ سؤال منطقي مفاده: "أن طعم
العسل حلوٌ، لكننا كمتلقين شعرنا بمرارة الموت، و فراق الأهل و الأحبة، و
الحنين إلى الوطن!" و هذا صحيح، لكن حلاوة العسل تكمن في الإصرار على
مواصلة الحياة الكريمة، و التضحية من أجلها، خصوصاً إذا كان الإنسان فيها
مُصادراً و مُستَلَباً. كما أن (إبراهيم كيزر)، الشخص الرئيس في الفلم، كان
يتمنى أن تكون عائلته مثل خلية النحل المنظمة التي تعمل بدأب لا نظير و هو
يعتبرها أكثر ذكاء من الإنسان نفسه. و في الختام لا بد من الإشارة إلى
مصداقية هذا الفلم و حر مخرجه على أن يصل به إلى مستوى الوثيقة التي لايرقى
إليها الشك و التضليل.
الجزيرة الوثائقية في
25/04/2013
المخرج عرفان رشيد . .
بين دموية الجلاد و قسوة المنفى
دبي / عدنان حسين أحمد
ضمّت المسابقة الرسمية للأفلام الخليجية القصيرة خمسة و ثلاثين فيلماً
في الدورة السادسة لمهرجان الخليج السينمائي، و كان فيلم "كنت هناك . . .
في بغداد" من بين الأفلام الرئيسة التي تمتلك شروط نجاحها و تميزها التي قد
تصل بها إلى حد التفرّد. فقد بنى المخرج العراقي عرفان رشيد فيلمه الوثائقي
المُعبِّر على مستويين ذاتي و موضوعي، بل ربما أخذ المنحى الذاتي بُعداً
أشمل لأنه ينطوي على ما يمكن تسميته بالكتابة الحميمة التي ترصد الذات و كل
المعطيات المحيطة بها، و أكثر من ذلك تجليات هذه الذات الإبداعية الخلاقة
التي تنتمي لصحفي و ناقد و مخرج سينمائي في الوقت ذاته.
ولو توخينا الدقة لقلنا إنه مخرج سينمائي شاعري بمعنىً من المعاني لأن
لغته المتدفقة في هذا الفيلم تحديداً كانت عفوية و منسابة تلامس شغاف
القلوب و تستوطن فيها. أما المستوى الموضوعي فإن الفيلم يتمحور على مقارنة
الإطاحة بالفكر اليساري في العراق مع ما حدث في تشيلي والأرجنتين، لكن هل
تصحّ المقارنة على الرغم من الفوارق الثقافية و الاجتماعية و الحضارية بين
هذه البلدان الثلاثة؟ و إذا لم تصحّ المقارنة، فما هي الأسباب التي تحول
دون ذلك؟ لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن المخرج عرفان رشيد هو مبدع عراقي
منفي من بلده، و مقتلع من جذوره قسراً، فلا غرابة إذن حينما يستجير بالرؤية
الكونية للمنفى التي جسّدها الشاعر الإسباني روفائيل ألبرتي، فذات مرة سأله
عرفان رشيد عن معنى المنفى و طبيعته و ما الذي يفعله بالكائن المنفيّ،
فأجاب: " . . . قد يتحول المنفى إلى وحش دموي يحاول اقتلاع جذورك من داخلك.
بمقدورك الصمود إذا ما اقتنعت بأنك لا تزال هناك في وطنك". و ربما تختزل
الجملة الأخيرة من إجابة ألبرتي قناعة عرفان رشيد و رؤيته التي تعمّقت
لطبيعة المنفى فشعر طوال سني غربته أنه كان هناك . . . في بغداد و لم يستطع
أحد أن يقتلعه من وطنه على الرغم من أن التضحية كانت جسيمة، والثمن كان
باهظا على جميع المناهضين للدكتاتورية. بدأ الخيط الذاتي يتأسس شيئاً
فشيئاً من خلال شخصية إبراهيم الذي كان شيوعياً و حالماً كبيراً
بالاشتراكية شأنه شأن الكثير من اليساريين في العالم، لكن هذا الحلم وُئد
حينما قبضت عليه سلطة القمع والدكتاتورية البعثية وزجّت به في السجون و
المعتقلات السرية ثم وُجدت جثته مشوّهة جرّاء التعذيب الوحشي الذي تعرّض له
قبل أن يفارق الحياة. من هنا تنبثق فكرة الفيلم التي يتداخل الذاتي
بالموضوعي لتنفتح لنا خصوصية الحياة العراقية التي نعتبر فيها الهمّ الذاتي
همّاً وطنياً و إنسانياً، صحيح أن المخرج عرفان رشيد أدان القمع البعثي، و
ندّد بوحشيتهم حين قال بأنهم وجدوا جثة إبراهيم في مجاري المياه القذرة، و
