حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تناص سينمائي في فيلمين عن الأطفال الأفغان

قوة الأمل من يبقيهم أسوياء في عالم غير سوّي!

قيس قاسم ـ السويد

 

بَيْنَ الفيلمين الوثائقيين "البحث عن علي" للسويدي بول هولندر و"الصبي مير: عشر سنوات في أفغانستان" للمخرج الإنكليزي فْيل جرابسكي تناص سينمائي، يدعو للدهشة، لكونهما عالجا موضوعاً واحداً، وبإسلوب يكاد يكون متشابهاً وبرؤية إخراجية متقاربة والأكثر مثاراً للإستغراب ان مخرجيه عايشا شخصياتهم المحورية مدداً طويلة قاربت العقد من الزمن. عايشا خلالها مراحل انتقال صَبيين أفغانيين من الطفولة حتى بلوغهما سن الرشد، وفي مكانيّن مختلفيّن من وطنهما!. والتناص كمصطلح نقدي لايعني الإقتباس والنسخ، بقدر ما يبحث في أوجه التقارب والإختلاف في التفاصيل، ومن بينها ان زمن انتاج الفيلم السويدي سبق الإنكليزي، والفارق الإجتماعي بين علي ومير كبير جداً، فالأول من عائلة ميسورة الحال، نسبياً، ويعمل في التجارة أما الثاني فكان فقيراً، معدماً بكل ما للكلمة من معنى.  

المشترك الأكبر بينهما إنهما، وفي ظل أوضاع غاية في القسوة تعيشها أفغانستان، لا يجد المرء فيها أي بارقة أمل للخروج من  النفق المظلم، الذي دخلته منذ إستلام حركة "طالبان" قيادتها وحتى بعد سقوطها ودخول الأمريكان اليها، وجدا أملاً في عودة الحياة السوية ثانية اليها أو على الأقل الأمل في أن يحقق بعض أطفالها أحلامهم البسيطة والمشروعة. قوة الأمل هي من يدفع الناس لتحمل قسوة الحياة ومخاطرها، وفي الفيلمين  يبدو هذا جلياً، وأكثر تجسيداً في الوثائقي الجديد "الصبي مير: عشر سنوات في أفغانستان".

يوضح جرابسكي لمُشاهده الأسباب التي دفعته للذهاب الى أفغانستان، في محاولة تمهيدية منه لشرح ظروف العلاقة الناشئة بينه ك"مخرج" وبين الصبي مير ك"نموذج". من بين أقوى الأسباب، كما جاء في الوثائقي نفسه، كانت الصور المنقولة عبر وسائل الإعلام لتفجير تمثال بوذا، في منطقة باميان الأفغانية عام 2001، والتي شاهدها جرابسكي وظلت عالقة في ذهنه، وبعد أشهر قليلة على سقوط حكم "طالبان"، تَحَفز السينمائي للذهاب الى هناك ليسجل المُتغيّرات المنتظرة بعد 30 عاماً من سيطرة قوى لم تجلب للبلاد والعباد سوى القتل والدمار. ووفق سيناريوه المكتوب على الورق أراد العثور على "شخوص" حية لفيلمه تجسد التحول الحاصل في الأنسان الأفغاني. في أول يوم لتصويره موقع تمثال بوذا  المُفجر، ظهر في أحدى اللقطات جزء من وجه طفل إرتسمت على محياه ابتسامة جسدت كل معاني البراءة الصادقة. هذا الصبي ذو الثماني سنوات كان إسمه: مير. ومن هنا، وتحديدا في العام 2002، بدأت فكرة عمل فيلم تسجيلي يواكب مراحل عيشه حتى بلوغه سن النضج بدلاً من أخذ نماذج "جاهزة" قد تقلل من مصداقية وقيمة الشريط. لقد تطلب هذا الإختيار العمل على المشروع عشر سنوات كاملة، سُجلت خلالها المُتغيّرات التي حصلت على الصبي مير والعالم المحيط به، فلقد أراده جرابسكي هكذا، فيلماً عن طفل عادي يعيش في ظروف غير عادية، إطلاقاً.

