استنطق فيلم «وجدة» للمخرجة السعودية هيفاء المنصور والذي عرض في ليلة
افتتاح الدورة السادسة من مهرجان الخليج السينمائي المقام حاليا بدبي، ما
كان يختزنه السينمائيون في المنطقة من بهجة غامضة كانت تسكنهم منذ سنوات،
والتي كانت تتراوح بين الانطفاء والتوهج، وبين الخمود والاشتعال. بعث فيلم
«وجدة» بعد انتهاء عرضه حالة من التفاؤل الداخلي والانتشاء الذي بدا زاهيا
على ملامح الحضور، وجلّهم من المشتغلين بالشأن السينمائي في دول الخليج،
وكأنه بذلك ترجم رغبتهم المشتركة في أن تكون للسينما في هذا المكان الملتبس
ذاتيا، كما في وعي الآخر، حيز مبشّر وفسحة متجددة واشتغال حقيقي على إنتاج
هذا النوع من الفنون البصرية المعاصرة، الذي طال أمد استهلاك الجانب الأكثر
ضحالة فيها، والأكثر ميلا للبلادة والتكرار والخضوع لما هو شائع وترفيهي
وتجاري.
ذلك أن إنتاج فيلم روائي طويل وبمقاييس فنية عالية في منطقة محاصرة
بخصوصيتها ومرتهنة لتقاليد ثقيلة متراكمة، هو أمر يستوجب الالتفات
والاحتفاء أيضا، ليس لأن الفيلم في حد ذاته قام باختراق تابوهات اجتماعية
صلدة محيطة به، ولكن ـ وهو الأمر المهم هنا ـ لتوفره أيضا على بنية
احترافية وتماسك إيقاعي على مستوى السرد المتصاعد، والتنفيذ المتقن لمسارات
هذا السرد، وتوظيف الفيلم المتوازن والسلس لثلاثية النص والأداء والإخراج.
ويبدو أن المخرجة هيفاء المنصور انتبهت جيدا للإشكاليات التي عانت منها
سابقا الأفلام الخليجية الطويلة، والتي لم تنجح في الحفاظ على الإيقاعين
الظاهري والضمني للفيلم الطويل، كما أنها شيّدت مفاصل فيلمها على أرضية
روائية جاذبة، وعلى سيناريو محكم اقتضى منها العمل على مدار ثلاث سنوات كي
يصل هذا السيناريو إلى صيغته النهائية والملبية للقضية الأساسية التي
يتناولها الفيلم، وهي القضية التي كانت حاضرة في الفيلم الوثائقي الذي
قدمته المنصور قبل عدة سنوات وحمل عنوان: «نساء بلا ظلال»، وتناولت من
خلاله سلسلة من العوائق النفسية والسوسيولوجية المحيطة بالمرأة السعودية،
وسط حالة مربكة من سوء الفهم والأحكام المسبقة التي لا تستند سوى للشكوك
والإقصاء والظنون المفرطة في ارتيابها.
حلم الدراجة
في فيلم «وجدة» الذي صورت كامل مشاهده بمدينة الرياض، تستعيد المنصور
هواجس هذا النبذ المتوارث أو هذا الارتياب الاجتماعي من خلال قصة الفتاة
وجدة ـ تقوم بدورها الطفلة وعد محمد ـ التي تحلم بامتلاك دراجة هوائية
خضراء تراها في أحد محلات بيع الألعاب، من أجل أن تسابق صديقها في الحي ـ
الطفل عبدالرحمن الجهني ـ وأن تتفوق عليه، ومن خلال هذا الحلم الممتزج
ببراءة الطفولة وانطلاقتها، تتشابك مصائر شخوص عديدين محيطين بوجدة،
ويعانون مثلها من صعوبة تحقيق أحلامهم وسط إملاءات خارجية ضاغطة، كي تترمد
شعلة هذه الأحلام في دواخلهم، دون قدرة حتى على البوح بها للآخرين، غير أن
إصرار وجدة على المضي في هذه المغامرة الخطرة حتى منتهاها سوف تترتب عليه
خسارات مؤقتة، وأوجاع ذاتية، تكون أحيانا أكبر من فهمها لعالم الكبار
وللمحيط الخارجي المكدس بنمطه المحافظ، والمليء أيضا بالتناقضات السلوكية
المتخفية وراء هذا النمط السميك. تسعى وجدة من خلال شخصيتها القوية
والعنيدة إلى كسر هذا الطوق المستحيل وتجاوزه، فتشترك في مسابقة تحفيظ
القرآن لكي تنال جائزة المسابقة وتشتري الدراجة، ورغم فوزها بالجائزة إلا
أن الوصاية الأخلاقية التي تمارسها مديرة المدرسة ـ الممثلة عهد كامل ـ على
طلبتها، تجبر وجدة على التبرع بجائزتها لأن ممارسة الفتاة لركوب الدراجة
الهوائية يعتبر انتهاكا لأنوثتها وخرقا للعادات والتقاليد التي ترفض هذا
النوع من الهوايات.
تتلاحق الانكسارات في دواخل وجدة، عندما يقرر والدها الزواج من امرأة
أخرى، لأن والدة وجدة ـ
الممثلة ريم عبدالله ـ أصيبت بمشكلة صحية
منعتها من الإنجاب مجددا بعد ولادتها لوجدة، ولأن شجرة العائلة يجب أن
تكتمل بولادة طفل ذكر، ولأن الضغوط العائلية على الزوج لا تعترف بمثاليات
الحب والإخلاص، فإن الزوجة الثانية ستكون هي الحل الوحيد للخروج من هذه
المعضلة الاجتماعية. ويلخص المشهد الختامي للفيلم وفي لقطة واحدة مكثفة
عندما نرى وجدة وهي تنطلق بدراجتها الخضراء نحو مفترق الشارع الكبير، وتقف
حائرة، أمام حلم آخر أكبر عليها أن تحققه في المستقبل، وهو ما أراد أن يؤكد
عليه التطواف البصري طوال زمن العمل الذي امتد لساعة ونصف، وهو أن الأحلام
المخنوقة تستطيع أن تتنفس أيضا، وأن تذهب إلى ما هو أبعد من مجرد التمني،
إذا استطاع الحالمون أن يروضوا قلقهم ومخاوفهم، وأن يكسروا قشرة الخنوع
ويخرجوا إلى الحياة بنظرة متعافية ومتصالحة مع الذات ومع الآخر أيضا.
