حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ترى أن السينما خلاصة جميع فنون الأرض البصرية والجسدية..

المخرجة إيفا داود: أنسج قصصي بصرياً بنبض درامي عالمي

 

بعد نجاحها في المجالين الأكاديمي والمهني في عوالم الاقتصاد والصناعة قررت الدكتورة إيفا داود العودة لأحلام الطفولة البريئة، بدفق إنساني يحاكي صفاء روحها، وعمق نظرتها لكل ما يلامس حيواتنا. ومنذ ولادة مشروعها الأول «السندريلا الجديدة» -بعض من حلمها- الحائز على جائزة «لجنة التحكيم» في مهرجان أبو ظبي السينمائي 2010م - منذ تلك الولادة، ظفرت (إيفا) بتقدير الجمهور والنقاد وصناع السينما وكان التألق حليفها، ليعلن عن ميلاد مخرجة سورية شابة عانقت بنبضها الإنساني السينمائي مجد العالمية. عن تجربتها السينمائية وما حقّقته حتى يومنا هذا، كان لنا معها الحوار الآتي..

·        برأيك هل هناك مقاييس محددة للوصول بالفيلم المحلي للعالمية وهل تتفقين مع من يرى أن أول شروط نجاح الفيلم عالمياً مرتبط بالدرجة الأولى بارتفاع تكلفته الإنتاجية؟

نعم هناك مقاييس، إذ يجب أن يكون فعلاً سينما، ومشغولاً عليه جيداً من نواح عديدة. أما عن شروط نجاح الفيلم عالمياً فأرى أنه غير مرتبط أبداً بكلفة الإنتاج.

·        من خلال تجربتك الشخصية ما هي شروط الوصول بالفيلم للتألق محلياً وعربياً وعالمياً؟ بمعنى هل هناك برمجة ما مسبقة للوصول بالمنجز البصري لخوض غمار المنافسة الدولية في المهرجانات السينمائية الإقليمية والدولية؟

بالنسبة للتألق محلياً، لا أعرف ما هي الشروط غير الوساطة (وهنا أقصد فقط وفقط أصحاب القرار السينمائي في بلدي)، فمعظم من عرضت عليهم فيلمي من أصحاب القرار السينمائي لم تعجبهم فكرة الفيلم! ولم القَ منهم أي تشجيع يذكر. بينما – على صعيد آخر – لاقت فكرة الفيلم ترحيباً بين أوساط الممثلين، لاسيما الذين تعاونوا معي من دون أي مقابل لمجرد أن التجربة والفكرة أعجبتهم.

هنا أسجل شكري لكل من عمل معي على إنجاز هذا الفيلم، وأعلم أن الشكر لا يفيهم حقهم، ولكن وجب الشكر وأخص الأستاذ عدنان أبو الشامات، والفنانة لمى إبراهيم، والفنان فادي صبيح، والفنانة ربى الحلبي، والفنان علي إبراهيم، والطفلين الغاليين: يزن ديب وإيفا خلوف، والفنان باسم مغنية من لبنان.

أما التألق على الصعيد العربي والعالمي: فيجب أن يكون الفيلم ذا قصة مستساغة عالمياً، وأن تلاقي الأفكار المطروحة قبولاً، والعمل على خلق نوع من التقاطع الحضاري والفهم الصحيح لمجمل العادات والتقاليد مع تلك الدول، أي عدم تمجيد الذات وعزل أنفسنا عن مشاعر الدول الأخرى وطريقة فهمها لعاداتنا. فمثلاً فيلمي (ناطق بالعربية) وأحداث قصته كلها مصورة في دمشق، وعندما عرض في مهرجان «سينما الهواء الطلق» في ألمانيا، جاءت إليّ شابة ألمانية في أوائل العشرينيات من عمرها وهي تبكي، لتقول لي: إن قصتها هي ووالدتها كانت في هذا الفيلم. هذا مثل صغير على توحيد طريقة التفكير ومعالجة النبض الدرامي عالمياً وزوال حاجز اللغة لدى المتلقي (أي الجمهور).

·        ثنائية.. يرى الكثير من صناع الفن السابع في وطننا العربي أنها باتت مستحيلة وهي فيلم يحصد الجوائز ويكون في الوقت نفسه جماهيرياً. ما هو رأيك في هذا الطرح؟

أنا ضد هذه النظرية، فالفيلم ذو المضمون الجيد سيلاقي نجاحاً في كل الأوساط، فالنقاد والذين يختارون الجوائز بالنهاية هم أشخاص يعشقون الفن، والفن هو إحساس يعتريك ويجرك لعوالمه، لذلك لا يمكن لفن حقيقي ألا يصل، ولاسيما السينما فهي خلاصة جميع فنون الأرض البصرية والجسدية.

·        ما هي الخصوصية التي ميزت فيلمك وجعلته يحقق هذا النجاح على الصعيد العالمي؟

خصوصية فيلمي أولاً: أني أنا من كتبت قصته، وهنا أشير إلى وجود العنصر الأول للنسيج البصري وهو القصة الجيدة، فقصة فيلمي هي التي ساعدتني على نسجها بصرياً والتحليق بها ضمن مهرجانات مختلفة.
ثانياً: الأداء العالي والمتميز بالتمثيل الذي كان لافتاً في عدة مناقشات عالمية حول الفيلم.

