حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

نقد ولا تغطية

محمد خان

May 30th, 2012 9:52 am

 

يمكن رد الفعل المنتظر من بعض محترفى النقد السينمائى، أنهم بالبلدى كده حياخدوا على خاطرهم منى، وبالأكيد حياخدونى على قدّ عقلى. الصراحة أنا مابقتش فاهمهم، همه بيتعِبوا نفسهم ليه طول السنة زى الرحالة من مهرجان سينما لمهرجان سينما؟ هل عشان يغيظونا بالأفلام اللى حيشوفوها واللى حينغلب حمارنا لغاية ماتجينا فرصة نشوف حتى ربعها! أو عشان يروجوا للمهرجان اللى عازمهم. ده حتى أغلبية المهرجانات دى مش محتاجة أى دعاية بالذات فى بلاد زى بلدنا مابيتعرضش فيها إلا الأمريكانى وأسبوع أوروبى أو يابانى كل فين وفين. وأرجع وأقول إنهم بيروحوا المهرجانات عشان بيحبوا السيما وخلاص. بس يا خسارة ماحدش يقولى إن اللى بيكتبوه عن الأفلام فى صفحات فنية هنا أو هناك لها تأثير على القارئ العادى. والأنيل من كده كل اللى بيكتبوه مابيقراهوش إلا شوية سينمائيين على مثقفين لسه مصدقين إن العيشة من غير سينما مالهاش طعم. ده غير إن الجرانيل اللى بيكتبوا فيها بالعافية بتديهم صفحة ولّا نص وبالكتير صفحتين حسب الإعلانات اللى جتلهم من الأول. ده للأسف الشديد حال النقد والنشر النهارده، بس زمان وصدقونى مش زمان قوى كان النقد السينمائى بيلعب دور كبير ومهم فى ترشيد صناع السينما وترويج إنتاجهم وفتح شهية الجمهور، وكان كل نقد والتانى بياخدك جوه الفيلم اللى شفته أو حتشوفه، يحللهولك وينورهولك وتشوفه بعين تانية. باختصار كده النقد كان بيفتح أبواب للمناقشة ويخللى تجربة المشاهدة مثيرة وغنية وفوق ده كله المجلات السينمائية كانت فى رواج، والصفحة الفنية فى الجرائد القومية كانت لها قراؤها من كل نوع. نرجع إلى موضوع المهرجانات، فالنهارده مع الفضائيات اللى بتغطى جميع أنواع المناسبات وعندها الإمكانيات تدعمها بكليبات من الأفلام، مع مقابلات مع الفنانين تخلى الناقد من دول وهو بيفكر فى النقد اللى حيكتبه وبيجهز صوابعه قدام اللابتوب أو الآى باد محتار يكتب على إيه ولّا إيه، فيتحول غصب عنه نواة النقدية إلى مجرد تغطية مفتوحة مع بعض التلميحات لفيلم كذا أو كذا. وبعدين بُقه فيه كمان النقد الإلكترونى على الإنترنت، بس لسه مانتشرش بما فيه الكفاية. يا ريتنا بس نفتكر ونتحسر على زبون السينما النهارده أبعد ما اتقرص التلاتين جنيه عشان يتسلى حبتين فى فيلم أكشن أو كوميدى أو حتى الجد والطموح، بيخرج من السينما يتخنق وسط الزحمة ودخان عادم السيارات، وعلى ما يلاقى توصيلة لبيته يكون نسى الفيلم وسنينه. 