الفكرة والتنفيذ
وبعد انتهاء عرض الفيلم التقت «الاتحاد» المخرجة هيفاء المنصور،
وسألتها عن انطباعها من ردة الفعل الإيجابية للحضور، وعن أهمية عرض فيلمها
في ليلة افتتاح هذا الحدث السينمائي المهم في المنطقة، فأشارت المنصور إلى
أنها تشعر بالرضا لأنها عرضت فيلمها في ليلة الافتتاح، «كنوع من رد الجميل
للمهرجان الذي تبنى الفيلم في العام 2008 عندما كان مجرد فكرة على ورق،
والذي تحول إلى فيلم خالص ومتكامل بعد أن ساعدها القائمون على المهرجان
والذين وقفوا مع مشروعها منذ البداية، وساندوها كي يصل سيناريو الفيلم إلى
مؤسسة (تورينو فيلم لاب) في إيطاليا من أجل تطوير السيناريو، وانتقاله بعد
ذلك لمراحل متقدمة فيما يتعلق بالأمور الفنية والتقنية والإنتاجية
والتسويقية». وأوضحت المنصور أن أهمية عرض فيلمها في هذا الحدث يكمن في
رغبة المهرجان نفسه بتأصيل الهوية الخليجية وتعزيز الرؤية السينمائية
والترويج لها وتشجيع صناعها من الشباب الخليجيين المبدعين والطموحين.
المصاعب الإنتاجية
عن تأثير نجاح فيلمها على السينمائيين في المنطقة خصوصا مع وجود كم
كبير من العوائق الإنتاجية وهيمنة النظرة التجارية الترفيهية على ملّاك
الصالات السينمائية، أكدت المنصور أن الوقت قد حان كي يدخل السينمائيون
الخليجيون في تجربة الإنتاج المشترك، الذي يمكن له أن يذلل الكثير من
المصاعب الإنتاجية وأن يوصل صوت وهواجس ورؤى السينمائيين إلى مناطق مختلفة
في العالم، ما يؤدي ـ كما قالت ـ إلى تقديم صورة حقيقية عن واقع الحياة
وطبيعة المجتمعات الخليجية التي أسيئ فهمها كثيرا وطويلا من خلال الصورة
الإعلامية النمطية التي تسلط الضوء على ما هو ظاهر ولا ترى ما هو مختبئ
ومتوارى تحت السطح من قصص وحكايات إنسانية مؤثرة ومغيبة عن هذه النظرة
الأحادية والمغلوطة لدى الآخر.
6
أفلام تتناول تجارب إنسانية
«صنع
في قطر».. بشائر جديدة لسينما تعبر عن الطيف الاجتماعي
دبي (الاتحاد ) ـ «صنع في قطر».. بدخول هذا البرنامج السينمائي إلى
البرنامج الأوسع، فهو كما لو أن «مهرجان الخليج السينمائي» بدءا من دورته
الحالية هذه قد أصبح شاهدا على سينما أخرى ناشئة في دول مجلس التعاون،
مثلما أنه بات منبرا لها، هكذا تبدو الأمور لوهلتها الأولى، لكن للمسألة
سمات مختلفة، وأيضا وجهاً آخر، لا يتوقف عند أن هناك سينما تُصنع في قطر
الآن.
إذ، وبحسب مصادر عديدة، لم تدخل السينما إلى قطر إلا في بداية
الخمسينيات من القرن الماضي، وفي التجمعات الخاصة بصناعة البترول وأدوات
العرض لم تكن إلا من القياس 16 ملم، أي أنها في الأساس قدمت إلى البلاد،
لكن إلى غير أهل هذه البلاد، بل للأجانب الذين تتقبل ثقافتهم تقاليد مختلفة
لم تكن يتقبلها المجتمع القطري آنذاك. إنما في الستينيات ظهرت السينما
الصيفية، أي عروض الهواء الطلق مثلما وصلت أدوات عرض السينما 35 ملم في تلك
الأثناء أيضا.
وحقيقة الأمر، أن طلبة تخرجوا من معاهد متخصصة بالسينما وفنها لم يكن
إلا مع نهاية السبعينيات، أما أول فيلم سينمائي، يذكر البعض أنه البداية
الحقيقية لصناعة السينما في قطر لم يكن إلا في العام 1983 عندما قام
المخرجان المصريان كمال أبو العلا وفهمي عبد الحميد بالإشراف على إخراج
الفيلم «حارس الفنار» الذي قام بإخراجه عدد من المخرجين من الخليج العربي
الذين يبلغ عددهم عشرة تقريبا، بما يشبه أنه قد كان أشبه بورشة اختصت
بالإخراج السينمائي كان ثمرتها هذا الفيلم.
أما مع هذه الظاهرة «صنع في قطر» فنحن أمام تحوّل آخر في السينما في
قطر. ربما بدءا ينبغي أن نرى أن ما يمكن أن يفهم من عبارة «صنع في قطر» أن
هناك سياسة إنتاجية تريد لكل إبداعات الطيف الاجتماعي، العابر والمقيم، أن
تتفتح مواهبه على هذا الصعيد دون حسابات الجنس أو العرق. نفهم من ذلك أيضا
أن هذه الباقة من الأفلام التي تتألف من ستة أعمال تتوزع على طيف واسع من
الشبان القطريين والعرب والأجانب، ويميل بعضها إلى التعبير عن تجربته في
هذه الجغرافيا، أو التعبير عن تجارب تخوضها بلادهم الأصلية في اللحظة
الراهنة. غير أن الفيلم الذي سيكون مثيرا للاهتمام من بين هذه الأفلام هو
«8 مليار» من إخراج رياض مقدسي، وتمثيل فرانسيس شولر ووكاسي دولن، إذ يشعر
المرء أنه يتم تقديمه على أنه الأكثر نضجا وفقا لمعنى الدراما الاجتماعية
ويتناول علاقة عاشقين التقيا، وتحابا في الدوحة، وعاشا كل تفاصيل علاقتهما
فيها بكل ما فيها توتر وفتور وخذلانات وانتصارات صغيرة، وهو ناطق بلغة
العاشقين: الانجليزية.
أيضا تأتي مريم فخرو بفيلم وثائقي درامي غير معتاد، أو بحكاية لم يتم
التطرق إليها عبر «اسمه»، حيث هناك علاقة ما تربط امرأة قطرية تعتاد لقاء
يوميا مع رجل هو الذي يجمع القمامة من أمام بيتها، وبمرور الأيام كان مثيرا
للفضول أن تعرف ما «اسمه». بما يوحي بأن هناك علاقة ما لا ندري كيف ستطرحها
فخرو، ومن أي زاوية سوف تتناول هذه العلاقة الإنسانية.
هناك أيضا الوثائقي القطري «المقنع» من إخراج طارق أبو اسبر وتمثيل
أحمد الجابر في دور رجل يجول في الدوحة، أهو يجول بين ماضي المدينة
وحاضرها؟ هذا ما سيقوله الفيلم لكن الرجل يقود سيارة فانتازية تحمل أعلاما
لدول كثيرة، تُرى ما الحكاية؟.
إنما من قطر حصرا، إذا جاز التعبير، هناك «غزل: قصة راشد» الدرامي
الاجتماعي من عشرين دقيقة، ومن إخراج سارة الدرهم وتمثيل ابراهيم السليطي،
ومريم العيسى، ومشعل الدوسري، وعلى مستوى السيناريو، فقد تم تبني «روميو
وجولييت» الشهيرة لتصير خليجية في أواخر التسعينيات، حيث شاب وفتاة متحابان
وسط أجواء متسلطة ومحافظة.