ثالثاً: روح الفريق الواحدة التي جمعتني مع كافة فريق العمل من دون استثناء، فالجميع بذل جهداً حقيقياً معي بالعمل لتحقيق هذا الفيلم رغم القيمة المادية القليلة التي غطت نفقات الفيلم.

رابعاً: ربما لأني بالأساس درست السينما متأخرة، فأنا قبل دراستي للسينما، نلت شهادة دكتوراه في اختصاص تسويق وموارد بشرية، وعملت كأستاذة محاضرة لفترة في إحدى الجامعات العربية، ومن ثم انتقلت للعمل في مجال الصناعة، لكن كل هذا لم يشبع شغفي ونبضي، وكنت دائماً أشعر أن هناك ما ينقصني، وهو تحقيق حلم طفولتي بأن أكون مخرجة سينمائية، لأني أملك الصورة التي تبنى في مخيلتي فأنا لا أسمع دون أن أرى، والحقيقة أني أسعى دوماً للتميز في أي مجال أعمل به. وهكذا عدت وانتسبت لإحدى الأكاديميات السينمائية وخلال فترة بسيطة نلت- وأنا مازلت طالبة في الأكاديمية - جائزة لجنة التحكيم في مهرجان أبو ظبي السينمائي عن فيلمي «السندريلا الجديدة». إذاً هي مجموعة من العوامل تشكل حلقة النجاح.

·        هل لك أن تحدثينا عن مشاركاتك بفيلم «في غيابات من أحب» في المهرجانات السينمائية العربية والدولية؟

شاركت منذ أيام في مهرجان «الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة»، في دورته الخامسة عشرة، وقد سعدت كثيراً لوجود فيلمي في هذا المهرجان العربي العريق. كما كان لفيلمي «في غيابات من أحب» شرف المشاركة في مهرجان «عين المرأة السينمائية» في مدينة تورنتو.

وقد كانت تجربتي في هذا المهرجان غنية جداً على الصعيد الشخصي، حيث أضافت لطريقة تفكيري السينمائي أكثر من تجربتي في مهرجان برلين السينمائي على سبيل المثال، ما أحببته في هذا المهرجان أنه غير متحيز ضد الرجل أبداً، لكن شرطه أن تكون المخرجة امرأة أو كاتب القصة امرأة، وما تبقى فهو مفتوح على ورشات عمل سينمائية مشتركة بين رجال وسيدات صناع سينما عالميين على جميع الاختصاصات. لكن ما أثر بي كثيراً أمران:

أولاً: كانت مديرة المهرجان تلقبني بالمخرجة السورية، لأني أول عربية تلتقيها في مجال صناعة السينما.

الأمر الثاني: أثناء عرض فيلمي (الناطق بالعربية)، أن سيدة -عرفت لاحقاً أنها أمريكية تدعى (مارغريت) وهي في الثمانينيات من العمر، وتعمل مؤلف موسيقي للأفلام السينمائية- إن هذه السيدة أوقفتني بعد عرض الفيلم لتحييني على هذا الفيلم وعلى هذا الشغف الذي حرك في قلبها نبض شابة العشرين التي كانتها يوماً، قالت لي: فيلمك وصلني ولا مسني، فأرجوك استمري لأن ما قدمته هو بالفعل سينما رغم أنها تجربتك السينمائية الأولى.

الحقيقة إن أكثر ما يشعرني بالغبطة عندما كنت أقف في نهاية كل عرض لفيلمي سواء في (أميركا، أو اسبانيا، أو كندا، أو ألمانيا)، وأسأل من لا يفهمون اللغة العربية، كنت ما هو رأيكم بصوتيات لغتنا هل أحببتموها؟، هل أعجبتكم الشام القديمة والحديثة؟، هل رأيتم إلى حد ما طبيعة حياتنا في سورية؟.. فكنت اسمع منهم تعليقات جميلة جداً، بعدها كنت انتقل للحوار والنقاش حول خصوصيات فيلمي وما أطرح فيه من أفكار أردت أن أسلط الضوء عليها سينمائياً.

علماً أني تلقيت رسالة من مديرة المهرجان تخبرني أن فيلمي: رشح لجائزة أفضل «فيلم قصير» في مهرجان «عين المرأة السينمائية»، لكن الجائزة ذهبت بالقرعة للفيلم الثاني المنافس.

كذلك سيشارك الفيلم في مهرجان العراق في شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل كما سأشارك في مهرجانين في المغرب الأقصى- هذا ما أعرفه حتى الآن، لأنني مازلت بانتظار ورود الرد من مهرجانات عربية وعالمية أخرى.

·        ماذا بعد فيلمك هذا؟

العديد العديد من الأفلام، لقد صورت فيلماً قصيراً جديداً، وأنا أيضاً من كتب قصته اسمه «عفريت النبع»، وقد أنهيت عملية المونتاج كاملة عليه، وهو الآن جاهز للمشاركة في المهرجانات السينمائية العالمية في العام 2013م.