داخل لجان التحكيم

محمد خان

May 23rd, 2012 8:32 am

فى أى مهرجان سينمائى وأى مسابقة رسمية أو غيره من الطبيعى أن يتعشم صاحب الفيلم المنافس فى وجود عضو داخل لجنة التحكيم متحمس لفيلمه، خصوصا إذا كان العضو مواطنا من بلده. إلا أن واقع الأمر مخيب للآمال، فكم من الإحباطات والدهشة خيّمت على كم من نتيجة نهائية لتحول هذا العشم إلى غشم. بعيدا عن ذكر أى أسماء، فمن سابع المستحيلات أن تفوز ممثلة أو ممثل بجائزة التمثيل فى وجود زميل من بلدهم عضو فى لجنة التحكيم. صدقونى الأمثلة كثيرة، سأتجنب حصرهم ليس خوفا من تعليق أصحاب كل واقعة قدر ما هو منعا لإحراجهم. مع كل هذا فالتوقعات تظل شرعية أن من المتوقع أن يصوت العضو ابن البلد على فيلم أو فنان بلده، وبالمثل الإحباطات تظل تغازلنا فى الأفق. الحقيقة أن من السذاجة تهميش دور رئيس أى لجنة تحكيم، خصوصا فى المهرجانات الكبيرة مثل «كان» و«فينيسيا» و«برلين». معظمهم فى لحظة التصويت يناضل من أجل بلده. سجل جوائز مهرجان «كان» ورؤساء لجانها أحيانا دليل حى على ذلك. مثلا حين كان كوينتن تارانتينو رئيس لجنة التحكيم عام ٢٠٠٤ فاز بالسعفة الذهبية الفيلم الأمريكى التسجيلى «فهرنهايت ٩/١١» الذى أثار ضجة بالنسبة إلى أنه تسجيلى وموضوع ١١ سبتمبر. أيضا فى ٢٠١٠ رَأَس روبرت دى نيرو لجنة التحكيم، وفاز فيلم المخرج الأمريكى تيرينس مالك بالسعفة الذهبية عن «شجرة الحياة» الذى كان مثيرا للجدل بين السينمائيين والنقاد. أتذكر أداء أمير كوستاريكا كرئيس لجنة تحكيم فى مهرجان فالينسيا بإسبانيا، حين كنت عضوا فى اللجنة. كان من مصر كل من فيلم عاطف الطيب «قلب الليل» وفيلم هانى لاشين «الأراجوز» فى المسابقة الرسمية، ومحاولاتى ترجيح فيلم عاطف باءت بالفشل، ولذا اتجه جهدى لمناصرة فيلم «الأراجوز» الذى لم أكن شديد الحماس نحوه، ولاحظ كوستاريكا هذا وبدهاء شديد فاجأنى بمساندة الفيلم مقابل مساندتى لفيلم يوغوسلافى لينال الجائزة الذهبية. بل لم يكتف بذلك، كما عمل على أن ينال فيلم يوغسلافى آخر الجائزة الفضية وأصبحت البرونزية من نصيب «الأراجوز». وبمناسبة مهرجان «كان» هذا العام نتعشم من الممثلة الفلسطينية هيام عباس العربية الوحيدة فى لجنة التحكيم أن تساند فيلم يسرى نصر الله الذى يمثل مصر بعد غيبة طويلة. 

كرز كياروستامى

محمد خان

May 9th, 2012 9:28 am

جمعتنا لجنة التحكيم فى مهرجان أبو ظبى منذ سنتين، والتقيت به مؤخرا فى مهرجان الخليج السينمائى فى دبى، حيث أقيمت له ندوة خاصة حول الورشة التى أدارها العام السابق، والتحق بها فوق الأربعين طالبا سينمائيا وهاويا، ونتج عنها فوق الثلاثين فيلما قصيرا بتيمة مشتركة هى «الوحدة»، وتنوعت المعالجات المبتكرة لهذه التيمة،مثلا رؤية من خلال الأحذية فى مرقص والبحث عن رفيق، وأخرى لرجل فى استوديو تصوير يرفض أن يظهر بمفرده فى صورة فيقنع المصور أن يخلق صورة جماعية تشمل عديدا من صور زبائنه وجمعهم عن طريق الفوتوشوب فى صورة واحدة، ويظهر بينهم للتغلب على وحدته. وقد تم عرض هذه الأفلام على دفعتين من ضمن برنامج عروض المهرجان وبعنوان «كرز كياروستامى». مدة عرض أغلبية هذه الأفلام لا تتجاوز الدقائق الثلاث.