أيضا ضمن هذه الباقة يُعرض فيلم من سبع دقائق، إنما من الفلبين»عابر
سبيل»، إذ هو للتوصيف، صور تنعكس أحلاما على الشاشة، وتعالج قضايا تتعلق
بمفاهيم، مثل الهوية والوطن، وبالتالي الاغتراب.
وأخيرا، الشريط الوثائقي «كلمات الثورة» ذو الإخراج الجماعي والمتعدد
الأصول والمنابت والإشكاليات الاجتماعية والسياسية العربية، إنما يجري
تناول كل ذلك، على اعتبار أن موسيقى الشباب، الهيب هوب وسواها، قد كانت
الموسيقى التصويرية لمجمل هذا الحراك في المجتمع العربي فيطوف الفيلم في
بلدان الربيع بحثا عن هذه الموسيقى ودورها في التحولات الاجتماعية من وجهة
نظر اجتماعية. الفيلم ممتع، وقد عرضته قناة «الجزيرة» سابقا ويقدم صورة
أخرى لجيل عربي جديد بتركيبة ثقافية فاعلة في المجتمعات العربية.
ما يميز هذه الأفلام، تقنيا، هو انفتاحها على أدوات حديثة وأخرى أكثر
حداثة في الصناعة السينمائية، وميلها إلى نمط من الإنتاج غير المكلف
والحكايا البسيطة التي تطرح إشكاليات هي غالبا شبابية في مجتمعات قاسية.
لكن الملاحظ هنا أن المؤسسة التي جاءت بـ«صنع في قطر» إلى مهرجان
الخليج السينمائي، هي مؤسسة الدوحة للأفلام ضمن واحد من برامج تسعى، من
خلالها إلى تعزيز حضور الثقافة السينمائية في أوساط المجتمع القطري بكل
تنوعه، وبرسالة مفادها أن هذه المؤسسة تفتح أبواب دعمها للجميع من دون
استثناء.
وللحق، فهي مؤسسة أثبتت حضورها سينمائيا بمهرجان الدوحة ترايبكا
السينمائي الدولي مثلما إنتاجها لفيلم «الذهب الأسود» من إخراج جاك جان
أنود، وشارك في التمثيل فيه أنطونيو بانديراس، وهو مقتبس عن رواية «العطش
العظيم» لهانز روش، وتم تصويره في قطر وأسال حبرا كثيرا في الصحف الأجنبية
سلبا وإيجابا، وكان ذلك في العام 2011، ثم فيلم «الأصولي المتردد» للمخرجة
الهندية ميرا نيرا الذي عرض في افتتاح مهرجان الدوحة العام الماضي، وعرض في
مهرجانات سابقة عليه وأخرى لاحقة، وأثار جدلا لحساسية القضية التي يطرحها
بين الشرق والغرب في لحظة محتدمة تلت الحادي عشر من سبتمبر 2001 حيث فاز
بعدد من الجوائز أيضا.
مفاهيم وأساليب «التمويل الجماعي» في المهرجان اليوم
دبي (الاتحاد) - يناقش مهرجان الخليج السينمائي الليلة، مفاهيم جديدة
«للتمويل الجماعي»، الذي يقدم فرصا جديدة لإنتاج المشاريع الإبداعية، والذي
يمكن من خلاله تمكين جيل جديد من الفنانين المحترفين والناشئين في دول مجلس
التعاون الخليجي لإنتاج أفلامهم بشكل مستقل.
وانتشر مفهوم «التمويل الجماعي» في جميع أنحاء العالم، من خلال مواقع
مثل Indiegogo
وKickstarter
التي استقطبت الآلاف من الراغبين بجمع التبرعات، حيث تجمعهم مع الممولين،
الراغبين بتقديم المساهمات المادية التي تتراوح بين عشرات إلى آلاف
الدولارات مقابل جوائز مميزة.
وتقام ليلة «التمويل الجماعي» من خلال برنامج ليالي مهرجان الخليج
السينمائي بإدارة فيدا رزق، الشريكة المؤسسة لموقع «أفلامنا»؛ أول بوابة
متخصصة في الشرق الأوسط للتمويل الجماعي الخاص بالمشاريع الإبداعية عبر
الانترنت.
ويتمحور النقاش حول مفهوم «التمويل الجماعي»، حيث يقدم الأفكار التي
تناقش مزايا البرنامج، وفي هذا السياق أوضحت رزق: «نطمح إلى مشاركة المجتمع
في عملية الإنتاج الثقافي وزيادة عدد الأفكار الإبداعية في المنطقة. ونفخر
أن العديد من المشاريع التي حصلت على التمويل من «أفلامنا» قد تمتعت بنجاح
كبير على الصعيد الدولي وحصدت العديد من الجوائز، من بينها جائزة أفضل فيلم
في مهرجان برلين لفيلم لما شفتك للمخرجة آن ماري جاسر وغيرها الكثير، ونحن
على ثقة بأن مفهوم «التمويل الجماعي» سيكتسب أهمية متزايدة في السنوات
المقبلة».
بدوره علَّق سامر حسين المرزوقي، مدير سوق دبي السينمائي قائلاً: «إن
مهرجان الخليج السينمائي ملتزم برعاية المواهب المحلية، وسوف تساعد المنصات
المبتكرة مثل «أفلامنا» على أن يثمر هذا المشروع. وآمل أن تفتح هذه الجلسة
عيون صناع الأفلام على الإمكانيات والفرص المتوفرة لأصحاب المواهب في
المنطقة».
تم إطلاق موقع أفلامنا في الأول من يوليو 2012، وقام منذ ذلك الحين
بدعم أكثر من 30 مشروعاً، من الأفلام، والمجلات، وغيرها. ويبلغ متوسط
المساهمة في كل مشروع 140 دولاراً أميركياً، في حين تم جمع ما يقرب من
100,000 دولار أميركي من حوالي 500 ممول.
الإماراتي «بني آدم» والكويتي «سيناريو» في عرضهما الأول
دبي (الاتحاد) - أعلن «مهرجان الخليج السينمائي»، أن اثنين من الأفلام
الروائية الطويلة المدرجة ضمن برنامج «أضواء»، الذي يقدم إضاءات على الحياة
في منطقة الخليج، سيقدَّمان في عرضهما العالمي الأول في المهرجان.
يمثل فيلم «بني آدم»، للمخرج الإماراتي مجيد عبد الرزاق، وفيلم
«سيناريو»، للكاتب والمخرج الكويتي طارق الزامل، محاولتين سينمائيتين
تحملان الكثير من السعي نحو تقديم أفلام روائية طويلة خليجية. وقال مدير
المهرجان مسعود أمرالله آل علي: «يشكل الفيلمان إضافة إلى السينما
الخليجية، كونهما يمضيان قدماً نحو الدفع بصناعة الفيلم الروائي الطويل،
وعبر جهود شخصية منحازة للرهان على هذا النمط السينمائي، وفي ذلك ما يحفز
تجارب أخرى في المنطقة لسلوك هذه المغامرة الإبداعية، وفتح آفاق جديدة في
السينما الخليجية».