تشرين السورية في

02/07/2012

 

نجاحات للسينما السورية عربياً وعالمياً

المخرجون والكتب الشباب.. يتألقون

أوس داوود يعقوب  

حققت السينما السورية منذ سنوات طوال وجوداً مهماً في العديد من المهرجانات السينمائية العربية والعالمية، منها: (بيروت، والقاهرة، والإسكندرية، وأبو ظبي، ودبي، ومسقط، والدوحة، وقرطاج، والرباط، ومراكش، ووهران، وموسكو، وتورنتو، وبرلين، وفالنسيا، ولشبونة، وغيرها، ولأول مرة- هذا العام- كان..). وعبر مسيرة طويلة من النجاحات حققها السينمائيون السوريون (إخراجاً، وكتابة، وتصويراً، وتمثيلاً، وموسيقا تصويرية، وديكوراً..)، قُدم الكثير من الأفلام الجادة، والتي فازت بالعديد من الجوائز في المهرجانات العربية والعالمية، مثل: («الفهد» لنبيل المالح، و«أحلام المدينة» و«الليل» لمحمد ملص، و«نجوم النهار» و«صندوق الدنيا» لأسامة محمد، و«صعود المطر» و«نسيم الروح» لعبد اللطيف عبد الحميد، و«مرة أخرى» لجود سعيد..)، وعدد آخر من الأفلام الجيدة التي ميزت السينما السورية، إضافة لحصول الكثير من المخرجين والفنانين السوريين الرواد والمخضرمين والشباب على جوائز في مختلف المهرجانات السينمائية، ما أدى لترك بصمة سورية واضحة في الخريطة السينمائية العالمية..
وفي هذا العام، الذي ودعنا شهوره الستة الأولى، ومواصلةً لمسيرة التألق والنجاح، يُصرّ جيل الشباب على حمل مشاعل السينمائيين الرواد والمخضرمين، حيث يستعد الفيلم السوري القصير «نخاع» من إخراج وسيم السيّد، وتأليف علي وجيه، للمشاركة في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة في مهرجان «سالينتو» السينمائي الدولي في إيطاليا، الذي يُقام بين التاسع والخامس عشر من شهر أيلول المقبل.
بينما شارك منذ أيام فيلم المخرجة السورية إيفا داود «في غيابات من أحب» (
Memories of Love) في «مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة» في دورته الخامسة عشرة. وكان قد اختير الشهر الماضي للمشاركة في «مهرجان عين المرأة السينمائية» في تورينتو في كندا.

وكان الفيلمان قد نالا جوائز عالمية، حيث فاز فيلم «في غيابات من أحب» منذ عامين بجائزة «أفضل فيلم»، في مهرجان «بست شورت كومبوتيشين» (Best Shorts Competition) في ولاية «كاليفورنيا» في الولايات المتحدة الأميركية، ضمن مسابقة «أفضل الأفلام القصيرة»، والتي ضمت أفلاماً من أكثر من (80) دولة، وهي من بين أهم المسابقات السينمائية المحترفة للأفلام القصيرة في أميركا والعالم.

وقد وصفت الجهة المنظمة للمهرجان الجائزة بأنها «جائزة الجدارة والاستحقاق بالإخراج»، وبموجب الجائزة حصل الفيلم أيضاً على «التمثال الذهبي» الذي يمنحه المهرجان، والذي تصنعه الشركة نفسها التي تصنع جائزتي «الأوسكار» و«الإيمي» الشهيرتين. فيما حقق فيلم «نخاع» العام الماضي جائزة «التفوّق والامتياز الذهبية» في المسابقة ذاتها، ونال أيضاً «التمثال الذهبي»، متفوقاً بذلكً على أكثر من عشرة آلاف فيلم شاركت في المهرجان من جميع أنحاء العالم. وقد جاء في بيان المهرجان عن الفيلم: «بإمكانكم أن تكونوا فخورين بحصولكم على هذه الجائزة. معايير التحكيم عالية، وفوزكم يعني أنّ فيلمكم متفوّق بالحرفية والإبداع على بقية الأعمال بشكل لافت ومميز، الفوز عندنا ليس سهلاً».

طرح إنساني جدلي..

قامت المؤلفة والمخرجة إيفا داود، والتي سبق أن فاز فيلمها «سندريلا الجديدة» بجائزة «لجنة التحكيم لأفضل فيلم روائي قصير للطلبة» في مهرجان «أبو ظبي السينمائي» 2010م، بإنتاج فيلمها «في غيابات من أحب» على نفقتها الخاصة، وعبر (22) دقيقة يتناول العمل قصة سيدة تدعى (روز) في منتصف الثلاثين من العمر، وهي امرأة ناجحة جداً في عملها تواجه أزمة عاطفية، جزء منها بسبب انشغالها بالعمل، هذه الأزمة سرّعت ظهور حالة من الضياع أو التشتت، التي تعيشها بالمزج ما بين الأموات والأحياء من الأشخاص في عقلها. وقبل خضوعها لعملية جراحية لاستئصال ورم دماغي، تهرب (روز) من المستشفى وتقضي يوماً كاملاً برفقة من تحب.