أن لغة الحديد و النار هي الآلية الوحيدة التي تعتمدها الأنظمة الاستبدادية
لقمع الشعوب في معظم أرجاء الكرة الأرضية، فذلك هو سلفادور اللندي الذي لم
يحكم بلاده سوى ثلاث سنوات على الرغم من انتخابه من قبل الشعب التشيلي، لكن
بينوشيه أطاحه بانقلاب عسكري فحكم البلاد بالحديد و النار أيضاً مُعطلاً
البرلمان و مُنتهكاً الدستور لسنوات طويلة، كما ينطبق الحال على الرئيس
الأرجنتيني أورتورو إيليا المنتخب رسمياً عام 1963، لكن الانقلابين كانوا
له بالمرصاد فأطاحوه عام 1966. لا شك في أن المستبدين يستهدفون المثقف في
كل مكان، لأنه الضمير الحيّ لشعبه، والمقياس المرهف الذي يشير إلى تململ
الشعب الرازح تحت قبضات مستبديه، فلا غرابة أن يُقتل إبراهيم أو يُستهدف
كامل شياع، أو يغيّب أي شخص علماني متفتِّح يؤرق الأنظمة المستبدة، و يقضّ
مضاجعها في كل مكان. لقد أراد عرفان رشيد أن يقول بأنه لا فرق بين ضحايانا
العراقيين من المثقفين والعلمانيين وبين أي مثقف سواء أكان من تشيلي أم من
الأرجنتين أم من أي بلد آخر في هذا العالم. لا تقتصر المقارنة على المثقفين
حسب، و إنما تتعداها إلى الأمهات البسيطات اللواتي يعرفن أشياء كثيرة قد لا
يعرفها حتى الإنسان المتعلّم نفسه، فأم إبراهيم كانت تدرك بحدْسها القوي أن
ولدها قد فارق الحياة على الرغم من صوره العديدة التي كانت تصل إليها بعد
مقتله على أيدي الجلادين، فالرتوش واللمسات الخفيفة هنا و هنا لم تخدع قلب
الأم الذي يشعر بلوامسه الغامضة ،أن إبراهيم قد فارق الحياة على أيدي
القتلة و المستبدين، و هي تماماً مثل الأمهات التشيليات أو الأرجنتينيات
اللواتي كنّ يحيّين ذكرى أبنائهن الذين قُتلوا غيلة في وضح النهار. ذكر
عرفان رشيد بأنه كتب قصته السينمائية خلال ساعتين و لم يعدّل فيها أي شيء
لأنه أفرغ ما في قلبه و ذهنه دفعة واحدة مذكِّراً إيانا بأن الحزن على
الغائبين لا ينتهي أبداً، و أن ساحة مايو في تشيلي تقودنا بالتأكيد إلى
ساحة التحرير في بغداد، و أن شارع فلوريد قد يفضي بنا حتماً إلى شارع النهر
على الرغم من خصوصية بعض التفاصيل، و ثمة أمكنة وذكريات لا بد أن تعيد
المُغترب إلى وطنه قبل أن يتحول المنفى إلى وحش دموي مرعب. يمكن القول بأن
المخرج عرفان رشيد قد نجح في تحويل فيلم "كنت هناك. . . في بغداد" إلى
وثيقة صوتية و بصرية دامغة تدين القتلة في كل أرجاء العالم، لكنها في الوقت
ذات تفتح باب الأمل على مصراعيه لأنه سوف يفضي حتماً إلى بصيص الضوء الذي
يتوهج في نهاية النفق الطويل.
المدى العراقية في
24/04/2013
فاز بجائزة الأفلام الخليجية الطويلة
«مطر
وشيك» تساؤلات عن الهوية والوطن والحب
دبي ـ غسان خروب
أي بلد هو وطني الحقيقي، ذلك الذي ولدت فيه أم الذي تنحدر جذور عائلتي
منه؟ .. سؤال كبير تستثار جوانبه في نفس كل شخص ترك وطنه مهاجراً بحثاً عن
الأمان ولقمة العيش، وهو سؤال يتعلق بمسألة الهوية والوطن والحب والتي تدور
حولها أحداث وتفاصيل فيلم "مطر وشيك" للمخرج العراقي حيدر رشيد، الذي حاز
على جائزة مهرجان الخليج السينمائي في نسخته السادسة في فئة الأفلام
الخليجية الطويلة.
أين موطني؟ وهل أنا من هنا أم من هناك؟ سؤالان لا يرافقان أبطال
الفيلم فقط وإنما جمهوره أيضاً، وفي الفيلم قدم المخرج لهذين السؤالين
إجابتين مختلفتين، إحداهما تمثلت في إجابة بطل الفيلم، سعيد، الذي وُلد
وترعرع في إيطاليا لوالدين جزائريين، يدرس ويعمل خبازاً، وفي المقام الأول
يشعر بنفسه إيطالياً.