قوة الفيلم في الصدمة التي يحدثها فينا. فبعد عشرات سنوات، عدا التحولات البايولوجية عند مير، لم يحدث أي تغيير  في حياة الأفغان يذكر، سوى  القليل. فحياة مير وعائلته ظلت على بؤسها ولم يحصلوا من الأمريكان وحكوماتهم المحلية التي أعقبت طالبان سوى وعود لم تغنيهم عن جوعهم الحقيقي. لقد جاعوا طويلاً وسكنوا في الحفر والمغارات المجاورة لتمثال بوذا التي جاءوا اليها هرباً من بؤس ما وصلت اليه أوضاع قراهم في شمال البلاد تحت حكم "طالبان"، والأدهى أن الفقر نفسه أجبرهم ثانية للعودة اليها، ففي المكانين بؤس وجوع. رصده للحياة اليومية في القرية الأفغانية كشفت لنا واقعاً مخيفاً، محزناً، يدعوك للتساؤال عن معنى العيش فيها، إذا كانت بهذا المستوى من الدونية، لكنه في ذات الوقت يدعونا لفتح أفواهنا إندهاشاً من قوة الأمل والرغبة في مواصلة الحياة على ما فيها. فمير ومنذ صغره كان يحلم أن يصبح مديراً لمدرسة أو رئيساً للبلاد. ترى من أين يأتيه هذا الكم من الأمل في صحراء شاسعة من العوز. ومن أين لهذا الصبي الروح المنفتحة، المبتسم دوماً الضاحك من قلبه رغم شقاءه؟ قوة الأمل يشعها في المكان الذي يحيا فيه، رغم ثقل السنوات التي تضعفه يوماً بعد يوم. فالمدرسة التي يريد انهائها لا يستطيع مواصلة الدوام فيها، بسبب مشاركته والده العمل في الزراعة وفي حرث الأرض والعمل في مناجم الفحم. كل هذا العمل لا يوفر لهم مسكناً آدمياً، فينامون في أكواخ تسمى جزافاً بيوتاً ويقيمون وقت الحرث في مغارات وسط الجبال، قوتهم اليومي فيها لا يزيد عن قدح شاي ورغيف خبز ناشف، لكن قوة الحياة هي ما أراد صاحب الفيلم الاهتمام بها، فهي النادرة والمثيرة للأسئلة الوجودية أكثر من فقر الفلاحين في العالم، لهذا حرص كثيراً على تسجيل لحظات السعادة في حياة الصبي على قلتها. سجل فرحته  حين اشترى أول دراجة هوائية له من دخله الخاص في المنجم، وكيف استدان من معارفه وأقربائه مالاً ليقتني دراجة نارية بسيطة، فالسعادات الصغيرة لا تغيب عن حياة الطفل أو المراهق مير، مثله مثل كل الأطفال الفقراء في العالم، تراهم يجدون لأنفسهم دوماً فسحة من الفرح رغم فقرهم، فهي من يحمي سويتهم وتبعد عنهم أشباح الشر

في واحدة من تجليات طيبة الكائن المنعزل في بقعة جغرافية لا يربطها بالعالم سوى وسائل اتصال بسيطة، نجدها في رفض مير، وقد أصبح يافعاً، التطوع في الجيش الأفغاني رغم مغرياته. لقد شعر فطرياً أن هذا العمل قد يُميته أو يُصيبه بعجز يقعده عن العمل ومساعدة أهله المحتاجين اليه. لقد أراد البقاء في القرية والدراسة رغم كل الصعاب وبحسه البسيط، النقي، رفض وجود القوات الأجنبية على أرض بلاده وأرادهم الرحيل عنها سلمياً، فهم لايجلبون لقريته شيئاً سوى وعود وخدمات تافهة. من أين يأتي الوعي لهذا الصبي وسط أمية سائدة؟ هل هي الغريزة والإحساس الفطري بالخطر، والتمييز بين الخير والشر؟ كل هذة الأسئلة يمليها علينا الصبي الأفغاني وفي كل مرحلة من مراحل نموه وتضعنا في حيرة وعجز عن فهم الإنسان، ومصدر قوته الداخلية، بل وتدعونا للتفكير عميقاً في العالم المحيط بنا والبحث عن أكثر المناطق إشراقاً فيها كما فعل الوثائقي: "الصبي مير: عشر سنوات في أفغانستان" وقبله "البحث عن علي" فهو مثله ذهب في البحث عن المشرق في النفس الآدمية وحب الحياة رغم قساوتها غير العادية.  