ما يميز المخرج الإيرانى عباس كياروستامى بجانب أفلامه التأملية هو أسلوبه التأملى فى أى لقاء عام. فعلى الرغم من استيعابه اللغة الإنجليزية يحبذ دائما أن يحتمى بمترجم يتيح له فرصة تأمل السؤال الموجه إليه قبل الرد عليه بالفارسية. وهيمن على الندوة دفء العلاقة التى كانت بينه وبين طلبة الورشة الذين لقبوه بالمايسترو.

وقد أثنى كياروستامى على هذه الورشة مقارنة بأكثر من ورشة أقامها فى عدة دول أخرى. وأتذكر منذ سنتين حماس كياروستامى لفيلمه «صورة طبق الأصل / Certified Copy» الذى صوره فى إيطاليا، وكان فى مراحل مونتاجه الأخيرة، وحاز فى ما بعد على جائزة التمثيل بمهرجان «كان» لبطلته جوليت بينوش. هذه المرة أبدى كياروستامى حماسه لفيلمه الجديد الذى تم تصويره فى اليابان «مثل من يحب / Like Someone in Love» خصوصا أن ممثليه كلهم يابانيون.

وقد تخيلت كياروستامى فى اليابان يخرج فيلمه وشبح كوروساوا يطل عليه، فكلاهما تجمعهما صفة سينمائية مشتركة، وهى التأمل. دون شك طبيعة اليابان ذاتها التى استمتعت بزيارتها مرتين حتى الآن هى أكبر مؤهل للتأمل. وقد أعلن مؤخرا اشتراك الفيلم فى المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» هذا العام.

سوق السيناريو

محمد خان

May 2nd, 2012 9:42 am

من ضمن فاعليات مهرجان أفلام الخليج الخامس الذى أُقيم الشهر الماضى هو سوق للسيناريو. فكرة جديدة أتاحت الفرصة لكثيرين من مواطنى المنطقة تقديم سيناريوهات أفلام قصيرة قد تجد عن طريق السوق من يموِّلها. وقد اشتركتُ كمشرف على البرنامج مع المخرج اللبنانى ميشيل كمونة صاحب فيلم «فلافل»، والسيناريست البحرينى فريد رمضان صاحب سيناريو فيلم «حكاية بحرينية» للمخرج بسام الزويدى الذى كرمته دورة هذا العام. وقد قام المهرجان مسبقا بتكوين لجنة تشمل مدير المهرجان مسعود أمر الله ومنسق السوق أنطوان خليفة، حيث تمت غربلة أكثر من ١٠٠ سيناريو ليستقر العدد على ١٤ فقط ودعوة أصحابها للحضور والمشاركة فى السوق. وعلى الرغم من أن ثلاثتنا قرأ الـ١٤ سيناريو فقد اتفقنا على توزيعها بيننا على ثلاثة مجاميع يتولى كل مشرف مناقشة السيناريو مع مؤلفه والعمل على تطويره، إلى جانب تحضيره ليقدم بنفسه السيناريو بما يعرف بالبتشينج (Pitching)، أى تقديم الفكرة وباختصار شديد ووجها لوجه أمام المنتج المحتمل فى جلسة منفردة. وقد قام المهرجان بدعوة عدة جهات إنتاجية أوروبية إلى السوق من أجل ذلك. بعض الأفكار التى احتوتها السيناريوهات طموحة فى خيالها، وأحيانا وباستحياء ومتجنبة الزمن الحاضر تنتقد أوضاعا تخص مجتمعاتها، وقد أُقيمت بروفة جماعية للبتشينج فى جلسة مفتوحة لضيوف المهرجان والصحفيين قام بها كل مشترك بعرض فكرته أمامهم. والمفاجأة الحقيقية كانت فى أداء بعضهم خصوصا النساء منهن مثل العُمانية التى استعانت بخبرتها المسرحية وقدمت فكرتها بأداء درامى مذهل أو الثقة المتناهية التى أبدتها السعودية فى حكى فكرتها. ذكّرنى هذا البتشينج بافتتاحية فيلم روبرت ألتمان «The Player» (١٩٩٢) حين نجد كاتب سيناريو يقدم فكرة فيلمه بلهفة أمام مدير استوديو فى دقائق معدودة ومسموحة له. السبب الرئيسى فى توزيع السيناريوهات كمجموعات بيننا -المشرفين الثلاثة- كى لا تتخبط أذواق وآراء وأسلوب كل منا ويربك المؤلف. هذا لم يمنع فى النهاية أن يصبح ثلاثتنا مشجعين لكل المشاريع بأمل أن يتحقق حلم كل منهم

