لئن اختارت أيام قرطاج السينمائية من خلال دورتها الرابعة والعشرين
التي افتتحت مساء أمس الأول العودة الي مكانها الطبيعي قاعة الكوليزي،
فإنها في ذات الوقت سعت الى القطع مع اختيارات كانت محافظة عليها على
امتداد مختلف دوراتها السابقة.
والمقصود هنا البروتوكولات الرسمية التي حلّت محلّها التلقائية
والعفوية، لكن مثل هذا الأمر ولّد فوضى كبيرة في غياب للتنظيم رغم الجهود
المبذولة هنا وهناك.. فقد تداخلت الأمور بين التنشيط أمام القاعة والتدافع
لأجل الحصول على مقعد داخل القاعة.
زيّن السجاد الأحمر مدارج الكوليزي ونشطت الدّمى المتحرّكة وانطلقت
الأهازيج والإيقاعات الافريقية الفلكلورية لتضفي جوّا من الفرح والتفاؤل لم
ينغصه سوى هذا الافراط في التدافع.
داخل القاعة هدأ الحال ليبدأ الحفل بالنشيد الرسمي «حماة الحمى»
بموسيقى أوبيرالية تجاوب معها الجمهور الحاضر الذي وقف إجلالا رغم ما بدأ
على البعض من امتعاض على اعتبار أنه لا يجوز عزف وتقديم النشيد الرسمي بهذه
الكيفية.
السيد محمد المديوني مدير أيام قرطاج السينمائية حيّا في كلمته
الافتتاحية جمهور وضيوف الدورة الرابعة والعشرين للأيام بعد أن وقف الحضور
ـ وبطلب منه ـ الوقوف دقيقة صمت ترحما على ضحايا العدوان الاسرائيلي الغاشم
في غزّة وتوقف مدير الأيام عند المحطات التي ستؤثث هذه الدورة مستعرضا
الأقسام من مسابقات وعروض وندوات فكرية ليخلص الى التأكيد على أن أيام
قرطاج السينمائية من خلال دورتها الأولى بعد الثورة تعمل بجدية على كسب
رهان الصورة البديلة بخصوصياتها العربية والافريقية.
راب وإيقاعات إفريقية
تخلّلت سهرة الافتتاح محطات موسيقية متنوعة جمعت القصيد الصوفي (مهدي
الحضيري) والراب والإيقاعات الافريقية بخصوصياتها المتميزة من السينغال
ومالي.. إيقاعات وأغنيات كشفت عن زخم إبداعي فلكلوري تزخر به القارة
السمراء بآلاتها الإيقاعية وأغانيها الفلكلورية ورقصاتها التعبيرية التي
تروي حضارة إفريقيا وخصوصياتها الثقافية والفنية.. لوحات فرجوية متنوعة
أضفت جوا من المرح على الحضور وأبرزت طاقات إفريقية شابة بما فيها من طموح
وحماس وتوق الى الأفضل.
لجان التحكيم والمسابقات الثلاث
وشهد حفل الافتتاح في الجزء الأول منه الذي تواصل على طوال ما يناهز
الـ90 دقيقة تقديم أعضاء لجان التحكيم للمسابقات الرئيسية الثلاث: مسابقة
الأفلام الطويلة ومسابقة الأفلام الوثائقية ومسابقة الأفلام القصيرة مع
استعراض تعريفي مصوّر لكل الأفلام المشاركة في مختلف المسابقات الرئيسية
التي انطلقت رسميا منذ أمس وقد تمّ تخصيص قاعة الكوليزي لمسابقة الأفلام
الطويلة.
الشروق التونسية في
18/11/2012
«السينما
الوثائقية» كتاب جديد للهادي خليل
نور الدين بالطيب/ تونس ـ (الشروق)
جدد الدكتور الهادي خليل علاقته مع أيام قرطاج السينمائية حتى وان
كان غائبا عن تونس منذ سنتين.
أصدر الدكتور الهادي خليل الناقد السينمائي كتابا جديدا بعنوان
«السينما الوثائقية التونسية...
والعالمية» عن دار آفاق للنشر، الكتاب صدر في ثلاثة فصول سماها خليل
«أجزاء» ويتعلق الجزء الأول بـ «من قضايا السينما الوثائقية وإشكالياتها»
والثاني بـ «رموز السينما الوثائقية» والثالث حول «وثائقيون تونسيون».