تقول إيفا داود: «الفكرة التي أردت تسليط الضوء عليها في قصة فيلمي، ذات نقطتين: الأولى: أنني كأنثى مؤمنة بأهمية وجود جزئنا المكمل في الحياة، أي الرجل. والنقطة الثانية: أن هناك رجالاً في حياتنا أو حياة كل سيدة، يتجاوزون بإنسانيتهم حدود البشر، ليلامسوا صفات الملائكة برفعتهم وحسن تعاملهم مع الأنثى بشكل عام». أما فيلم «نخاع» فهو من تمثيل: مازن عباس ونسرين فندي، والعمل محاولة لتقديم فكرة مكثفة لحالة جدلية حياتية، وعرض للروتين الذي يقتل كل ما هو حيوي في حياتنا، ضمن مزيج من الجو السريالي والأداء الواقعي، ويبين الفيلم أن حالة اللاحوار بين أيّ شريكين أو طرفَين على تماس، كفيلة بجعل الحياة لا تطاق، ومليئة بالضيق والملل والانقباض. وفي هذا الاتجاه يحاول الفيلم الذهاب إلى أماكن تناقش جدلية العلاقة الأزلية بين الذكر والأنثى، خصوصاً في مجتمعاتنا.

الفيلم من إنتاج «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي»، (ضمن مبادرة دعم مشاريع الشباب الفنية، و«نخاع» هو أول إنتاجات المؤسسة ضمن هذه المبادرة).

تشرين السورية في

02/07/2012

 

شبابيك

متزملاً بالحب يرحل طلال

ما هر منصور  

يرحل طلال نصر الدين.. هو الممثل وهو المخرج وهو الكاتب.. لكنه لم يحظ من الشهرة بالكثير، ذلك لأنه لم يكن يحب المظاهر.. وربما لأنه كان يؤمن بالفن كحالة عشق لا كجسر عبور نحو الشهرة والأضواء، وقد كان مخلصاً للخشبة المسرحية إلى حدّ الهوس وحدّ نسيان الذات والأنا، وربما لأنه لا يريد أن يكون إلا هو، هو طلال نصر الدين، وحسب، من دون أقنعة أو مكياج... لكل ما سبق أدار طلال نصر الدين ظهره لأضواء الشهرة... وفتح صدره وقلبه للأصدقاء.. لذلك ربما كان رصيد طلال من الأصدقاء، أغلى من رصيد أي فنان مشهور، إن لم يكن قد فاق هذا الأخير بعدد من حوله، فقد فاقه من المؤكد بصدق من حوله.

أتكأ طلال نصر الدين على الحب وحده، ليمضي في درب الفن الوحيد..وحتى ساعات رحيله الأخيرة ظل يراهن على الحب.. وظل يدفع بالحب المرض والوجع والهجران والغربة الداخلية ونكران الجميل... حتى حين أصدر بياناً ليشرح وضعه الصحي، ويوضح كيف تعاملت نقابة الفنانين السوريين في مسألة الدعم المادي لعلاجه، كان طلال يتزمل بالحب.. هو الحب الذي تلقفناه، حين دافعنا عن حق طلال بما هو أكثر من الدعم المادي لعلاجه.

متزملاً بالحب يرحل طلال نصر الدين، من دون ضجيج أو مظاهر وبيانات عزاء.. ينعيه أصدقاؤه كل على طريقته.. فيما يقف البقية على الضفة ذاتها من اللامبالاة حتى عند رحيله.. ربما هو جهل بمكانة طلال الفنية.. ربما هو عمى القلوب.. تلك القلوب التي تأخذها أضواء الشهرة فتركض لتحتفي بصاحبها.. حتى لو كان هيفاء وهبي... وتترك فناناً مثل طلال في قائمة الانتظار.

لن نطالب أحداً بكشف حساب.. سننعي رحيل طلال بطريقتنا... وفي ملف رحيله هذا، يكتب عنه الأصدقاء من الضفة الأقرب إليه... هي ضفة الحب.

manmaher@hotmail.com

تشرين السورية في

02/07/2012

 

حصل على العلامة التامة وفق تصويت مشاهدين

«أسماء».. نظرة المجتمع تقتل أكثر من المرض

علا الشيخ - دبي 

يتعاطف الجمهور بشكل أكبر مع الأفلام التي تتناول قصصاً حقيقية، وهذا التعاطف ظهر جليا في فيلم «أسماء» الذي انتهى عرضه أول من أمس، في دور السينما المحلية، وكان عرضه الاول في الدورة الخامسة من مهرجان أبوظبي السينمائي.

قصة الفيلم مستوحاة من حدث حقيقي حول فتاة تصاب بالايدز عن طريق زوجها الذي يموت قبل ان يعرف الناس بمرضه، ومواجهة تلك الفتاة للمجتمع الذي يكون قاسياً عليها أكثر من المرض نفسه.

لكن ما يميز أسماء أنها امرأة قوية وشجاعة، ولكن قواها تبدأ بالتراجع أمام ظلم الناس لها، الى ان تعود وتستمدها مرة أخرى عن طريق ابنتها الوحيدة، حيث تقرر أن تظهر أمام العلن في مقابلة تلفزيونية لتقول قصتها والتي تنهيها بعبارة «أنتم من سيقتلني، وليس مرضي بالايدز»،

أسماء باختصار هي حكاية مصابة بمرض الإيدز، لكن الضغوط الاجتماعية عليها تتزايد، مع الاحكام المسبقة من الناس، الذين لم يدركوا أن الايدز مرض، وفي حالة أسماء انتقل اليها عن طريق زوجها.

