اختتمت
امس الأحد فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان الفيلم العربي بمدينة روتردام
الهولندية
الذي افتتح مساء الاربعاء الماضي وضم 50 فيلما من مختلف الدول العربية.
وتم في
حفل الختام توزيع الجوائز الذهبية والفضية والبرونزية على الأفلام الفائزة
ويعقب
الختام فقرة لموسيقي الراب للفرقة التونسية 'ماسكوت' بقيادة وجدي الطرابلسي.
وشهد السبت الماضي الندوة الثالثة للمهرجان والتي تركزت على نشأة وتطور
السينما
الجزائرية واستضافت المخرج الهولندي من أصل جزائري كريم طريدية
الذي قال إن السينما
الجزائرية بدأت تستعيد في السنوات الأخيرة جزءا من عافيتها جراء النشاط
الكبير الذي
يقوم به الفنانون الجزائريون المقيمون في المهجر بعيدا عن التعقيدات
والرقابة في
بلدهم الأم.
وقال طرايدية إن الجزائر كانت تعيش مرحلة سينمائية متطورة جدا فيما
مضى حيث كانت تضم أكثر من 400 دار عرض سينمائي حتى أن مدينته
عنابة وحدها كانت تضم
أكثر من عشر دور عرض كل منها متخصصة في عرض نوعية محددة من الأفلام.
وأضاف أن
العدد تراجع كثيرا في السنوات الماضية بسبب القيود التي فرضتها الجماعات
الإسلامية
المتشددة التي انتشرت بعد الإستقلال على السينما والفنون بشكل
عام والتي أثرت
بدورها على صناعة السينما التي عاشت بسببها مرحلة وصفها بالسوداء في تاريخ
السينما
الجزائرية.
وأوضح أن معظم المخرجين الجزائريين يعملون حاليا خارج الجزائر
لأسباب كثيرة بينها توفر التمويل لكن الهجرة أيضا تتعلق
بالحرية وقدرتهم على
التعبير عن أرائهم بعيدا عن القمع والرقابة والتسلط في الداخل الذي بدأ
بحسب قوله
يتخذ أوضاعا أكثر تحررا وربما يتم الوصول لصيغة أفضل خلال عدة أعوام.
وقال
المخرج الجزائري المعروف في أوروبا إنه يحاول دائما التواصل مع السلطات
الجزائرية
لاقناعهم بضرورة اتاحة الفرصة للمخرجين الجزائريين لتقديم
وجهات نظرهم مهما كان
تعارضها مع التوجهات الرسمية مشيرا إلى أن هذا الوضع قد يتيح للسينما
الجزائرية أن
تصل في غضون عشر سنوات إلى مرحلة يمكن وصفها بالتصالح مع الرقابة في
الجزائر ومع
السلطة حتى لو كان فيها بعض الإنتقادات.
وفيما يخص عدم تقديم المخرجين
الجزائريين لأعمال جماهيرية عادة قال طريدية إن السينما الجزائرية شهدت
عددا من
الأعمال الجماهيرية جدا التي شهدت اقبالا واسعا من الجمهور لكنه استطرد أن
عدد تلك
الأعمال قليل مقارنة بحجم الإنتاج 'ربما لأن لدينا موضوعات أهم
نريد تقديمها
ومشكلات أقسى نسعى لطرحها'.
وأضاف أن الجزائر الأن ليست بلدا يؤمن أغنياؤه
بضرورة تمويل السينما أو أهمية السينما كجانب ثقافي وبالتالي هرب المبدعون
إلى
الخارج لكن السنوات الأخيرة شهدت بعض التغير في الثقافة الجزائرية يمكن أن
ينتج
عنها تحولا في سنوات قادمة لو ظل الحال على ما هو عليه الآن.
وردا على سؤال
لمراسل وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) حول ضرورة الإهتمام بترويج الأفلام
الجزائرية والتونسية والمغربية في الدول العربية كنوع من
التلاقي بين الثقافات التي
تجمعها لغة ودين ومنطقة جغرافية واحدة قال طرايدية إن المشكلة تكمن في
الجمهور
العربي نفسه الذي يقبل مشاهدة فيلم أمريكي أو أوروبي لكنه لا يقبل على
مشاهدة فيلم
جزائري متعللا بصعوبة اللهجة.
وفي مساء اليوم نفسه عرض المهرجان الفيلم المصري
'خلطة
فوزية' بحضور بطلته النجمة إلهام شاهين ومخرجه مجدي أحمد علي وحظي الفيلم
بحفاوة واسعة حيث امتلأت قاعة العرض عن أخرها بالجمهور الذي أثنى على تميز
الفيلم
كما حظيت إلهام شاهين بقدر كبير من الإحتفاء باعتبارها ضيف شرف
المهرجان.
كما
عرض الفيلم السوري 'الليل الطويل' بحضور مخرجه حاتم علي ومنتجه هيثم حقي
ونال
الفيلم أيضا ثناء كل الحاضرين الذين اعتبروه خطوة على الطريق
الصحيح للسينما
السورية التي تراجعت كثيرا رغم الطفرة الواضحة في الإنتاج التليفزيوني.
القدس العربي في
15/06/2009 |