الجزيرة الواثئقية في

14/05/2012

 

هلأ لوين : نظرة نسوية للحرب اللبنانية

صفاء الليثى 

هذا الفيلم يقرأ قراءة نسوية ، ليس فقط  لأن مخرجته امرأة، ولكن لأنها قدمت فكرتها بوجهة نظر نسوية منحازة كلية،  ترى من خلالها أن الحروب هى انعكاس لطفولة الرجال وعدم نضجهم. قدمت لبكى فيلمها بشكل أقرب إلى حلم يقظة مستعينة بمكر النساء لتصرف الرجال عن الرغبة فى الاقتتال وإشعال الحروب. كيدهن العظيم فى فيلم " هلأ لوين"، كيد فى الخير يسعى لتحقيق السلام فى الضيعة الصغيرة ، تقوم فيه النساء باستخدام حيلهن ومكرهن لصرف الرجال عن النزاع الذى يسبب حربا تنشب لأسباب تافهة

التناول فى فيلم "هلأ لوين" ليس سطحيا ولا تافها، بل يمثل فهما خاصا لطبيعة الحروب التى يجد فيها الذكور حقلا لممارسة فحولتهم. بسخرية تقرر السيدات أن تضعن الحشيشة وغيرها من المخدرات فى الخبز ويقدمونه للرجال حتى تهدأ فحولتهم المشهد غنائى غير واقعى يخلق حالة فنية تجلب البسمة. تستجلب النساء أيضا فرقة من الفتيات من أوكرانيا لشغلهم عن الاقتتال. الفكرة التى سبقت إعداد الفيلم فكرة لامعة لها جذور فى الأدب والفن العالمى ولكن المعالجة شابها الضعف وعدم الاتساق. بدأت لبكى فيلمها بمشهد لجنازة السيدات يعود بنا إلى الدراما الإغريقية. وجنحت إلى تقديم شخصية أمال مع حبيبها الذى يقوم بإعداد المقهى الذى تجمع فيه النساء مسيحيات ومسلمات فى إطار رومانسى، نسوية لبكى ليست نسوية كارهة للرجال بل محبة لهم راجية أن يعاملونها برقة وشاعرية. تقدم نادين رجلها المحب فى مشهد يتوازى فيه الحلم مع الواقع مع أغنية فيروزية مليئة بالآهات يقطعها صفعة من أم مسلمة على وجه ابنها السمين الظريف. ولكنها فى مشاهد تالية تدخلنا فى تقديم ساخر ينتمى لما يمكن تسميته بالواقعية الفجة التى تبالغ فى رسم الشخصيات وتناولها بشكل ساخر كالسيدة إيفون وزوجها، والسيد أحمد وزوجته بحجابها الأسود. تعدد الأساليب ليس عيبا فى حد ذاته ، فكثير من الأفلام يمكن أن نشهد بها تعدادا لأكثر من أسلوب فنى بشكل ناجح، ولكن لبكى لم تستطع أن تقدم انتقالات سلسة بين الأساليب المختلفة فى نهايات المشاهد والتفاصيل داخلها، ولم تعمل عليها جيدا أثناء الكتابة لكى يستدرج المشاهد فى بحور أساليب الفيلم وموجاته مختلفة الارتفاع. الفيلم محاولة شاهينية تعيدنا بشكل خاص إلى فيلم "عودة الابن الضال" حيث تعبر الحالة الغنائية عن الشعور الوجدانى لأبطال العمل. أخفقت لبكى فى ربط خيوط عملها وتجميعه فى ضفيرة مترابطة إذ يعانى الفيلم من التفكك وعدم التناغم بين أجزائه.