التحرير المصرية في

02/05/2012

 

فجر يوم جديد:

المصلحة… والنية غير الخالصة!

مجدي الطيب 

يمكن وصف هذا الفيلم بأنه «فيلم غير مسؤول» لا يتمتع فريق عمله بأي قدر من الوعي السياسي والحس الوطني، فالفيلم الذي يحمل عنوان «المصلحة» اعتمد، كما يُقال على واقعة حقيقية نجحت خلالها أجهزة الأمن المصرية في إحباط عملية كبرى لتهريب المخدرات ولكنه ترك، بعد متابعة أحداثه، شعوراً بالإحباط لفرط ما اتسم بالسطحية والاستخفاف والأداء التمثيلي المفتعل والخيال الكسيح!

في توقيت شائك وحساس، نسعى فيه إلى رأب الصدع الخطير الذي تسببت فيه ممارسات طائشة تمثلت في تحرش مستمر من أجهزة الأمن المصرية، في وقت ما في بدو سيناء، عبر اعتقالات عشوائية ومطاردات أمنية، بحجة الاشتباه في اتجارهم بالمخدرات، وهي الملاحقات التي وصلت في استفزازها إلى حد اتهام بعضهم بالتعاون وإسرائيل، يأتي فيلم «المصلحة» ليُعيد بشكل فني متدن للغاية «الأسطوانة المشروخة» نفسها، ويتهم بدو سيناء بأنهم «تجار مخدرات» و»خائنون» للتراب الوطني، و»متعاونون» مع مافيا عربية (لبنان مكان إبرام صفقة المخدرات والساحل الأردني مرفأ تهريبها!). بل إن الإساءة بلغت مداها بتصوير أطفال البدو وهم يهرعون إلى جمع فوارغ طلقات الرصاص ليلعبوا بها، في مشهد يوحي بأنهم مجرمون بالفطرة، ويحمل دلالة موحية بأن المستقبل أيضاً ميئوس منه!

هكذا… بصلافة وعنجهية لا تنقصهما العجرفة والغباء السياسي، تسير أحداث فيلم «المصلحة» الذي بدأ التفكير في إنتاجه نهاية عام 2010، ولم تدخر وزارة الداخلية المصرية جهداً في إمداده بأجهزتها المتطورة، وعدتها وعتادها، بغية شحذ الهمم وحشد المشاعر وتحفيز الجمهور على التعاطف مع رجالها، من خلال قصة الرائد «حمزة» (أحمد السقا) الذي يتفانى في خدمة الوطن، ويتغلب على أحزانه بعد استشهاد شقيقه الضابط (أحمد السعدني) على يدي شقيق أحد تجار المخدرات، ويأخذ على عاتقه الثأر من التاجر (أحمد عز) بعد نجاحه في تهريب شقيقه، في أعقاب الحكم عليه بالإعدام، حتى بدا وكأن الأجهزة الأمنية جندت إمكاناتها لبطل أعماه الثأر الشخصي.

يكرس الفيلم للحل الفردي، ولا يضع اعتباراً للقانون، بدليل مشهد النهاية الذي أقدم فيه رجل الشرطة على قتل المتهم بعد القبض عليه وكأنه اعتراف علني من أصحاب الفيلم بأن القانون عاجز ولا ينبغي انتظاره أو الاعتداد به!