والثانية تمثلت في إجابة القانون المتخلف القائم على "الأحقية بالدم"،
والذي بناءً عليه يفقد البطل حقه بالإقامة في البلد الذي يدرس ويعمل فيه،
بعد أن يفقد والده عمله لتجد العائلة نفسها غير قادرة على تجديد تصريح
الإقامة شأن ما كانت تفعل من دون مشكلات منذ 30 عاماً، بل ويصدر للعائلة
أمر بالترحيل، لتتحول إيطاليا، التي كانت بالنسبة لسعيد بلده على الدوام،
إلى حائط مطاطي يدفعه إلى العودة إلى بلده الأصلي الجزائر الذي لم يسبق له
حتى أن زاره ولو بأحلامه.
ورغم أن مخرج الفيلم لم يعش معضلة الجيل الثاني من المهاجرين إلى
إيطاليا بحسب ما قال في لقاءات صحافيه عدة، كون والدته إيطالية الأصل
ووالده عراقي هاجر إلى إيطاليا في السبعينات، إلا أن المتابع لتفاصيل
الفيلم يكتشف
بعضاً من الجوانب الذاتية في هذا الفيلم الذي لم يحاول فيه حيدر أن يطرح
مفاهيم فلسفية تتعلق بمسألة الهوية وقضية من أكون، تاركاً أحداث الفيلم
تسير على سجيتها دون خروج عن سياق موضوع الهوية وما يتعلق بها من تساؤلات
عدة قادرة على فتح باباً واسعاً في نفس كل من يشاهد الفيلم لمناقشة تفاصيل
الهوية الإنسانية والعلاقات العائلية الحميمية التي تخلق بين أي أب وابنه
أو بين رجل وامرأة يشعران إنهما ينتميان إلى نفس المكان والزمان.
في المقابل، يشعر متابع الفيلم بأن حيدر لم يقدم لنا مدينة فلورنسا
بشكلها الجميل الذي يظهر في البطاقات البريدية، وإنما قدمها كمدينة حقيقية،
تمثل خلفية ورمزاً لإيطاليا العاجزة عن مواجهة قضية الهجرة التي يتأملها
المخرج بواقعية ورؤية واضحة تبدو قاتمة أحيانا، لكنها لا تخلو من الأمل
والذي تمثل في منح سعيد وأخيه الإقامة فيها، بعد نجاحه في إثارة قضيته
قانونياً وإعلامياً واجه خلالها بيروقراطية مجردة الأحاسيس، وأحكام مسبقة
ومواعظ كاذبة ودعاية سياسية، وفي الوقت الذي يحمل والده عتاده راحلاً عن
المدينة التي عاش بين اكنافها مدة 30 عاماً، يقرر سعيد ان يرحل هو الاخر
نحو وطنه الأصلي بعد أن وجد أنه غير قادر على الاستمرار في العيش ببلد لم
يعد يجد فيه ذاته.
أبعاد فلسفية
بعيداً عن بيروقراطية القوانين، فالفيلم يزخر بأبعاد فلسفية كثيرة،
قادرة على اثارة جملة من الأسئلة التي تبنى حولها الذات الانسانية وقد تخلق
في داخلها صراعاً قوياً، وهو ما نشاهده في عديد مشاهد الفيلم والذي هو من
إنتاج مشترك من إيطاليا والعراق والامارات والكويت، وبدعم من صندوق «إنجاز»
التابع لمهرجان دبي السينمائي الدولي.
ايفان باغدانوف : أفلام الأنيمشن ظاهرة عابرة
دبي ـ البيان
لطالما حظيت أفلام الانيمشن والتحريك بحضور جيد في صالات السينما
المحلية والعالمية، وقد تمكن بعضها من تحقيق النجاح والحصول على جائزة
الأوسكار كما فيلم "بريف" الذي عرض العام الماضي.
قوة هذه الأفلام وحضورها مكنها من جذب اهتمام الأطفال والكبار على حد
سواء، حيث يرى فيها عشاق الأفلام فناً سينمائياً رائعاً، لا يقل في تأثيره
وأهميته عن الفيلم الروائي الطويل وحتى القصير، ولعل اعتماد هذه النوعية من
الأفلام سواء في شخصياتها أو قصصها على كتب "الكوميك" التي تلقى هي الأخرى
رواجاً عالياً بين الجمهور، قد لعب دوراً مهماً في انتشارها ونجاحها.
مخرج أفلام التحريك البلغاري ايفان باغدانوف، صاحب فيلم "أب"، اعتبر
في حواره مع "البيان"، أن التواجد المكثف لأفلام الانيمشن حالياً في دور
السينما هو مجرد ظاهرة عابرة، سرعان ما تخف حدتها بمجرد أن يظهر الجمهور
إشباعه منها، ليتحول نحو فئة جديدة من الأفلام.
