رواية الكاتب الكبير سعد مكاوي تتحول الى مسلسل يروي مرحلة حرجة من تاريخ القضية الفلسطينية.

رواية الكاتب الكبير سعد مكاوي (1916 ـ 1985) "الرجل والطريق" التي كتبها عام 1963 وتناول فيها القضية الفلسطينية عقب انتهاء الانتداب البريطاني وإعلان دولة إسرائيل، تم تحويلها إلى مسلسل درامي بنفس العنوان، كتب السيناريو والحوار مصطفى إبراهيم، ويلعب دور البطولة الفنانون صفية العمري ومحمد رياض وداليا مصطفى وطارق الدسوقي.

والمسلسل هو العمل الوحيد الذي ينتجه قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصري بطريقة الإنتاج المباشر وقد انتهى مخرجه إبراهيم الشوادي حتى الآن من تصوير 17 ساعة وثلاثين دقيقة إنتاجية، ويواصل التصوير في الحي الريفي بمدينة الإنتاج الإعلامي، حيث من المقرر عرض المسلسل خلال شهر رمضان القادم.

تدور أحداث مسلسل "الرجل والطريق" حول شخصية حسن المراغي (محمد رياض) الذي يحيا حياة لم تكن من اختياره بل اختارها له والده، فقد اختار له مجال دراسته واختار له زوجته، بل وعمله، غير أن حسن تتحول حياته بوفاة والده وزوجته، فيقرر أن يعيش كما يريد ويرحل إلى قريته بالشرقية، وهناك يفاجأ بالصراعات التي يعيشها أهل القرية المستسلمون للخوف من إحدى العصابات التى يقودها هارون (أحمد فؤاد سليم) وزوجته جليلة (صفية العمري) ومصطفى (أحمد وفيق) لصالح غانم باشا (أحمد خليل) عضو البرلمان، ويحتدم الصراع بين حسن والعصابة عندما يأوي وهيبة الغجرية "داليا مصطفي" الهاربة من جريمة لم ترتكبها، وتقوى جبهة حسن بانضمام صفاء بنت جليلة (شيرين عادل) التي تنشأ بينها وحسن قصة حب ويحاولون تشجيع سيد بك الزيني (طارق دسوقي) المنافس التقليدي لـ غانم باشا ليصل الصراع إلى ذروته وتتوالى الأحداث.

الفنانة صفية العمري التي تعود إلى التلفزيون بعد غياب دام 4 سنوات تجسد شخصية جليلة الدلالة المرأة الريفية التي تتمتع بشخصية قوية ومسيطرة وهي زوجة لرجل طاغية يسيطر علي مقاليد الأمور في القرية، ولكنها تعتبر العقل المدبر لكل أعماله الإجرامية وتتولى زعامة العصابة الخطيرة من قطاع الطرق بعد وفاة زوجها، حيث تقود بنفسها المطاردات التي تتم داخل عدة مناطق جبلية وتعيش مع المطاريد بمساعدة أصحاب السلطة والنفوذ الذين يوفرون لها الحماية بعيدا عن أيدي رجال الأمن وترتبط برجل آخر تسعي لكي تجعل منه صورة أخري من زوجها الراحل.

المسلسل تدور أحداثه في إطار اجتماعي ولكن يتناول فترة تاريخية حساسة في حياة العرب بوجه عام والمصريين على وجه الخصوص، حيث ينقل المسلسل أحداث ما بعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1948م، وتكوين دولة إسرائيل الغاصبة التي لم تزل حتى اليوم.

وهذه الحقبة التاريخية ستكون كخلفية للدراما حيث تدور الأحداث حول شخصية حسن المراغي الذي يعيش حياة لم تكن من اختياره، بل من اختيار والده الذي حدد له نوعية الدراسة، ومن يتزوج، وطبيعة عمله، ولكن تتحول حياته بوفاة أبيه وزوجته ،فيقرر أن يعيش كما يريد ويرحل إلى قريته بالشرقية.

ويقول المخرج إبراهيم الشوادي إن المسلسل تدور أحداثه في أعقاب حرب 1948م، وهي من الفترات العصيبة التي مرت بها المنطقة العربية بتكوين دولة إسرائيل على أرض عربية، ويجسد المسلسل الحياة في القرية المصرية في تلك الفترة، وظهور الفساد الذي يتمثل في قطاع الطرق، والبشوات الذين يسيطرون على الأرض، ومحاولات أبناء الطبقة المتوسطة إنهاء الاحتلال الإنجليزي.

ويضيف إبراهيم الشوادي: وصلنا في تصوير المسلسل إلي المنتصف. فقد صورنا ما يزيد عن 17 ساعة ما بين الداخلي والخارجي الذي تركز معظمها في المناطق الزراعية - خاصة شبرامنت - وصورنا فيها العديد من المشاهد الخطرة مثل حرق مساحات مزروعة بالقمح وهو مازال أخضر. وطبعاً تم دفع قيمة إيجار الأرض وثمن المحصول للمزارعين وهذه المشاهد تجسد سيطرة رجال العصابة علي قرية "كفر النديم" وتنفيذاً لتعليمات غانم باشا لتهديد الفلاحين حتى يدلوا بأصواتهم لصالحه في انتخابات مجلس النواب.

وأضاف الشوادي هناك أيضا تفجيرات في المعسكرات من جانب المقاومة التي يقوم بها شباب القرية وعلي رأسهم "حسن" - محمد رياض - بطل الأحداث.

وقد أكد السيناريست مصطفى إبراهيم أن أحداث المسلسل ترجع لما بعد سنة 48 لكن الخط السياسي ليس هو الأساس، بل خلفية تاريخية للدراما لتحقيق المصداقية لما نراه على الشاشة فليس من المنطق ان أتحدث عن فترة معينة دون أن نشير في الحلقة لهذه الأحداث، والمسلسل يطرح تساؤلاً هاما: هل من الأفضل أن عيش حياة أرغمت عليها أم اختار طريقي بنفسي رغم ما ألاقيه من صعاب فـ"حسين" بطل المسلسل يبحث عن دور حقيقي له وهو نموذج لمقاومة الفساد.

هذا وجاري التفاوض مع المطربة شيرين عبد الوهاب لغناء تترات المسلسل والتي طلبت 150 ألف جنيه مقابل ذلك، فيما تم الاتفاق مع المطرب أحمد سعد لغناء الأغاني الداخلية.

ميدل إيست أنلاين في

25/06/2009