هناك لقطة فى الفيلم عندما ترفع أم نسيم بندقيتها لتهدد ابنها الأكبر لتمنعه من الشجار العنيف مع جاره المسلم ، أم نسيم  كانت فقدت ولدها الصغير برصاصة طائشة أصابته أثناء عبوره بين المقتتلين هناك بعيدا عن الضيعة ،  هو يذهب لإحضار ما يحتاجه أهل الضيعة من المدينة البعيدة هناك، يحضر ألف صنف وصنف معرضا نفسه لرصاص قد يأتيه من هذا الجانب أو ذاك، ذكرتنى لقطة أم نسيم شاهرة بندقيتها بلقطة مماثلة من فيلم تلفزيونى مصرى قديم عنوانه "رجل اسمه عباس" للمخرجة علوية ذكى وكان يناقش قضية الثأر فى صعيد مصر، وجه الشبه هو إقدام المرأة على حل مشكلة يعجزعن حلها أعتى الرجال. أن تقوم المرأة بحل المشكلة بأسلوب غير متوقع من النساء اللاتى تقدمن عادة ضعيفات تلجأن إلى الصراخ والعويل، وتقفن عاجزات عن الفعل فى المشاكل الكبرى.

علوية زكى ونادين لبكى كسرتا هذا النمط الشائع للنساء – الذى يروجه الرجال فى أعمالهم الفنية- وقدمتا نساء قادرات حتى على حمل السلاح – لا للقتل- ولكن لمنع الحروب. كأم أو ربة أسرة تنجح فى تأديب أبنائها الرجال عيالها سيء التربية

رسمت نادين لبكى لنفسها دور زعيمة أو قائدة لنساء الضيعة، وأى زعيمة ؟ إنها البريما دونا الجميلة القوية المحبوبة من الجميع، أعلاهم ثقافة فهى تقوم بالترجمة بين الفتاة الأوكرانية والحبيب فى مشهد لصراع أنثوى ذكورى، هى تحبه ولكنها ترفض سيطرته، يحبها ويتفاخر بقوامته عليها . تعشق مصورة نادين لبكى وجهها فتصورها فى بورتريهات جمالية وخاصة فى زاوية جانبية ، بروفيل مع إضاءات متنوعة.  وبلغ سوء أداء لبكى التمثيلى مداه وهى تصرخ فى الرجال وتخطب فيهم خطابا مباشرا لتعظهم بعدم الاقتتال. على العكس منها أدت السيدات متوسطات العمر الأمهات على الجانبين المسيحى والمسلم أدوارهن ببراعة تتناسب مع ما رسم لهن

وهلأ لوين، ودلوقت على فين ، والآن إلى أين ، سؤال مشروع،  فإلى متى تستمر حروب يشعلها الرجال، إنذار موجه للمجتمع ولذكوره بشكل خاص لكى ينتبهوا إلى خطورة الاستمرار فى شقاق دون أسباب قوية

لا يخلو فيلم لبنانى من قضية الحرب بدرجة أو بأخرى، وهنا تناول نسوى لقضية الحرب اللبنانية يعود بالأحداث إلى بداية الألفية الثالثة بأسلوب فنى يبدأ بالتراجيديا وينتهى بالسخرية، وهو عمل يستفيد من تقاليد المسرح بكل تنويعاته التراجيدية والكوميدية، عمل ممتع ينتصر للنساء ويرفعهن فوق صغائر يقوم بها الرجال للتعويض عن فحولتم المنقوصة. السينما اللبنانية وصلت مع نادين لبكى لقسم نظرة ما فى مهرجان كان ، كما وصلت إلى جمهورها العربى فى الخليج ومصر وشمال إفريقيا، تحفر طريقا خاصا لسينما تحمل من الصفات المحلية ما يجعلها تنافس سينمات عربية أخرى وتضيف إليها. ينتمى الفيلم لسينما المرأة بامتياز ، مما يجعل البعض من النقاد الرجال يتهمونه بالسطحية وعدم الاكتمال

حاز " هلأ لوين " شهادة النقاد من جمعية نقاد السينما المصريين كأفضل فيلم غير مصرى عرض عام 2011 . بالإضافة لجوائز أخرى حصدها الفيلم فى أكثر من مهرجان شارك به عربيا وعالميا.