يعرض فيلم «بني آدم» اليوم السبت الساعة 20:00 في جراند سينما 5،
بينما يعرض فيلم «سيناريو» يوم الاثنين الساعة 20:30 في جراند سينما 5، دبي
فستيفال سيتي.
ويتركز «بني آدم» حول علاقات متشابكة ومتعددة تنشأ بين السلطان الثري
الذي يعاني شعوراً بالذنب آتٍ من طفولته، وسالم المنحدر من أسرة محدود
الدخل، وخليل المسؤول عن ثروة سلطان، حيث يرغب الأخير تزويجه من ابنته
ميثاء. سيقع سلطان في غرام امرأة اسمها مها، بينما ستكون كل من مها وابنة
سلطان ميثاء واقعتين في حب سالم، وهكذا فإن الباب سيكون مفتوحاً أمام شتى
أنواع المكيدة التي تأتي من ناحية خليل، ما يقود إلى مفاجآت كثيرة ونهايات
تراجيدية. بينما يمكن اعتبار فيلم «سيناريو» للمخرج الكويتي طارق الزامل
التجربة الروائية الطويلة الأولى له، بعد إخراجه العديد من الأفلام القصيرة
والوثائقية. وقام طارق الزامل بإنتاج، وكتابة، وإخراج، ومونتاج «سيناريو»،
الذي يحكي قصة مخرج ينتج ويخرج أفلاماً بميزانية منخفضة، ويستعين دائماً
بمجموعة لا تتغير من العاملين معه.
9
دقائق صامتة في فيلم «إلى متى؟»
دبي (الاتحاد) - يشارك المخرج المصري محمد مجدي في مهرجان الخليج
السينمائي في دورته السادسة بثاني تجربة سينمائية له، وهي عبارة عن فيلم
قصير بعنوان «إلى متى؟» بطولة لبيبة ليث من العراق، بعد تجربته الأولى في
فيلم «اسأل روحك» والذي عرض ضمن فعاليات مهرجان الخليج في دورته الرابعة،
وحاز إعجاب النقاد، وإن اعتبره البعض فيلماً غير واقعي يجسد قصة لا تنطبق
على مجتمعنا العربي.
وأكد مجدي أن هذا العمل يعتبر تحدياً كبيراً له وقال «إن أحداث الفيلم
في تسع دقائق عن صورة ليوم امرأة.. بين ما اختارت وما اختير لها، امرأة
العادات، وأنثى اللحظة، غربة بين روحها وبينهم، انتصرت لنفسها مرة...
لاحقها الخزي مرات، يحاول هذا العمل تقريب المشاهد بشكل فني، من خلال بعض
الإسقاطات الرمزية على عالم المرأة المطلقة في المجتمع العربي». وسيعرض غدا
الأحد في دور عرض «سينما فيستيفال سيتي» في تمام الساعة الثانية بعد الظهر،
ويوم الأربعاء الساعة الثالثة بعد الظهر.
الإتحاد الإماراتية في
13/04/2013
الزامل يقدم أول فيلم روائي طويل
«سيناريو»
سيعرض عالمياً الاثنين المقبل في دبي
كتب الخبر: فادي
عبدالله
الجمهور الكويتي على موعد مع الفيلم الروائي الطويل «سيناريو» لصانعه
المخرج طارق الزامل، وذلك بعد أن يتم عرضه للمرة الأولى عالمياً الأسبوع
المقبل.
يعرض الاثنين المقبل 15 أبريل الجاري، للمرة الأولى عالمياً أول فيلم
روائي طويل كويتي للمخرج طارق الزامل، وهو بعنوان «سيناريو»، وذلك ضمن
برنامج «أضواء» في مهرجان الخليج السينمائي السادس في إمارة دبي، في غراند
سينما صالة رقم 5 بدبي فيستفال سيتي.
إذ يعتبر فيلم «سيناريو» للمخرج الكويتي طارق الزامل التجربة الروائية
الطويلة الأولى له، بعد إخراجه العديد من الأفلام الروائية القصيرة منها:
في رمشة عين 2008، بقايا إنسانية 2009، تشويش 2010، كما أخرج العديد من
الأفلام الوثائقية لصالح قنوات تلفزيونية كويتية وأميركية من بينها «بين
سطور الدستور».
وقد قام طارق الزامل بإنتاج وكتابة وإخراج ومونتاج وتصوير فيلمه
الطويل «سيناريو»، الذي تدور أحداثه حول مخرج ينتج ويخرج أفلاماً بميزانية
منخفضة، ويستعين دائماً بمجموعة لا تتغير من العاملين معه، إنه مهووس
بصناعة الأفلام وكل شيء على ما يرام، إلى أن يموت أثناء التصوير أحد
العاملين معه عن طريق الخطأ، حينها تتخذ الأحداث مساراً مختلفاً، وتبدأ
المشاكل والمضاعفات بينهم.
مدة الفيلم 122 دقيقة، نوعه: جريمة وتشويق، تصنيفه: +12، عنف، تمثيل:
عيسى ذياب، عادل جعفر، جميل الباشا، محمد أكوا، مشعل معرفي، شوق، يلدا، بحر
البحر، محمد سعد، وعبدالحميد السبكي، وشارك في التصوير عمر رجب. ويدعم
مهرجان الخليج السينمائي محاولة الزامل في خوض غمار تجربة الأفلام الطويلة
إلى جانب المخرج الإماراتي بفيلمه «بني آدم»، وبهذا الصدد قال مدير
المهرجان مسعود أمر الله في تصريح صحافي: «يشكل الفيلمان إضافة إلى السينما
الخليجية، كونهما يمضيان قدماً نحو الدفع بصناعة الفيلم الروائي الطويل،
وعبر جهود شخصية منحازة للرهان على هذا النمط السينمائي، وفي ذلك ما يحفز
تجارب أخرى في المنطقة لسلوك هذه المغامرة الإبداعية، وفتح آفاق جديدة في
السينما الخليجية».
بعد هذه المشاركة ينتظر طرح الفيلم في صالات العرض السينمائية في
الكويت، ليأخذ فرصته في شباك التذاكر، ثم ينتقل للعرض في دول مجلس التعاون
الخليجية. يذكر أن المخرج السينمائي طارق الزامل حاصل على ماجستير إعلام
وماجستير في الإخراج من الولايات المتحدة الاميركية، يدرّس مادة السينما في
الجامعة الأميركية بالكويت، شارك بأفلامه في العديد من المهرجانات الخليجية
والعالمية.
الجريدة الكويتية في
13/04/2013
مهرجان الخليج السينمائي:
«بوبي» يمثّل تونس..والسعودية في الافتتاح...
التونسية ـ دبي ـ موفدنا الخاص
تشارك تونس في الدورة السادسة لمهرجان الخليج السينمائي الذي ينعقد
بإمارة دبي من 11 إلى 17 أفريل بفيلم «بوبي» لمهدي البرصاوي في المسابقة
الرسمية للأفلام الدولية القصيرة، ويدور الفيلم حول «فارس» طفل لم يتجاوز
الثامنة من عمره يعترضه كلب متشرد في يوم عودته إلى المدرسة، كانت المرة
الأولى التي يذهب فيها بمفرده، تنشأ صداقة بين فارس والكلب الذي اصبح إسمه
«بوبي» ويقرر «فارس» ان يأخذه معه إلى البيت .