وقال: "لا أعرف وضعها جيداً في المنطقة العربية، ولكن في أوروبا
وأميركا واليابان اتلمس اهتماماً عالياً بهذه النوعية من الأفلام التي
أصبحت دارجة كثيراً هناك، بدليل أن غالبية أفلام الانيمشن تأتي من هناك،
ولأجلها انشئت العديد من الاستوديوهات المتخصصة لتقديم أفلام ذات جودة
عالية، قادرة على خطف انتباه الجمهور".
في معرض حديثه، أبدى ايفان استغرابه من استسهال الشباب واستهانتهم
بعملية إخراج أفلام الانيمشن، وقال: "استغرب كثيراً من أولئك الشباب الذين
يظنون أنه بإمكانهم تقديم أفلام أنيمشن جيدة بميزانيات بسيطة وقدرات
محدودة، يمكنها أن تنافس نظيرتها المنتجة بأفضل استوديوهات السينما
العالمية".
وأضاف: "المشكلة إنهم يعتبرون أن الأمر سهل وبسيط جداً، رغم أن
الواقع مختلف تماماً عن مخيلتهم، لأن العمل في أفلام التحريك والكوميك
تحديداً صعب ولا يقوم على فرد واحد فقط، لأنها تتطلب مهارة عالية في رسم
الشخصيات، ومهارة في عملية تحريكها ووضعها في الكادر السينمائي وتركيب
الصوت عليها ثم إخراجها .
حوار وهمي
يثير فيلم "أب" والذي قدمه باغدانوف بمشاركة كل من المخرجين مورتيز
مايرهوفير وفيلجكو بوبوفيك وديمتري ياغودين وأسباروه بيتروف ورسيتسا راليفا،
في أحداثه عديد الاسئلة حول علاقة الأب بابنه، ويعكس ذلك من خلال خلقه
لحوار وهمي يدور بينهما، وقد تمكن الفيلم، من الحصول على شهادة تقدير ابان
مشاركته في النسخة السادسة لمهرجان الخليج السينمائي
.
إطلاق حملة لتمويل فيلم «51» القصير
دبي ـ البيان
أطلقت مبادرة "أفلامنا" للتمويل الجماعي التي تتخذ من الإمارات مقراً
لها، أخيراً حملة جديدة لتمويل فيلم "51" القصير الذي من المقرر أن يبدأ
أعمال تصويره في الإمارات مطلع يونيو المقبل، وتهدف الحملة إلى جمع 170 ألف
دولار لهذا الفيلم الذي يعد العمل الأول الذي يجمع بين أحد نجوم هوليوود
ومواهب محلية. الفيلم الجديد والذي تولى تأليفه ميشيل نيكلسون يدور حول
الأرقام، ومن المقرر أن يقوم ببطولته الممثل نافيد نجابان الذي شارك في
بطولة مسلسل الدراما الأميركى "هوم لاند"، فيما يتولى إخراجه جون ستيفين
بالتزار.
وبحسب بيان مبادرة "أفلامنا" فإن مشاركة نجم مشهور بحجم نافيد نجابان
في هذا العمل يعد فرصة لجميع المشاركين فيه، لرفع مستواهم الفني وتعلم
المزيد، فضلاً عن أنه سيكون خطوة جيدة تشجع الآخرين على الانضمام إلى
المبادرة والحصول على التمويل اللازم من خلالها، وذكر بيان المبادرة أن
اختيار الإمارات مكاناً للتصوير كان بسبب العروض السخية التي تقدمها كل من
أبوظبي ودبي تشجيعاً على التصوير فيها، لا سيما وأن شركة
Trucial States
المملوكة والمدارة كاملاً من قبل مواطنين تشارك في انتاج
الفيلم فيما تتنوع جنسيات بقية أعضاء الفريق.
فيدا رزق المؤسس الرئيس لمبادرة "أفلامنا"، علقت قائلة: "يسرنا أن
يكون التمويل الجماعي لفيلم 51 عبر بوابة "أفلامنا"، حيث تتيح المؤسسة
للجمهور وعشاق السينما الفرصة للمشاركة في هذا الفيلم الذي يتناسب تماماً
مع سياستنا المتبعة في جمع المال لدعم الأفكار الإبداعية وللتشجيع على
تبادل الثقافات". وأضافت: "نأمل أن يرى الجمهور في ذلك فرصة ليكون جزءاً من
شيء يستعرض ما تزخر به الإمارات وأفضل ما تمتلكه مواهبها ليدعموا المشروع
بكل قوتهم".
البيان الإماراتية في
24/04/2013 |