الجزيرة الواثئقية في

14/05/2012

 

زوم 
بريق كان يتجدّد مثلما التقنيّات تتطوّر

بقلم محمد حجازي 

بعد غدٍ الأربعاء تنطلق الدورة ٦٥ من مهرجان «كان» السينمائي الدولي وتستمر حتى ٢٧ منه.

مهرجان عالمي أول عند النقّاد والمهتمين بالسينما، وكان في الترتيب المعمول به بعد الأوسكار، وهو بكل بساطة أكثر التظاهرات السينمائية استقطاباً لمحبّي السينما من جميع الاختصاصات، فهناك ما يقارب الـ ٢٥ ألف زائر يحلّون في المدينة الوادعة عند الشاطئ اللازوردي، أكثرهم من النقّاد الذين يفدون من أنحاء العالم وفي ذهنهم أنّ أحد عشر يوماً من السينما هنا تعني العودة إلى بلادهم لاحقاً بما لا يقل عن ٨٠ فيلماً جديداً، سيشاهدها العالم في مناسبات مختلفة، لكن الناقد تكون جعبته ممتلئة بكل جديد، هذا عدا عن الثقافة التي ينالها من الاختلاط والاحتكاك في أيام المهرجان داخل القصر الذي تُسمع فيه كافة اللغات.

البطاقات على اختلاف ألوانها وأبرزها ذات اللون الزهري تُتيح لحامليها دخول صالات القصر بثقة واحترام كبيرين، والموعد لا مجال فيه لأي تأخير كما يحصل في مهرجاناتنا العربية، حيث المواعيد المعلنة غير المنفّذة، وبالتالي يضيع الروّاد ولا يعثرون على أنفسهم حتى في حال دخلوا في معمعة قلّة التنظيم، ولا يحتاج الناقد لأن يسأل أي سؤال بالمطلق، لأنّ كل ما يريده من صور ومعلومات يجدها في الركن الخاص الذي يحمل رقماً خاصاً بصاحبه، وتكون الحصيلة أنّ المهتم يجد بين يديه كامل طلباته.

واللافت عند الجانب العربي عموماً أنّ الدورات العادية تشهد وجود عدد من النجوم المصريين  الذين دأبوا عاماً بعد عام على التواجد في القصر، يروحون ويجيئون ويحضرون عدداً قليلاً جداً من الأفلام، ومن ثم يعودون إلى بلادهم وهم يقولون كلاماً كبيراً عن حضورهم، وتمتّعهم بمناخ «كان»، لكنهم لا يقولون بأنّ أحداً لم يهتم لوجودهم، بل يظهرون كأنّهم نقّاد، ولولا بعض الحوارات مع صحافيين عرب لما كان أحد فعلياً ينتبه إليهم ويتحدّث إليهم.

اليورو مُرهق..

ومصاريف الفنادق والانتقال والتغذية لا ترحم في «كان»، لذا فإنّ كثيرين من الزوّار يفضّلون الإقامة في مدينة نيس البعيدة مسافة ٤٠ دقيقة بالقطار إلى «كان»، لكن بدل الإقامة يعادل ربع ما يدفعه الفرد في «كان»، خصوصاً أنّ القطار ومنذ أكثر من ٣٥ عاماً ينطلق من نيس إلى «كان» عند السابعة ودقيقتين صباحاً، بينما الفيلم الأول الذي يُعرض للنقاد يبدأ  عند الثامنة والنصف، وبالتالي فهذا يفسح في المجال لقرّاءة أكثر من صحيفة يومية، أو من إصدارات المهرجان Film Francais ويأخذ الكرواسان والشاي ثم يباشرون يومهم في مقر المهرجان، الذي يكاد المتواجدون فيه لا يرون بعضهم وهم يتنقّلون بين صالات العرض، والطابق الثالث حيث مقر المؤتمرات الصحفية، فما أنْ ينتهي عرض الفيلم حتى يجد الإعلاميون وبلمح البصر أُسَرْ هذه الأفلام بانتظارهم في القاعة الخاصة لطرح الأسئلة وعلامات الاستفهام وقول ما يمكن للفنيّين والفنانين على السواء، وسط جو من المصارحة نعتقد أنّه لو اعتمد عندنا لما مرّت الجلسة على خير، لأنّ النقّاد في «كان» من الأجانب يقولون للممثل: لا تكرّر ما فعلته ثانية لقد كان عملك سيئاً.