يقوم ببطولة الفيلم علاء الدين حمزة وجمال ساسي وشاكرة رماح ، اما
مهدي البرصاوي فهو مخرج شاب تخصص في المونتاج وعمل مساعدا لرشيد مشهراوي في
«عيد ميلاد ليلى» إنتاج الحبيب عطية وللمخرج الإيطالي غويدو كييزا في «دعه
يكن»
وفيلم «بوبي» من إنتاج الحبيب عطية أيضا الذي نجح في حجز مكان للسينما
التونسية في مختلف المهرجانات السينمائية التي تنتظم بالخليج العربي (أبو
ظبي، الدوحة، دبي).
فيلم
سعودي في الإفتتاح: هل تنفتح السعودية بقيادة طفلة لدراجة؟
إفتتح مهرجان الخليج الذي يعرض 169 فيلما من 43 دولة مساء اول امس
بفيلم المخرجة السعودية هيفاء المنصور «وجدة» وهو اول فيلم من إخراج إمرأة
سعودية يصور بالكامل في الداخل(الرياض) وإن حكم على المخرجة ان تختبئ أغلب
الوقت في حافلة التصوير من عيون ذكورية لا ترحب بالكاميرا عموما فما بالك
إن كان من يقف وراءها إمرأة ، وقد لقي الفيلم ترحيبا واسعا منذ عرضه العام
الماضي في مهرجان البندقية ووزع تجاريا في الولايات المتحدة وإيطاليا
وغيرها من الدول، كما فاز الفيلم بجائزة افضل فيلم عربي في مهرجان دبي
السينمائي(ديسمبر 2012) وجائزة افضل ممثلة وعد محمد التي جسدت شخصية الطفلة
«وجدة»
تدور احداث الفيلم حول «وجدة» الطفلة الشقية الذكية التي تطمح
لامتلاك دراجة حتى تسابق صديقها وإبن حيها «عبد الله» الذي يتطوع لتعليمها
قيادة الدراجة في غفلة من الجميع على سطح بيت وجدة.
تسعى وجدة إلى تدبر امرها لتوفير المال لشراء دراجتها التي
تحلم بها، دراجة خضراء كحلمها ونساء كثيرات في السعودية بمستقبل اخضر.
تشارك في مسابقة مدرسية لتجويد القرآن جائزتها ألف ريال بهدف شراء
الدراجة، تفوز وجدة بالمسابقة ولكن مديرة المدرسة التي صدمت حين عرفت ان
الصغيرة تخطط لشراء دراجة قررت نيابة عنها التبرع بالجائزة المالية لفائدة
فلسطين(مسكينة فلسطين هذه التي تعلق عليها كل أوزارنا).
تعود وجدة مكسورة الخاطر إلى بيتها الذي يلفه الصمت في غياب امها،
إنها ليلة زواج الأب بثانية طمعا في إنجاب الذكور، وعلى الرغم من حزنها فقد
بادرت الأم التي كانت تنهى إبنتها عن قيادة الدراجة لأنها تفقد البنت شرفها
وقد تحول دون إنجابها كما هو متداول في الثقافة الشعبية (وربما عند فئة
متنفذة دون غيرها في المجتمع السعودي) بإقتناء الدراجة لـ«وجدتها» التي لم
يعد لها سواها بعد ان تنكر الزوج لقصة الحب التي جمعتهما، تسابقت «وجدة» مع
عبد الله وتفوقت عليه ، وصلت إلى الشارع الرئيسي ووقفت تنظر للسيارات التي
تمر مسرعة وهي تحدق في مدى الصحراء اللامتناهي...
قصة طريفة مع بعض القفشات الضاحكة، هل هي كافية لتفسير هذا النجاح
الساحق للفيلم حيثما عرض؟ أو هل لأنه فيلم سعودي مخرجته إمرأة يستقبل بكل
هذا الترحاب؟
لا شك في أن ما أنجزته هيفاء المنصور -المتزوجة بأمريكي والتي ترتدي
الجينز الشبابي على الرغم من أثر السنين عليها- يستحق التنويه، ولكن لمصلحة
من تحميل «وجدة» الفيلم ما لا يحتمل؟
هل يشكل الفيلم ثورة بصرية مثلا؟ أو هل يحمل في مضمونه ثورة ثقافية
وفكرية أو يؤشر لتحولات سياسية ما في المملكة العربية السعودية؟
صورت هيفاء المنصور فيلمها في العاصمة السعودية الرياض وحظيت بدعم
«روتانا سينما» لصاحبها الوليد بن طلال وهو حفيد الملك عبد العزيز مؤسس
السعودية، وقد صرح مؤخرا في حوار «قصف به» الجمهور العربي من خلال أكثر من
عشرين محطة فضائية من بينها «نسمة» قناة المغرب الكبير بأن الربيع العربي
ليس سوى دمار عربي وهو بذلك يسوّغ لنمط من الإستقرار تعيشه دول بعينها في
مقدمتها المملكة العربية السعودية. وعلى منوال الأمير «المتحرر» ، لم تبخل
هيفاء ببعض الرسائل لمن يهمه الأمر، فالكاميرا تتوقف دون أي داع جمالي عند
صورة عملاقة للملك وولي العهد السابق- الذي غيبته الموت- وأمير منطقة
الرياض –ولي العهد الحالي- كتب عليها شعار المملكة «لا إلاه إلا الله محمد
رسول الله». أما عجيبة الفيلم فهي الحديث عن إنتخابات في السعودية ويتعلق
الأمر بإنتخابات بلدية وكأننا في السويد والحال أننا نعرف بعضنا البعض في
بلداننا العربية جميعا.
لا معرفة لي بدواخل المجتمع السعودي ولا أريد الوقوع في فخ ما يحكى
ويشاع عن عوالم قد لا تصدق تختفي وراء تلك العباءات السوداء، كما لا أريد
الوقوع في صورة مسطحة قدمتها هيفاء المنصور عن نساء سعوديات في كامل زينتهن
بلا حجاب في مقرات العمل ونساء يدخن في بيوتهن مرتديات ملابس فيها ما فيها
لمن كان بصره متلهفا لإستكشاف المكنون... ولكن «وجدة» يظل في النهاية فيلما
دعائيا وإن أضفت عليه الدعاية الإعلامية طابع الطلائعية والريادة... فيلم
يكشف ما تريد أو ما يسمح لمخرجته أن تكشفه، فيلم لا يمس بثوابت الدولة ،
لأن قيادة طفلة صغيرة لدراجة لا يمثل في النهاية فتحا مبينا وإن كنت أشك
في تفهم جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للمسألة من الأصل... وحتى
لا يظل حديثنا عن السعودية دون غيرها نذكّر بالحكم على صحافية سودانية
بالجلد بسبب إرتدائها لسروال»الجينز»، وكم أخشى أن تصيبنا العدوى لأننا
سنكون مضطرين وقتها لإستيراد خبرات في الجلد لأن قطاعا واسعا من بناتنا
وسيداتنا لا يرتدين سوى «الجينز» جلاّب المشاكل و«صانع الفتنة»...