وقال الهادي خليل ان السينما الوثائقية هي سينما العالم وأضاف :
«أردنا في هذا المؤلف عن السينما الوثائقية ، ان نستحضر أهم رموزها،
عالميا وعربيا، إيمان منا بان الابداع السينمائي، أكان وثائقيا أو
روائيا، هو صلة مترابطة من الحلقات والتأثيرات والتجاذبات».
الكتاب الذي تضمن مجموعة من صور المخرجين يعد وثيقة هامة عن السينما
الوثائقية التي بدأت تستقطب الكثير من الاهتمام في السنوات الأخيرة وخاصة
بعد ظهور ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي إذ أصبحت السينما الوثائقية
هي وسيلة تعبير الشبان عن تحولات الشارع العربي.
وأهتم خليل ببعض التجارب السينمائية المهمة في تونس مثل عبد الحفيظ
بوعصيدة وهشام بن عمار ومحمود بن محمود وأحميدة بن عمار أما في العالم
فاهتم الهادي خليل بالمخرج الهولندي جوريس أي فانس والأمريكي مايكل مور
والمخرجة اللبنانية شهال الصباغ والمخرجة المصرية سميحة الغنيمي
والفرنسي لوك مولي وغيرهم.
هذا الكتاب الذي يصدر بمناسبة أيام قرطاج السينمائية في 166 صفحة
اضافة مهمة إلى المكتبة السينمائية العربية فما زالت الكتب التي تهتم
بالسينما باللغة العربية ضئيلة وهذا الكتاب الثاني الذي يكتبه الهادي
خليل عن السينما باللغة العربية بعد كتابه «العرب والحداثة السينمائية».
الشروق التونسية في
18/11/2012
في افتتاح «الأيام» :
«ديڤاج» لمحمد الزرن... مخرج يمدح نفسه
وسام المختار صور: صالح الحبيبي
احتضنت قاعة سينما الكوليزي بالعاصمة، ليلة أول أمس عرض فيلم «ديقڤاج»
للمخرج السينمائي محمد الزرن، وذلك في افتتاح الدورة 24 لأيام قرطاج
السينمائية.. وتابع الفيلم جمهور غفير لم يخف استياءه من الكثير من اللقطات
والمضامين.
إلا أن تفاعلهم أثناء العرض مع شهادات ومشاهد عديدة من الفيلم لم يمنع
عددا هاما منهم من التعبير عن استيائه من الجانب الفني للعمل، والذي يهمّ
المخرج محمد الزرن.
«الشروق» حاولت رصد آراء بعض الفنانين من ممثلين ومسرحيين لكن أغلبهم
خيّر عدم التصريح برأيه بخصوص الجانب الفني للعمل.
المخرج المسرحي منير العرقي، من الذين بدت آراؤهم واضحة شاملة ولو
باختصار في التحليل، حيث ذهب الى أن الفيلم أعجبه على مستوى المضامين،
وخاصة التدرّج التاريخي المعتمد، وعدم السقوط في تأليه الثورة التونسية.
وقال ان اعتماد شهادتي نقابيين من الجنوب التونسي كان مثالا حيّا على
وجود نقابيين ومحامين بالجهات قاموا بتأطير الثورة دون إظهار ذلك على أنه
تأطير، وأكد أن شرح ذلك كان متقنا الى درجة أن «الزرن» لم يحاول إبراز فكرة
معيّنة.
إلا أن العرقي لام على مخرج «ديڤاج» تهرّبه من موضوع الاعلام، ولم
يطرحه إلا بطريقة خاطفة تبيّن لا موقفه ولا أي موقف من الاعلام الرّسمي
التونسي، ولا دور قناة «الجزيرة».
وخلُص «العرقي» الى أن فيلم «ديڤاج» هو شريط وثائقي تسجيلي وفنيا هو
فيلم عادي ولم يكن متألّقا، على حدّ تعبيره، مضيفا «الابتسامة المتولّدة عن
تلقائية بعض الأشخاص في تصريحاتهم، لا تلغي الرتابة في الربع ساعة الأخير
من الفيلم».
سيناريو متوسّط
لكن وقفة تأمّلية قصيرة مع تجربة المخرج السينمائي محمد الدرن، تضعك
في حيرة من أمرك، بعد متابعة فيلمه الوثائقي الأخير «ديڤاج».