فعاليات «كان ٦٥» ستكون مختلفة هذا العام، كما هي في كل عام غير الذي سبقه ولا يكف الزملاء عرباً وأجانب عن حجز أماكن لهم عاماً بعد عام في هذه التظاهرة التي لم يخف بريقها يوماً، والتي تقدّم أهم دروس في حب السينما، وفي تواصل السينمائيين مع بعضهم البعض، خصوصاً بين المنتجين والموزّعين، والنجوم، بحيث يكون المكان أشبه بـ «عكاظ السينما».

«اللواء» تُخصّص مادة كاملة ورحبة عن المهرجان في يوم افتتاحه بعد غدٍ، بحيث نواكب هذا الحدث الكبير بأكبر قدر من الميدانية، وإنْ كانت الظروف لم تُتِح لنا التواجد على عادتنا في قصر المهرجان.

عرض

Dark Shadows: 113  دقيقة تحبس الأنفاس مع حب يدوم ١٩٦ عاماً

الشريكان ديب - بورتون يقدّمان لقطات دموية من وحي دراكولا

فيلم جميل متماسك الأوصال ما بين الرواية والتنفيذ، والفكر الإخراجي العابق في كل ثناياه، حيث نادراً ما يجد المشاهد إلفة مع الأجواء القديمة، فكيف إذا كانت كذلك وفيها مناخ مصّاصي الدماء مع الثنائي جوني ديب ممثلاً ومنتجاً وتيم بورتون مخرجاً، والنتيجة أنّ شريط Dark Shadows تمر دقائقه الـ ١١٣ وكأنّها بضع دقائق فقط للأسلوب المريح والعبقري الذي اعتمده بورتون معتمداً على جيش كامل من المتخصّصين في مجال المؤثرات الخاصة والمشهدية يقودهم: آماندا ديار، وآنغوس بيكرتون، مع نص مكثّف في المعلومات لـ سيث غراهام سميث، مستعيناً لكتابة القصة بـ جون أوغست، وبالسلسلة التلفزيونية لـ دان كيرتيس الذي تقاسم ميزانية الإنتاج مع ديب.

تصوير الفيلم تم في باكنغهام مع بلاس بارك وكانت في إنكلترا مع ١٥ مساعداً للمخرج، وموسيقى خاصة صاغها وأبدعها داني آلغمان، مع مدير تصوير رائع هو برونو ديل بونيل، ويمر الممثل الكبير وسيد أدوار دراكولا سابقاً كريستوفر لي في دور كلارني مجرّد ضيف شرف، وتعقد البطولة لواءها لعدد من كبار الممثلين إلى جانب ديب وهم: ميشيل بفايفر في دور إليزابيت كولينز، هيلينا بونهام كارتر (الدكتورة جوليا هوفمان) إيڤا غرين في دور جميل جداً (آنجليك بوشارد) بيلا هاتشكوك (ڤيكتوريا) وكلويه غرايس مورتينر (كارولين) إضافة إلى الممثلين: جاكي إيرل هالي (ويلي) جوني لي ميلر (روجر).

نحن في مقر عائلة كولينز التي عملت في مجال الصيد وتصنيع السمك، وأصبحت من أثرياء منطقة رحبة في ليڤربول، إلى حد إطلاق إسمها على ميناء المدينة كولينز بورت ويحصل أنّ أحد أفرادها بارناباس (جوني ديب) يقع في غرام ڤيكتوريا (بيلا هيتشكوك) بينما وقعت في غرامه الجميلة آنجليك بوشارد (إيڤا غرين) وهو رفضها لأنّه لاحظ في ملامحها وتصرّفاتها ما لا يوحي بالطمأنينة، فابتعد عنها، لكنّها كانت تمتلك قوة سحر فائقة فسحرته وجعلته يصطدم بالحائط ثم رمته في نعش وأطبقت عليه ثم وضعت سلاسل سميكة لمنعه من الخروج..