الفيلم الذي تمت صناعته بشكل ميلودرامي هو من إخراج عمرو سلامة وبطولة هند صبري وماجد الكدواني، وحصل حسب تصويت مشاهدين على علامة تامة، أي 10 درجات.

طريقان

يظهر طريقان في الفيلم: أحداث آنية لها علاقة بالمرارة التي تصيب بطلة الفيلم أسماء التي لا يتم معالجتها من قبل الاطباء بعد اكتشافهم مرضها بالايدز وطردها من المستشفى، والطريق الثاني قصة أسماء نفسها التي تسردها عبر خاصية الترجيع (فلاش باك)، فهي تعاني بسبب نظرة المجتمع لها.

أسماء تستعيد لحظاتها الاولى مع زوجها الذي تحبه والذي يتشاجر مع أحد الباعة بسبب مضايقته لزوجته فيدخل إثر هذا الشجار الى السجن ليخرج منه حاملاً مرض الإيدز.

المفارقة حسب رشا محمد (27 عاماً) تكمن في «هم أسماء في إجراء عملية المرارة التي قد تسبب وفاتها إذا لم تجرها وهي المصابة بفيروس خطر، لكنها تعايشت معه طوال هذه المدة». وتضيف «الفيلم رائع بتوجيهه رسالة واضحة للناس كي لا يكونوا ظالمين بنظرتهم لغيرهم». ومنحت الفيلم العلامة التامة.

في المقابل، تفيد عصمت أيوب (38 عاماً) بأن قصة اسماء هزتها من الداخل «الاسقاط الاجتماعي الظالم على هذه الفئة من الناس الذين نقل اليهم المرض ليس عبثاً بالجسد وتعدياً اخلاقياً، بل نقل اليهم ربما عن طريق الخطأ من دم أو علاقة جنسية مع حامله او أسباب كثيرة»، مؤكدة «يجب الوقوف الى جانبهم ودعمهم من الناحية النفسية، خصوصاً أن فيروس الايدز لم يعد قاتلاً كما في السابق، لكن القاتل نظرة الناس للمصابين به».

وتقول ان «أسماء أخطأت، إذ إنها بعاطفتها تغاضت عن اعتراف زوجها لها بإصابته بالمرض كي تدعمه نفسيا واصرت بالاستمرار معه وإنجاب طفلةمنه»، مؤكدة مرة أخرى «هذه هي طبيعة المرأة اذا أحبت». ومنحت الفيلم العلامة الكاملة.

زوج اسماء يقرر بالفعل الانفصال عنها، حتى لا ينقل إليها المرض، ولكن بعد أن تعلم الحقيقة تصر على الاستمرار معه وتوهمه بأنها مريضة حتى تحقق له حلمه بالإنجاب، ولكن يموت الزوج قبل أن تضع أسماء مولودتها وتضطر للابتعاد عن القرية وتعيش فى القاهرة حسب رغبة شقيق زوجها.

تكبر أسماء وتكبر معها ابنتها حبيبة، وتخفي عنها السر الذي لم يعرفه سوى والدها وبعض أصدقاء جمعية مرضى الإيدز الذين تتعايش معهم ويوفرون لها ما تحتاج إليه من أدوية.

حياة سرية

هذه الحياة السرية عاشتها أسماء طوال سنوات حياتها الى أن أصيبت بالمرارة، حسب رينا قصيص (30 عاماً) التي تقول «قوة أسماء في أن تعيش لأنها الوحيدة التي تعرف الحقيقة التي لو قالتها للناس لن يصدقوها، لأن السبب قد مات أصلاً». وتضيف إن «الفيلم فيه الكثير من العواطف التي لامستني بشكل شخصي، حيث وجود هؤلاء بيننا وتقاعسنا في مد يد العون لهم يعد سببا لمزيد من الحزن لهم»، مؤكدة «هذا الفيلم هو الافضل عربياً بلا منازع منذ عامين تقريباً».

تفاصيل حياتية

بعد مشهد أسماء في المستشفى وطردها منه، وتفاصيل بداية المرض معها، ينتقل المخرج مع المشاهد الى تسليط الضوء على حياة أسماء التي كانت صانعة وبائعة سجاد في قريتها. وبعد انتقالها للقاهرة بناء على رغبة شقيق زوجها تبدأ البحث عن أي عمل كي تربي ابنتها الوحيدة.

أسماء الآن عاملة نظافة في المطار، تطالبها مسؤولتها بتقرير طبي لزوم توظيفها، وتحيلها الى إجازة الى أن تكمل ملفها بالتقرير.

تعود أسماء الى منزلها، فتنام على صوت سيمون وهي تغني في التلفاز «مش نظرة وابتسامة». تغمض عينيها لتُظلِم حياتها بين طردها المؤكد مقدماً من العمل، وترددها المتزايد في أن تظهر بالفعل في برنامج تلفزيوني دون ان تتخفى لتحكي قصتها على أمل أن ينصفها المجتمع.