إذ لا تجوز المقارنة بين مخرج فيلم «السيدة» ومخرج «ديڤاج» فرغم
محاولة «الزرن» الواضحة في توظيف الثورة كعمل سينمائي راق بعيدا عن كل
الحسابات في «السيناريو» فإن الفيلم بدا عاديا، لا جمالية فيه خاصة على
مستوى الصورة، وقد يردّ هذا المعطى الى الظروف الصعبة التي صورت خلالها
أغلب المشاهد في الفيلم، ومنها (الظروف) حظر التجول، والغاز المسيل للدموع
أثناء المواجهات المباشرة بين المعتصمين أو المتظاهرين ورجال الأمن.
ويُذكر أن السينمائي محمد الزرن كرّم نفسه عن فيلمه «السيدة»، في فيلم
«ديڤاج»، لما أبرز من خلال شهادة شاب مقيم بسيدي بوزيد عاطل عن العمل، كيف
تأثر باللقطة الشهيرة لأحد أبطال فيلم «السيدة» بصعوده لعمود كهربائي
احتجاجا على الوضع الاجتماعي والمادي المزري الذي يعيشه، وكأن الزرن أراد
أن يبرز استباقا مقصودا أو غير مقصود من خلال حديثه عن المهمّشين في منطقة
«السيدة» وهذا يحسب له، لولا أن العمل لم يكن فنيا في مستوى الحدث.
لكن يبقى فيلم «ديڤاج» وثيقة فنية للثورة التونسية وخاصة للشرارة
الأولى لاندلاعها، ونقصد حرق محمد البوعزيزي لنفسه، واندلاع الانتفاضة أو
الثورة، كما جاء في الفيلم، من جهة سيدي بوزيد مرورا بجهات أخرى وصولا الى
العاصمة، حيث أطلقت عبارة «ديڤاج» (ارحل) وهي عنوان الفيلم.
الشروق التونسية في
18/11/2012
كواليس أيام قرطاج السينمائية
نجوى الحيدري
فوضى
لم يكن التنظيم محكما ليلة أمس الأول في افتتاح أيام قرطاج السينمائية
وخاصة عند انطلاق إشارة الدخول فوضى وتدافع وجري من أجل الفوز بكرسي حمّى
الكراسي انسحبت أيضا على الثقافة وأتباعها.
دقيقة صمت
دعا محمد المديوني مدير أيام قرطاج السينمائية جمهور قاعة الكوليزي
إلى الوقوف دقيقة صمت ترحما على شهداء غزة الذين يعيشون هذه الأيام تحت
القصف الصيهوني.
وحضر بن علي
صور الرئيس السابق كانت حاضرة في كل مكان خارج القاعة وعلى الجدران
وفي بعض الفيديوهات المعروضة وهو ما أثار بعض الحضور الذين تساءلوا متى
ستنتهي عقدة بن علي ونتجاوز هذا العهد؟
فشل في التنشيط
منشطة السهرة مريم بن حسين نجحت في شدّ الجمهور لفستانها الأخم لكنها
لم تفلح في تنشيط سهرة تليق بافتتاح تظاهرة دولية حيث كانت متلكئة في
كلامها ومصابة بالنّعاس. ورغم وفائها لتلك الورقة التي لم تفارقها طوال
السهرة إلا أنها لم تصب في تركيب جملة مفيدة فيها أبسط مقومات الخبر.
خلل في الصوت
أغلب التظاهرات الثقافية التونسية تعاني من مشكل تقنيات الصوت وهو ما
حصل مساء أمس الأول حيث وصل تقطع في الصوت عدة مرات وهو ما أزعج الحضور.
حضور أمني مكثف
تحسبا لأي طارئ حضر رجال الأمن بكثافة ليلة الافتتاح على امتداد شارعي
الحبيب بورقيبة وباريس خاصة وأن بعض التيارات السياسية التي ظهرت بعد
الثورة تعتبر السينما كفرا.
«الروتاند» الجديدة
مقهى «الروتاند» الذي يتوسط «الكوليزي» تخلى على عادته في الاحتفاء
بزواره وقدم لجمهور أيام قرطاج السينمائية مشروبات عادية تحسبا أيضا لأي
طارئ.
لافتات لنصرة غزة
استغل بعض الفنانين هذه التظاهرة ورفعوا لافتات تضامنا مع شعب فلسطين
وفيها «مثقفون ومبدعون تونسيون مع صمود غزة».
امتنان
عبّر رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية الدولية للأفلام الوثائقية
الايطالي اندور وسيلني عن حبه وامتنانه لتونس وشعبها فهي التي احتضنت
الايطاليين عندهم وبهم من الفاشية على حدّ تعبيره.