وبعد ١٩٦ عاماً، وبينما كان العمّال يقومون بأعمال الحفر والتنقيب في المنطقة يعثرون على التابوت ويتولّى أحدهم قطع الجنازير بقاطع حديد، ومن ثم يخرج منه جسد بارناباس فيقوم بقتل تسعة عمال في المكان، ويذهب فوراً إلى منزله القديم في لندن، حيث يكون العام ١٩٧٢، بما يعني أنّه انتقل من عصر إلى عصر.. وبالتالي فهو بدائي ولا علاقة له بالعصر الذي جاء إليه.

يدخل المنزل ليجد اليزابيت (بفايفر) تستقبله، وبعد برهة من الاسئلة لاكتشاف الحقيقة يفتح بارناباس أكثر من ممر سري يفضي إلى مخابئ فيها من المجوهرات واللآلئ ما لا يُحصى، ويطلب منها الإقامة في المكان من دون معرفة أحد لسرّه، لكن أنجليك تعود لتظهر عليه، وتذكّره بحبها له، وبأنّها ما زالت جاهزة لكل ما يرضيه، شرط أنْ يقبل بحبّها، لكنه رفض وخاض معها مواجهة مباشرة لم تكن أبداً لصالحه فقد تحدّاها في قوتها، وتحدّته هي في قوته، خصوصاً وهو يحاول فرض إرادته.

الدكتورة جوليا هوفمان (هيلينا بونهام كارتر) خاضت في علاج بارناباس ووجدت في الاستعانة بدمه كي تصبح خالدة لا تعبر عبرها السنوات أبداً، خير وسيلة لحياة مديدة، لكن الرجل ضبطها وهي تنقل دمه إليها فيلجأ فوراً إلى مص دمها كله، بحيث لم تعد قادرة على الاستفادة من أي قطرة دم منه إطلاقاً.

فيكتوريا تعود فتظهر، لكن انتحارها يكون حتمياً هذه المرة، أما أنجليك فقد يبست، وانهارت بالكامل، بعد مواجهتها له.

الشريط الذي توزّعه وارنر رائع فعلاً والمادة المفزعة المفترضة فيه تقدّم مشاهد ولقطات لا تنسى

تظاهرة

«مهرجان الفيلم العربي القصير» ينطلق اليوم على شاشة «مسرح المدينة»

٢٧ لبنانياً و11 من مصر والعراق وسوريا والمغرب وفلسطين

عند السادسة والنصف من مساء اليوم الاثنين تنطلق فعاليات مهرجان الفيلم العربي القصير تحت عنوان: «سينما لكل الناس» من تنظيم «نادي لكل الناس» على شاشة مسرح المدينة - الحمراء، ويُختتم مساء ١٧ الجاري بكونسرت لـ مايك ماسي، يليه شريط قصير لـ شريف بندراوي مدته ١٥ دقيقة.

الدول المشاركة في المهرجان هي: لبنان، مصر، سوريا، العراق، المغرب وفلسطين.

فيلم الافتتاح لـ إيلي خليفة بعنوان: رسالة حب، ومدّته ٢٠ دقيقة.

لبنان يشارك عبر جامعات: ألبا، اليسوعية، اللبنانية الأميركية LAU وLIU وUL، كسليك، كفاءات، سيدة اللويزة من خلال أفلام:

- نحن والميدان (محمد رفاعي) ٣ دقائق.

- إسمو قصة طويلة (كريستين وايبي) (١٣ دقيقة).

- Replica (مازن سعد الدين) (١٣٣ دقائق).

- Plasticine (طارق قرقماز) (١١ دقيقة).

- Play Ground (زين الشيخ) (١٢ دقيقة).

- ميشال وسميرة (مارلين نصر الله) (٢٥ دقيقة).

- Caution flying People (كريم الامين) (٦ دقائق).

- Sunny Boy Non Chalent (دامون غاوي) (٥ دقائق).

- اليقظة (محمد صباح) (١٠ دقائق).

- ذات (مروى كاروني) (١٩ دقيقة).