شاءت الصدف أن أتابع المخرجة هيفاء المنصور في تلفزيون العربية
–المنشغل بقصفه للإخوان المسلمين في مصر وحركات الإسلام السياسي في العالم
العربي عدا تلك التي تقاتل بشار الأسد في سوريا- في برنامج «إستوديو
بيروت»، سئلت هيفاء عن الربيع العربي فأفتت بأن الحريات في تونس تراجعت
وبأن حقوق المرأة عندنا في إنحسار؟
سوق سينمائية للمرة الأولى...
وإلى جانب العروض والفعاليات المجانية للعموم، يعقد «مهرجان الخليج
السينمائي» جلسات «منتدى الخليج السينمائي»، الذي يشمل نشاطات التفاعل
والتواصل، ويقدم دورات مميزة، تحت مظلة «سوق الخليج السينمائي»، في دورته
الأولى هذا العام، وقد بدأت الجلسات أمس مع «ليالي الخليج»، وهو برنامج
يشمل حوارات مسائية مع رواد السينما الخليجية تعقد يومياً عند منتصف الليل،
و يتوج سوق سيناريو الأفلام الخليجية القصيرة المشاركين، في جلسة الثلاثاء
16 أفريل، حيث سيتم منح المشاركين الفرصة لعرض نصوصهم السينمائية أمام
خبراء الصناعة لتأسيس شراكات جديدة من الممكن أن تؤدي إلى انتاج نصوصهم.
موقع "التونسية" في
13/04/2013
للتنافس معايير أخرى بحجم «وجدة»
«مهرجان
الخليج السينمائي» ينطلق اليوم في دبي بنسخته السادسة
جهاد هديب
ما من مهرجان آخر يحمل العنوان ذاته في سائر منطقة الخليج العربي؛ ما
من مهرجان آخر حمل عبء الترويج للسينما الخليجية والاهتمام بإنتاجها
والإسهام فيه، مثلما فعل هذا المهرجان: مهرجان الخليج السينمائي الذي تنطلق
فعاليات دورته السادسة مساء اليوم في فيستفال سيتي بدبي.
ولفيلم الافتتاح صلة وثيقة بهذه الفكرة، فقد بدأ فكرة ثم تبلورت في
أروقته مثلما في ورشات العمل الخاصة بكتابة السيناريو، ثم أعيدت كتابة
السيناريو الخاص بهذا الفيلم في المهرجان مرة لاحقة وجرى توفير دعم له من
خلال مشروع «إنجاز». ثم ظهر الفيلم العام الماضي ليحقق حضوراً مشرّفاً ليس
للسينما السعودية وحدها، بل للسينما الخليجية بأسرها وبات من علاماتها
المرئية والملحوظة حتى من بُعْد.
فيلم «وجدة» لهيفاء المنصور، بات من المعروف أنه الفيلم السينمائي،
بالمعنى الاحترافي للكلمة، الأول الذي يتم تصويره في المملكة العربية
السعودية، وهو مرشح لأن يكون القاطرة الأولى في قطار سينمائي سعودي مقبل
على المنطقة، إنه استفزاز وتحفيز للكثير من السينمائيين السعوديين الذين لم
نر نتاجا لهم بعد في مهرجان أو قاعة عرض خاصة أو عامة. «وجدة».. فيلم شكّل
بداية أخرى وانعطافة جديدة في تاريخ السينما في السعودية بالدرجة الأولى ثم
الخليج تاليا.
كتبت عنه الصحفية والناشطة في حقوق النساء مها بن عبد العظيم والعاملة
في إحدى القنوات التلفزيونية الأجنبية: «دخلت السعودية باب السينما بفضل
امرأة، ويعتبر «وجدة» حدثا على أكثر من صعيد، فهو أول فيلم روائي في تاريخ
المملكة، وصور بأكمله في السعودية وكل الممثلين والطاقم الفني سعوديون،
ويروي الفيلم حكاية طفلة تعيش في إحدى ضواحي الرياض وتشارك في مسابقة لحفظ
القرآن في مدرستها على أمل أن تتمكن من الفوز بالمال لشراء دراجة». وسبق
لهيفاء المنصور أن صنعت اسما في السعودية بفضل بعض الأفلام القصيرة إضافة
إلى فيلم وثاقي. وانتقلت سمعتها إلى الساحة الدولية بعد أن حاز «وجدة» في
2012 على الجائزة الكبرى للنقد في مهرجان البندقية الشهير فارتقت بها إلى
عالم كبار المخرجين. وبسبب غياب شبكة التوزيع في السعودية، لن يعرض فيلم
هيفاء المنصور في بلدها سوى عبر التلفزيون وعبر الأسطوانات المدمجة. وقالت
مها بن عبد العظيم أشياء أخرى تناولت فيها الفيلم من زاوية المرأة العربية
إجمالا وتآكل حقوقها الشخصية في مجتمعاتها خاصة عندما تكون مبدعة، وذلك في
سياق تحليلها للحكاية في «وجدة».
ما حققه هذا الفيلم من نجاحات، هو بالتأكيد ما حققه المهرجان من
نجاحات لنفسه أيضا. فلقد بات السقف الأكثر علوا على المستوى الفني وعلى
المستوى الإنتاجي وكذلك على مستوى الكيفية التي يُنظر بها إلى السينما
اجتماعيا وثقافيا في السعودية على الأقل. وهو ما سينعكس مباشرة على الذوق
العام المتابع للمهرجان، إذ سيصبح الفيلم من زوايا متعددة هو المرجعية
بالنسبة للمتفرج وستكون المقارنة معه وذلك عند النظر إلى التنافس بين
الأفلام.
من هنا، فإن الأفلام المتنافسة على جوائز المهرجان في دورته السادسة
لا تتنافس في ما بينها فحسب، بل تتنافس بالنظر إلى مرجعيات فنية سينمائية
أثبتت حضورا على نطاق عالمي وبات من غير الممكن القبول بما هو أدنى حدا أو
أقل درجة، ربما نشهد لهذه الدورة حجبا في بعض الجوائز وذلك إذا صحّ التحليل
أن «وجدة» بات معيارا للفيلم الخليجي، حيث بات من المحتم الآن تجاوزه إلى
أفق سينمائي تعبيري آخر.