وأضاف أنه من واجب ايطاليا اليوم احتضان التونسيين المهاجرين في أرضها.
إعلاميون مبجّلون!
لم يكن الإعلاميون مبجّلين في افتتاح أيام قرطاج السينمائية مثل كل
التظاهرات الثقافية التونسية بل أن المشرفين على التنظيم لم يوفروا لهم
مسلكا خاصا للدخول وطلبوا من بعضهم التدافع مع عامة الناس. ووقفوا حاجزا
أمام أداء واجبهم المهني دون مبررات واضحة خاصة أن البعض الآخر من الزملاء
تمكن من الدخول ولا ندري إن كان هناك فوارق بين الاعلاميين. فمتى يتغير هذا
الأسلوب في التعامل مع الصحفي.
الشروق التونسية في
18/11/2012
«ديقاج»
لوزير الثقافة في افتتاح أيام قرطاج السينمائية
م. عبد الرحمان
لم تق المجهودات الكبيرة التي بذلتها إدارة أيام قرطاج السينمائية ،
وزير الثقافة من تلقي عديد الانتقادات التي بلغت حدّ رفع شعار «ديقاج»
في وجهه، فقبيل انطلاق حفل افتتاح أيام قرطاج السينمائية مساء الجمعة
الماضي 16 نوفمبر 2012 بقاعة سينما الكوليزي بالعاصمة فوجئ وزير الثقافة
وضيوف المهرجان بشكل خاص خلال صعودهم مدرج القاعة بعدد من المحتجين من أهل
الثقافة والإبداع يرفعون شعار«ديقاج» في وجه الوزير وكان المحتجون
يحملون لافتات ويضعون لصاقا على أفواههم احتجاجا على السياسة الثقافية
للوزير وللحكومة المؤقتة وكان الوزير مرفوقا بالمخرج محمد الزرن حين
باغتهما المحتجون في أسفل مدرج القاعة وهم يصيحون «ديقاج» ، «ديقاج» حتى
أن الزرن خال أن الهتافات كانت موجهة له على خلفية عنوان فيلمه الأخير «ديقاج»
الذي عرض إثر حفل الافتتاح وكان الزرن يعتقد أن الاحتجاجات هي ترحيب
بفيلمه الذي يحمل كما هو معلوم عنوان «ديقاج» وهو نفس الشعار الذي رفعه
المحتجون في وجه الوزير ولم يخف المحتجون استياءهم من السياسة الثقافية
لوزير الثقافة والحكومة المؤقتة وخصوصا فيما يتعلق بقضية معرض قصر
العبدلية، والاعتداءات المتكررة على الفنانين والمبدعين إضافة إلى معاداة
هذه الحكومة التي يقودها حزب حركة النهضة في نظرهم للثقافة والإبداع.
الشروق التونسية في
18/11/2012
حتى لا يقال: لم يعد لدينا مهرجان اسمه أيام قرطاج السينمائية
محسن عبد الرحمان
قبل يومين من انطلاق فعاليات ايام قرطاج السنمائية سألت أحد الأعوان
من عملة قاعات السينما بالعاصمة عن استعدادهم لتأمين عروض المهرجان فأجابني
ساخرا: عن اي مهرجان تتحدث وهل مازالت سينما في البلاد؟
والواضح من خلال كلام العون وما يدور في كواليس أصحاب قاعات السينما
على الاقل والتي باتت تعد على أصابع اليد كما هو معلوم ان هذه الدورة من
أيام قرطاج السينمائية ستكون أقل من عادية لا لشيء سوى لكون قاعات السينما
ذاتها التي ستحتضن عروض المهرجان لم تقع صيانتها بجدية كما كان يحدث في
الدورات السابقة. وأكد عون من أحد القاعات ان التقنيين والخبراء الذين كانت
ترسلهم وزارة الثقافة قبل انطلاق المهرجان لمعاينة حالة القاعات والاجهزة
التقنية فيها كآلات العرض والصوت والشاشة لم يصلوا الى غاية الثلاثاء
الماضي.
ولم يخف أحد أصحاب القاعات من جهته قلقه ويأسه من السينما في تونس
مؤكدا عدم تفاؤله من نجاح هذه الدورة من المهرجان، فوزارة الثقافة في نظره
لم تعد تهتم بالسينما ولا تتذكرها إلا في التظاهرات ودليل ذلك في رأيه
صمتها على وضع القاعات التي باتت تعدّ على الأصابع بسبب تواصل سيناريو
الغلق الناتج كما هو معلوم عن غياب الجمهور.