ربا مأمون (27 عاماً) تعبر عن اعجابها الشديد بالدور الذي أدته هند صبري في شخصية أسماء. وتقول «هذه الفنانة تبهرني في كل دور تقدمه، لكن هذا الدور أظهر كل إمكاناتها». وتضيف «أهمية القصة ليس بواقعيتها بل بقدرة فنانين على هذا المستوى أن ينقلوا القصة بكل هذا الالم والفرح معا»، مؤكدة ان «الفيلم مدهش، وأستغرب عدم اكتمال الصالة بالمشاهدين»، معللة «أعتقد أن السبب هو الموضوع، إضافة الى انه يحمل نفحة وثائقية لا تتلاءم مع جمهور السينما التجارية».

تقتنع أسماء بالظهور تلفزيونياً لتكشف عن أزمتها بعد طردها من المستشفى عندما يكتشف الأطباء أثناء إجرائها جراحة إصابتها بالإيدز. وقبل لحظات من الظهور على الشاشة، تقرر أسماء التخفي وتكتفي بصوتها حتى لا تؤذي ابنتها وأهلها. ولكن تنقلب الحكاية رأساً على عقب عندما تفاجأ أسماء بمكالمة على الهواء من ابنتها التي تشجعها على كشف هويتها ووجهها وأنها فخورة بها وتقرر أن تكشف عن نفسها وتظهر للمجتمع وتعلن أمام الجميع أنها إذا ماتت فلن يكون بالإيدز ولكن من نظرة المجتمع.

في المقابل، تقول زينب المهيري (22 عاما) التي منحت الفيلم العلامة الكاملة، ان «الفيلم جعلني أبكي من الداخل، لأنني كنت أمام نموذج امرأة مضحية بكل معنى الكلمة». وتضيف «لحظة وقوف ابنتها الى جانبها هي القوة التي استمدتها لكشف وجهها أمام الناس، اذ نسيت كل الناس في هذه اللحظة لأنها استمدت قوتها من فلذة كبدها».

وتؤكد ان «الفيلم رائع بكل معنى الكلمة، لكن أستغرب عدم وجود حضور جماهيري كاف له، مع انه يستحق المشاهدة».

الفنانة هند صبري بالنسبة الى مؤيد العيسى (29 عاماً) «فنانة شاملة تذهل المشاهد بكل ما تقدمه وهي لا تقبل تقديم أي دور، وتستحق كل الجوائز التي نالتها عن دورها في الفيلم»، مؤكداً «الفيلم يكشف زيف المجتمع الذي يعيش فيه أشباه بشر»، حسب وصفه. في المقابل يقول منذر عبدالله (44 عاماً) ان «اداء كل فنان في الفيلم حكاية بحد ذاتها». ويضيف «لكن هند صبري هي النجمة وماجد الكدواني أيضاً»، مضيفا «قصة الفيلم مؤلمة جدا والمفارقة انها تموت من المرارة وليس من الايدز».

صحوة

تعود أسماء كما كانت من ذي قبل حسب الكاتبة السينمائية من مجلة «مصري» إسراء إمام، قوية كلبؤة تغدو أن تلتهم أي نظرة تشكك فيها أو تهاجمها، وتقرر في تلك اللحظة أن تظهر وتواجه العالم بوجهها في البرنامج. ومن بعدها تترك كفوف يديها التي اعتادت على ارتدائها في تلك المرحلة المشؤومة، تخلفها وراءها بكل بساطة دون أن تنتبه، وتخرج للشارع في عودة إلى بيتها بعد ان أصبحت الآن تقوى على المواجهة.

كل لقطة في طريق عودتها إلى منزلها يحوطها الضوء، وتحت منزلها يصطف جيرانها على الجانبين يحملقون فيها دون أن تهتم بنظراتهم. فقط تشعر بأنها قد استعادت ذاتها، واسترجعت انتماءها إلى نفسها، وعادت إلى أسماء.

أبطــال الفيلم

هند صبري

ولدت عام ،1979 وبدأت حياتها الفنية مبكراً في تونس، وشاركت في عملين مهمين للمخرجة مفيدة التلالي، هما «صمت القصور» و«موسم الرجال»، وهما العملان اللذان قدما ابنة تونس وعضو نقابة المحامين فيها للسينما المصرية.

من تونس وعن طريق إيناس الدغيدي تنتقل خريجة كلية الحقوق إلى القاهرة، وتشارك في أول أعمالها بمصر «مذكرات مراهقة»، وتحقق نجاحا كبيرا، تشارك بعده في العديد من الأعمال السينمائية المصرية، مثل «أحلى الأوقات»، و «مواطن ومخبر وحرامي»، و«بنات وسط البلد»، لتصبح بعد فترة جزءا من صناعة السينما في مصر. وفي عام 2004 نالت هند الحاصلة على ماجستير في «الملكية الفكرية» جائزة أحسن ممثلة من المركز الكاثوليكي المصري، عن دورها في فيلم «أحلى الأوقات». وتشارك في نوفمبر 2007 في مهرجان دمشق السينمائي الدولي عضوة في لجنة التحكيم لمسابقة الأفلام الطويلة.