وبالتأكيد فالكلام يجري هنا عن فئة الأفلام الروائية الطويلة فحسب وهي
التي ينتمي إليها «وجدة» وتتنافس فيها الأفلام: «أصيل» من عُمان الذي يحمل
توقيع خالد الزدجالي على أكثر من صعيد: تأليفا وإخراجا وإنتاجا وتمثيلا
لأحمد الحسني وسامي رزاق. ويتناول قصة قرية تعتاش من سباقات الجِمال التي
هي مصدر رزقها في مواجهة طبيعة ترسم حيوات سكانها، مع مؤثرات أخرى من صنيع
البشر. إنه فيلم يضيء على بشر يقاومون كل ما يجابههم ويعتبرونه واقعاً
عليهم التعايش معه، وليأتي ذلك من خلال أصيل الفتى الذي لم يتجاوز التاسعة
من عمره، ووالده شيخ القرية، وصولاً إلى قصة إنقاذ أصيل لسائح أجنبي، وما
ينتظر هذا الصبي من مصائر تهبط عليه دفعة واحدة.
ومن السعودية، يأتي فيلم «الزواج الكبير» حاملا توقيع فيصل العتيبي
وهو فيلم يجد جذرا له في السينما الوثائقية أيضا، إذ يصوّر تفاصيل زواج
تستمر في جزر القمر لأسبوعين، حيث تتحدد ملامح مستقبل الشخصيات تبعا
لتفاصيل الأحداث خلال العرس.
وتطلّ اليمن على هذه الدورة من خلال خديجة السلامي بفيلم «الصرخة»
الذي هو تسجيلي أكثر مما هو روائي ويتحدث عن نساء من طراز توكل كرمان
اللائي خرجن من بيوتهن صارخات بمعاناتهن رغم أن أصواتهن تعتبر عورة. إنهن
النساء اليمنيات المتخطيات للتوقعات، والمشاركات بدور كبير في الثورة
اليمنية ضد الديكتاتورية والطغيان، وكلهن أمل بتحقيق التغيير الحقيقي
والديمقراطية التي تضمن المساواة للجميع، وليبقى السؤال هل نجحن فعلا في
تحقيق ذلك؟ الإجابة في هذا الفيلم الذي يرصد المرأة اليمنية أثناء الثورة
وبعدها.
ومع الفيلم «برلين تلغرام» نحن أمام سينما تنتمي إلى سينما الطريق حيث
تكتب ليلى الأغاني، وتغنيها، حاملة صوتها وماضية من مدينة إلى أخرى، إذ إن
برلين لم تخلصها من أثقال القلب، ولا نجت من ذاك الحب الذي فارقها على غفلة
من رقتها، ستغني ليلى للمدن وتصل إلى القاهرة، ستروي لنا هواجسها،
والكاميرا لا تفارق يدها، والموسيقا أيضاً. إنه فيلم طريق، وكلما امتدت
الدروب ازدادت الأغاني وترامت الموسيقى، من دون أن يكون الوصول غاية،
والخريطة الوحيدة التي يتبعها الفيلم هي خريطة القلب. الفيلم يحمل توقيع
ليلى البياتي من العراق في الإخراج والتمثيل.
ومن العراق أيضاً، إنما باللغة الكردية، يطل المخرج كرزان قادر بفيلمه
«بيكاس» عن الطفلين دانا وزانا اللذين يبحثان عن خلاصهما، ولا يجدان إلا
«سوبرمان»سبيلاً إليه، بعد أن استرقا مشاهدة شيء من الفيلم. إنهما يتيمان
ومشردان، في كردستان العراق الرازح تحت قبضة صدام حسين في تسعينيات القرن
الماضي، وما من ذرة أمل أمامهما إلا بالمضي إلى أميركا، والعيش مع صديقهما
«سوبرمان». لكن كيف السبيل؟ وهما لا يملكان مالاً ولا جوازات سفر، ووسيلة
النقل الوحيدة لتحقيق ذلك حمار.
وتدخل الإمارات إلى أقوى المنافسات هذه في المهرجان مع جمال سالم وهو
مخرج وكاتب له العديد من الأعمال التلفزيونية. ودرس الإعلام في «جامعة
الإمارات» في العين، ويعمل في تلفزيون أبوظبي. حاصل على دبلوم في صناعة
الفيلم من «أكاديمية نيويورك للأفلام». أخرج فيلماً قصيراً عُرض في
مهرجانات عديدة ونال شهادات تقدير. شارك في لجان تحكيم في العديد من
مهرجانات السينما.
يتناول الفيلم حكاية طالب جامعي يهيم حباً بزميلته، وحين يقرر بعد
سنتين البوح لها بحبه، يفاجأ بأنها متزوجة من تاجر معروف، وأنها تعرضت
لحادث أوقعها في غيبوبة دائمة. وفيلم «دوت كو دوت يوكي» من إخراج كحيل خالد
حيث يصوّر الفيلم ثلاث حيوات لثلاثة مهاجرين يعيشون في لندن، وما يتعرضون
له من استغلال وحشي، عادةً ما يرتبط ببلدان «العالم الثالث» وليس بمدينة
غربية عصرية. هنديان، والثالث عراقي ولد في السويد، والله أعلم ما يخبئ
الفيلم لجمهوره!.
وسمير عارف الذي يحرص على المشاركة دوماً في دورات المهرجان منذ
إطلاقه عام 2008، يشارك بفيلم «صدى» حول عائلة تُرزق بطفل سليم ومعافى من
أبوين من الصم والبكم، ما يضعه في مواجهة مشاكل اجتماعية ونفسية مع المجتمع
الخارجي الفضولي، وخاصة زملاءه في المدرسة. ورغم سعادة الوالدين بهذا الابن
إلا أن الأب يقرر الامتناع عن إنجاب آخر، ما يوقع الأسرة في صراع نفسي كبير.
أما المخرج كونراد كلارك فيشارك بفيلم «فتاة عرضة للخطأ». الذي تدور
أحداثه حول صديقتين من الصين هما «ليفي» و»يايا» تقومان بإنشاء مزرعة فطر
في الصحراء بين دبي وأبوظبي، من مالهما الشخصي الذي كسبتاه بشق الأنفس،
سعياً منهما إلى تحقيق حياة أفضل. لكن تمسي الحياة قاسية عليهما، حيث سرعان
ما تعود يايا إلى حياتها السابقة، بينما تثابر ليفي، محاولة إيجاد موطئ قدم
لها، إلا أنها تتعرض لمأساة شخصيّة تدفعها للعودة إلى الصين، لكن ليس قبل
دفع الديون المتراكمة عليها.
ومن كردستان العراق أيضا وبلغته يجيء فيلم «شيرين» من إخراج حسن علي،
حيث يعود بطله فرهاد إلى قريته بعد غياب دام أربع سنوات، وهناك ومن حيث لا
يدري يلتقي بحب حياته: إنها شيرين الفاتنة والقادمة من المدينة لزيارة
أهلها. يستعيد الفيلم القصة الأسطورية الشهيرة «فرهاد وشيرين»ويقدمها في
قالب درامي معاصر، وقد حمل رومانسية ورقة هذا الحب، منتقلاً بالعاشقين من
العراق إلى فرنسا، في محاولة للهرب من حصار القيود العائلية والاجتماعية
التقليدية لهما، ولينتهي بهما المطاف مجدداً في العراق. وتأتي الكويت
برسائل منها: «رسائل من الكويت» لكريم غوري الذي يقول: توفي والدي في 11
سبتمبر 1989. لا أذكر أين كنت يومها. لكن بعد 22 سنة من ذاك اليوم، ها أنذا
في غرفة فندق ما في الكويت العاصمة. مكان العبور هذا، البعيد كل البعد عن
بلدي، هو آخر مكان كان والدي فيه على ما أعلم.
