القاهرة- لم يكن للتحذيرات التي أصدرتها وزارة الصحة المصرية التأثير
الكبير على العرض الخاص الذي أقامه النجم عادل إمام في دار الأوبرا المصرية
في القاهرة لآخر أفلامه "بوبوس"، فقد حضر هذا العرض الذي أقيم في قاعة
المسرح الكبير جمهور غفير من نجوم السينما والاعلاميين الى جانب أسرة
الفيلم.
وألقى الاعلامي عماد أديب مدير مجموعة جودنيوز الجهة المنتجة للفيلم "رحب
فيها بالجمهور الذي جاء لعرض حفل الافتتاح رغم تحذيرات وزير الصحة من
التجمعات الكبيرة وخصوصا في دور العرض كإجراء وقائي للحد من انتشار
انفلونزا الخنازير".
وأضاف أن "هذا الحضور يثبت حب الجمهور للسينما" مطالبا "بدعم السينما في ظل
الأزمة الاقتصادية وانفلونزا الخنازير من خلال الاقبال عليها للحفاظ على
استمرارية صناعة السينما ودعم بقائها في ظل كل الظروف المحيطة".
وقال اديب مازحا ان "الشركة فكرت في توزيع كمامات خاصة خلال عرض الفيلم الا
ان النجم عادل امام اعترض على ذلك لأن الكمامات ستعيق الضحك الذي يثيره
الفيلم في العديد من المواقف الكوميدية". الا ان هذه المقدمة لم تعكس رأي
بعض النقاد الذين وجهوا له انتقادات حادة.
فقد اعتبرت الناقدة علا الشافعي انه "لا يجوز اطلاق اسم فيلم على "بوبوس"
لأنه عبارة عن نكتة طويلة سخيفة واسكتش شخصياته غير واضحة المعالم" رغم أن
القضية التي يعالجها وهي هروب رجال الأعمال إلى خارج مصر بسبب تعثرهم في
تسديد قروض البنوك "قضية خطيرة تسحق المناقشة والجهد من كاتب السيناريو
يوسف معاطي الذي اخفق تماما".
وتساءلت "لماذا تنتج شركة جودنيوز فيلما بمثل هذه الميزانية وهذا السخاء
وبنجوم لهم ثقلهم مع سيناريو لا يحترم عقل وعاطفة المشاهد؟".
والفيلم جاء على شكل سكتشات ضاحكة لموقف بين أبطال الفيلم عادل إمام ويسرا
وأشرف عبد الباقي وعزت أبو عوف ومي كساب ويوسف دواد وغيرهم.
من جانبه رأى الناقد طارق الشناوي أنه "اسوأ ما قدم الفنان والنجم عادل
إمام في تاريخه.. فرغم أهمية فكرة تقديم عمل فني عن رجال الأعمال فإن ما
رإيناه على الشاشة لم يقدم رجال إعمال متعسرين، لكنه قدم فنا متعسرا على
جميع المستويات الكتابية والاخراجية والسينمائية والادائية مع التفاوت بين
النجوم المشاركين".
وأشار إلى أن أداء عادل امام "تراجع في هذا الفيلم الى أبعد مما يتوقع هو
شخصيا لأنه استند في الاضحاك على النكتة الجنسية والمشهد الجنسي التجاري"
مضيفا "علاوة على ذلك فإن عادل إمام لم يعد في سن تتيح له الظهور على
الشاشة بمثل هذه القوة مثل مشاهد الضرب بينه وبين يسرا والعلاقة النفعية
القائمة بينهما وكيف تحولت بقدرة كاتب السيناريو إلى علاقة عاطفية تتجاوز
العلاقة النفعية التي تربطهما".
بالمقابل دافع مسؤول الاعلام في الشركة المنتجة بسام عادل عن الفيلم قائلا
إنه "يتطرق إلى موضوع فساد رجال الأعمال الذين هربوا بالقروض التي أخذوها
من البنوك المصرية".
وقال "كل مبدع له الحق في تقديم الصورة والعمل الذي يراه من وجهة نظره،
وبدلا من تقديم فيلم بشكل زاعق استطاع المؤلف والمخرج وأبطال الفيلم تقديم
فيلم كوميدي بطريقة جريئة وبلغة بسيطة كي يصل إلى مختلف قطاعات المشاهدين".
واعتبر الناقد نادر عدلي أن "الفيلم يأتي مشابها لافلام متعددة لعادل إمام
.. فهو يشبه إلى حد ما فيلمه "بخيت وعديلة" مع فارق أن الأبطال في الفيلم
الأخير يبدون فقراء بينما هم في الفيلم الحالي أغنياء".
واعتبر أن "الكوميديا هنا والمواقف تشير إلى أن يوسف معاطي كاتب السيناريو
لم يدرس المعاملات البنكية جيدا لأنه لو فعل لكان وجد الكثير من الكوميديا
التي يخلقها الواقع والتي تتجاوز كثيرا المشاهد الكوميدية المرتكزة على
الجنس والتي لم تقدم تفسيرا حقيقيا للفساد وللأزمة الاقتصادية التي خلقها
رجال الأعمال هؤلاء بنهبهم أموال البنوك دون أن يقدموا انتاجا حقيقيا
للبلاد".
ومن المنتظر أن يبدأ عرض الفيلم تجاريا نهاية الأسبوع حيث سيعرض بشكل
متقارب في مصر وأكثر من دولة عربية إلى جانب عروض خاصة في ثلاث مدن هولندية
بحضور بطل الفيلم عادل إمام.
العرب أنلاين في
15/06/2009 |