ماجد الكدواني

ولد عام ،1967 بدأ مسيرته الفنية أثناء دراسته في معهد الفنون المسرحية الذي التحق به بعد دراسته للديكور بكلية الفنون الجميلة، ظهوره الفني كان بعدد من مسرحيات الهواة، قبل أن يشارك في عدد من الأعمال التلفزيونية مثل «القنقد»، و«نحن لا نزرع الشوك»، وشارك في عدد من الأفلام السينمائية، أهمها «عفاريت الأسلفت» و«حرامية كي جي تو»، و«حرامية فى تايلاند»، و«صعيدي في الجامعة الأميركية»، و«الرجل الأبيض المتوسط»، و«العيال هربت» و«خالي من الكوليسترول»، و«عسكر في المعسكر»، و«شباب تيك اواي»، و«عمر 2000»، و«طير انت» و«لا تراجع ولا استسلام».

أحمد كمال

ولد عام .1959 ممثل مسرحي ومخرج ، عمل في العديد من الأفلام، أسس الورشة المسرحية، عمل مذيعاً لفترة، تزوج الفنانة عبلة كامل ثم انفصل عنها. أنجبت منه أم كلثوم. هاجر إلى الولايات المتحدة للعمل، ويعود بين الحين والآخر ليقدم مسرحيات ممثلاً ومخرجاً.

هاني عادل

ولد عام.1976 بدأ الغناء من صغره، وفكرة تكوين فرقة جاءته عام ،1999 إذ كان يغني في الفنادق ويقدم فيها حفلات باللغتين الانجليزية والفرنسية، فوجد أن الأفضل أن تكون الأغاني والألحان في فرقة وتم تكوين فريق «وسط البلد» من سبعة أعضاء. حقق نجاحاً في مجال الغناء واتجه الى المجال السينمائي.

المخرج

عمرو سلامة

ولد في السعودية عام .1982 تخرج في كلية التجارة جامعة القاهرة عام ،2005 إلا أنه لم يعمل في مجال دراسته بسبب حبه للفن، وقد استعمل التجارة التي درسها في العديد من الافلام التي أنتجها، خصوصاً أنه قدم العديد من التجارب الانتاجية في مجال الافلام الروائية القصيرة والاعلانات والافلام التسجيلية، وكان مديراً للقسم الفني بالعديد من شركات الإنتاج الفني، منها شركة أفكار للخدمات الإعلامية.

قالوا عن الفيلم

** «فيلم عملاق يستحق المشاهدة أكثر من مرة، ويمكننا ان نتعلم منه من أجل مستقبل محترم استشعرناه في السينما». شريف أحمد من موقع «سينما دوت كوم»

** «الفيلم بقدر ما يحمل من مرارة يزرع أملاً، وهو ما عبر عنه المخرج عمرو سلامة بكل المفردات الفنية في التصوير والديكور والموسيقى. ويبقى أن المخرج تقدم كثيراً في فيلمه الروائي الثاني بعد فيلمه الأول «زي النهاردة». وستمكث كثيراً في الذاكرة هند صبري وهي تتقمص دورها بإبداع وألق في نبرة الصوت وبالإيماءة والحركة والنظرة. ولايزال ماجد الكدواني قادرا على إدهاشي في طريقة التقاطه تفاصيل الشخصية التي يؤديها». الناقد السينمائي طارق الشناوي

** «لم يحقق إيرادات مرتفعة عند عرضه تجارياً في مصر، هذه الحقيقة ولكن في المقابل فإن هذه الجوائز تزيد من سعر بيعه للفضائيات. والفيلم وإذا لم يحقق لي مكسبا ملموسا إلا أنه في المقابل لم يحقق خسارة، ومكاسبه الأدبية وترديد اسمه في العديد من المهرجانات أعتبرها تعويضا مرضيا جدا بالنسبة لي، وهي لا تقدر بثمن وتدفعني لإنتاج المزيد من هذه الأفلام». منتج الفيلم وكاتب السيناريو محمد حفظي

** «الفيلم أشبه بالأفلام التسجيلية، وهو من أهم وأجود الأفلام التي ظهرت أخيراً على الساحة الفنية، وذلك لتركيبة الفيلم الغنية من حيث الموضوع المتناول، وجودة لغته الإخراجية، والحوار المتميز، والأداء العبقري للفنانة هند صبري، إذ إن أداءها في فيلم (أسماء) تخطى كل حدود الأداء التمثيلي، فقد أدت دورها في الفيلم بتلقائية شديدة وبإحساس عميق، واستطاعت التخلص من شخصيتها الفنية كممثلة وبدت كمريضة إيدز حقيقية». الناقد السينمائي حسام عبدالهادي

كليك

اقتراب من «التسجيلي»