وأخيراً، إلى «مطر وشيك» حاملا توقيع المخرج حيدر رشيد. فما الذي تكون
عليه الحياة حين يكون العالم منقسماً إلى اثنين، وموزعاً بين بلدين؟ سؤال
يضيء عليه بعمق هذا الفيلم، من خلال قصة لها أن تكون معبراً إلى كل من
تتنازعه الهويات وتعتصره الجنسيات، ونحن نعاين مصائر جيلين من المهاجرين،
الأول يجسّده أب جزائري، والثاني يحضر من خلال ابنيه الإيطاليين، وهما
يناضلان للتأقلم مع بلد ميلادهما، إيطاليا، لكن يبقى الرفض مهيمناً على
أغلب ما يقابل جهودهما في مجتمع إيطالي لا يفتح ذراعيه.
93
فيلماً خليجياً ضمن العروض
مهرجان الخليج السينمائي ينطلق اليوم بمشاركة 169 فيلماً من
43 دولة
دبي (الاتحاد) - تنطلق مساء اليوم الدورة السادسة من مهرجان الخليج
السينمائي، بمشاركة 169 فيلماً متميزاً من ثلاثة واربعين دولة منها ثلاثة
وتسعين من منطقة الخليج. كما تشمل أفلام المهرجان هذا العام العروض الأولى
لثمانية وسبعين فيلماً على صعيد العالم، وخمسة عشر عرضاً أول دولياً،
واثنين واربعين عرضاً أول في الشرق الأوسط وستة عروض أولى في منطقة الخليج.
ويشهد حفل الافتتاح الذي يقام في «دبي فستيفال سيتي» سموّ الشيخ ماجد
بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة «هيئة دبي للفنون والثقافة»،
وكوكبةٌ من النجوم من منطقة الخليج والعالم العربي.
ويكرم المهرجان الذي يستمر حتى السابع عشر من الشهر الجاري، في حفل
الافتتاح، الفنان الكويتي محمد جابر، ويمنحه جائزة «إنجازات الفنانين»،
تقديراً للإنجازات الكبيرة للفنان الذي لعب دوراً أساسياً في المشهد
الثقافي الخليجي منذ عام 1960.
وفي بيان صحفي صادر عن ادارة المهرجان قال عبدالحميد جمعة رئيس
المهرجان «يُعد الفنان محمد جابر، أحد الفنانين الذين أرسوا أسس المشهد
الفني الحيوي والمتنامي في منطقة الخليج، ونحن في «مهرجان الخليج
السينمائي» نعمل بشكل حثيث، عاماً بعد عام، للبناء على هذا الإرث، من أجل
استيعاب هذا النموّ الهائل لصناعة السينما في منطقة الخليج، بدءاً بدعم
فنانينا البارزين، وصولاً إلى رعاية مواهبنا الناشئة».
من جهته قال مسعود أمرالله آل علي؛ مدير المهرجان «في كل عام يتجاوز
المهرجان توقعاتنا من حيث إقبال الجمهور وحماسه، ونحن على ثقة بأن دورة هذا
العام ستكون استثنائية».
ويقدّم المهرجان في ليلة الافتتاح فيلم «وجدة»، أول فيلم روائي طويل
يُصوّر كاملاً في المملكة العربية السعودية من إخراج هيفاء المنصور؛ التي
ستحضر حفل الافتتاح. وكان مشروع فيلم «وجدة» قد بدأ في «سوق سيناريو
الخليج» عام 2008، ومضى ليحقق نجاحات باهرة، ويأسر قلوب الجماهير والنقاد
على حدّ سواء، في جميع أنحاء العالم، من خلال قصة بسيطة عن فتاة سعودية
صغيرة تعقد العزم وتبذل جهوداً كبيرة لشراء دراجة هوائية رغم التداعيات
الاجتماعية المحتملة جرّاء ذلك. وقد فاز الفيلم بالعديد من الجوائز، بما في
ذلك جوائز في مهرجان فينيسيا السينمائي المرموق، فضلاً عن جائزة «المهر
العربي للأفلام الروائية الطويلة»، وجائزة أفضل ممثلة؛ للطفلة وعد محمد، في
«مهرجان دبي السينمائي الدولي» في ديسمبر 2012.
وقالت المخرجة هيفاء المنصور «لقد كانت سنة متميزة، ليس فقط لجميع
الذين عملوا معي في فيلم «وجدة»، ولكن أيضاً للسينما الخليجية عامةً؛ لقد
لقيت رؤيتنا في الفيلم قبولاً كبيراً من الجماهير في جميع أنحاء العالم،
ويظهر مشوارنا مع فيلم «وجدة» أن قصصنا قادرة على أن تلامس الجماهير في
جميع أنحاء العالم.
وعلى الرغم من أن قطاع السينما لدينا ما زال في مهده، إلا أننا نتمتع
هنا في الخليج بالكثير من المبادرات الداعمة مثل «مهرجان الخليج
السينمائي»، و«مهرجان دبي السينمائي الدولي»، ومجموعة واسعة من البرامج
التدريبية الأخرى، التي تهدف إلى مساعدتنا على الانطلاق قدماً. أنا فخورة
ومتأثرة جداً بعودتي إلى «مهرجان الخليج السينمائي» مع هذا الفيلم، وأتطلّع
إلى الاحتفاء بجميع الأفلام التي يقدّمها زملائي السينمائيون من منطقة
الخليج هذا الاسبوع».
على صعيد العروض السينمائية، سوف تتُاح الفرصة أمام جمهور المهرجان
للاختيار بين عدة برامج وأنشطة، بما في ذلك الأفلام المتنافسة للحصول على
الجوائز النقدية الكبيرة، في أربع فئات للمسابقة: المسابقة الرسمية
الخليجية، بفئتيها الأفلام الطويلة (الروائية والوثائقية)، والأفلام
القصيرة (الروائية والوثائقية)؛ ومسابقة الطلبة للأفلام القصيرة؛ والمسابقة
الدولية للأفلام القصيرة، التي تكرّم الأعمال المتميزة للمواهب الاستثنائية
من جميع أنحـاء العـالم.
وإلى جانب الأفلام المنافسة، يقدّم المهرجان ثلاثة برامج رسمية أخرى
هي: «أضواء»، وهو مجموعة من الأفلام القصيرة خارج المسابقة الرسمية، يسلط
الضوء من خلالها على الأفلام المميزة في دول الخليج؛ و«تقاطعات»، والتي
تقدم موضوعات جريئة وسينما بأسلوب فريد لمواهب سينمائية من جميع أنحاء
العالم، و«سينما الأطفال»، وهي مجموعة منتقاة من أفلام التحريك والأفلام
القصيرة لجمهور الصغار.
الإتحاد الإماراتية في
11/04/2013 |