- ع بعلبك (سمير سرياني) (٢١ دقيقة).

- آنوسيس (مونيا عقل وسيريل عريس) (٦ دقائق).

- واحد ووحيد (غنى عبود) (٨ دقائق).

- سكون (جاد بيروتي) (١٣ دقيقة).

- صور جدي (وسيم جعجع) (١٣ دقيقة).

- إسم جديد (يارا أبي نادر) (١٠ دقائق).

- من النافذة (زينة الخطيب) (١٣ دقيقة).

- خلف النافذة (نغم عبود) (١٤ دقيقة).

- إذا أردت السرقة (ساندرا نعيمة) (١١ دقيقة).

- بيروت عالموس (زينة صفير) (١٣ دقيقة).

- اقتباس نغم الحجاز (لميس محمد) (١٤ دقيقة).

- Aftermath (وسيم طانيوس) (١٧ دقيقة).

- لا تترك العذراء (علي الزين) (١٢ دقيقة).

- عمو موريس (باتريك مزوّق) (١٠ دقائق).

- بين الخطوط (نضال بكاسيني) (٢٤ دقيقة).

- نظرة (فريد نصر) (١٤ دقيقة).

- ملح (ليا ليحود) (١٣ دقيقة).

< ومن مصر تشارك أفلام:

- Daily Visit (مادر نادر) (١١ دقيقة).

- ٤١ يوماً (أحمد العزيز) (١٨ دقيقة).

- لعبة البيت (محمد الوصيفي) (١٠ دقائق).

< ومن سوريا:

- مجرد مدينة (هشام الذوقي) (١٢ دقيقة).

- البرزخ (المهند كلثوم) (٢٨ دقيقة).

- قصة سورية قصيرة (داني أبو لوح ومحمد عمران) (٥ دقائق).

- Fiasco (نادية حمزة) (١٨ دقيقة).

- اللون الأحمر (لميا أبو الخير) (٣٧ دقيقة).

< ومن المغرب:

The Shepard (نيكولا بيار موران) (١٣ دقيقة).

- 70s By Grind House (شربل كا) (٤ دقائق).

< ومن العراق:

- أرض الابطال (سهير عمر خليفة) (١٧ دقيقة).

< ومن فلسطين:

- Mute (مؤيد عليان) (٢٠ دقيقة).

مشروع

ورشة «تروب فست» انطلقت في متروبوليس

علاء كركوتي، نديم مشلاوي، أمين درّة، نديم لحام، باشروا ورشة العمل الأولى حول صناعة الأفلام القصيرة ضمن مهرجان «تروب فست آرابيا» الذي يزور بيروت، في صالة متروبوليس - أمبير صوفيل الأشرفية، يوم الأربعاء الماضي، على مدى ساعتين بين ٦،٣٠ و٨،٣٠ مساءً. الغاية من هذه الورشة هي كيفية إخراج فيلم قصير، وعندما يُنجز شريط يجب أن يصوّر خصيصاً لـ «تروب فست» وألا تزيد مدّته عن سبع دقائق وأنْ يكون المخرج من دول البحر المتوسط: لبنان، الأردن، سوريا، العراق، تونس، ليبيا، مصر، الكويت، السعودية، جيبوتي، قطر، البحرين، الإمارات العربية المتحدة، اليمن، سلطنة عمان، فلسطين، المغرب، الجزائر وإيران.

لقتباس

كتاب الزيدي فيلماً هندياً

عام ٢٠١٠ أصدر الصحافي العراقي منتظر الزيدي كتاب: «التحية الأخيرة للرئيس بوش»، ومنذ أيام صدرت ترجمة له إلى الصينية، بينما يتفاوض الشاب الذي قذف الرئيس الأميركي جورج بوش بالحذاء خلال مؤتمر صحفي في بغداد، لإطلاق أول فيلم سينمائي مقتبس من الكتاب، يخرجه الهندي ماهيش باهات هذا الصيف، ويجسّد دور منتظر فيه الممثل عمران زاهيد، وتشارك فيه الممثلة بوجا باهات.

 

اللواء اللبنانية في

14/05/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)