وكشف مدير قاعة سينما بنهج ابن خلدون بالعاصمة ان القاعات في تونس لم
تعد تنشط الا في التظاهرات مثل أيام قرطاج السينمائية.
وأضاف ان جمهور المهرجان ذاته لا يرتاد القاعات الا خلال المهرجانات
أما في باقي الأيام فهو يمر أمامها دون ان يكلف نفسه حتى جهد التأمل فيما
يعرض فيها أو ما تحملها المعلقات والأفيشات.
سألت أحد الموزعين من أصحاب القاعات عن استعدادهم للمهرجان ومدى
استعداد وزارة الثقافة لتنظيم هذه الدورة فأجابني باختصار ستقام هذه الدورة
حتى لا يقال لم يعد لدينا مهرجان اسمه أيام قرطاج السينمائية علما أن هذا
الأخير لم يعد متحمّسا ولا حتى مستعدا لاحتضان عروض المهرجان في قاعاته لا
لشيء سوى لكونه فقد الأمل في السينما في تونس.
الشروق التونسية في
17/11/2012
حمدي بن أحمد في أيام قرطاج السينمائية :
تونس التي لا نعرفها
شارك المخرج حمدي بن أحمد في فعاليات مهرجان قرطاج السينمائي بفيلم
تونس ماقبل التاريخ وهو شريط وثائقي مدته 31 دقيقة حول تونس ما قبل التاريخ
عمل قيم يعتبر الاول من نوعه من حيث التناول حيث حاول المخرج ان يوثق مرحلة
من تاريخ تونس تعتبر مهملة نوعا ما بأسلوب سلس وقد أكد المخرج ان أغلب
الافلام الوثائقية في تونس لم تحاول الغوص في أغوار تونس الحبلى بالتاريخ
والحضارة مؤكدا ان قطاع الافلام الوثائقية تستحق اكثر عناية لدورها
التثقيفي والتربوي والترفيهي في الآن نفسه الفيلم من انتاج شركة سندباد معز
كمون و تمثيل احمد امين بن سعد العروسي الزبيدي أيوب الجوادي.
الشروق التونسية في
17/11/2012
بالمنــاسبــة :
أيــام قرطاج السينمائيــة بــــلا «أفيشـــات»
تنطلق اليوم فعاليات الدورة الرابعة والعشرون للتظاهرة السينمائية
الكبرى ببلادنا «أيام قرطاج السينمائية».
أجل ستعيش العاصمة خلال هذا الاسبوع على ايقاع الصورة... هلمّوا
للسينما... هلمّوا لعرس الفن السابع... رغم أن الوقت متأخر نسبيا.
عذرا السينما ليست مقابلة كرة قدم، ولا هي بكارثة بيئية أو طبيعية،
ولا هي أيضا بحدث سياسي، لذلك لم تلمسوا دعاية بالعاصمة وضواحيها، تعلن عن
انطلاق دورة قد تكون استثنائية للأسباب السياسية المعروفة. ويبدو أن المال
قوّام الأعمال لذلك نفذت الميزانية المخصصة لأيام قرطاج السينمائية قبل
بدايتها، ولم يبق للدعاية نصيب.
«مو مشكل» تذكّروا ان الدورة 24 من «الأيام» انطلقت في يوم ممطر.
عموما نأمل أن لا يكون غياب الدعاية خوفا بلغ حد التكتم عليها وكأنها
عابر سبيل أو كما لو أنها ثقافة حانات، جمهورها واضح ولا يحتاج دعاية
لارتيادها.
بالأمس القريب، كان الحديث عن «أيام قرطاج السينمائية» يسبقها بشهر
أوأكثر، وأما في السنة الحالية لم يتسرّب خبر هذه الدورة الا مع الندوة
الصحفية، وكأن «الأيام السينمائية» جريمة أخلاقية.
بالأمس القريب جدا كان «معرض تونس الدولي للكتاب» لكن الدعاية لهذه
التظاهرة كانت أكبر من الدعاية لتظاهرة «أيام قرطاج السينمائية»...
عموما، مرة أخرى نأمل أن يكون الأمر «صدفة» ومع ذلك نستبعد سوء النية.