رسالة أخلاقية خطيرة تهدد استقرار أي مجتمع، لكنها لم تخطر على بال صانعي فيلم «المصلحة»، الذين حركتهم «المصلحة الشخصية» وسيطر عليهم هاجس الربح السريع، بأكثر مما انشغلوا بتقديم فيلم يتبنى قضية ويكرس قيمة، ومن ثم جاءت النتيجة صادمة لكل من تفاءل بالفيلم الذي يجمع، للمرة الأولى، بين أحمد السقا وأحمد عز. لكن الظن خاب بعدما تبين أننا في صدد فيلم «متهافت سياسياً وفنياً»، بتصويره المزعج (كاميرا إيهاب محمد علي)، وموسيقاه التي استنسخها عمرو إسماعيل من أفلامه السابقة، وعلى رأسها «واحد من الناس»، فضلاً عن السيناريو المليء بالمفاجآت «المتوقعة» والحيل الساذجة والمناورات المكشوفة والنهاية المزعجة، التي فضحت القدرات المتواضعة للمنتج وائل عبد الله في الكتابة.

كذلك كشفت عن عدم دراية بطبائع وعادات وتقاليد أهل سيناء، بالإضافة إلى تورطه في الزج، ومعه المخرجة، بشخصيات زائدة عن الحاجة الدرامية (الداعية، خالد صالح، الذي يأمر بطاعة ولي الأمر، والزوجة اللبنانية، كندة علوش، والفتاة البدوية، زينة، وزوجة الضابط، حنان ترك، وأمه، نهال عنبر).
باستثناء التنفيذ الفني المُحكم لمشهد اغتيال شقيق البطل، الذي يُعد الحسنة الوحيدة في الفيلم، عانت المخرجة ساندرا نشأت فقراً إبداعياً ملحوظاً، فانتقال الأحداث إلى لبنان يعني أن تتردد في الخلفية أغنية لفيروز، والتمثيل عندها مسؤولية كل ممثل، ومن ثم غلبت الثقة الزائدة (أحمد السقا الذي أخلص للبزة الشرطية بأكثر مما فعل مع الشخصية الدرامية) والاستظراف والاستخفاف (أحمد عز الذي تصور أنه خفيف الظل، وعجز عن ضبط انفعالاته فتحول صوته إلى حشرجة، كما فشل تماماً في اتقان اللهجة البدوية) بينما تعامل الآخرون مع الأدوار بسطحية (حنان ترك وصلاح عبد الله وزينة وكندة علوش) وهي المسؤولية التي يتحملها معها كاتب السيناريو، نتيجة ضيق الأفق، والخيال الكسيح، والمساحة الدرامية الضحلة التي لم تتح للممثلين أية فرصة للإبداع.

في فيلم آخر، غير «المصلحة»، كان يمكن لمشهد صلاة الجماعة، الذي يضم الكبار والصغار في وزارة الداخلية، أملاً في أن يبارك الله عملية القضاء على «أعداء الوطن»، كذلك مشهد تشييع جثمان الضابط في جنازة رسمية يبكي فيها كبار القادة، وتولول فيها الأمهات الثكلى، حزناً على «شهيد الواجب»، أن يفجرا في صالة العرض عواصف من الدموع، لكن شيئاً لم يحدث هذه المرة، نتيجة غياب الصدق الفني والإنساني، والتعامل مع المشهدين باستهانة بالغة… ولأن النية في «المصلحة» لم تكن خالصة لوجه الله والوطن… والسينما!

magditayeb@yahoo.com

الجريدة الكويتية في

29/05/2012

 

مصير أفلام النجوم… رهن برئيس الجمهورية الجديد 

يبدو أن نتائج الانتخابات الرئاسية في مصر هي المحدد الرئيس لمصير الأفلام في الفترة المقبلة، وهي التي تقرر ما إذا كانت هذه الأعمال سترى النور، وما إذا كانت السيناريوهات ستتعرّض للتعديل.