قال مخرج الفيلم عمرو سلامة «عمدت أن يكون الفيلم قريباً من التسجيلي ليظهر بشكل واقعي، والاهتزاز في الصورة مقصود، لأن الكاميرا كانت محمولة على الكتف وهي طريقة تعطي الممثل الحرية في الحركة». وعن جمعه بين الكتابة والإخراج قال «لها مميزات وعيوب، فمن المميزات أني كنت أعلم تفاصيل السيناريو جيدا، وأحيانا أقوم بتغيير الحوار أثناء التصوير. أما العيب فهو الاعتماد على وجهة نظر واحدة لأن المخرج اذا لم يكن كاتبا للسيناريو فستكون عنده وجهات نظر فيه أحيانا لمصلحة الفيلم». وعن ظهور بعض المرضى في الفيلم رغم عدم تأثيرهم أو معرفة الجمهور بهم، قال إنهم رفضوا أن يظهروا كمرضى، وظهروا في مشاهد المجاميع حتى لا يلاحظهم أحد وذلك بسبب خوفهم من الناس. وأضاف عن أول مشهد كتبه في الفيلم «كان مشهد النهاية إذ تظهر البطلة في التلفزيون وتتحدث عن نفسها وتقول إنها لن تموت من مرضها، بل من المرض الذي لدى المجتمع». وقال «لقد غيرت مشاهد كثيرة الا المشهد الاخير»، مشيرا إلى أن شخصية البطلة الحقيقية كانت تحلم بأن تظهر بوجهها في التلفزيون.

الإمارات اليوم في

02/07/2012

 

فيلم عن الهجرة التركية الى أوربا في مهرجان كارلوفي فاري

محمد موسى من كارلوفي فاري: 

في باكورته الروائية الطويلة يقدم المخرج الالماني التركي الأصل حسين تباك موضوعا قريبا عن حياة المخرج نفسه، والذي ولد في المانيا من أبوين تركيين ، إذ يقدم في فيلمه " جمالك لا يساوي شيئا" والذي يعرض ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كارلوفي فاري والمتواصل حاليا في المنتجع السياحي التشيكي، قصة عن عائلة تركية تجد نفسها ولاسباب متنوعة مدفوعة الى الهجرة ، لكنها عندما تصل الى وجهتها (في النمسا هذه المرة) يتبدى لها تعقيد الحياة الجديدة في البلد الأوربي.

وعلى خلاف افلام أوربية سابقة تناولت الهجرات الشرق أوسطية إلى أوربا ، يربط الفيلم النمساوي الانتاج بين ماضي الاسرة العنيف وحياتها الجديدة ، وكيف سيعقد هذا الماضي جهود العائلة للتأقلم مع الحياة الجديدة في البد الأوربي. فألأب الكردي الاصل والذي حبس في تركيا بسبب نشاطه السياسي ضد الحكم هناك، يصطدم بالابن البكر للعائلة والذي يجد في ماضي الأب سببا إضافيا يعرقل اندماجه بالمجتمع الجديد ، وخاصة مع الشباب التركي الأصل الذي يعيش في العاصمة النمساوية فيينا ، في إشارة الى الخلافات التي تعصف بين أبناء البلد الواحد والتي يحملوها الى بلدانهم الجديدة.

لكن الفيلم سيركز اكثر على الابن الأصغر ( فيصل) والذي سيراقب تفتت العائلة ، اذ سيرافق الفيلم الصبي الذي لم يتجاوز العاشرة في حياته الجديدة ، في المدرسة النمساوية او في المنزل وهو يحاول ان يصلح بين والديه والابن الأكبر الذي يترك بيت العائلة بعد خلافات حادة مع الاب.

وبالأضافة الى تسجيل يوميات العائلة يقد الفيلم خطيا سرديا يبدأ بتكليف مدرسة "فيصل" للصبي التركي بالبحث عن شعر باللغة الالمانية لقرآته امام الصف. لا يجد فيصل افضل من اغنية تركية لمغني شعبي تركي معروف لتكون بداية تعامله الحقيقي مع اللغة الجديدة. ولترجمة هذه الأغنية سيستعين الفتي التركي بجار شاب من أصول تركية يعيش ورغم انه قضى أغلب حياته في النمسا ، على هامش المجتمع هناك.

يحفل الفيلم بمشاهد تبدو مستوحاة من تجارب المخرج الحياتية ، وخاصة في المشاهد التي أعقبت تسلم الأب لرسالة من مدرسة فيصل ، وجهوده لترجمة هذه الرسالة، إذ تتجه هذه المشاهد الى الكوميديا السوداء ، بخاصة مع عجز الأب الذي لا ينقصه الذكاء عن الأتيان بفعل بسيط مثل قرأة رسالة مكتوبة بلغة البلد الجيد. كما يسلط الفيلم الانتباه على مشكلة الألجئين الى أوربا ، فالفتاة التي يتعلق بها فيصل تنتظر مع اهلها قرار الحكومة النمساوية بترحيلهم عن البلد، بسبب عدم الموافقة على بقائهم فيها لأسباب إنسانية.

ولد المخرج حسين تباك في عام ١٩٨١ في المانيا من أبوين تركيين من الطبقة العاملة. جذبته السينما في عمر مبكر فاشتغل في كواليس صناعة الأفلام الالمانية. التحق بأكاديمية فيينا للفيلم التي تلقى فيها دروسا من المخرج الشهير مايكل هانيكيه. انجز العديد من الأفلام القصيرة في السنوات الاخيرة. لكن فيلمه القصير (جييس) هو الذي سيلفت الانتباه اليه، إذ حصل الفيلم الذي عرض في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية على ١٥ جائزة. فيلم ( جمالك لا يساوي شيئا) هو فيلم التخرج لحسين تباك من الأكاديمية النمساوية للفيلم.

فارييتي العربية في

02/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)