وسام
الشروق التونسية في
16/11/2012
إضــــــــاءات : السينما... وبهجة الحياة
يكتبها نورالدين بالطيب
بداية من مساء اليوم ستعيش العاصمة التونسية على إيقاع الفن الرابع ،
تنعقد هذه الدورة في ظروف صعبة لم تعرفها تونس وأعني بذلك انتشار التشدد
الديني ومعاداة الفن وخاصة الصورة لذلك فإن تنظيم هذه الدورة له اهمية خاصة
ولابد ان تتحول هذه الايام الى عرس ثقافي يؤكد تعلق التونسيين بالحياة
وبهجتها ضد ثقافة العنف والقتل التي دمرت شعوب كثيرة وعبثت بأحلامها
.
ان ايام قرطاج السينمائية التي كانت اول تظاهرة سينمائية إفريقية
ومثلت لسنوات الواجهة الاساسية لسينما الجنوب المتطلعة الى تحرر الشعوب في
بحثها عن الحرية والكرامة تمثل فرصة لتونس لترمم صورتها التي شوهها العنف
السلفي بعد ان لفتت الانتباه بسلمية ثورتها كما تمثل فرصة للتأكيد على تعلق
تونس بقيم الحوار والاختلاف والتسامح وهي الرسالة التونسية الى العالم منذ
«سانت أغسطين» وقرطاج.
لكن الاحتفال بالسينما كان من المفروض ان لا يقتصر على العاصمة وكان
من المفروض ان يكون في كل مكان من تونس فالجهات الداخلية من حقها ان تتمتع
بالسينما في دور الثقافة التي مازال اغلبها يعمل وفق الآليات القديمة التي
لا ترى في الثقافة الا مناسبات سياسية بلا معنى ولا قيمة.
الشروق التونسية في
15/11/2012
أيام قرطاج السينمائية : عــودة سليمـــان سيســي
محسن بن أحمد
اختارت الدورة الرابعة والعشرون لأيام قرطاج السينمائية الاحتفاء
بالمخرج المالي الكبير سليمان سيسي من خلال عرض 9 أفلام صاغها على امتداد
مسيرته على حد الآن... وسليمان سيسي له حكاية مع أيام قرطاج السينمائية.
بدأت في دورة 1982 التي شهدت مولده حين اختار حمل آمال وطموحات الجيل
الجديد في القارة الافريقية... مبشرا ومنتصرا لحراك ابداعي متجدد ومتطوّر
لبيئة افريقية تناضل لأجل مكان تحت شمس الإبداع الذي ينتصر لقضايا الانسان
ويكتب لتاريخ ملاحم النضال الذي بدأ عام 1966 بـ «سوداء فلان» للسينغالي
عصمان صمبان.
سليمان سيسي مالي الجنسية وافريقي الانتماء قدم للسينما العربية
والافريقية في تلك الدورة من أيام قرطاج السينمائية فيلم «الريح»... فكان
التانيت الذهبي إيذانا بميلاد هذا الجيل السينمائى الافريقي الجديد.
انطلق سليمان سيسي من بوابة أيام قرطاج السينمائية ليساهم في صياغة
مسيرة سينمائية تنتصر لفكرة «ان كل دولة لها الحق في أن يتم تمثيلها عن
طريق السينما» وتركّزت أفلام هذا المبدع الافريقي الفذ على الحكايات
الشخصية التي تعكس روح القارة الافريقية وما تتوفّر عليه من ثراء وتنوّع..
وقد أعلن سليمان سيسي من خلال ما قدمه للسينما الافريقية الى حد الآن
رفضه للاستبداد ومقاومته الشرسة لهذا السرطان الذي ينهش العديد من
البلدان... و«الريح» واحد من هذه الأفلام التي روى فيها قصة الشباب الممتعض
والرافض للنظام الدكتاتوري في مالي.
الى جانب «الريح» قدّم سليمان سيسي «الوقت» الذي يروي قصة فتاة صغيرة
تمتلك قوة خارقة في التعاطي مع الحيوانات، تتجوّل عبر القارة الافريقية
هربا وامتعاضا من النظام العنصري في جنوب افريقيا السائد في تلك الفترة
وقدم أيضا «قل لي من أنت» الذي يروي قصة عائلة في مالي تعيش التوتر والضجر.
واليوم يعود سليمان سيسي الى قرطاج وفي القلب حنين وذكريات وآمال
وطموحات تنتصر للصورة السينمائية الافريقية بكل تفاصيلها وخصوصياتها.
الشروق التونسية في
11/11/2012 |