لم تعد السينما هذه الأيام سيدة قرارها، بل تتحكّم فيها ظروف ومتغيرات، خصوصاً السياسية منها مع تصاعد نجم التيار الإسلامي الذي بات يحدد المسموح والممنوع، بدليل ما تشهده الساحة من اعتراض على فيلم ما أو منع تصوير آخر  أو على مشاهد معينة. كذلك شهدت الساحة الفنية أكثر من مناظرة حول حرية الإبداع، ما دفع صناع السينما إلى انتظار ما ستسفر عنه انتخابات الرئاسة المصرية لتحديد مصير أعمالهم.

تخوّف من الإخوان

«توم وجيمي» بطولة هاني رمزي، أحد الأفلام التي دخلت خانة انتظار ما ستؤول إليه الانتخابات الرئاسية المصرية، خشية أن يؤخذ على صانعيه تقديم فيلم يتناول الرئيس باعتبار أن الطفلة جنى تؤدي فيه دور حفيدة أحد مرشحي الرئاسة، لذا ترك  السيناريو مفتوحاً حتى انتهاء الأحداث.

يؤكد مسؤولو الشركة المنتجة «نيوسينشري» أنهم يفضلون الانتظار حتى انتهاء الانتخابات ومعرفة رئيس البلاد المقبل لإكمال السيناريو والبدء في التصوير، تجنباً للتأثير السلبي على إيراداته.

بدورها، فضلت إلهام شاهين الانتظار حتى انتهاء الانتخابات الرئاسية لإكمال فيلمها الجديد «وسط هز البلد» الذي تدور أحداثه حول ما تشهده مصر في الفترة الجارية، وبناء على انتخاب الرئيس الجديد ستُحدد معالم الفيلم الذي تنتجه شاهين وتشاركها في بطولته عبير صبري ورانيا يوسف.

ثمة أفلام أخرى لم يتحدد مصيرها بانتظار ما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية أيضاً، لتخوّف صانعيها من جماعة «الإخوان المسلمين» تحديداً. حتى إن البعض قرر أن يهاجر في حال فوز هؤلاء في الانتخابات الرئاسية، على غرار إيناس الدغيدي (مخرجة فيلم «الصمت»، بطولة نيللي كريم) التي لا تنفكّ تهاجمهم في تصريحاتها.

توضح الدغيدي أنه في حال فوز محمد مرسي في الانتخابات سيصبح الفيلم في خبر كان، وسيُلغى أو يؤجل إلى أجل غير مسمى، أو ربما يظهر مخرج آخر يملك الجرأة لتقديمه، أما في حال خسارة الإخوان للانتخابات فسيرى الفيلم النور وستستغل الدغيدي الفرصة لمواجهة كل من يهدد الإبداع بحسب ما تراه هي

هكذا يدخل «الصمت» في نفق مظلم ليصبح مصيره مرهوناً بموقع جماعة «الإخوان المسلمين» في الانتخابات الرئاسية بعدما سيطروا على غالبية مقاعد مجلسي الشعب والشورى.

طيور الظلام

على أثر القضية التي رُفعت ضدّ عادل إمام واتهامه بازدراء الأديان، ظهرت إلى النور فكرة تقديم جزء ثانٍ من فيلم «طيور الظلام» الذي سبق أن قدمه عادل إمام في التسعينيات مع السيناريست وحيد حامد والمخرج شريف عرفة، للرد على من رفع تلك القضية وعلى التيار الذي ينتمي إليه، إلا أن  مصير الفيلم أصبح مرتبطاً بمدى إمكان فوز تيار الإخوان بالرئاسة. على رغم تأكيد وحيد حامد أن التحضير للفيلم جارٍ من خلال عقد جلسات عمل، إلا أن رؤية السيناريو النهائية لن تتضح إلا بعد تحديد مصير كرسي الرئاسة، لاستحالة تقديم عمل موجه ضد الإخوان في حال توليهم السلطة.

الجريدة الكويتية في

29/05/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)